ما من شك ان الوحدة الوطنية الفلسطينية كانت وستظل الحلم الذي يراود جميع أبناء شعبنا الفلسطيني في جميع اماكن تواجده ، في الوطن وخارجه ، لأن هذه الوحدة هي الصخرة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات والمشاريع التصفوية والتآمرية ، التي تستهدف النيل من قضية شعبنا الوطنية والتحررية وتبديد حقوقه المشروعة ، وفي مقدمتها حق العودة . ولكن يبدو ان هذه الوحدة ستظل بعيدة المنال ما دام التشرذم والانقسام والإحتراب متواصل على الساحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" .
وفي كل مرة يجتمع فيها قادة هذين الفصيلين ، تبدو في الأفق بوادر أمل بانجاز المصالحة الوطنية إِلا أن بريق هذا الأمل سرعان ما يخبو ويتبدد نتيجة تعثر هذه المصالحة على مذبح اجندة الحركتين ، التي تنصب على المحاصصة في السلطة والمؤسسة الفلسطينية ،ما يؤكد ان الخلاف بين الجانبين هو صراع على السلطة ، وهو صراع سياسي يخفي وراءه مشروعاً سياسياً مختلفاً لكل فصيل .
ان شعبنا بحاجة وضرورة ماسة للتلاحم الوطني والوحدة الوطنية في هذا الوقت العصيب ، الذي يتعرض فيه شعبنا لأكبر وأشرس هجمة صهيونية استيطانية وكوليونالية تستهدف أرضه ووجوده وحقه ومقدساته ومساجده ، وتتواصل فيه انتهاكات الاحتلال بحق المقدسيين والاقصى ، وخنق القدس ، وحصار قطاع غزة ، واستمرار التنكيل بالفلسطينيين .ولذلك يجب على جميع الاطراف والفصائل الفلسطينية العمل على انهاء الانقسام المدمر لآمال وطموحات شعبنا، لما له من اضرار جسيمة على القضية الوطنية وجميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الفلسطينية ، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والحزبية الشخصية الضيقة ، وتحقيق الوحدة الوطنية بين مكونات ومركبات شعبنا الرازح تحت نير الاحتلال البغيض . وكذلك استعادة النظام السياسي بين شطري الوطن (الضفة الغربية وقطاع غزة ) والاحتكام الى الشعب باجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ديمقراطية للخروج من الازمة الراهنة ، التي مضى عليها وقت طويل ، وتشكيل استراتيجية وطنية موحدة تعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني ، الذي يضمن ويكفل حقوق شعبنا ، التي نصت عليها مقررات المجالس الوطنية الفلسطينية والقرارات الدولية ، دون تفريط بأي منها .
0 comments:
إرسال تعليق