أوباما الحالم ... والإسلام الأمريكى/ مجدى نجيب وهبة



** دعا القس الإنجيلى "ثيرى جونز" لحرق المصحف الشريف فى ذكرى هجمات 11 سبتمبر ، كما أعلنت منظمة "جناح اليمين المتطرف" إنها ستقوم بحماية مقر كنيسة دوف التبشيرية التى يرعاها القس المتطرف أثناء مراسم حرق المصحف ، ولم يكن تصريح هذا القس الهدف منه إلا سكب مزيداً من البنزين لإشعال حروب دينية ، ووجد ما وجد ترحيب من المتطرفين الإسلاميين والحكومة الأمريكية ، والتى لم تشجب هذا العمل أو تحذر منه !!! .

** فى الوقت الذى أثار مشروع بناء المسجد والمركز الإسلامى الذى سيحمل إسم "بيت قرطبة" المخطط إقامته قرب موقع "مركز التجارة العالمى" "جراوند زيرو" الذى تم تدميره فى هجمات 11 سبتمبر جدلاً حاداً يتزايد يوميا فى الشارع الأمريكى ما بين مؤيد للمشروع كدليل على التسامح الدينى أو المعارض له بإعتباره إهانة لضحايا هجمات سبتمبر ، فى الوقت نفسه بدأت قصص تسخين الحطب تنتشر ، فقد إتهم سائق أمريكى من أصل أفريقى مسلم ، شاب أمريكى "21 عاما" بالشروع فى قتله بطعنه بسكين فى نيويورك والإعتداء عليه ، بدافع الكراهية بسبب الجدل حول خطة بناء مركز إسلامى ومسجد بالقرب من موقع برجى مركز التجارة العالمى بنيويورك وبسبب الديانة ، وقد صرح الأمريكى المسلم "أحمد شريف" الذى تعرض للطعن بالسكين أن سبب الإعتداء عليه بسبب ديانته فى الوقت الذى تغاضى فيه عن الحوار الذى ربما قد دار بينهم حول الجدل الذى أثارة السعى لبناء مسجد قرب موقع الهجوم على البرجين .

** وتساءل البعض لماذا سعى الإسلاميين إلى بناء المسجد فى هذا المكان بالذات ، والأغرب الترحيب الأمريكى والموافق عليه فورا .. أما عن حادث الإعتداء على السائق فقد سارع عمدة نيويورك بتقديم هدايا للسائق وأبنائه الأربعة من بينها قمصان مكتوب عليها "أحب نيويورك" وسرعان ما إلتف الإعلام الأمريكى حول السائق لتضخيم الحدث ووضع التوابل والشطة .. فقد زعم السائق أن الراكب قال له " سلام عليكم " ثم فجأة بدأ يسخر منه بعد أن عرف ديانته وسخر من شهر رمضان وإنفجر غاضبا فى وجهة وبدأ يصرخ ويلعن حيث بدأ السائق وقد شاهد الجانى يمد يديه إلى عنقه فتحرك قليلاً وعندها جاءت الطعنة فى ذراعه ، كانت الطعنة عميقة للغاية حتى إنها طالت عظامى ، ثم ضربه مرة ثانية والسائق يناضل من أجل الحياة والأخر يسبه ويلعنه ولم يكن يشغل السائق إلا حماية نفسه فقد رأى وجهة مفعماً بالغضب وكان يسعى لقتله ثم قال له من فضلك !!! لا تقتلنى ؟!! .. لماذا عليك قتلى ؟ ماذا فعلت ؟ وقالت شرطة نيويروك أن الجانى "مايكل إنرايت" كان مخمورا بينما عبر أصدقاء "إنرايت" عن دهشتهم بعد أن وصفوه بأنه شخص عمل على بناء الجسور بين الثقافات والأديان ، وهو ما جعل كل من يعرفه يصاب بالدهشة التامة وقد تم نشر صور للسائق الأمريكى من أصل أفريقى فى جميع الصحف ووسائل الإعلام ولم تنشر صورة واحدة للجانى .. ولأن ربنا عرفوه بالعقل فنظرة واحدة على المجنى عليه بدأ ضخم وعملاق وقوى البنية ... وبالعودة لتصريح المجنى عليه فقد رأى الجانى وهو يطعنه بالرقبة ثم إبتعد قليلاً فأصابت الطعنة كتفه وكانت شديدة حتى وصلت للعظام ، كله والمجنى عليه لا حول له ولا قوة متماسك وهو يقود سيارته وسأل المتهم من فضلك لا تقتلنى لماذا عليك قتلى ؟! ماذا فعلت؟ ، يحدّث هذا للسائق العملاق وهو يقود سيارته ولم تهتز يديه على عجلة القيادة بينما الكتكوت الشرس ينط على كتف الضحية لمحاولة طعنه وقد إشتركت الشرطة الأمريكية فى الترويج لهذة الكذبة الفاضحة وذلك بهدف إخراس الأصوات المعترضة على إنشاء المركز الإسلامى والمسجد ، بل أن هناك قصص تصلح لإعتبارها حدوتة قبل النوم والتى أطلقتها بعض وسائل الإعلام الأمريكية حيث نشرت أن الزعيم الروحى لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن رفض فكرة بناء مسجد فى "جراوند زيرو" بزعم رفض زعيم القاعدة لرؤية التناغم والتسامح بين الأديان ... لا حول ولا قوة إلا بالله !! .

** لقد جاء أوباما إلى الحكم مرتدياً ثياب الحرية والديمقراطية بينما ينتهج نفس سياسة الرئيس الأمريكى "جورج بوش" قد ينقلب "السحر على الساحر" ويعجز عن صرف العفريت الذى قام بتحضيره .

** لقد كتبنا أكثر من مرة إبحثوا دائما عن المستفيد من إغتيال زعيم دولة إلى إيواء الإرهابيين فى حكومات العالم الثالث لا يترك الحاكم الحكم إلا بعد موته ، وفى أمريكا الراعى الرسمى للإرهاب أعلنت أن إستراتيجيتنا هى خلق الفوضى والفراغ فى العالم ومن قلب الفوضى والفراغ يأتى الخير ، فى ظل هذه الفوضى العارمة ينتظر الأمريكيون الخير كله بعد الخراب الذى سيحل بالعالم " هل قرأتم أحقر من هذه التصريحات" .

** لم يصدقنا أحد حين أعلننا عقب سقوط البرجين مثل البسكويتة فى أقل من دقيقة عقب إصطدام طائرتين فى منتصف المبنى والذى صمم على أحدث طراز لتحمل الصواعق الكهربائية والزلازل .. إبحثوا عن المستفيد وحتى بعد إتهام القاعدة بهذا العمل لم تقوم بنفيه بل أعلنت تأييده وتفاخرت بهذا الإتهام ولم يكن من هدف أمريكا إلا زرع مزيد من الفوضى والإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط لإيجاد ذريعة لإقتحام الدول والشعوب تحت زعم البحث عن تنظيم القاعدة .

** لقد دار سيناريو مماثل فى العراق قبل إسقاط نظام صدام فقد زعمت أمريكا بوجود أسلحة دمار شامل وأسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية ، وبلع صدام الطعم وصدق نفسه بأنه عملاق العرب وكانت النتيجة شحن أمريكا للعالم كله ضد العراق ، ولم تقم له قامة حتى الأن وإنهار النظام العراقى وإشتعلت الحروب الطائفية وإستوطنت القاعدة أرض الرافدين .. لم يكن هدف أوباما الحالم هو السعى بإنشاء مسجد بالقرب من البرجين إلا زرع مزيدا من الجدال الدائر بين الغرب والعالم العربى ليظل الوضع مشتعلا دينيا وليكتسب محبة السعودية .

** لقد تناسى العالم واقعة الطالب اليابانى "بوشى هاتورى" 16 عاما فقد ذهب هو وصديقه الأمريكى "ويب" إلى حفلة راقصة بمنزل صديق ثالث ، وحينما ضغط هاتورى على زر جرس الباب خرج شاب أمريكى عملاق يحمل مسدسا وأدرك الأمريكى "ويب" أنهما أخطأ فى العنوان فتراجع إلى الوراء إلا أن اليابانى هاتورى تقدم ببراءة نحو الشاب العملاق وقال له وهو يبتسم نحن هنا من أجل الحفلة الراقصة وقبل أن يكمل كلامه أطلق عليه العملاق الأمريكى رصاصة إخترقت قلبه فسقط صريعا غارقاً فى دمه وفى هدوء إستدار القاتل وأغلق باب منزله ورغم ذلك حصل على البراءة من القضاء الأمريكى .

** هذه هى أمريكا .. تقدم نفسها على أنها دولة القوانين والحريات فى حين أنك تستطيع أن تقتل وتمارس أبشع الجرائم بإٍسم القانون .

** لقد توهم الرئيس الأمريكى راقص السامبا أنه ساحر العقول المهووسة بالتغير فأدمن بيع الوهم والأحلام .. وقف أوباما فوق المسرح ليحرك عرائس المارونيت وهو يحمل سيف الإرهاب الملطخ بالدماء بعد أن تحولت الفوضى فى بعض الأماكن إلى حروب وصراعات طائفية إشتدت الصراعات فى باكستان والعراق والصومال ولبنان والسودان .. لم تعد أمريكا حلم الحرية ، بل أصبحت عجوزة شمطاء تهدل جسدها وترهرهت بعد أن فقدت مصداقيتها وهيبتها وتحولت إلى دولة عشوائية وتطاولت عليها معظم الدول بل أن كوريا الشمالية تحدت أمريكا بإطلاق صاروخ طويل المدى .. ووقفت أمريكا عاجزة ، بل أن الأسطول الأمريكى العملاق أصبح غير قادر على التعامل مع عصابات القراصنة فى الصومال فى ظل تزايد العلاقة بين عصابات القراصنة الصوماليين وتنظيم القاعدة .

** لقد أدت أحلام الرئيس الأمريكى إلى إشتعال الفتن فى كل مكان بالعالم وعودة الحلم الإسلامى بحكم مصر وبعض الدول المحيطة .. يحدث ذلك فى الوقت الذى بدأت فيه بعض الأصوات فى الشارع المصرى تتعاطف مع "جماعة الإخوان المسلمين" عقب إذاعة مسلسل الجماعة وكأنهم قد تناسوا كابوس الإرهاب وجرائم القتل والسرقة والخطف والتى تتم بإسم الإسلام ، وتناست الوجوه الحالمة أن الذين يحلمون بحكم الإسلام السلفى أو الشيعى لن يجدوا إلا وجوه عابسة ولحى طويلة وهراوات غليظة .. يخرجون إلى الشوارع يضربون كل من لا يصلى فى المسجد أو لا يغلق متجره عند الأذان ، وقد أعطت بعض الدول التى أعلنت تطبيق الشريعة لجماعات "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" البدعة الوهابية توجيه الإتهام لأى إنسان فى الشارع ثم محاكمته فى الحال لتنفيذ الحكم فى خلال دقائق معدودة لتتراوح هذه الأحكام بين الجلد والإعدام أو السجن ، ففى عهد الخومينى أسيلت الدماء وأزهقت أرواح الأبرياء حتى أطلق على كل ملتحى إرهابى إسم الخومينى .

** ومن جرائم حكمه هجم شباب "حراس الثورة الإيرانية" على حى الفنانين وأخذوا سبع نساء ممن يمتهن الرقص والغناء ، ووجهوا إليهن تهم البغاء وتم إعدامهم علنا فى الشارع تحت سمع وبصر الحكومة ، ومرة أخرى أعدموا إثنى عشر إمرأة كن يسبحن فى البحر فى غير الوقت المخصص للنساء .

** هذا هو الحكم الإسلامى الشيعى الذى يشتاق إليه البعض ، فهم أشبه بمصاصى الدماء الذين ما أن يستسلموا لقبلة من مصاصة دماء ليتعايشوا فى لحظة نشوة يعقبها إصابتهم بهذه اللعنة فهل نفيق من هذه الكوابيس وفى دولة عربية أخرى ، قبض شباب الأمر بالمعروف على وزير يركب سيارته ومعه سكرتيرته وهما فى الطريق إلى عملهم ووجهوا إليهما تهمة الزنى وتم جلدهم أمام المارة .

** وفى السودان صدر قانون الإحتشام يقضى بسجن أو ضرب الأنثى إذا أردت ملابس غير تقليدية وبالقطع الجميع يتذكر الصحفية التى قبض عليها وحكم عليها بالجلد والتهمة إرتداء بنطلون جينز وثارت بعض الدول والشعوب ضد هذا الإرهاب الذى يتزعمه الرئيس السودانى عمر البشير والذى قد صدر ضده أمر إعتقال ومطلوب القبض عليه من قبل محكمة العدل الدولية وإعتقاله ، ولم يوقف تنفيذ الحكم إلا بعد دفع المواطنة الدية وقبولها بدلا من عقوبة الجلد.

** وفى إحدى الدول العربية تم القبض على أحد قادة الجيش حين إنتقد سياسة الحاكم ، فسلط هذا الحاكم شباب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وهجموا عليه فى منزله يوم الجمعة بتهمة عدم الخروج للصلاة فى المسجد وربطوا الحبل فى رقبته وإقتادوه فى الشارع كالذبيحة وكنوع من الإذلال والتجريس ، وفى اليوم التالى عاد القائد إلى عمله وكأن شيئاً لم يحدث ولكن بعد أن سلبت منه شجاعته فى النقد وجرأته فى الكلام ، إنها نماذج لبعض الحوادث المخذلة والتى حكمت شعوبها بالشريعة نقدمها للموتورين أصحاب العقول الحالمة لتطبيق شريعة بإسم الإسلام .

** أما فى السعودية فالناس هناك يضربون ويسوقون مجبرين إلى الصلاة تحت تهديد الهروات حتى أصحاب المحلات إذا لم يغلقوا متاجرهم أو لم يتركوا أعمالهم .. إنه الفكر الظلامى والكابوس الجاثم على صدور الجهلاء ...

** لقد أدى التراخى فى ترك هؤلاء المضللين إلى إنتشار ظواهر عديدة فى المجتمع المصرى ، أحد هذه الظواهر هى النقاب الذى سيطر على عقول عديدين حتى فى المستشفيات ، فى كلا من مدن الشرقية وكفر الشيخ والزقازيق قصص وحكايات تصاب قرائها بالضيق والغثيان ، بل أنه يوجد قرية طوخ بأكملها إشتهرت بإرتداء جميع النساء النقاب وإطلاق جميع الرجال اللحى فى ظل تنامى تأثير جماعة أنصار السنة بالقرية .. إنهم لا يكلون ولا يملون للمطالبة بالدول الدينية ليحكمها شيوخ التطرف وجماعة الأمر بالمعروف ، يؤمنون أن الإسلام عقيدة وعبادة وشريعة وحكما وجهادا للمطالبة بتطبيق شرع الله .

** لقد تحولت بعض المساجد إلى معاهد لتخريج الدعاة أو القتلة الذين يتم تأهيلهم من فوق المنابر فى الندوات التى تعقد بعد صلاة المغرب ، فى إصرار لخلط الدين بالسياسة لتحقيق هدف التمكين فى الأرض ، ورغم السياسة الأمريكية المعلنة التى تأوى وتنمى الإرهاب لنشره فى العالم لبث الفوضى والخراب كما ينص دستورها إلا أنها تحاول فى كل مرة أن تظهر بمظهر المجنى عليها المغلوب على أمرها فى الحرب ضد الإرهاب أو العاجز عن مواجهة أمراء المساجد الذين تدربوا وتعلموا على يد قادة دربتهم المخابرات الأمريكية فى أفغانستان والبلقان والشيشان .

** لقد دأبت أمريكا على محاربة الإرهاب فى العلن وعلى الوجه الأخر تحتضنهم وتنسق معهم فى الخفاء لتحقيق مصالحها ، فهل تكف أمريكا عن التلاعب بالأديان وتحريض البعض كلا ضد الأخر ، أم تنفذ إستراتيجيتها التى جاءت فى كتاب "بوش محارباً" وهى خلق الفوضى والفراغ ومن قلب الفوضى والفراغ يأتى الخير ، وفى ظل هذه الفوضى العارمة ينتظر الأمريكيون الخير كله بعد سيطرتهم على الخليج بالكامل بلا أدنى تهديد أو إزعاج ..

** أخيراً ملعونة أمريكا الدولة الراعية للإرهاب .. والله الذى خلقنا جميعا قادرا على مساوتها بالأرض ربما تفيق من غفلتها التى دمرت الشعوب .



رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد

Email : elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: