أنقذوا القدس من التتر../ ندى الحايك خزمو


يا أهل الأرض في كل مكان..

يا كل الشجعان....

كنائس القدس تقرع أجراس الخطر..

مساجدها تنادي كل البشر ..

أنقذوا القدس من التتر.. الذين يعيثون بها فساداً.. ويعتدون على البشر والشجر والحجر..

لبوا نداء القدس يا قوم.. كفاكم تخاذلاً .. استنهضوا الهمم ..

لبوا نداء القدس واستعيدوا كرامتكم يا أمم ..

القدس في خطر.. أرض ومقدسات وبشر..

قوموا .. تحركوا.. هبّوا لنجدتها.. فماذا تنتظرون يا عرب ..

كفاكم نواحاً على ما يجري .. فالنواح لا يعيد ما اغتُصب.

حرباً شرسة يشنونها عليها وأنتم لا تفعلون سوى الشجب ..

أنظروا ماذا يفعل أهلها من أجلها.. تعلموا منهم حب الوطن..

فها هي سلوان تنتفض غضباً على سفك دم شهيدها الذي قضى دفاعاً عن أرضه.. عن بيته.. عن وطنه.. دفاعاً عن قدسه..

وها هي العيسوية تنتفض غضباً على سفك دم الرضيع الذي استشهد اختناقاً بغازهم وهو في حضن أمه..

سلوان تنتفض وأحياء القدس تنتفض معها .. باسم الأقصى .. باسم القيامة.. باسم كل حجر مقدس في قدسنا المتألمة .. باسم كل جرح نزف بيد جبارة ظالمة..

سلوان تنتفض.. رافعة الرأس لن تلين .. ولن تستسلم لقطعان المستوطنين.. لن ترهبها حفنة من المستعربين.. ولن تخيفها أسلحة المتطرفين..

هي سلوان.. لم تكل ولن تتعب.. هي سلوان.. لم تخف ولن تُرهب .. هي سلوان .. بركان غضب يثور ويتصدى للمغتصب..

يريدون الاستيلاء على بيوتنا ونصمت.. يريدون مصادرة أراضينا ونسكت.. يريدون قتل أبناءنا ولا نغضب..

في قدسنا وأحيائها استوطنوا .. وحرمة مقدساتنا انتهكوا .. وعلى مساجدنا وكنائسنا اعتدوا.. وعلى أراضينا استولوا.. ويريدون منا أن نسكت؟!

يفلتون عصاباتهم علينا.. يقومون بمسيرات استفزازية في أحيائنا.. ويهددوننا في عقر بيوتنا ويعتقلون ويقتلون أبناءنا وينتظرون منا أن نصمت؟!..

هل كنا سنغضب لو أننا نعيش بأمن وسلام في وطن حر غير مقيد؟!

فنحن شعب لا يريد الا العيش بحرية.. نحن شعب للأمن ننشد ..

نحن لا نريد الا حقنا في العيش بكرامة .. من غير حواجز وجدار وتقيّد..

مددنا للسلام أيدينا ولكنهم مدوا لنا القنابل والرصاص والقتل والتدمير والتشرّد ..

لذلك لا لن نسكت.. ولن نصمت.. حتى يتحقق السلام العادل لشعبنا وتعود لنا أراضينا وقدسنا ..

فلبيك يا قدس كلنا لك .. ففي سبيلك الأرواح تهون..

لبيك يا قدس فنحن فداك .. وقسماً قسماً لن نكون.. مثل الصامتين عما يجري والمغلقين الآذان والعيون.. والراضين بالذل والعار.. فان خنتم فنحن لن نخون.. وعنك لن نرضى بديلاً.. ودوما لك وفيك سوف نكون ..

يا قدس ..

قسماً لن نسكت مثل الساكتين.. ولن نخضع مثل المستسلمين الذين ارتضوا الذل والعار المهين.. فنحن سندافع عنك.. وأبداً أبداً لن نستكين.. أرواحنا وأجسادنا نقدمها لك حتى نحقق النصر المبين..

وأنتم يا من تقفون مع القدس فكل الشكر والتقدير لكم ..

أما أنتم أيها المتخاذلون الصامتون عما يجري في القدس .. سيسجل التاريخ إن لم تتحملوا مسؤوليتكم تجاهها، وإن لم تستيقظوا وتهبوا لنجدتها، انكم ارتضيتم العار لأنفسكم بتخليكم عنها.. فكل ديباجاتكم حولها ستكون باطلة .. وكل شعاراتكم عنها ستكون كاذبة .. فلن تكون قلب أمتكم .. ولن تكون عروس عروبتكم.. لأنكم لم تحافظوا عليها وتركتم عدونا ينهش لحمها ويلتهم كل شبر فيها.. أما نحن فنحن الأحق بها لأننا ندافع عنها.. وسنحميها وان تخلى الجميع عنها ..

فحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم.. (البيادر)

· كاتبة وصحافية في مجلة البيادر المقدسية


CONVERSATION

0 comments: