الطلاق البائن بين البعثيين والناصريين
أحمد أبو صالح في هذه الحلقة يميط اللثام عن الطلاق البائن بين رموز الوحدة الصادقين وبين البعثيين أصحاب شعار الوحدة المروجين لها ظاهراً والمقطعين لأوصالها حقيقة.
أحمد منصور: في 27 يوليو (تموز) 1963 استقال لؤي الأتاسي من رئاسة الدولة، واختير أمين الحافظ مكانه ليضم إلى جوار رئاسة الدولة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، لماذا استقال لؤي الأتاسي؟
أحمد أبو صالح: إنصافا للحقيقة لؤي الأتاسي كان وحدويا، ويطلق عليه بأنه من أشد الناصريين حماسة لإعادة الوحدة بين سورية ومصر، وبدليل أنه شارك جاسم علوان في عصيان حلب في أول نيسان 1962 فعندما أتوا في أضابير ملفات الذين نفذ فيهم حكم الإعدام بطلب الموافقة عرف بأن حكم الإعدام قد نفذ..
أحمد منصور: بالفعل.
أحمد أبو صالح: بالفعل، وأتوا بالأضابير كغطاء لهذه الجريمة النكراء، استنكر ذلك..
أحمد منصور: وهو رئيس الدولة ولا يعرف.
أحمد أبو صالح: وهو رئيس الدولة ولا يعرف، فتقدم باستقالته انسجاما مع كونه وحدويا، وأن الوحدويين هم الذين تعرضوا للقتل و..
أحمد منصور: تذكر كم عدد الذين حكم عليهم بالإعدام أو الذين أعدموا؟
أحمد أبو صالح: أنا شخصيا كنت أظن أن العدد كبير، ولكن بعدما قرأت في بعض المصادر..
أحمد منصور: قرأت، ويعني أنت في الحكم وما عرفتش العدد بالضبط..
أحمد أبو صالح: لأ ما بعرف العدد.. بالعشرات، الشيء اللي قرأته..
أحمد منصور: فيه مصادر قالت إن هم أربعين ضابط.
أحمد أبو صالح: أربعين أيوه أنا هذا يمكن اللي قرأته، لكن كنت أظن أن العدد…
أحمد منصور: والرئيس أمين الحافظ أيضا قال إن العدد يعني لا يزيد على ذلك، وإنه عفا عن البعض.
أحمد أبو صالح: عفا، لم يصدر ذلك غير صحيح، إنه..
أحمد منصور: لا كده عفو.. هو أنتم كان عندكم حاجة بتصدر..
أحمد أبو صالح: لا.. لا، كان يدخل السجن وإذا استجار به أحدهم..
أحمد منصور: أجاره.
أحمد أبو صالح: أجاره، نعم، يعني على الطريقة الجاهلية.
أحمد منصور: على طريقة نظام الحكم..
أحمد أبو صالح: على طريقة نظام الحكم، أما بالنسبة لأمين الحافظ وإسناد رئاسة الدولة..
أحمد منصور: ده كان سؤالي التالي لماذا أمين الحافظ؟
أحمد منصور: مع الأسف الشديد كنا في ذلك الحين نعتقد أن المرحلة تحتاج إلى عسكري لرئاسة الدولة، عسكري لأن هيبة أكثر من أن يكون الرئيس مدنيا، تعودنا على ذلك..
أحمد منصور: الرئيس المدني عندكم صار بيشتغل موظف عند العسكر.
أحمد أبو صالح: صار بيشتغل موظف عند العسكريين.
أحمد منصور: يقولوا له روح البيت يروح، تعال يجي!
أحمد أبو صالح: يؤسفني أن أقول أيضاً بأن أول من اقترحه ميشيل عفلق، وثنى على اقتراح ميشيل عفلق الأستاذ صلاح الدين البيطار وشبلي العيسمي، وأنا كنت موافقا طبعا لسببين لأنني مقتنع برأي الكثرية، وثانيا: أنا اعرف أمين الحافظ، ولكن ليس كما أعرفه الآن، كنت أظن أنه أكثر تركيزا، أكثر انضباطا، أكثر فهما، أكثر وعيا، لكن مع الأسف الشديد تبين أنه ضابط شجاع منضبط كعسكري، ولكن لا يصلح لأن يكون رئيس دولة.
أحمد منصور: أنت قلت مع الأسف اقترحه ميشيل غفلق، ايه مع الأسف؟
أحمد أبو صالح: لأن ميشيل عفلق يفترض في اذهان كثير من البعثيين وغير البعثيين بأنه رجل حكيم بعيد النظر.
أحمد منصور: بس أنت رأيك كان في ميشيل عفلق غير كده من أول مرة شفته سنة 49؟
أحمد أبو صالح: صح، بس أنا أقول كان قائم في أذهان كثير من البعثيين وكثير من الناس اللي سمعانين بميشيل عفلق بأنه رجل حكيم، ورجل رزين، ورجل بعيد النظر وإلى آخره.
أحمد منصور: لكن الحقيقة..
أحمد أبو صالح: لذلك الآن باقول إنه أنا يعني أستغرب إنه في ذلك الحين أول من رشح أمين الحافظ هو ميشيل عفلق.
أحمد منصور: طبعا اتكلمنا عن قضية تسريح الضباط وكيف كان أمين الحافظ يوقع على القوائم التي كانت تأتي من صلاح جديد، وكان هناك تركيز على تسريح الضباط السنة بشكل خاص من الجيش، وأنتم الذين سرحتموهم، وأنتم الذين تتحملون هذه المسؤلية وليس أحدا آخر، وأنتم الذين تسببتم في الطائفية من ثم بمثل هذه التصرفات.
أحمد أبو صالح: هذا يعني صحيح إلى حد كبير جدا.
أحمد منصور: ما بحماكش لوحدك، لكن أنت كنت عضو في مجلس قيادة ثورة وكنت وزير مسؤول..
أحمد أبو صالح: صح.. صح هذا.. هذا صحيح جدا، لأن حزب البعث العربي الاشتراكي من أحد الأركان الذي ارتكز عليها أثناء تأسيسه وممارسة بعض أوجه نشاطاته بين المثقفين والطلاب وإلى آخره كان يزعم - وهذا مدون في صلب المنطلقات النظرية - إنه حزب البعث العربي الاشتراكي جاء ليئد الطائفية والعائلية والقبلية والعشائرية وإلى آخره، وقد تبين أن هذا غير صحيح، يعني نحن لم نأت لنئد الطائفية والعشائرية والقبلية، وعلى العكس جئنا نحن بنفس طائفي، يعني الناس الذين كانوا يحكمون فعلا هم من غير السنة، وبالدرجة الأولى كانوا من الطائفة النصيرية.
أحمد منصور: كان من كله، كان فيه دروز..
أحمد أبو صالح: أيه..
أحمد منصور: شبلي العيسمي كان درزيا..
أحمد أبو صالح: ومنصور الأطرش درزي، وحمود الشوفي درزي.. أحمد منصور: وميشيل عفلق كان مسيحي.
أحمد منصور: محمود نوفل درزي، وحمد عبيد درزي صح.
أحمد منصور: في 27 يوليو (تموز) 1963 استقال لؤي الأتاسي من رئاسة الدولة، واختير أمين الحافظ مكانه ليضم إلى جوار رئاسة الدولة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، لماذا استقال لؤي الأتاسي؟
أحمد أبو صالح: إنصافا للحقيقة لؤي الأتاسي كان وحدويا، ويطلق عليه بأنه من أشد الناصريين حماسة لإعادة الوحدة بين سورية ومصر، وبدليل أنه شارك جاسم علوان في عصيان حلب في أول نيسان 1962 فعندما أتوا في أضابير ملفات الذين نفذ فيهم حكم الإعدام بطلب الموافقة عرف بأن حكم الإعدام قد نفذ..
أحمد منصور: بالفعل.
أحمد أبو صالح: بالفعل، وأتوا بالأضابير كغطاء لهذه الجريمة النكراء، استنكر ذلك..
أحمد منصور: وهو رئيس الدولة ولا يعرف.
أحمد أبو صالح: وهو رئيس الدولة ولا يعرف، فتقدم باستقالته انسجاما مع كونه وحدويا، وأن الوحدويين هم الذين تعرضوا للقتل و..
أحمد منصور: تذكر كم عدد الذين حكم عليهم بالإعدام أو الذين أعدموا؟
أحمد أبو صالح: أنا شخصيا كنت أظن أن العدد كبير، ولكن بعدما قرأت في بعض المصادر..
أحمد منصور: قرأت، ويعني أنت في الحكم وما عرفتش العدد بالضبط..
أحمد أبو صالح: لأ ما بعرف العدد.. بالعشرات، الشيء اللي قرأته..
أحمد منصور: فيه مصادر قالت إن هم أربعين ضابط.
أحمد أبو صالح: أربعين أيوه أنا هذا يمكن اللي قرأته، لكن كنت أظن أن العدد…
أحمد منصور: والرئيس أمين الحافظ أيضا قال إن العدد يعني لا يزيد على ذلك، وإنه عفا عن البعض.
أحمد أبو صالح: عفا، لم يصدر ذلك غير صحيح، إنه..
أحمد منصور: لا كده عفو.. هو أنتم كان عندكم حاجة بتصدر..
أحمد أبو صالح: لا.. لا، كان يدخل السجن وإذا استجار به أحدهم..
أحمد منصور: أجاره.
أحمد أبو صالح: أجاره، نعم، يعني على الطريقة الجاهلية.
أحمد منصور: على طريقة نظام الحكم..
أحمد أبو صالح: على طريقة نظام الحكم، أما بالنسبة لأمين الحافظ وإسناد رئاسة الدولة..
أحمد منصور: ده كان سؤالي التالي لماذا أمين الحافظ؟
أحمد منصور: مع الأسف الشديد كنا في ذلك الحين نعتقد أن المرحلة تحتاج إلى عسكري لرئاسة الدولة، عسكري لأن هيبة أكثر من أن يكون الرئيس مدنيا، تعودنا على ذلك..
أحمد منصور: الرئيس المدني عندكم صار بيشتغل موظف عند العسكر.
أحمد أبو صالح: صار بيشتغل موظف عند العسكريين.
أحمد منصور: يقولوا له روح البيت يروح، تعال يجي!
أحمد أبو صالح: يؤسفني أن أقول أيضاً بأن أول من اقترحه ميشيل عفلق، وثنى على اقتراح ميشيل عفلق الأستاذ صلاح الدين البيطار وشبلي العيسمي، وأنا كنت موافقا طبعا لسببين لأنني مقتنع برأي الكثرية، وثانيا: أنا اعرف أمين الحافظ، ولكن ليس كما أعرفه الآن، كنت أظن أنه أكثر تركيزا، أكثر انضباطا، أكثر فهما، أكثر وعيا، لكن مع الأسف الشديد تبين أنه ضابط شجاع منضبط كعسكري، ولكن لا يصلح لأن يكون رئيس دولة.
أحمد منصور: أنت قلت مع الأسف اقترحه ميشيل غفلق، ايه مع الأسف؟
أحمد أبو صالح: لأن ميشيل عفلق يفترض في اذهان كثير من البعثيين وغير البعثيين بأنه رجل حكيم بعيد النظر.
أحمد منصور: بس أنت رأيك كان في ميشيل عفلق غير كده من أول مرة شفته سنة 49؟
أحمد أبو صالح: صح، بس أنا أقول كان قائم في أذهان كثير من البعثيين وكثير من الناس اللي سمعانين بميشيل عفلق بأنه رجل حكيم، ورجل رزين، ورجل بعيد النظر وإلى آخره.
أحمد منصور: لكن الحقيقة..
أحمد أبو صالح: لذلك الآن باقول إنه أنا يعني أستغرب إنه في ذلك الحين أول من رشح أمين الحافظ هو ميشيل عفلق.
أحمد منصور: طبعا اتكلمنا عن قضية تسريح الضباط وكيف كان أمين الحافظ يوقع على القوائم التي كانت تأتي من صلاح جديد، وكان هناك تركيز على تسريح الضباط السنة بشكل خاص من الجيش، وأنتم الذين سرحتموهم، وأنتم الذين تتحملون هذه المسؤلية وليس أحدا آخر، وأنتم الذين تسببتم في الطائفية من ثم بمثل هذه التصرفات.
أحمد أبو صالح: هذا يعني صحيح إلى حد كبير جدا.
أحمد منصور: ما بحماكش لوحدك، لكن أنت كنت عضو في مجلس قيادة ثورة وكنت وزير مسؤول..
أحمد أبو صالح: صح.. صح هذا.. هذا صحيح جدا، لأن حزب البعث العربي الاشتراكي من أحد الأركان الذي ارتكز عليها أثناء تأسيسه وممارسة بعض أوجه نشاطاته بين المثقفين والطلاب وإلى آخره كان يزعم - وهذا مدون في صلب المنطلقات النظرية - إنه حزب البعث العربي الاشتراكي جاء ليئد الطائفية والعائلية والقبلية والعشائرية وإلى آخره، وقد تبين أن هذا غير صحيح، يعني نحن لم نأت لنئد الطائفية والعشائرية والقبلية، وعلى العكس جئنا نحن بنفس طائفي، يعني الناس الذين كانوا يحكمون فعلا هم من غير السنة، وبالدرجة الأولى كانوا من الطائفة النصيرية.
أحمد منصور: كان من كله، كان فيه دروز..
أحمد أبو صالح: أيه..
أحمد منصور: شبلي العيسمي كان درزيا..
أحمد أبو صالح: ومنصور الأطرش درزي، وحمود الشوفي درزي.. أحمد منصور: وميشيل عفلق كان مسيحي.
أحمد منصور: محمود نوفل درزي، وحمد عبيد درزي صح.
0 comments:
إرسال تعليق