مصر فى مواجهة تفجيرات "الإخوان المسلمين"/ مجدى نجيب وهبة

** كان إختيار هذه الجماعة الإرهابية لتسمية أنفسهم بالإخوان المسلمين ، ورفع شعار "الإسلام هو الحل" .. هو إختيار موفق وشعار أكثر سحرا على هذه الجماعة الإرهابية .. فهذا الإسم والشعار مازال البعض يراهنون عليهم حتى تاريخ هذا المقال ...
** فكل الأعمال الإجرامية والإرهابية وتفجيرات القنابل ومقاومة الدولة لإسقاطها فى بئر الخراب والدمار ، كانت تتم تحت شعار واحد هو الدفاع عن الإسلام .. ورغم أن البعض أدرك خطورة هذه اللعبة القذرة منذ نشأة هذه الجماعة إلا أن الكثير مازالوا يحلمون بدولة الخلافة وتطبيق الشريعة فى كل الدول العربية بزعم نصرة الإسلام .. ورغم ذلك مهما حاولنا أن نكتب لفضح هذه الجماعة إلا أنه للأسف يدرك البعض بعد فوات الأوان أنهم خدعوا ومازالوا أعضاء فى هذه الجماعة ..
** وحتى لا ننسى .. دعونا نتذكر ما فعله الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع هذه الجماعة  .. فقد تعاطف معهم وفتح لهم أبواب السجون والمعتقلات لضرب الفكر الناصرى ، وأعلن أنه الرئيس المسلم الذى يحكم دولة إسلامية .. وذلك لكسب ود الجماعة وترضية كوادرهم .. ولم يمضى كثيرا على هذه العلاقة الشاذة بين رئيس دولة بحجم مصر وجماعة إرهابية التى إنتهت بتخريم جسد السادات بالرصاص الحى يوم إحتفاله بذكرى نصر أكتوبر 1973 ..
** وبعد تولى الرئيس محمد حسنى مبارك .. وجدنا تعاطف معهم ، بل كانت بعض الجهات الأمنية والقضائية تبرر جرائم الإخوان ضد الأقباط فى مصر .. تارة بأنهم قلة مندسة وتارة أخرى بأن من قام بالجرائم الإرهابية هو مختل عقليا .. كما حدث فى معظم جرائم الإرهاب .. مما أدى إلى وقوع جرائم عديدة ضد الأقباط منذ عصر السادات ، مرورا بعصر الرئيس محمد حسنى مبارك ..
** ثم كانت اللطمة الكبرى عندما سمحت الدولة المصرية بحصد الإخوان 88 مقعدا داخل برلمان 2005  .. وبدأوا فى كشف أقنعتهم الحقيقية بعد أن سيطروا على معظم الأنشطة فى مصر والنقابات المهنية والمستشفيات والجمعيات الأهلية .. فسيطروا على المجتمع المصرى بكل طوائفه ، وتوغلوا فى الشرطة والقضاء ونقابة الأطباء والمهندسين ، بإعتبارهم رجال دين .. وفتح لهم الأزهر أبوابه ، فأصبحنا نقرأ فتاوى التكفير .. بل أن الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن المحبوس حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية ، نصب نفسه رئيس الجماعة الذى أصدر الفتاوى لقتل الأقباط وإستباحة أموالهم وأعراضهم ..  
** ورغم أن الإرهاب ليس له دين ولا وطن ، فقد لجأ الإرهابيين لضرب الإقتصاد المصرى ، فبدأوا بضرب السياحة فى مدينة الأقصر وجميعا نتذكر مذبحة الأقصر عام 1997 ، وهى مذبحة الدير البحرى ، والتى راح ضحيتها أكثر من 66 سائحا ، ثم التمثيل بجثثهم .. ثم ضرب الإرهاب السياحة فى مقتل عندما تعرض فندق هيلتون طابا فى السابع من أكتوبر عام 2004 .. حيث إستهدفت ثلاثة سيارات الفندق ، وإستخدم أحد الإرهابيين لورى إقتحم به بهو الفندق ، وحدث إنفجار مروع حيث إنهار عشرة أدوار وسقط 34 قتيلا ، وأصيب أكثر من 200 شخص ..
** ثم تلاحقت تفجيرات الإرهابيين بعد عام ، وإستهدف التفجير خليج نعمة بشرم الشيخ 2005 ، وقتل 88 شخصا ، وأصيب أكثر من 150 مواطن .. ومع ذلك لم تتعظ القيادات السياسية .. مما جعل الإخوان يزدادون توحشا وسفالة وإرهاب ، وظلوا يمارسون إرهابهم تحت شعار "الإسلام هو الحل" ...
** وفى برلمان 2010 .. قررت الدولة إزاحة الإخوان من العمل السياسى .. فخرج البرلمان 2010 ليس به وجه إخوانى واحد .. ثم كانت حادثة كنيسة القديسين بالأسكندرية بسيدى بشر أوائل عام 2011 .. والأقباط يودعون عام 2010 بالصلاة فى كنيسة القديسين .. سقط على إثر هذا الحادث 21 قتيلا ومئات المصابين .. وعقب هذا الحادث الإجرامى توجه الرئيس محمد حسنى مبارك بخطاب إلى الشعب المصرى ، قال فيه "إنه سيضرب بيد من حديد من يزعزع أمن مصر ، ومن يقوم بزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن" .. ويبدو أن مبارك إكتفى بهذا التصريح ، فلم يتم القبض على أى أحد ، ولم يقدم جانى واحد للمحاكمة .. وأغلق الملف على ذلك وقيدت العملية الإرهابية ضد مجهول ..
** ورغم أن الجناة معروفون للجهات الأمنية ، وهم جماعة الإخوان المسلمين .. حتى لو تبدلت أسمائهم تحت أى مسمى .. فقد قيل أن الذى دبر هذه العملية هم منظمة الإسلام الفلسطينى .. وأن الإرهابى الذى دبر العملية فى مصر هو مصرى متطرف إسمه "أحمد لطفى إبراهيم" مواليد 1984 من الأسكندرية ، ومرتبط بالتنظيم الفلسطينى .. والبعض نسب الجريمة لـ "منظمة جلجلة الإسلامية" ، وحركة حماس الإرهابية ..
** كل هذه الأسماء هى فى الأصل جماعة الإخوان المسلمين .. ولأنهم إخوان مسلمين ويرفعون شعار الإسلام هو الحل .. فقد حصل الجميع على البراءة إستنادا إلى بعض الأيات التى تقول "لا يؤخذ دم كافر بمسلم" .. أى مهما قتل أقباط فلا يأخذ القصاص من القاتل ، بل إذا ثبتت الجريمة فيمكن الإتفاق على دفع الفدية .. هكذا كان يتم تبرير كل جرائم الإرهابيين ضد أقباط مصر ..
** بعد وصول الإخوان المسلمين لحكم مصر عام 2012 .. لم يكن ذلك وليد صدفة .. بل تم بالتخطيط مع تيارات وقوى داخلية داخل مصر ، وبين تيارات وحكومات دول أجنبية وعلى رأسهم أمريكا ودول عربية تتزعمهم قطر .. ثم بدأت الجريمة تختفى وهى الجرائم التقليدية الإرهابية بإستخدام القنابل والمتفجرات ضد المواطن المصرى ..
** لم يتحمل الشعب المصرى المشهد السياسي فى مصر وهو يرى الدولة فى إنهيار وتساقط .. فخرج من رحم هذا الشعب ثورة 30 يونيو 2013 .. وإنتهى عصر الإخوان ، وقبض على كوادرهم وعادوا للسجون المصرية مرة أخرى .. ورغم أن الثورة ثورة شعب وليست إنقلاب عسكرى أو توريث حكم أو ترشيح رئيس دولة سابق لهذا المنصب إلا أن من تولى مسئولية هذا الوطن ورشحه شعب مصر ، وتم إختيار رئيسا للدولة بتفويض من كل شعب مصر بإستثناء الفئة الضالة أو المتآمرين الخونة أو الإخوان المسلمين .. إلا أنه للأسف وأكررها للأسف الشديد ، مازال هناك من يتعاطف معهم رغم الجرائم البشعة التى إرتكبها هؤلاء فى كل شبر من القاهرة وكل المحافظات ، فى الشرطة والقضاء وفى كل النقابات والحكومة والوزارات ، وهو ما شجع على مزيد من الإنفجارات التى باتت تحدث يوميا ..
** ومازال الضحايا يتساقطون .. فلمن نوجه الإتهام .. هل للحكومة ؟ .. التى تعيدنا إلى المربع صفر ، فهى تترك هذه الجماعة الإرهابية تفجر مصر وتعبث بأمن الوطن .. فلمن نوجه اللوم ؟؟ .. هل نوجه اللوم للأمن المصرى الذى يتساقط منه ضباط الشرطة والجيش والجنود ضحايا وشهداء يوميا ..
** هل نوجه اللوم لرئيس الوزراء لأنه لا يدرك خطورة هذه الجماعة حتى الأن ، وإنها لن تتورع عن تفجير مصر بأكملها إن لم يجدوا أحكام رادعة وقبضة حديدية ..
** هل نوجه اللوم للقضاء المصرى بأنهم متعاطفون معهم ، وكل هذه الأحكام هى أحكام هزيلة وغير نهائية ، ويجوز الطعن عليها وإطالة فترة التقاضى حتى يحصلوا على البراءة ..
** هل نوجه اللوم للسيد رئيس الدولة بصفته هو صاحب القرار فى إحالة كل هذه القضايا الإرهابية للمحاكم العسكرية وليس المحاكم المدنية .. وهو صاحب القرار فى إقرار قانون الطوارئ الذى يرفض تفعيله حتى الأن ، رغم سقوط ضحايا من الجيش والشرطة والشعب والإنفجارات التى تحدث يوميا والتى لولا ستر ربنا لسقط مئات الضحايا يوميا ، وتحولنا إلى المشهد العراقى ..
** وسؤالنا الأن لكل المسئولين فى مصر .. هل تدركون خطورة ما تمر به مصر الأن .. أم ستظلون صامتين حتى تضيع مصر على أيديكم .. نرجو الإنتباه فالضحايا يوميا يتساقطون .. وهذه أكبر كارثة تمر بها مصر الأن .. وهى المواجهة بين مصر وتفجيرات الإخوان المسلمين !!!

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: