الثورة الفلسطينية أو المفسدون في الأرض/ نافزعلوان

هناك نظرية تقول أن الثورة الفلسطينية كانت السبب في كل الشقاء العربي والإنقسام الحادث بين الدول العربية. تقول هذه النظرية أيضاً أن الثورة الفلسطينية هي السبب أن الفلسطينيين بدون وطن حتي الآن.

الواقع يؤيد هذه النظرية. قامت أنظمة عربية بإنشاء الثورة الفلسطينية، فلا الثورة كانت فلسطينيية ولا فكرة الثورة كانت من أجل فلسطين. كان الوحيد المستيقظ لهذا الأمر هو الملك عبدالله الأول مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، لقد كان تأييد الملك عبدالله الأول لفكرة الجيش العربي ونواته التي تأسست في الأردن علي أساس جمع العرب في جيش واحد لمواجهة الزحف الصهيوني هي الخطوة الوحيدة التي كانت ستقودنا إلي وطن فلسطيني، وأما فكرة تلك البنادق المتفرقة التي تنطلق منفردة هنا وهناك هي عبارة عن أعمال تشابه اللصوصية، أما المحارب الحقيقي وصاحب القضية فهو يحارب في جيش منظم كما حاربت إسرائيل في جيش منظم وأحرزت إنتصاراتها ضد المصريين والجيش العثماني وحتي الجيش البريطاني.

أقامت الثورة الفلسطينية وأنشأت مجتمعاً من اللصوص وجواً إجرامياً تحت شعار الكفاح المسلح والثورة من أجل تحرير فلسطين، أما الحقيقة فهي تتمثل أن هناك دول راح لها ضحايا تقدر بمئات الأضعاف لما راح وضحي من أجل القضية الفلسطينية من مرتزقة ومنسوبي الثورة الفلسطينية، فلو قدرنا حجم الخسائر التي تكبدتها مصر علي سبيل المثال في سبيل فلسطين فلقد تم تقديره بما يقترب من أكثر من ثلاث مائة ألف جندي مصري ماتوا في حروب مختلفة ضد إسرائيل بسبب فلسطين بشكل ما أو بأخر وكذلك بالنسبة اللأردن وسورية وحتي لبنان. أما الثورة الفلسطينية وثوارها فهم دائماً في معسكراتهم المنتشرة وكأنهم في رحلة مدرسية بين شواء للحم وسكر علي الموسيقي وتوهان للعقل من جراء التعاطي للمخدات وكل ما هو مذهب للعقل ولا يذهب بهم صوب الموت في سبيل فلسطين، ثورة فلسطينية كانت موجهة ومسيسة ضد أنظمة عربية بعينها بتمويل دول عربية أخري.

الفكر الناصري لمجرد أن قام بثورة علي ملك ( ضعيف ) ونجح بها أصبح يعتقد أنه صاحب مدرسة ثورية يجب تطبيقها علي كل الدول العربية وكانت الوسيلة هي الثورة الفلسطينية والأداة هم مرتزقة ومنتسبي الثورة الفلسطينية وغاب خلف دخان الخراب والدمار الذي سببته الثورة الفلسطينية حق الشعب الفلسطيني وملايين المشردين منه بلا مأوي ينصب عليهم الموت عندما تغضب علي تصرفات ثورته الفلسطينية دولة ما كما حدث للشعب الفلسطيني الأعزل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية وحصد الموت علي يد ( الأخوة ) السوريون الألاف من الأروح الفلسطينية التي لا حول لها ولا قوة في إجرام من يدعون أنهم ثوار فلسطينيون منتسبين إلي ثورة لا تمت إلي الشعب الفلسطيني بأي صلة.

لا نعجب ان الثورة الفلسطينية أو المفسدون في الأرض لديهم ( سلطة وطنية ) بل و مجتمع دولي يجلس إليهم لا نعلم إذا كان هذا العالم قد أغمض عينيه عن إجرام من يجلسون إليهم أم أن الوقت لم يحن بعد لكي يستفيق العالم الي كم الجريمة التي مراستها ولا تزال تمارسها الثورة الفلسطينية، وبالطبع عندما يستقيقظ العالم إلي مدي فداحة الخطاء الذي إرتكبه كما إستيقظ علي خطاء صدام حسين في العراق ومن قبله هتلر سيتباري العالم في إبداء مشاعر الندم والأسي علي عدم الإنتباه إلي فداحة الجريمة التي إرتكبتها الثورة الفلسطينية ورموز الثورة الفلسطينية الذين جلسوا إليهم وكل الخوف أن يستفيق العالم بعد أن يكون قد وضع المفسدون في الأرض معظم الشعب الفلسطيني جثث هامدة في حفر كبيرة يتلاقط صورهم العالم بعدسات دامعة ندماً علي تجاهل العالم لهذه الفئة من المفسدين في الأرض.

 - لوس أنجليس

CONVERSATION

0 comments: