وحدة شعبنا وأراضيه أولوية مصرية/يسرية سلامة


     بعد السقوط الأيدلوجي لتنظيم وجماعة الإخوان المسلمين استطاع شعبنا المصري أن يسترد العافية لثورته بانطلاق الملايين في شوارع مصر الأبية في الثلاثين من يونيو معلنًا رفضه القاطع لاستمرار حكم الإخوان ورئيسهم مرسي الذي لم يحترم الثقة التي منحت له وبدلاً من أن يكون رئيسا لجموع الشعب آثر أن يكون رئيسا لعشيرته وجماعته، الأمر الذي مزق وحدة الشعب وجعله شيعا، ولم يوف بوعوده التي قطعها على نفسه لتغيير الواقع نحو الأفضل، بل الأدهى والأمر أنه لا يوجد مشروع واقعي إسمه "النهضه"، لذلك انتفضت جموع الشعب المصري معلنة صوت الحق والتمرد.. "لا لأخونة الدولة".. نريد استرداد مصرنا ماضينا وحاضرنا لنصنع مستقبلنا، نريد استعادة الوجوه المصرية السمحة المرحة الذي حاول الإخوان تشويهها وطمسها بسياساتهم وأدائهم المتردي اللامسئول، فعكست عجز خبراتهم وضيق أفقهم ومحدودية فكرهم الذي لم يرتقي للحد الأدنى من تعاليم وروح وقوة ديننا الإسلامي الحنيف.
"إرحل" قالها عشرات الملايين من أبناء الشعب وانحاز لهم جيشنا العظيم فرحل مرسي ونظامه الفاشي، ورحل أتباعه وقد أصابتهم الصدمة وكانت ردة فعلهم الثأرية الدموية الأكثر صدمة لجموع الشعب المصري بدعوى الدفاع عن الإسلام، وهم الذين ظنوا أنهم سيخلدون وباقون في الحكم لأجل غير مسمى، حاولوا تمكين أنفسهم فاقتلعهم الشعب، من لا يمكن الشعب لا يمكنه الشعب من الاستمرار في الحكم يومًا واحد..ومن ثم سقطوا سقوطًاً مدويًا ليس كمثله سقوط، وضربوا في تاريخ الفشل رقمًا قياسيًا، وتجاوز الأمر مجرد سقوط في تجربة إلى سقوط أيدولوجي على مستوى جماعة الإخوان في جميع أنحاء العالم، بعد أن راهنت أمريكا عليهم ولم تستطع حمايتهم من إرادة الشعب المصري العظيم، هم وغيرهم يجب أن يتعلموا أن إرادة الشعب لا يمكن قهرها أو الوقوف في وجهها حتى ولو كانت الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها .. عليهم أن يستوعبوا الدرس وعليهم أن يعيدوا تقييم تجربتهم وسلوكهم وقناعاتهم، فنحن حريصون أن يطوروا مواقفهم وأن يُقوّموا سلوكهم لأنهم في النهاية مصريين، فلا نظام سياسي يصمد إن لم يبنى على أسس الحرية والديمقراطية الحقة والعدالة الإجتماعية والمساواة، وترسيخ مبدأ الشراكة مع الآخرين، والإنتماء للوطن قبل أي شيء آخر.
أما شعبنا النابض فما زال وسيبقى يعطي الدرس تلو الآخر  دروس في التمرد على الظلم والتخاذل، ودروس في الإنتماء للوطن والعطاء اللامحدود والآن يُجسد في مسيرته دروسًا جديدة في مقاومة المؤامرات التي تحاك ضده من أطراف في الخارج والتي كشفت وستكشف الأيام تفاصيلها، فاستطاع جيشنا المصري والشرطة إحباط مؤامرة الإعتداء على الحرس الجمهوري وإخراج مرسي بالقوة لإعادته لكرسي الحكم، وارتدت المؤامرة إلى نحورهم، وكان ليقظة الجيش والشرطة الفضل في إفشال العديد من المؤمرات والمحاولات لتهريب الأسلحة إلى مصر، وتبقى هذه البقعة الغالية على قلوبنا "سيناء" _وما يبطن جبل الحلال_التي نأمل أن تُعالج أمنيا وإقتصاديا وإجتماعيا كي لا تكون وكرا للإرهاب والمهربين والجماعات المتطرفة، أو أن تستغلها اطراف خارجية لزعزعة أمن مصر واستقرارها، فنحن_أبناء مصر_ الآن علينا فرض عين اليقظة والحذر من محاولات الزج بنا في أتون الصراعات الداخلية العنيفة، والمحاولات الدنيئة لاستنساخ ما يجري في سوريا الشقيقة، بهدف "معاقبة " شعبنا المصري على تمرده في وجه أمريكا وجماعاتها وسياستها في المنطقة، ومحاولة إضعاف وحدة شعبنا وكسر هيبة جيشنا الوطني، هم يسعون لأكثر من ذلك كما هو مخططهم الشيطاني في المنطقة في تقسيم البلاد ليسهل إخضاعها وتحطيم إرادة شعوبها ..أقول.لهم...خسأت مخططاتكم، ثورة شعبنا مستمرة وهي قادرة على قبر كل مؤامراتكم السوداء والمتآمرين والمتعاونين معهم أيًا كانوا.. فالشعب المصري سيظل واحد، والوطن واحد، ومسيرة الشعب المصري وثورته لن تتراجع قيد أنملة_ على رأي أخونا مرسي_ عن ما أنجزته وحققته، ودماء الشهداء لن تذهب هباء بل ستحرق كل من كان سببًا في إراقتها أو حاول توظيفها لأجل مصالح حزبية أو مصالح خارجية تكالبت على مصر وشعب مصر.

CONVERSATION

0 comments: