العار الفلسطيني يوم إجتياح العراق للكويت/ نافزعلوان

لقد قام بعض الفلسطينيون -ونقول بعض الفلسطينيون- بتقديم أسواء صورة من صور الخيانة لبلد إستظافهم وسمح لهم بالعيش بداخله والعمل بل والثراء الفاحش لبعض الفلسطينيين. ولسنا نعلم حتي هذا اليوم إذا كان من قاموا بتلك الخيانة هم فقط من منسوبي حركة فتح في الكويت ومنظمة التحرير أم أن هناك لوثة أصابت عقول الفلسطينيين المقيمين في الكويت أثناء الإجتياح والإحتلال الذي قام به العراق لدولة الكويت.

تفيد معلومات عن المقاومة الكويتية وملفات المخابرات العراقية السابقة في ذلك الوقت أن هناك فلسطينيون كانوا يعلمون بقرب إجتياح العراق للكويت بل وأن هناك صور حية إلتقطها بعض أفراد المقاومة الكويتيه تظهر فلسطينيين في أحياء كويتية يتحدثون إلي ظباط عراقيون بعد ساعات قليلة من دخول الجيش العراقي إلي الأراضي الكويتية ما يعني تنسيق مسبق بين هؤلاء وبين المخابرات العراقية وإلا كيف يفسرون توجه هؤلاء الظباط العراقيين إلي بيوت هؤلاء الفلسطينيون بهذا الشكل المباشر?

ليس هذا فقط، بل أن هناك فلسطينيون تم إسناد بعض المهام إليهم مباشرة وبعد ساعات من دخول الجيش العراقي إلي الكويت كعمليات الإرشاد عن بيوت كبار الظباط الكويتيين وعمليات الإستيلاء على مخافر الشرطة الكويتية وإسناد تسيير حركة المرور إلي بعض الفلسطينيين وهناك أفلام مخزية إلتقطتها المقاومة الكويتية لهؤلاء الفلسطينيين يمارسون مهامهم في خدمة المحتل العراقي بهمة ونشاط من ما يدلل على تنسيق مسبق بين الطرفين.

هذا بالإضافة إلي الحرب النفسية التي كان يساعد في تعزيز وطأتها الفلسطينيون من تهويل لما يعده الجيش العراقي للشعب الكويتي وما سوف يفعله الجيش العراقي بالكويتيين رغم أن ما نقلوه عن ما يخططه العرقيون من تنكيل بالشعب الكويتي لم يكن مبالغ به وهذا دليل آخر عن معرفة هؤلاء الفلسطينيون بتفاصيل تؤكد تورطهم وتواطؤهم مع الجيش العراقي.

لقد إستغل بعض الفلسطينيون علاقاتهم ببعض الكويتيين وحصلوا منهم على معلومات غاية في الحساسية مستغلين جيرة السنين وصداقة السنين ثم خانوهم وباعوا هذه المعلومات للجيش والمخابرات العراقية والعجيب أن هناك كانت قناعة لدي الفلسطينيين في الكويت أن العراقيون سيتركون حكم الكويت للفلسطينيين ولا نعلم إن كان على هذا الكم من الغباء كان الفلسطينيون في الكويت فصدقوا هذا الأمر بل كانت معايرة الفلسطينيون للكويتيين هي عبارة "إذا رحلت إسرائيل عن فلسطين سيرحل العراقيون عن الكويت" وربما هذا ما زاد القناعة لدي الفلسطينيون أن الكويت هي للفلسطينيين.

والخلاصة من كل ما تقدم أن هناك بؤر فلسطينية فاسدة تتسبب في إنزال الويلات بالشعب الفلسطيني سواء أولائك الفلسطينيون المقيمين في دولة الكويت ولم يساندوا الغزو العراقي للكويت بل أن بعضهم كانوا منخرطين في المقاومة الكويتية وقامت بعض العائلات الفلسطينية بتزوير وثائق سفر فلسطينية تثبت أن كثير من الكويتيين المطالبين من أبناء عائلات مطلوبة من قبل المخابرات العراقية هم فلسطينيون عن طريق تلك الوثائق الفلسطينية والعديد من الأطفال الكويوتيون قامت عوائل فلسطينية بإخفائهم بين أطفالهم إلا أن فظاعة ما إقترفه الخونة من الفلسطينيين جعل ما قام به الفلسطينيون الشرفاء لا أثر له على الإطلاق.

تؤكد وثائق المقاومة الكويتية أن معظم من ساهم في تلك الأعمال الخسيسة من مساندة ودعم علني للجيش العراقي هم من كانوا من منسوبي منظمة التحرير وحركة فتح بالذات مستندين إلي الإشارة الواضحة التي بعث بها ياسرعرفات إليهم بعد الزيارة التي قام بها إلي العراق وأيد فيها موقف صدام حسين من إجتياحه للكويت بل و مطالبته بعدم مغادرتها على الإطلاق.

ورطة وجد الشعب الفلسطيني نفسه بداخلها بفضل منظمة التحرير وحركة فتح وكأن التاريخ يحاول أن ينجوا بهذا الشعب الفلسطيني من قبضة منظمة التحرير وعصابة القتلة المسماة بحركة فتح ويفشل التاريخ في كل مرة أن يقوم بتحرير الشعب الفلسطيني من هذه المنظمة المجرمة وهاهي قابعة على الصدر الفلسطيني تقمعه وتقتله بنفس الوسيلة وسيلة أن يكره العالم الشعب الفلسطيني حتي غدا يرفظ أن يخوض في قضيته أو حتي أن يدافع عن حقوق هذا الشعب الذي ترك حقوقه لمجموعة إرهابية ترفع علمه ولوائه والعالم في كل يوم يكتشف مدي الخطاء الفادح الذي إرتكبه العالم بالإعتراف بأن هذه المنظمة المجرمة هي الممثل للشعب الفلسطيني للأسف الشديد.

- لوس أنجليس