لا نخاف الموت ... ولا نسعى إليه ، هذه حقيقة يؤمن بها كل مسيحي العالم المؤمن والمتمسك والعارف معنى الأيمان المسيحي .
لا موت في الأيمان المسيحي . لأن المسيح أعطانا الحياة الأبدية بتقديم نفسه ذبيحة كفارية عن خطايا البشر. وأصبح الموت أو المفهوم المسيحي للموت هو نهاية العمر الجسدي الترابي للأنسان على الأرض ، وإنتقال الروح إلى الفردوس لتنضم إلى مجموعة المسبحين لله في الأعالي والأستمتاع بالحياة الأبدية الروحانية مع الله الواحد الذي ظهر متجسدا في المسيح يسوع ليقدم نفسه قربانا لفداء أحب ما خلق وصنعت يداه الطاهرة آلا وهو الأنسان .
بعد أن دفع الثمن فوق الصليب ، لم يترك الله الأنسان وحيدا على الأرض ليعود إلى سالف عهده ويضيع في برية الحياة الزائلة . لكنه بعد صعوده إلى كرسي مجده ، أرسل روحه القدوس المعزي والمضيء لينير طريق كل من آمن به إلها وفاديا ومخلصا .
لم يكن هذا فقط هو عدم خوف المسيحي المؤمن من الموت الجسدي !! . لكن للتغير الجذري في صلة هذا الأنسان بالله . قبل الخلاص كان الأنسان عبدا لله . بعد الخلاص صار الأنسان إبنا لله . كيف حدث هذا ؟ !
حدث هذا عندما طلب منه التلاميذ أن يعلمهم صلاة مثلما علم يوحنا المعمدان أتباعه . فقال لهم صلوا قائلين .. أبانا الذي في السموات ...إلخ ، وكان هذا أول إعلان للبنوة ، تلاه ما قاله ضمن عظته على الجبل .. إذا طلب أولادكم سمكة هل تعطونهم حية !! فما بالكم بأبيكم السماوي . وفي هذا القول أيضا تأكيد صريح وواضح عن هذا التغير الجذري في علاقة الله بالأنسان من عبد إلى إبن ، وطبيعي العبد لا يرث ملكوت الله ، لكن الأبن يرث ملكوت الله وهذا ما وعده به الأبن " في بيت أبي منازل كثيرة " .
إذن علاقة الأنسان المؤمن بالله أصبحت علاقة أبوة وبنوة ، الأب الأله .. الأب الحنون المحب لأولاده .. والأله القادر على كل شيء وحماية أولاده . لقد وضعهم في حدقة عينه من يمسهم يمس حدقة عينه . فمما نخاف !! هل نخاف الموت ؟ كلا وألف كلا .. لأنه لا موت للمؤمن المسيحي بل إنتقال .. إنتقال من حياة الفناء إلى حياة الأبدية فمن يبيع الأبدية التي وعد بها الله للمؤمنين " ما لم تره عين أو تسمع به أذن ما أعده الله للمؤمنين " .
أما أننا لا نسعى إلى الموت .. فهذا واضح وضوح الشمس في يوم صاح لا غيم فيه وقت الظهيرة . لقد علمنا الكتاب المقدس أن سافك دم الأنسان يسفك دمه . بالبلدي .. القاتل لابد أن يقتل ولو بعد حين .. سيسأل البعض لماذا سأل المسيح تلا ميذه إن كان مع أحدهم سيف ، فظهر أن مع إثنين منهما سيف ، فطلب منهما أن يحتفظا بسيفيهما . حدث هذا في ليلة القبض عليه . قد يسأل ساءل .. بالطبع طلبه هذا لغرض الدفاع عنه لمعرفته المسبقة بالقبض عليه وتقديمه للمحاكمة .. وهذا ما أوضحه في ليلة العشاء الرباني حينما قال لتلاميذه أحدكم سيسلمني الليلة .. لم يصدق التلاميذ ونفوا عن أنفسهم هذه الشبه ، بل ذهب بطرس ألى القول بأنه مستعد أن بفديه بحياته .. فكان رد الإله الظاهر في الجسد .. ستنكرني ثلاث مرات قبل صياح الديك . وقد تم هذا بالفعل .
نأتي إلى ليلة القبض عليه ..فنقرأ من إنجيل يوحنا البشير الأصحاح الثامن عشر والأعداد من 2- 6 وكان يهوذا مسلمه أيضا يعرف الموضع . لأن يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه . فأخذ يهوذا الجند وخدما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح . فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون . أجابوه يسوع الناصري . قال لهم يسوع أنا هو . وكان يهوذا مسلمه أيضا واقفا معهم . فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراءوسقطوا على الأرض .
ونستمر في القرأة من نفس الأنجيل ونفس الأصحاح والأعداد من 10- 11 ..ثم إن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى . وكان إسم العبد ملخس . فقال يسوع لبطرس أجعل سيفك في الغمد . الكأس ألتي أعطاني ألآب ألا أشربها . هذا ما جاء في إنجيل يوحنا عن ليلة القبض على يسوع . مما يثبت قدرته وقوته الألهية عندما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض .
نعاود القراءة من نفس الأنجيل ونفس الأصحاح والأعداد من 19 -23 : فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه . أجابه يسوع أنا كلمت العالم علانية . أنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما .وفي الخفاء لم أتكلم بشيء . لماذا تسألني أنا . أسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم . هوذا هؤلاءيعرفون ماذا قلت أنا ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا قائلا أهكذا تجاوب رئيس الكهنة . أجابه يسوع إن كنت قد تكلمت رديا فأشهد على الردي وإن حسنا فلماذا تضربني .
هذا ما تعلمناه من رب المجد يسوع المسيح الأب الحنون والأله القادر فمما نخاف ؟؟!! لا شيء ولا أحد . ولماذا لا نسعى إلى الموت ؟؟!! لأننا لا نقابل العنف بالعنف ، من يأخذ السيف بالسيف يهلك ، وسافك دم الإنسان يسفك دمه . وعلمنا أيضا أن لانسكت عن الظلم بل نتكلم ونعرض مظالمنا دون خوف أو رهبة ونقول لماذا تظلموني ؟ لماذا تأخذون حقي دون وجه حق ؟ لماذا تعاملونني على أنني غير مواطن كامل الأهلية ؟ لماذا تصرون على إستمرار الأضطهاد ؟ كما قال رب المجد إن قد تكلمت رديا فأشهد على الردي وإن حسنا فلماذا تضربني . نعم نسأل لماذا نتعامل بهذه المعاملة نحن المسيحيين في بلاد الشرق والدول الأسلامية ؟؟!!
صدق قول الرب القائل : تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله .
فهل يارب هذه الساعة هي الأن ؟؟!!
رحماك يا إله الرحمة فدم الأبرياء صارخ إليك ولا معين لنا سواك .
0 comments:
إرسال تعليق