هذه الجملة الترحيبية هي اجمل ما سمعت أذناي، وأذكر أن أول مرة سمعت فيها هذه الجملة الترحيبية كانت في عمان حيث كنت أزور هناك بعض الخلان فإذا به يقول لي : هلا بربك.
أجزم أن هذه التحية هي أردنية مائة بالمائة. عبارة ترحيبية عميقة وواسعة إلي أبعد الحدود. أنت عندما يقبل عليك عزيز فأنت ترحب بكل مافيه وما أتي معه لدرجة أنك ترحب بربه الذي أتي منه ومعه. لم أسمع مثل هذا العبارة الترحيبية ( هلا بربك ) في كل فلسطين بمختلف مناطقها ولهجاتها، سمعت ( يلعن ربك ) ولكن ( هلا بربك ) لم أمسعها سوي في الأردن.
والسبب في أنني بدأت بالإستهلالة السابقة هو أن الفلسطينيون إستخدموا هذه العبارة مستقبلين قوات ( بلاك ووتر ) حيث قال الفلسطينيوون لـكل قاتل محترف في ( بلاك ووتر ) هلا بربك. عبارة تليق بالإستقبال العظيم الذي تقدمه سلطة رام الله لفرق الموت القادمة إلي الأراضي الفلسطينية وبما أن ( أمريكا ) هي رب وإلاه ( بلاك ووتر ) كان ترحيب السلطة الفلسطينية الحميم بقوات المتزقة الأمريكية هذه وكأنهم يقولون لك قاتل محترف في تلك القوات .. هلا بربك.
ولا يسعني سوي الزهو فخراً بأن تنبأت بقدوم فرق الموت هذه إلي الأراضي الفلسطينية في مقالة ( هاي دقني ) منذ سنتين أو يزيد قليلاً قلنا فيه " إن قوات أمريكية ستقوم بتنظيم الحياة والمرور في الشوارع الفلسطينية وهاي دقني" . ستتحول الأراضي الفلسطينية إلي ( سفاري ) لقناصة ( بلاك ووتر ) وبعد أن تمرسوا علي قتل العراقيين وتخرج كل من هؤلاء المرتزقة بمرتبة ( قاتل من أول طلقة ) وهذه حقيقة معروفة حيث أن هناك جيش طويل من جثث العراقيين يشهد بذلك تم قتلهم علي يد مرتزقة ( بلاك ووتر ) عن طريق طلقة واحدة في الرأس.
دعوني أقولها بصراحة أن ما عزمت سلطة رام الله أن تمارسه علي الشعب الفلسطيني سيكون لا مثيل له ولا سابقة في صفحات التاريخ العربي والفلسطيني قامت فيه قيادة شعب ذليل لا حول له ولا قوة بإستئجار شركة متخصصة في القتل لتقتل هذا الشعب الذليل ومع كل جسد فلسطيني يسقط بطلقة نارية نافذة في الرأس، يخرج صوت يقول للقاتل .. هلا بربك.
الخارجية الأمريكية والتي ستخضع لمحاكمات الكونجرس بعد إنتهاء ولايتهم ( كالعادة ) لم تستأجر تلك الشركة ولم تتعاقد معها إلا بعد تشاور مطول مع قتلة ومرتزقة منظمة التحرير وحركة فتح وسلطة رام الله ، قال لهم مرتزقة منظمة التحرير: نحن نعلم أنكم ترفضون إعطائنا الأموال إرضاء للرأي العام في أمريكا ونحن بدورنا نقول لكم لماذا لا تقومون بالتعاقد مع شركة من القتلة المأجورين بتلك الأموال تكفينا وتكفيكم شر المسائلة وتبعد عنا جميعاً تهمة قتل الشعب الفلسطيني مع سبق الإصرار والترصد ولما وافق مبعوث الخارجية الأمريكية علي هذه الجريمة خرج إليه الصوت الفلسطيني المجرم ذاته وقال له: هلا بربك.
عار وجود تلك الفرق من القتلة المحترفين يقع علي عاتق العرب جميعاً، عار عليهم أن يقبلوا أن يكون الشعب الفلسطيني أهدافاً متحركة لعمليات قنص تقلص أعداد الشعب الفلسطيني إلي الحجم والكم الذي يسمح لإسرائيل ولعصابة المجرمين في رام الله أن تسيطر علي هذا الشعب. سلطة فلسطينية يا عرب تنادي بالقضاء علي الشعب الفلسطيني بخطة جهنمية لا تخرج إلا عن ( أساتذة ) إنشاء منظمات من المرتزقة حصدت خلال تاريخاها بجانب الأجساد الفلسطينية أجساداً أردنية ولبنانية ، تقتل ولسان حالهم يقول لكل من يقتلون: هلا بربك.
لقد حانت ساعة الثورة الشعبية الفلسطينية أن تتخلص من هذا العار المسمي بسلطة وطنية وهي سلطة خالية من أي وطنية يحتويها شعار تلك السلطة. حانت ساعة الشعب أن ينقض علي جلاديه وزبانية الصهاينة وأن يذيقهم من نفس الكأس التي شرب منها الشعب الفلسطيني مهللين وهم يطيحون بكل رمز من رموز الخيانة الفلسطينية .. الله يلعن ربك.
- لوس أنجليس
0 comments:
إرسال تعليق