بعد السقوط الأيدلوجي لتنظيم وجماعة الإخوان المسلمين استطاع شعبنا المصري أن يسترد العافية لثورته بانطلاق الملايين في شوارع مصر الأبية في الثلاثين من يونيو معلنًا رفضه القاطع لاستمرار حكم الإخوان ورئيسهم مرسي الذي لم يحترم الثقة التي منحت له وبدلاً من أن يكون رئيسا لجموع الشعب آثر أن يكون رئيسا لعشيرته وجماعته، الأمر الذي مزق وحدة الشعب وجعله شيعا، ولم يوف بوعوده التي قطعها على نفسه لتغيير الواقع نحو الأفضل، بل الأدهى والأمر أنه لا يوجد مشروع واقعي إسمه "النهضه"، لذلك انتفضت جموع الشعب المصري معلنة صوت الحق والتمرد.. "لا لأخونة الدولة".. نريد استرداد مصرنا ماضينا وحاضرنا لنصنع مستقبلنا، نريد استعادة الوجوه المصرية السمحة المرحة الذي حاول الإخوان تشويهها وطمسها بسياساتهم وأدائهم المتردي اللامسئول، فعكست عجز خبراتهم وضيق أفقهم ومحدودية فكرهم الذي لم يرتقي للحد الأدنى من تعاليم وروح وقوة ديننا الإسلامي الحنيف.
"إرحل" قالها عشرات الملايين من أبناء الشعب وانحاز لهم جيشنا العظيم فرحل مرسي ونظامه الفاشي، ورحل أتباعه وقد أصابتهم الصدمة وكانت ردة فعلهم الثأرية الدموية الأكثر صدمة لجموع الشعب المصري بدعوى الدفاع عن الإسلام، وهم الذين ظنوا أنهم سيخلدون وباقون في الحكم لأجل غير مسمى، حاولوا تمكين أنفسهم فاقتلعهم الشعب، من لا يمكن الشعب لا يمكنه الشعب من الاستمرار في الحكم يومًا واحد..ومن ثم سقطوا سقوطًاً مدويًا ليس كمثله سقوط، وضربوا في تاريخ الفشل رقمًا قياسيًا، وتجاوز الأمر مجرد سقوط في تجربة إلى سقوط أيدولوجي على مستوى جماعة الإخوان في جميع أنحاء العالم، بعد أن راهنت أمريكا عليهم ولم تستطع حمايتهم من إرادة الشعب المصري العظيم، هم وغيرهم يجب أن يتعلموا أن إرادة الشعب لا يمكن قهرها أو الوقوف في وجهها حتى ولو كانت الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها .. عليهم أن يستوعبوا الدرس وعليهم أن يعيدوا تقييم تجربتهم وسلوكهم وقناعاتهم، فنحن حريصون أن يطوروا مواقفهم وأن يُقوّموا سلوكهم لأنهم في النهاية مصريين، فلا نظام سياسي يصمد إن لم يبنى على أسس الحرية والديمقراطية الحقة والعدالة الإجتماعية والمساواة، وترسيخ مبدأ الشراكة مع الآخرين، والإنتماء للوطن قبل أي شيء آخر.



0 comments:
إرسال تعليق