إدعاءات المأفون شرف الدين/ د. مصطفى يوسف اللداوي


لا يترك الضال المضل نبيل شرف الدين فرصةً إلا ويحاول أن ينال فيها من المقاومين، وأن يعتدي على رموز المقاومة والشرف فيها، فيردد أقوال الإسرائيليين، وينشر إشاعات الضالين المضلين المارقين، في محاولةٍ منه لتشويه صورة المقاومة المضيئة، التي عجز العدو الإسرائيلي أن ينال منها، أو أن ينتصر عليها، وقد عييَّ عن الإساءة إليها، أو تشويه صورتها، أو الإساءة إلى رموزها وشخوصها، ولكن ما عجز عنه العدو يحاول الضال شرف الدين أن يحققه، فيعمد إلى استغلال كل منبرٍ إعلامي لتوجيه سهام الضلال إلى حركات المقاومة في أمتنا، فيشكك مرةً في جدية المقاومة، ويحرض على رموزها وأبناءها، ويقلل من فعالية المقاومة ويهون من أثرها وفعلها، وأخرى يعظم فيها من شأن العدو، ويهول في قدراته، ويذيع تهديداته، وعلن إنذاراته، ويدعو الأمة إلى اليأس والقبول بعيش الذل والهوان، وأن تتخلى عن رداء كبرياءها، وأن تنزع عن نفسها ثوب العزة والكرامة، وأن تقبل بعيش الخنوع والمسكنة في ظل الهيمنة والتفوق الإسرائيلي الذي يروج له.

ليس نبيلاً في شئ، ولم يكن ولن يكون شرفاً للدين في يومٍ من الأيام، طالما أنه يتعمد تضليل الأمة، والنيل من كبرياءها وعزتها، والاستهزاء من قدراتها، والسخرية من تاريخها، والتآمر مع أعداءها، ليس نبيلاً من يقبل الاعتراف باستعلاء العدو، ومن يدعو إلى الخضوع له، والاستسلام لبغي قوته، وحيف سطوته، واستعلاء باطله، ليس نبيلاً من يتخلى عن أهله، ويصدق عدوه، ويروج أخباره، ويمرر دسائسه، ويبث فتنه، ليس نبيلاً من ارتضى الهوان في نفسه، ودعا أمته ليكونوا مثله، أذلةً صغاراً، عبيداً وإماءاً، يأتمرون بأمر العدو، ويخضعون لإرادته، ويطبقون سياسته، ليس نبيلاً من ثلم سيف أمته، وحد سيف عدوه، ورضي بالعيش ذليلاً تحت ظلال البغي التي لا تحمي ولا تقي، ليس نبيلاً من يرى دماء شعبه تسفك وتراق، وهو يبرر للعدو جرائمه، ويحمل المقاومة تبعة الدم المسفوح، وليس شريفاً من يتعاون مع العدو للنيل من أمته وشعبه، ومن يتآمر على قواها الحية ليضعفها أو يوهنها، وليس شريفاً من يقبل بالذلة والصغار، ويعيش عيش العملاء، ليس شريفاً من ارتضى أن لنفسه أن يعمل مزيناً للعدو، ومجملاً لصورته، ومروجاً لأفكاره، ومبرراً لأفعاله.

وما الإشاعات التي أطلقها المأفون المريض نبيل شرف الدين على فضائية الجزيرة، ضمن برنامج الاتجاه المعاكس، الذي ناقش جدلية "نهاية الخيار العسكري الإسرائيلي"، إلا جزءاً من برنامجه التضليلي، وخطته القذرة، فهو ينفذ في كل إطلالةٍ إعلامية ما يخطط له، وما يطلب منه، فيردد ما تريده إسرائيل بلسانٍ عربيٍ مبين، فمن لا يفهم اللغة العبرية، والتعبئة المحبطة الإسرائيلية، التي حاولت عبر سنين طويلة أن توهن من عزم أمتنا، وأن تضعف إرادتها، يتنطع المأفون شرف الدين للقيام بها، عله يتمكن من إيصال ما عجز العدو عن إيصاله، وهو يعلم أنه ينفذ بقزميته المهينة أجندة العدو الذي يستهدف أمته وشعبه، وعندما استقى أخباره السوداء من الشبكة العنكبوتية كان يعلم أنها إشاعاتٌ وافتراءاتٌ صهيونية، خطتها وكتبتها وأشاعتها أيدٍ صهيوينة، وهي تتعمد إشاعتها بين الحين والآخر، ولما كان نبيل شرف الدين يمثل العدو الصهيوني فكراً ولساناً، فقد تعمد أن ينقل على الهواء مباشرة ما يسعى الإسرائيليون إلى إشاعته، إذ أن حادثة الاستثمار المفتراة في أوكرانيا، حادثة مختلقة، ولا أساس لها من الصحة، وهي من صنع ذوي العقول المأفونة، الذين يحاولون التطاول على حركة حماس، وصدقية جهادها، وسمعتها الحسنة التي تثبتها سيرتها الطيبة، كما أن الخبر المفترى قديمٌ، وقد تم نشره لأول مرة في العام 1993، ولكن جهاتٍ معادية تتعمد أن تجدده على مواقعها الاليكترونية من حينٍ لآخر، رغم يقينها أن القصة محبوكة بشخوصها وأرقامها وأماكنها وتفاصيلها، ولا أصل لها، وإنما هي محاولة مختلقة وأسطوانة مشروخة، يتكرر نشرها، في سرمدية المعركة القائمة بين الحق والباطل.

إنه لضالٌ مضل، وفاسدٌ مفسد، يتعمد الخطأ، ويبحث عن الإساءة، ويسعى للفرية والإشاعة، وقد علم أن المناضرة ليست بينه وبين حركة حماس، التي استطاعت بفعلها أن تثبت نهاية الخيار العسكري الإسرائيلي، وأن تؤكد أن الأمة قوية بدينها وفكرها وعزم أبناءها، وأنها قادرة بصدق وإرادة الرجال فيها، أن تفشل مخططات العدو، وأن تجبره على التراجع والكف عن اعتداءاته المستمرة، وأن تعلمه أن معاركه مع أمتنا لم تعد نزهة ولا سياحة، وإنما هي معاركٌ حقيقية، تسلتزم الدم والموت لجنوده، وهو لن يعود إلى غزة خوفاً من الموت الزؤام الذي ينتظر رجاله فيها، وإنه ليشرفني أن أدافع عن حركة حماس التي سما نجمها بالجهاد والمقاومة، وارتفعت أرصدتها بالثبات والصمود، وعلت راياتها بالصدق والوفاء، وأن أرد الشبهات عنها، وإن كنت قد أعلمته أنني لم أعد أنتمي تنظيمياً إليها، إذ تفرغت منذ سنواتٍ للكتابة والأبحاث العلمية، التي آمل من خلالها أن أميط اللثام عن عجز العدو، وأن أكشف عن كثيرٍ من ثغراته وعيوبه، وأن أفضح أسراره وخباياه، وأن أصد سهام العابثين المارقين المتآمرين أمثال نقيض النبل، وصنو الخيانة، ولكني أعتز وأتشرف بسنوات عمري المشرقة التي قضيتها في حركة حماس، سواء ممثلاً لها في أكثر من دولة، أو عضواً منتسباً وعاملاً فيها في أكثر من موقعٍ ومهمة، أو سجيناً لمراتٍ عدة بتهمة الانتماء إليها، أو مبعداً باسمها من سجن غزة إلى جنوب لبنان، والمدعو نبيل شرف الدين كان يعلم أنني في هذه الحلقة وفي غيرها لا أمثل حركة حماس، وإنما أتحدث بصفتي الشخصية، كاتبٌ وباحثٌ فلسطيني، أدافع عن حقوق وثوابت شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، وأثبت أننا كلنا أبناء هذه الأمة جنوداً في هذه المعركة، أينما كنا، وفي أي موقعٍ وجدنا، نستغل طاقاتنا، ونوظف جهودنا في مواجهة عدونا، ولكن الضال الخالي من النبل، والمفتقر إلى الشرف، يأبى إلا أن يستغل كل منبرٍ إعلامي، وأن يستمر في مؤامرته، وأن يطلق سهامه المسمومة في كل اتجاه، عله يقتل اندفاع الأمة، وينال من يقين رجالها، وعزم الصادقين من أبناءها، ولكن أمله قد خاب، وسهمه قد طاش، وصوته قد تهدج وضاع صداه في أدراج الرياح، وهو وعدونا اليوم أو غداً عنا سيرحل، وعن بلادنا سيجلوا، ولكن بثيابٍ معفرة، ووجوهٍ مكفهرة، ومآلٍ ومصيرٍ لا تستره إلا الرمال.


CONVERSATION

0 comments: