حاكموا النظام .. .قبل محاكمة إرهابى قطار سمالوط/ مجدى نجيب وهبة

** إستمرار لمسلسل الإرهاب الطائفى بسماء مصر الإسلامية "مصر المحروسة سابقاً" ، لم تمر بضعة أيام على الإرهاب الطائفى والجريمة البشعة بكنيسة القديسين ليلة رأس السنة ، إلا وإنطلقت أفاعى الإرهاب والتطرف لتمارس كل أشكال الجرائم والبشاعة والطائفية ضد مسيحى مصر .. فى عمليات إرهابية طائفية سافرة "عينى عينك" ، فلا عقاب ولا محاسبة ولا ردع ولا قانون يفعل للمواطنة فماذا تنتظرون .
** لقد قدم النظام للإرهاب الطائفى المبرر لجرائمهم على طبق من ذهب حينما أطلق السيد وزير الداخلية أشاوس النظام وجحافل حى العمرانية الرصاص على مسيحى مصر أثناء تظاهرهم ضد حى العمرانية لوقف بناء مبنى كنسى وسقوط قتيلين وإصابة العشرات وحبس ثمانون مواطن وتأييدا لقمع الأمن لتظاهر الأقباط خرجت جميع الصحف لتدين الكنيسة وشباب الكنيسة وطالب البعض بالضرب بيد من حديد على مسيحى مصر بعد أن تجرأوا ووقفوا ضد الأمن ... لم يكن الهجوم على مسيحى العمرانية هو الضوء الأخضر لتنفيذ مخطط طائفى إرهابى لضرب كنيسة القديسين بسيدى بشر ، وما أسهل من تنفيذ هذه الجرائم الخسيسة التى لا تحتاج إلا شحن عقول المتطرفين وتدعيمهم بقنابل محلية الصنع "بالصواميل والمسامير وقطع الحديد وحتى بعد الأحداث الطائفية بكنيسة القديسين خرجت ذات الأقلام الطائفية تدين مسيحى مصر دون خجل وصاروا عرايا بسفالاتهم ووقاحتهم حتى سقطت ورقة التوت التى تستر عوراتهم ... لم يخجل أحد كتاب جريدة "صوت الأمة" ويدعى حمدى حمااادة الذى كتب مقالا بالصحيفة يبدى فيه إندهاشه من خروج الأقباط للتظاهر بعد أحداث الأسكندرية وكيف تجرأوا على الأمن فى احداث العمرانية وأحداث الأسكندرية وكيف رفعوا الصليب ورددوا الهتافات "بالروح بالدم نفديك ياصليب" ، بل وندد بالحملة الإعلامية التى طالب بها وزير الإعلام لتهدئة الأجواء وتخفيف دموع الحزن وإستهزاء بجميع الإعلاميين والكتاب ووصف أحدهم "بالرغاية" ، ثم إنطلق "محامى الإخوان" منتصر الزيات فى مقال أشد قبح وسفالة وهو يردد أن مصر إسلامية بدون بارود ولا قنابل وكرر نفس العبارات وهى كيف يتجرأ الأقباط على الأمن والنظام ويرفعون الصلبان فى سماء مصر الإسلامية وتناسى الزيات ماضيه الأسود هو والإخوان والإرهاب الملطخ بدماء أبناء مصر .. وسمحت جريدة اليوم السابع لنشر هذا المقال البذئ دون مراعاة للوطن أو المواطنة !!! ... فالنظام يكيد للأقباط ويترك الحبل على الغارب لكل من يطعن فيهم أو يقتلهم أو يروعهم ، فماذا تنتظرون بعد سلسلة الأحداث الطائفية الإجرامية تدعمها أقلام كاذبة ومضللة وخادعة ..
** ونعود لمسلسل الإرهاب الطائفى فى دولة سقطت منها كل أوراق الحب والسماحة لتحل محلها أوراق الكراهية والطائفية .
• الحلقة الأولى ، لم تحظى بأى تغطية إعلامية ولكنها نشرت فقط بجريدة الفجر الخميس 13 يناير 2011 : خبر بعنوان "مسطول يثير الرعب أمام كنيسة العذراء بعزبة النخل" وأسفل العنوان صورة لسكران ممسك بزجاجة خمر ، يقول الخبر "فى واقعة غريبة كان يمكن أن تشعل نيران الفتنة فى مصر كلها فقد حمل شاب عمره 30 عاما سيفا محاولا الإعتداء على المسيحيين أثناء دخولهم كنيسة السيدة العذراء بعزبة النخل السبت الماضى وهو يصرخ "سوف أقطع رقابكم تنفيذا لوصية الرسول ، مما أثار ذعر الناس وأدى إلى إغلاق باب الكنيسة وعودة المسيحيين إلى بيوتهم وقد تمكن الأمن من القبض عليه قبل أن يحدث إصابات بإمرأة مسيحية كان على وشك أن ينال منها وهى تصرخ بشدة ، وتم إقتياده إلى قسم شرطة المطرية وقيل بعد القبض عليه أن الشاب فى حالة سكر تام ولا يدرى ما يفعله نتيجة تناوله أقراص هلوسة " وللأسف لم ينشر هذا الخبر إلا فى جريدة أسبوعية ، فهل حجب النشر بهدف التقليل من شأن الحدث وحجز المتهم يومين أو 24 ساعة داخل القسم ثم الإفراج عنه بعد توجيه كلمتين من السادة مسئولى القسم "عيب ياحمادة دول برضه إخواتنا ، وهم يضحكون " ... ولا تعليق
• الجريمة الطائفية الثانية : أثناء توقف القطار المفاجئ "هذا قول أحد المصابين" والقادم من محافظة المنيا بعد سيره بـ 15 دقيقة بمحطة سمالوط وبعد وقوف القطار 5 دقائق على رصيف المحطة فوجئ الضحايا بدخول شاب قالوا أن عمره يتراوح بين 35 عاما يحدق فى الركاب ويمشى فى طرقة القطار ثم يعود لمنتصف العربية ويرجع مرة أخرى إلى المقاعد الأمامية ويردد "لا إله إلا الله" ويخرج مسدسه الميرى ويطلق النار نحو ركاب المقاعد 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 بعناية فائقة أدت إلى مصرع "فتحى غطاس" 71 سنة وإصابة زوجته ثم وجه فوهة مسدسه وهو على بعد 20 سم من الضحايا إلى سيدة وإبنتيها وأطلق عليهم طلقتين ثم أطلق بقية الرصاص على بقية المجموعة المسيحية الموجودة فى الصفوق الأمامية حتى أخر رصاصة .
** فى الجريمة الأولى تم التعتيم الإعلامى عليها رغم خطورتها فليس ما قام به هو مختل عقليا أو مبرشم أو سكران وإنما كمونى أخر يحمل سيفا أراد أن يقتل به بعض مسيحى مصر تنفيذا لوصية رسول الإسلام .
** فى الجريمة الثانية قتل مواطن مسيحى وإصابة 6 أخرين أقباط يجلسون بجوار بعضهم فى عربة القطار إثنين منهم حالتهم خطيرة ... وخرج السفلة والحمقى من زباينة النظام لوصف القاتل بأنه مضطرب نفسيا والبعض قال أنه يعالج من حالة الصرع التى إنتابته بعد قتل زميله فى الخدمة ، وصنفت الجريمة قتل خطأ ... المهم هو البحث عن مبرر للهروب من الجريمة الطائفية وتحويلها إلى جريمة جنائية ، ليس خوفا من الإدانة الدولية أو حرصا على سلامة الأمن الداخلى ، فلا هذا ولا ذاك ولكنه الإستهزاء والإستخفاف بالمواطن المسيحى والكيد له وللكنيسة ، فالجريمة تتم والبورماجية يصدرون الفتاوى لإفلاتهم من العقاب ، ومع ذلك دعونا نطرح بعض التساؤلات حول طائفية الجريمة قبل أن نصاب بحالة قئ من أقوال بعض السادة المسئولين محافظ المنيا ، د. مفيد شهاب ، الجهات الأمنية .
• أولا / ما الذى يدفع بشاب بالغ من العمر 32 عاما متزوج حديثا ولديه طفل رضيع أن يحمل سلاحه الميرى ويعبئه بالذخيرة الحية ويذهب إلى رصيف المحطة وهو يراقب القطار القادم من أسيوط إلى القاهرة وفى سرعة البرق يستكشف ركاب القطار سريعا فى مدة لا تستغرق أكثر من 3 دقائق حتى يقع عينيه على ضالته المنشودة بعض الأسر المسيحية تجلس فى العربة الأمامية للقطار خلف الجرار فى العربة رقم 9 ويدخل من الباب الأمامى ثم يحدق فى وجوههم وصدورهم ويجد الصلبان معلقة بالصدور ، وبعد التأكد من هدف جريمته الإرهابية يقوم بعملية تأمين للموقع فيسير فى الطرقة حتى منتصف العربة ليلقى نظرة على الركاب ويتأكد من هويتهم وأشكالهم ... وفى ثوانى معدودة يعود للمقاعد الأولى ويبدأ بتنفيذ جريمته وهو يردد مع كل طلقة رصاصة "لا إله إلا الله" ، كان إطلاق الرصاص بعناية شديدة ليس بسبب إصابة الهدف بل لتحقيق كل رصاصة الهدف المنشود منها وهو إصابة القلب ... لم يكن هناك متسع للإرهابى للعشوائية فالصيد ثمين وأمامه 7 ضحايا من مسيحى مصر وهناك 7 رصاصات فلا وقت للهزار .
• أطلق الرصاصة الأولى على مواطن مسن 71 سنة إخترقت كتفه الأيمن لتصيب القلب وتخرج من الظهر ولفظ أنفاسه داخل مستشفى سمالوط ... الرصاصة الثانية إخترقت المصابة "صباح" وأحدث بها تهتك فى البنكرياس وإنفجار فى الكبد وحالتها خطيرة ورصاصتين أصابت الأختين ماجى ومريام .. الرصاصة الخامسة أصيب بها خطيب مريام فى ذراعه تسببت فى كسره .. الرصاصة السادسة أصيب بها زوجة المجنى عليها فى البطن أدت إلى إستئصال الطحال والكلى وحالتها خطيرة .. وربما قد إنضموا إلى حافلة الشهداء وهناك تكتيم على عدم الإعلان عن وفاتهم لمنع الإثارة ؟!!!! ... فهل يمكن إعتبار هذا الشرطى هو مضطرب نفسيا بل إن ما يثير الضحك أن ينطلق الجميع برفض كلمة "مختل عقليا" ليضعوا مكانها "مضطرب نفسيا" ، فما الفرق بينهم ...
** ربما سمعنا عن جرائم المضطربون نفسيا وهى الإعتداء على الزوجة أو الأبناء أو الإعتداء على الوالدين والإخوات ، ولكننا لم نجد أو نسمع عن مضطرب نفسيا يهاجم قطار ليصنف الركاب بين مسيحى ومسلم فيكون صيده الثمين من المسيحيين فقط ، لكننا تحت سماء مصر الإسلامية ، كما يرددها بعض الموتورين .. فكل شئ أصبح جائز ومباح .
** كيف يتسنى لمضطرب نفسيا أن يكون على وعى كامل بعد تنفيذ جريمته بإصراره على الهروب والقفز من القطار بعد أن عجز الركاب على الإمساك به وتصدى له أحد الركاب وإستطاع أن يمسك به من الجاكيت فما كان منه إلا أن ترك له الجاكيت وهرب ، بل ترك سلاحه الميرى بعد أن حصل عليه الركاب ولم يسلمه بسهوله ولكنه سقط منه بعد نفاذ الرصاص بالطبنجة .
** إذا كان توصيف الشاب بالمضطرب نفسيا ويحمل فى نفسه كل هذه الكراهية والحقد لمسيحى مصر ، فنقول لكل من يصفه بذلك إنك مخادع وكاذب ومضلل وإرهابى بل وأسفل من الإرهاب نفسه .. لم تكن العثور على أسرة مسيحية هو بالشئ الغريب وسط مجموعة من السيدات المحجبات فيكفى وجود صلبان على صدورهم .
** لم يكن هذا المتطرف الإرهابى بالمضطرب نفسيا فقد دخل العربة بعد أن حدد الصيد الثمين الذى سعى إليه وبعد تنفيذ جريمته حاول أن يهرب وهو فى كامل قواه العقليه وقوته البدنية .
** لم يكن أمام الإرهابى المتطرف "عامر عاشور" مندوب الشرطة إلا الثأر من مقتل شريكه فى التنظيم السلفى "سيد بلال" والفتك ببعض الضحايا من الأقباط وهو يعلم جيدا أنه لن تطوله يد العقاب بل سيعتبره البعض بطلا للعبور الكبير على جثث الأقباط .
** هذه هى حقيقة ودوافع الجريمة ، وقد أشعل هذه الدوافع أحد الكتاب بجريدة المصرى اليوم يدعى "د.حسن نافع" فقد أهال التراب على الأمن والأقباط بسبب وفاة السلفى سيد بلال فماذا ننتظر بعد إعطاء الضوء الأخضر للمتطرفين للثأر من الأقباط لوفاة "كلب من كلاب السلفيين" .
** إنها جريمة بشعة بكل المقاييس لا ينفذها مجرم نازى ولكنها جريمة ينفذها متطرف إرهابى فقد كل معانى الإنسانية والرحمة وإنتزعت من قلبه كل دواعى الحب والرحمة !! .... جريمة القطار "797" العربة "9" رصيف سمالوط ..
** أما أكثر جرما من الجريمة فهى التصريحات التى إنطلقت للتغطية على الجريمة وتأهيل الأخرين بمزيد من الطائفية والإرهاب :
• السيد اللواء محافظ المنيا نفى وجود أى شبهة طائفية سوى أنه شخص صعد إلى القطار وأطلق النار بطريقة عشوائية لأن الضحايا كانوا يركبون قطار وليسوا معروفين للجانى ولا هو معروف لديهم ... نقول له عيب ياسيادة المحافظ قولوا كلمة حق لوجه الله ، نعم الضحايا ليسوا معروفين للجانى ولا هو معروف لهم ، ولكن الجانى يبحث عن هوية الضحايا وليس أسمائهم .
• أما الدكتور مفيد شهاب فنحن نندهش من مواقفه الغريبة والمعقدة ضد الجرائم الطائفية ، ففى الجريمة الأخيرة بمحطة سمالوط رفض د. مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية الحكم على الحادث بأنه طائفى قبل إستكمال التحقيقات ، وأكد شهاب أن المتهم لم يستهدف الأقباط فقط وحاول إطلاق الرصاص على مواطن يدعى محمود عبد الباسط حميدة ولكن الذخيرة نفذت ، كما أن الأجهزة الأمنية أكدت أنه كان يطلق النار عشوائيا ... ويبدو أن الدكتور مفيد شهاب تناسى أن المجرم حاول أن يطلق النار على المواطن محمود عبد الباسط بعد أن تصدى الأخير له وأمسك بسترته وسيطر على سلاحه وهو ما جعل الإرهابى يصوب فوهة مسدسه إليه ولكن الرصاص كان قد نفذ .
** ومن ثم بعد جريمة إرهابية طائفية ، لمصلحة من يستخفون بعقولنا ويستخفون بالمواطن المسيحى فى مصر وإلى متى ستظل هذه الجرائم الطائفية وإلى متى ستظل هذه الأقلام السافلة والمنحطة تبرر جرائم الإرهاب ضد الأقباط ومحاولة طمسها والتضليل بأنها جرائم موجهة ضد الأقباط والمسلمين .. إرحمونا فالبلد فى خراب مستعجل وكل مدلس يناؤى الإرهاب هو إرهابى أخطر من الإرهاب .
** تحية خالصة إلى صديقى الرائع الصحفى الأستاذ أيمن عبد المجيد رئيس قسم الأخبار السياسية بمؤسسة روزاليوسف ونقدم له التحية على مقاله الرائع فى الجريدة اليومية الصادرة فى 14 يناير 2011 تحت عنوان "أشقاء حقا لا شعارات" .. يقول أ. أيمن عبد المجيد "كلنا إخوة أبناء وطن واحد عدونا واحد الإرهاب الأفعى تنفث سمها لتنال من مصر ، فلنقطع الرأس ولنتصدى لكل من يعزف لها بمزمار الخراب لترقص تتلوى بيننا" ، ويمكن قراءة المقال على موقع الجريدة .... حماك الله ياأرض مصر وحمى شعبك من طيور وخفافيش الظلام .

CONVERSATION

0 comments: