الحوثيون يحتلون بيروت‏/ الشيخ عبدالله الحمد

بعد سقوط "صدام حسين" وقعت القيادة السعودية تحت وطأة العبء الأمني الثقيل لمشروع تصدير حكومة "ولي الفقيه" الشيعية الإيرانية ، و الناظر إلى خريطة امتدادات الأذرع الثقيلة و الخفية لهذا المشروع يستطيع أن يرى بسهولة الاستهداف الإيراني المباشر للسعودية كمحطة كبرى قادمة لثورات "المستضعفين !!" .

و أيضا يستطيع المراقب أن يقدر بسرعة حيرة القيادة "السعودية" التي وجدت نفسها على حين غرة في مواجهة أذرع كثيرة و ثقيلة لمشروع يتبنى كل وسائل الإرهاب الفردي و الجماعي و الجريمة المنظمة و المنظمات المافيوزية الخفية.

طبعا سبب الحيرة هو ان هذه القيادة لا تملك الكثير من مقومات هزيمة هذا المشروع أو إيقافه دون أن فقدان اللغة الدبلوماسية و فرص التحديث السياسي بعيدا عن اللجوء إلى التشدد الديني و الطائفي اللازم بداهة لمواجهة المشروع الإيراني الطائفي الديني المتطرف.

و تشكل "سورية" بقيادتها المتشيعة لـ "ولي الفقيه" المركز الأساسي و رأس الحربة و عنق الأخطبوط الذي تصدر عنه كافة أذرع مشروع تصدير سلطة الحكومة الإلهية لملالي "قم" و "طهران" ، و لعل الرعاية السعودية القوية لمشروع "لبنان المستقل" عن سيطرة "سورية المتشيعة" يعتبر خطوة طبيعية لمن يريد أن يضرب مشروع الملالي الإمبرطوري الفارسي.

على الرغم من الرغبة الجامحة للقيادة السعودية في نجاح مشروع "لبنان المستقل" إلا أن هذا المشروع باء بالفشل الذريع بسبب تجاهل السعوديين لهذه الحقائق:

1- إن القيادة السورية ليست سوى امتداد تام لسلطات الملالي و لم و لن تنفصل عنها بحال من الأحوال و المراهنة على أي فصل بين "سورية المتشيعة" و مشروع الملالي الإمبراطوري الفارسي ضرب من الوهم ، و لقد تجاهل السعوديون بكثير من العناد حقيقة أن الحقد على "المسلمين السنة" و على كل من يتحالف مع "السنة" هو العروة الجامعة التي لا تنفك بين "ملالي إيران" و بارونات "العلويين" الذين يحكمون سورية عسكريا منذ نصف قرن تقريبا.

2- إن كافة السياسيين المرتبطين بـ "ملالي إيران" هم مجرد نسخ متكررة عن "خامنئي" و أعوانه بمعنى أنهم متدينون تماما بمباديء الديانة الفارسية الشيعية التي تحرم على أتباعها الوفاء بالعقود و المواثيق مع "المسلمين السنة" مهما كانت هذه المواثيق و مهما كانت درجة الضمانات التي ترتبط بها، و تحرم أيضا ديانة ملالي إيران على أتباعها أن يتوقفوا عن سعيهم لقتل "المسلمين السنة" و إبادتهم لأن وجود "السنة أو النواصب" يحول دون عودة القائد الشيعي ذو الطبيعة الإلهية "المهدي" من سياحته الخارقة في أرجاء الأرض ليحول هذه الدنيا إلى جنة و ليعيد الأنبياء و أئمة الشيعة إلى الحياة و ليذبح الشيطان على صخرة بيت المقدس ، و دائما حسب ملالي إيران .

3- تجاهلت القيادة السعودية أن ملالي إيران ينفذون سياسة شخص واحد هو "خامنئي" ، و تجاهلت أن "خامنئي" يزعم أن أوامره هي أوامر إلهية لا رجعة عنها لأنه يتلقاها سرا من إمامه "المهدي" الذي يختفي متجولا في الأرض منذ ألف و مائة عام و يتمتع بصفات إلهية لا تسمح له بارتكاب اية أخطاء أو بالتراجع عن أية قرارات و هذا الإمام يحقد على "المسلمين السنة" و على كل من يتحالف معهم حقدا لا يفوقه حقد يمكن أن يصفه إنسان.

4- تجاهلت القيادة السعودية أن خداع "المسلمين السنة" يعتبر واجبا دينيا ملزما لكل أحد من أتباع ديانة ملالي إيران و بالتالي يستحيل أن يوقع أحد من متشيعة "ولي الفقيه" على أي اتفاق مع أي "سني" دون أن يكون قد حضر سلفا لنقض هذا الإتفاق.

5- إن وجود النظام السوري و توابعه مرتبط وجوديا بأمن "اسرائيل" و لا يمكن أن تسمح دول القرار بإسقاط هذا النظام أو بالحد من فاعليته في قمع "المسلمين السنة" في "سورية" و "لبنان" دون وجود بديل "سني" ملتزم بسلام دائم مع "اسرائيل" بشروط تشبه تلك التي تضمنتها اتفاقيات السلام بين "اسرائيل" و كل من "مصر" و "الأردن".

لقد تجاهل السعوديون هذه الحقائق و بدأوا يقودون حلفائهم "السنة" في "لبنان" بأسلوب طوباوي خيالي بيروقراطي يفتقر إلى الواقعية أدى إلى خسارة "السنة" كافة جولات المواجهة السياسية و الأمنية و العسكرية مع ملالي إيران و ذراعهم الإرهابي الذي لا يحترم عهدا و لا ميثاقا و لا هم له سوى القضاء على كل ما هو "سني" و على كل من يتحالف مع "سني".

في البداية فرض السعوديون على حلفائهم اللبنانيين السنة و المسيحيين التحالف الانتخابي الرباعي و حكومة الشراكة مع الحرس الثوري الإيراني في "لبنان" المسمى "حزب الله" و كانت النتيجة هي أن هذا التحالف حافظ على حصة الأسد للشيعة في كافة المناصب الحكومية اللبنانية و أدخل "لبنان" في حرب مفتعلة مع "اسرائيل" دمرت كافة مقومات نهضة الإستقلال ثم و بحجة نتائج هذه الحرب نسف الحرس الإيراني حكومة السنيورة الأولى على مراحل.

ثم منع السعوديون حلفائهم "السنة" من التسلح في مواجهة ميليشيا "حزب الله" الإيرانية و منعوهم أيضا من أي تحرك لضمان ولاءات "الجيش" لمشروع الإستقلال ، و النتيجة كانت اجتياح السابع من "أيار" الشيعي لبيروت و مناطق في "جبل لبنان" ، هذا الهجوم الكاسح الذي اضطر "السنة" و "الدروز" لمواجهته بأسلحة صدئة و جهود عسكرية مبعثرة في ظل حماية "الجيش اللبناني" لأنصار "حزب الله" من ردة فعل الشعب اللبناني و قيام هذا "الجيش" بدور الشرطي الفاسد المجرم المنحاز لصالح "حزب الله" ، و هاهي سجون "لبنان" تعج بالذين قاوموا غزوات إيران لمدن و مناطق "لبنان".

و عندما قرر "ولي الفقيه" أن يرسل أنصار "المهدي" إلى الأراضي السعودية عبر اليمن اعتقد السعوديون أن إيقاف الغزاة الشيعة في جنوب السعودية لا يمكن أن يتم دون أثمان باهظة جدا و لذلك قرروا التوجه إلى عنق الأخطبوط في "دمشق" على أمل أن يقتنع ملالي طهران بالتهام "لبنان" بدلا من "جيزان" و بالفعل وقع السعوديون في فخ "دمشق" للمرة الألف و راح إعلامهم ينسق لمسرحيات المصالحة مع "سورية المتشيعة" على طريقة تبويس الشوارب و مصالحات العشائر و أجبر "سعد الحريري" على زيارة قصر كسرى "دمشق" خاضعا ذليلا و على أن يستسلم لأوامر ملالي الشيعة فسرح كافة المسلحين السنة و خذل كافة مناصرية و كوادر تياره العسكريين و الأمنيين و باع حلفاءه من المعارضين السوريين في المزاد العلني ثم تحدث مع جمهوره - الذي ما ناصر "الحريري" إلا لأنه خصم لـ "سورية المتشيعة" و لـ "حزب الله" - بأسلوب صفيق ممجوج و راح يعرض عليهم أن يتوسط لهم لدى "المخابرات السورية" لتعفو عنهم ؟!!

و لكن هذا كله لم ينفع السعوديين فـ "ولي الفقيه" لديه أوامر من إمامه الخفي ذو الطبيعة الإلهية باكتساح كافة خطوط التماس بين امبراطورية الفرس و أذرعها و بين خصوم هذا المشروع و هذه الخطوط تقع جميعا على تخوم السعودية .

هذه الأوامر هي الخطة الإيرانية المضادة لعقوبات الأمم المتحدة التي تكاد تكون حربا شاملة على "إيران" و طبعا لا تراجع عن هذه الأوامر تحت أي ظرف و لا مراعاة لأي اتفاق ، و بالفعل بدأت حرب "الحوثيين شيعة اليمن" الثامنة و ستنتقل إلى السعودية قريبا جدا ، و بدأت "القاعدة" برعاية "إيرانية" تأسيس دولتها على تخوم السعودية في "اليمن المتهالك".

و ها نحن نرى نفقات السعودية و دعمها لقائمة علاوي تتبخر على إيقاع اجتياحات "المالكي" - بأوامر ملالي إيران - لكافة مراكز السلطة في "العراق" متجاهلا التوازنات و الاتفاقات و الدساتير و دون أن يراعي مصالح السعودية و لا حقوق "أهل السنة" التي لا يطيق الملالي مجرد التفكير في اعتبارها.

و ها هو حاوي "حزب الله" الوكيل الإلهي عن "ولي الفقيه" يخرج من قبعته أفعى "القرار الظني للمحكمة الدولية" و ها هو "نصر الله"يزعم أنه يعرف مضمونه كما زعم في عام 2006 أنه يعرف مضمون مراسلات رئيس الحكومة الاسرائيلي و أنها تتضمن حينها خطة لتدمير "حزب الله" عسكريا فساق "لبنان" إلى الدمار ، و طبعا سيفجر "نصرالله" كل "لبنان" هذه المرة بحجة إسقاط مؤامرة اسرائيلية عليه عبر المحكمة الدولية ،و سيكون انقلابا دمويا - بأوامر إلهية من "خامنئي" نقلا عن الإمام الخفي ذو الطبيعة الإلهية "المهدي" الذي يبشر به "نجاد" و "نصرالله" - و برعاية "بشار أسد" العلنية الوقحة كما في كل مرة نقض فيها "أسد" التزاماته لأشقائه !! السعوديين الألداء.

"أهل السنة" في لبنان طبعا و حلفاءهم المسيحيون اللبنانيون حملة المشروع الوطني اللبناني سيكونون الضحايا لرعونة و عناد و تكبر السعوديين عن الإذعان للوقائع و عن النظر إلى الحقائق كما هي و سيلحق سنة لبنان و مسيحيوه بأهل السنة و بالمسيحيين العراقيين.

فيا قادة مسيحيي لبنان أنصحكم بأن تتداركوا الكارثة قبل وقوعها و بأن تستيقظوا من حلم مستحيل أوحى لكم به "الحريري" و أعمامه السعوديون ، حلم بأن يعيش أتباع ملالي إيران مع بقية الطوائف اللبنانية في وطن واحد اسمه "الجمهورية اللبنانية".


CONVERSATION

1 comments:

غير معرف يقول...

هذا عبدالله بن عبدالعزيز الأعرابي الجاهل يعتقد أن السياسة و حكم الدول مجرد شيخة عرب في البادية و أن الدول عشائر يغزو بعضها البعض و تتصالح بفنجان قهوة و المصيبة أن الجوقة المطبلة له يتلقون حماقاته و يمدحونها كما لو كانت نسبية جديدة صدرت عن انشتاين العرب الأمي أبو متعب :)