ثقافة مغرقة بالعنصرية والتطرف/ راسم عبيدات


......المجندة الإسرائيلية "عيدين افرجيل" التي نشرت صورتها على صفحة موقعها الالكتروني على "الفيس بوك"وهي تتلذذ بألأم المعتقلين الفلسطينيين،قالت بأنها غير نادمة أو آسفة على نشر تلك الصور،بل وتضيف أنها لو أتيحت لها الفرصة مرة ثانية فهي ستستمتع يقتل العرب،بل وحتى ذبحهم،وهي ترى أن وجهة النظر هذه لا تمثل وجهة نظرها الشخصية،بل تسود عند غالبية جنود جيش الاحتلال،وهذا الأمر ليس بالغريب أو المفاجئ فواحد من كبار حاخامات إسرائيل دعا إلى قتل الأطفال الفلسطينيين،وكذلك عندما جرى اقتحام السفينة التركية مرمرة وقتل تسعة من ركابها بدم بارد،وما أعقب تلك العملية من نهب للأغراض الشخصية لركابها،وكذلك الإرهابي الصهيوني المتهم بقتل أربعة مواطنين فلسطينيين،والذي اعترف بأن "الشاباك" جهاز المخابرات الإسرائيلي حاول تجنيده من أجل قتل الشيخ رائد صلاح،لم يحاكم بل أطلق سراحه رغم ارتكابه لتك الجرائم،والشرطي الإسرائيلي الذي قتل الشاب الفلسطيني محمود غنايم لكونه عربي فقط،لم يحكم عليه سوى عشرين شهراً،وعندما ذهب لتسليم نفسه لقضاء فترة العقوبة في السجن رافقه في تظاهرة احتفالية عدد كبير من الجنود والضباط ورجال الشرطة الإسرائيليين كتعبير عن دعمهم ومساندتهم له ،وتأييداً لما ارتكبه وما قام به من جريمة بشعة ونكراء،ونفس الحال ينطبق على النائبة حنين الزعبي التي شاركت في أسطول الحرية لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة،حيث تتعرض لهجمة عنصرية مسعورة ليس لجهة المطالبة بإلغاء مواطنتها وطردها وتخوينها فقط،بل كانت هناك إعلانات على العديد من المواقع الالكترونية من قبل جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة تدعو لقتلها.

وهذه الجرائم هي غيض من فيض لما تمارسه إسرائيل من جرائم وممارسات قمعية وإذلالية بحق الشعب الفلسطيني ،حيث أن مرتكبي تلك الجرائم،ليس فقط لا يحاسبون أو يعاقبون على ارتكابهم لمثل هذه الجرائم،بل مثل هذه الأفعال والممارسات والجرائم تجد الحضانة والرعاية والقبول والتشجيع،بل ومنح الأوسمة والنياشين من قبل أعلى المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

والغريب هنا رغم ما يقومون به ويفعلونه ويرتكبونه من جرائم بحق الشعوب الفلسطيني،فهم دائماً يرددون الأسطوانة المشروخة تجاه أية ردة فعل أو انتقاد او مطالبة فلسطينية وعربية ودولية بمحاسبتهم ومعاقبتهم على تلك الجرائم،بأن هذا تعبير عن "اللا سامية وكره اليهود والحقد عليهم"...الخ،وعلى العالم أن يدين ويحارب"الإرهاب" الفلسطيني والعربي،وعلى السلطة الفلسطينية أن توقف "التحريض" في مناهجها ومنابرها الإعلامية،والمقصود هنا على سبيل المثال لا الحصر،عندما يتطرق المدرس الفلسطيني في المدرسة الى جغرافية فلسطين،فعليه أن لا يذكر بأن حيفا او يافا على سبيل المثال مدن فلسطينية،وليس هذا فقط بل والجميع يذكر كيف أن إسرائيل أقامت الدنيا وأقعدتها عندما طرح تسمية شارع في رام الله باسم الشهيدة دلال المغربي وشارع آخر باسم الشهيد يحيى عياش،فهي تريد من شعبنا وقادته أن يصف شهداءه ب"الإرهابيين" فأي وقاحة هذه؟وهل المطلوب من شعبنا أن يمجد قادة إسرائيل وما يرتكبونه من جرائم بحقه ؟وأي سلام هذا الذي سيقوم على هذا الأساس؟السلام الذي يطلب من الشعوب المحتلة أن تمجد قادة ورموز محتليها وان تدين تاريخها ونضالاتها؟.فهذا النوع من السلام لم يعرفه التاريخ البشري حتى عندما نجح الاحتلال في تنصيب حكومات مأجورة له،كما هو الحال في أفغانستان والعراق حالياً وفرنسا فترة الحرب العالمية الثانية،بل مثل هذا السلام المزعوم ليس له إلا تسمية واحدة،هي الاستسلام والخنوع والعمالة.

من الواضح أن ثقافة العنصرية والتطرف آخذة في التعمق والتجذر في المجتمع الإسرائيلي،وهي ليست ثقافة نخبوية او معزولة،بل لها حضور وترجمات وقبول في كل المستويات وبين كل الفئات ومن قمة الهرم السياسي حتى أصغر مبنى اجتماعي،وكل استطلاعات الرأي تشير إلى أن المجتمع الإسرائيلي يسير نحو التطرف والعنصرية،وليس أدل على ذلك حالة الانفلات الواسعة عند المستوطنين،والتي وصلت مرحلة السعار،حيث نسمع بشكل يومي عن هجماتهم على شعبنا وأهلنا في الضفة الغربية من قتل وتدمير واقتلاع وقطع أشجار وإحراق محاصيل وإغلاق طرقات وتدمير ممتلكات وإحراق مساجد وكتابة شعارات عنصرية ومتطرفة عليها .. ، والجميع شاهد كيف أن أحد المستوطنين كان يحاول سحق مواطن فلسطيني جريح في مدينة الخليل بالدوس عليه بسيارته عدة مرات تحت سمع وبصر كل الناس وأدعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم الغربي،بما فيهم الشرطة الإسرائيلية المتواجدة هناك.

وبالتالي فإن ما صرحت به وعبرت عنه المجندة الإسرائيلية" عيدين أفرجيل" يشأن أنها ستستمتع بقتل وذبح العرب،هي تعبير صادق عن حقيقة ما آل إليه المجتمع الإسرائيلي من عنصرية وتطرف،يساعدها في ذلك من يوفرون لها الدعم والتغطية والحماية والحضانة في المؤسسات الدولية من عدم اتخاذ قرارات أو فرض عقوبات عليها وعلى قادتها جراء ما يرتكبونه من جرائم وخروقات سافرة وواضحة للقانون الدولي،ولولا ذلك لما تجرأت إسرائيل على الخرق الدائم السافر والوقح للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية،ولما اعتبرت نفسها أيضاً دولة فوق القانون.

وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه،بدون وقفة جادة فلسطينية وعربية أولا،تجاه ما ترتكبه وتمارسه إسرائيل من عربدات وزعرنات وتطاول على القانون الدولي،فإنه من المتوقع أن تتغول وتتوحش وتتعنصر إسرائيل أكثر فأكثر،فها هي تقدم على خرق القانون الدولي بشكل سافر ووقح،وتصدر قراراً بإبعاد نواب القدس المنتخبين والشرعيين عن بلدهم تحت حجج وذرائع ما يسمى بعدم الولاء للدولة،حيث مضى على وجودهم اكثر من شهر ونصف معتصمين في الصليب الأحمر الدولي بالقدس،احتجاجا ورفضاً لهذا القرار،ولم نسمع أي من الجهات الدولية وبالذات أمريكا وأوروبا الغربية موقفاً يدعو إسرائيل للتراجع عن هذا القرار غير الشرعي وغير القانوني.

هذه الجهات التي لا تترك أي فرصة او مناسبة إلا تدعو فيها الى اعتبار نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني "إرهاباً"،ناهيك عن توفير الحماية والأمان لإسرائيل في المؤسسات الدولية من أية عقوبات دولية قد تتخذ بحقها.

ومن هنا علينا كفلسطينيين الاستمرار في النضال والمقاومة،من أجل فضح وتعرية إسرائيل،وما تقوم به من إجراءات وممارسات قمعية واذلالية بحق شعبنا،وما ترتكبه من جرائم قتل بدم بارد بحق شعبنا.

وعلينا ان نصر على جلب قادتها وجنودها ورجال مخابراتها إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب على ممارساتهم وجرائمهم المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني.




CONVERSATION

1 comments:

SAM-----israel يقول...

راسم عبيدات (اقبل غيرك غيرك يقبلك) ليس هناك شئ اسؤ من خداع النفس ,خاصه عندما يكون خادعك ... مقيما معك , انا ضد من ينصب نفسه حامياً للقضيه يعطي صكوك والولاء والخيانه لمن يشاء ويزيف الحقائق لتحقيق مكاسب شخصيه , يا اخونا تعال نبداء من الاخر اوروبا وامريكا على ماذا تريدهم ان يدافعون , عن ارهاب حماس الايرانيه عن حزب الشيطان عن بن لادن عن ماذا ?( مهو كله اسلام ) يعني عامل نفسك غبي ولا اجدب المسأله باينه وواضحه امريكا واوربا ما بحبوكم قرفانين منكم هم اكمن سنه ينتهى البترول وبرموكوا رمية الكلاب والجوع بيكولكوا وما بيسألوا عليكم,بنرجع لمرجوعنا اليهود (والعنصريه بنظرك) لم يقتل الاسرائيليون منكم اكثر مما قتلتم من انفسكم , ولم يظلمكم احد اكثر مما ظلمتم انفسكم , انا لا اؤيد القتل على اشكاله انما نحن في حالة صراع وحرب فكله مبرر, لماذا لم تندد وتحاكم نبيك محمد عندما قتل وسبى واغتصب يهود الجزيره العربيه (والنصارى ) ,على قصة المحاكم يجب ان تحاكم كل رءئساء الدول الاسلاميه , ي يحق لكم ولا يحق لغيركم اشو انتوا كلب كبير قمة الوقاحه والحقارة , اليهود حقهم الطبيعي في هذه الارض قبل ضهورك انت وشكلاتك اورشليم اليهوديه (وليس الاسلاميه العربيه) حتى التاريخ تحاولون ان تغيروه , عنصرية اليهود لم تاتي من فراغ انما ردة فعل لاارهابكم على مدى العصور اليهودي يدافع عن دولته التى سلبت علي يد المسلمين (المسلمون يسطوا ويحتلوا اراضي شعوب وينسبوها لانفسهم )تحاربون باسم الدين تحت غطاء الوطنيه , يا اخونا حلك من لط الحكي الى ما الو طعمي انت على شو حارق بصلتك بدك اخرى دوله اسلاميه في المنطقه على نمط افغانستان السودان , مهو احنا شايفين غزه تحت حكم طالبان حماس , لم اوراقك ودورلك على شغله تنفعك احسن ما تبهدل حالك ,قال وطن وارض وبطيخ وفلسطيز , اسرائيل باقيه واليهود اهلها وانشاء اله يتحقق الحلم اسرائيل العظمى من النيل للفرات هى قربت والباقيه تأتي