داء السرقة في عالم الدراما و معالجة ذات الشعر الذهبي/ فراس الور

قررت أن أنشر هذه المعالجة الدرامية لأحميها من السرقة، فهنالك عرف قانوني الملكية الفكرية يقول أن المادة المنشورة أمام الرأي العام و الذي يقوم كاتبها بإشهارها محمية و بصورة قانونية بوساطة هذه الوسلية، و هذا القانون او العرف سائر المفعول حول العالم تقريبا...و لكن مع الأسف حتى لو تم تسجيل المادة في مكاتب حفظ حقوق الملكية الفكرية في أي بلد حول العالم لن يكفل هذا تحصينها من مرض الإقتباس، فيستطيع صاحب المادة الذي أشهرها عن طريق عملية النشر أن يرفع قضية على الذي اقتبس منها اي شيئ و غالبا سيكسب هذه القضية...و لكن مع كل أسف تسقط أمور أخلاقية كثيرة مع هذا المرض الذي ينتشر بعالمنا العربي، فأكبر الشركات في مصر و أكبر القنوات المنتجة للأعمال الدرامية حول العالم العربي قامت بهذه العملية الهزلية و الصغيرة و انتجت أفلام استفاق على أمرها أكبر النقاد في مصر و خارجها و انتقدوها بشدة لتصغر بعيون الرأي العام...فحتى لو أضحكت الجمهور فهي لسيت من نتاج أقلام مبدعة بل أعمال مقتبسة بصورة غير قانونية او مسروقة...فأي كاتب سيناريو سيقول أن هذا العمل المسروق له سيظهر بصورة ضعيفة جدا أمام الرأي العام؟ 
لحظات على الإنترنت و يستيطع المرء مطالعة عشرات الأعمال المصرية و العربية عموما التي اقتبسها منتيجوها من الأعمال الأمريكية لتبقى السينما العربية تزحف وراء العملاق الأمريكية تقلده بعدد من الأعمال لتكون فريسة سهلة للإنتقاد بالصحف العربية، أما بالنسبة لهذه المعالجة الدرامية الكبيرة فهي بإسم "ذات الشعر الذهبي،" و هي مستلهمة (Inspired) من أغنية مشهورة غنتها السيدة فيروز بإسم "يا ماريا يا امسوسحة القبطان" و ليست منسوخة او مستوحاة من موضوعها، و قد خاطبت بها عدد كبير من شركات الإنتاج في لبنان و القاهرة منذ شهر يوليو (تموز) لعام 2012 و لكن لم يحالفها الحظ...فبعد أن راسلت بأمرها سركات الإنتاج ببيروت راسلت بها القاهرة حيث قمت بتغير مكان حدوث الأحداث بالمعالجة من بيروت الى القاهرة و لكن حافظت على نفس الحبكة و الأحداث تماما، قررت مؤخرا  الإعتكاف عن مراسلة شركات الإنتاج بها و وضعها أمام الجمهور و الرأي العام فربما ستكون سبب و حافز للأقلام الناشئة القادمة لكي يبدعوا و يتشجعوا بالسير قدما في طريق الكتابة و التأليف،  
معالجة سيناريو مسلسل "ذات الشعر الذهبي"
بقلم الكاتب الأردني فراس الور
نوع الرواية - اجتماعية (مناسبة لكل الأعمار) : 
(مادة محمية حسب الاصول بالمكتبة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة بالمملكة الأردنية الهاشمية،)
كان يا ما كان في اول عقد الستينات من عمر لبنان قرية مزدهرة على الشاطئ اسمها سناء القمر، و يجمع اهل هذه القرية القرابة و النسب و كان يحكمها مختار يعرف عنه انه حكيم و عادل اسمه نصري، و كان من بين اسَرِها عائلة ميسورة الحال تتألف من اب اسمه حلمي و أم اسمها ليلى و كانا متقدمين في السن، و لهم ولد وحيد اسمه ادوارد في الخامسة و الثلاثين من العمر يعمل قبطان سفن في المدينة بيروت و كان ياتي مرة او مرتين في الشهر كلما سمحت له الظروف بزيارة اهله حيث كان يسافر كثيرا على متن سفن الشركة الذي يعمل بها، و كان في القرية بيت أخر صغير لأسرة فقيرة متواضعة تسكن على الشط بكوخ صغير و ليس بقلب القرية تتألف من اب اسمه ميشيل و فتاة في الثلاثين من العمر اسمها سارة، و كان الأب يعمل صياد مثله مثل طبق من العاملين في القرية و كانت الفتاة من أجمل جميلات القرية...هيفاء القوام ذات شعر ذهبي طويل يميزها عن دون فتيات القرية و خصر نحيل و بشرة بيضاء بنقاء ثلوج كوانين الرقيقة و الناصعة، و كانت تدير قهوة صغيرة يأوي اليها الصيادين في المساء بعد عناء العمل للإستجمام و الراحة، و كان يعزف بهذه القهوة من حين لآخر عازف عود اسمه يوسف من اهل القرية صاحب صوت طربي جميل ليُسَلي الصيادين، و كان يعزف في القرية اغاني لرواد القهوة من تأليفه، و كان ايضا في القرية بيت لأغنياء يتألف من اب في الستينات من العمر اسمه راجح يعمل تاجر و له دكان في القرية حيث كان يذهب الى بيروت لشراء لوازم دكانه و كانت زوجته رغده في الخمسين من العمر متكبرة نظرا لوضع زوجها و لها ابنتان في العشرينات من العمر جميلات اسمهما سوسن و لميس و لكن صاحبات شخصية متكبرة و قلب اسود النوايا، و كانت تبحث رغدة عن ازواج لهم لتطمأن عليهم، 
  تبدء احداث السيناريو للقصة عندما يكون ادوارد عائدا الى القرية بعد سفر على احد البواخر الذي يقودها فيَصِل بسيارته الى احياء القرية، قيلاقيه والديه بترحاب دافئ و جميل، و نراه يروي لهم عن احداث رحلته و هو على طاولة الطعام و يدخل معهم في حديث شيق جدا، و في اثناء الحديث تفتح معه والدته موضوع الزواج قائلة انه بلغ سن الخامسة و الثلاثين و انهم في توق ليشاهداه ببذلة العرس و ان يريا اولاد له قبل مماتهم، فيرد عليهم بأنه يفكر بالموضوع و لكن للوقت لم يجد المرأة المناسبة له، و في ساعة المساء يذهب ادوارد مع بعض من اصدقائه للسير على الشاطئ في نزهة و اثناء المسير يقتربوا من القهوة التي تديرها سارة، فيقتربوا و يجلسوا على طاولة و فجأة يرى ادوارد سارة و يصيب سهم كيوبيد الشهير قلبيهما، فيتبادلا نظرات الإعجاب بين بعضهم البعض، و بعد احتساء المشاريب يذهب ادوارد الى بيته و قلبه مأسور بجمال سارة، في اليوم التالي على مائدة الإفطار يسأل والديه عن بيت سارة فيجيبان بأنهم عائلة مستورة الحال ذات سمعة طيبة و لا يعلمان عنها و عن والدها الا كل خير، يعود ادوارد في النهار التالي الى عمله في شركة البواخر و تنتقل بنا الكاميرا الى بيت راجح حيث نرى خاطبة اسمها نجاة ببيت رغده تتحدث معها عن موضوع بناتها، فتروي لها كم تتوق لأيجاد عرسان لهم و لكن يشترط بهم ان يكونوا من ذوات القرية او من ذوات القرى المجاورة، و بعد الحديث مع رعده تذهب الخاطبة و نراها تزور بيت حلمي و تزور ليلى و تفاتحها بموضوع بنت من بنات بيت راجح، فترحب الأم و تَعِد الخاطبة بالحديث مع ابنها حال عودته من السفر، و في هذه الاثناء نرى ادوارد و هو في غرفة قيادة الباخرة الذي يقودها الى ايطاليا و هو يفكر بجمال سارة و طلتها الجذابة، 
و في هذه الاثناء نرى الخاطبة تذهب بزيارة أكثر من بيت في القرية و قرى مجاورة للبحث عن من يتقدم للبنات، و في هذه الأثناء تأخذنا الأحداث الى بيت عازف العود يوسف حيث نراه جالس في كوخه المتواضع يتحدث مع زوجته نادية التي تمارس مهنة العرافة و قراءة الكف، و يتكلموا عن اوضاعهم المتواضعه و كيف يتمنى يوسف ان يذهب الى المدينة و ان يعثر على من يدينه مبلغ المال لكي يقوموا بهذه الزيارة، فتقول له نادية ان يصبر فربما يكون فرج الله قريب جدا، و في يوم من الايام في امسية من الأمسيات يأتي صياد لئيم الطبع اسمع صابر ليجلس بالقهوة التي تديرها سارة، و صابر رجل بالأربعين من العمر ذو جثة ضخمة مفتول العضلات من عمله بمركب الصيد و لا يرى إلا بعين واحدة حيث يغطي احدا عينيه برباط اسود، و يكون معجب بسارة ، و تقدم له سارة بعض الجعة (البيرة) و يحاول مغازلاته بالكلام لتصده سارة و تطلب منه ان يلتزم الأدب و سط مراقبة الجالسين على القهوة لها، فيأتي اباها العجوز ليساعدها بالعمل بالقهوة فتشكي له عن اعمال صابر معها، فيقول لها ان تصبر قليلا و ان لا تعطيه ردت فعل و سيبتعد عن مضايقتها مع الوقت، و بعد فترة نراه يفقد وعيه قليلا بسبب المشروب و يقترب من سارة و هي خلف الطباخ الذي تصنع عليه المشاريب  فيقوم بعض الرجال الجالسين على القهوة و يطلبوا منه الإبتعاد عن الفتاة، يسير صابر بعيدا عن المكان و يجلس على الشاطئ و هو يفكر بسارة و يفكر بكيف يجعلها تميل اليه، 
يعود ادوارد بعد عدة ايام من سفره وسط اشتياق اهله و تفاتحه والدته بموضوع بنات راجح، فيشعر بالحزن الشديد و يقول لوالديه انه لا يفكر بهن بل يفكر بسارة، تتفاجئ ليلى من ما يقوله ابنها و تقول له ان وضعهم المادي لا يسمح لهم بنسب إلا عائلة كريمة الحال مثل بيت التاجر راجح و تحثه على الموافقة بزيارة بيت راجح، يوافق مكرها بسبب ضغط اهله و في نفس الليلة يذهب و هو متوتر الأعصاب الى القهوة التي تعمل بها سارة، فيراها تهم بخدمة رواد القهوة الصغيرة التي تملكها، فيجلس وحيدا على الطاولة و يكون صابر موجود ايضا، فتقترب من ادوارد بإبتسامة بريئة و تسأله عن ماذا يريد، فيطلب فنجان قهوة، فيرا خاتم بإصبعها فيسألها عنه بكل جرأة، فتقول انه لوالدتها و عند مماتها منذ بضعة سنين ارتدته كذكرى منها، فينتبه صابر الى الحوار الذي يدور بينهم و ينادي على سارة، فتفترب منه و تجيبه بإستياء عن ماذا يريد، فيقول لها انه يريد زجاجة جعة ثانية و يبدأ بالغزل بها فتصرخ بوجهه من شدة استياءها، فينهض ادوارد من مكانه و يطلب من صابر عدم مضايقتها، فينهض صابر و يلكمه على فمه من غيظه منه لأنه رأى كيف سارة تنظر له، و يحدث بينهم عراك قوي يتعرض به صابر لضرب مبرح امام الرجال الجالسين في القهوة و يذهب بعيدا و هو مقهور من ادوارد، 
تضمد سارة جروح ادوار التي احدثها العراك بوجه و يعود الرجال الى طاولاتهم و يدور حديث ودي بينهم يتعرف ادوارد على سارة من خلاله اكثر، و يذهب بعدها الى البيت ليتفاجئ اهله من اثار العراك على وجه فيروي لهم ما قد حدث، يزيد استياء ليلى من سارة حيث تقول لإبنها ان هذه الفتاة ستجلب له المشاكل و فالها سيئ منذ بدء علاقتهم مع بعض و لكن لتتفاجئ بإبنها انه يتمسك بها اكثر، بعدها ببضعة ايام يذهب بيت حلمي لزيارة بيت راجح و يتعرف ادوارد على سوسن، فتعجب سوسن به كثيرا، تتكرر الزيارات بين بيت راجح و حلمي و تحاول سوسن التقرب من ادوارد فيسايرها بضغط من والدته و والده و لكن ليبقى قلبه معلق بسارة، تلاحظ سوسن بعد فترة قصيرة من علاقتها بادوارد انه لا يبادلها العواطف و الأحاسيس، و بيوم من الايام تزدان قرية سناء القمر بزينة عرس لأحد نبلائها و يكونا بيت حلمي و بيت راجح مدعوان الى العرس، و تصدف ان سارة و والدها يكونان من المدعوين ايضا، و يكون العرس بقاعة كبيرة من قاعات الكنيسة و تغمر الأجواء الفرح و السعادة، فتدععوا سوسن ادوارد للرقص فيستجيب و تكون عينه على طاولة سارة و والدها، فترقص سوسن معه وسط الجمع الغفير و وسط الناس الراقصة في القاعة و لكن بعد دقيقة و فجأة يترك سوسن و يتجه الى طاولة سارة و والدها ميشيل، تنظر اليها سوسن مصعوقة و يقترب من طاولة سارة، يقبل يد سارة و يطلب منها ان ترقص معه، توافق سارة و يتجها الى منطقة الرقص، تترك سوسن مكانها على ساحة الرقص و تأخذ حقيبتها و هي غاضبة من هذه الصفعة و تترك المكان، تلحق بها عائلتها وسط اعتذارات بيت حلمي لهم، تنهض ليلى من مكانها و تسير الى سارة مقهورة من تصرف ابنها و تصفعها على وجهها، فتتوقف الموسيقى لهذا الحدث الغريب و تصرخ ليلى بسارة قائلة لها ان تبتعد عن ادوارد، ينظر ادوارد الى والدته و يجيبها بلوم ان سارة لا ذتب لها بل هو من طلب اليها ان ترقص معه، تنسحب سارة مع والدها من العرس و يتجه ادوارد الى طاولته و هو غير مسرور بتصرف والدته، يؤنب حلمي زوجته على فعلتها و ينسحبوا من العرس بعد ان وتروا اجوائه، 
تشعر سوسن بالغيرة الشديدة من سارة و تفكر بمكيدة لها لتبعدها عن دربها و ليصبح ادوارد لها وحدها، و بعد مرور بضعة ايام تسأل عنها بعض من معارفها لتمسك عليها اي ممسك و لكن لتغتاظ اكثر انها حسنت السير و السلوك، و تسمع عن صابر و كيف انه يضايقها من وقت لآخر، و في هذه الاثناء يزداد تردد ادوارد على القهوة و يطيب خاطر سارة من الموقف بالعرس و نرا العشقين يزدادا عشقا لبعضهم البعض و سط معارضة اهل ادوارد المتكررة، و في ليلة من الليالي بعد ان تغلق سارة القهوة و في اثناء نوم والدها تحدث علاقة بينها و بين ادوارد تحت ضوء القمر الخافت على جانب من جوانب الشاطئ الهادئة، و يعد ادوارد سارة بطلب يدها و اقناع اهله بموقفه حينما يعود من سفره، تنساق سارة لقلبها و توافق على ما يقوله ادوارد، و قبل سفره الى بيروت يعلن لأهله عن نيته بطلب يد سارة و يسافر وسط استياء اهله، و نراه بسفره هائم بحبه لسارة لدرجة الجنون، و لكن بغيابه تحدث الكارثة، تنادي سوسن و امها صابر و تطلبان منه ان يتخلص من سارة، فيقول لهم انه يحبها و قد طلبها اكثر من مرة من ميشيل والدها و لكنها ترفض، فيدفعان له مالا وفيرا إذا نجح بإقناعها بالزواج به و بدفع كلفة زواجه، فيذهب و هو يفكر بكيف يزيلها من درب سوسن، 
و في ليلة من الليالي يشرب بها صابر كثيرا يذهب الى بيت ميشيل المنزوي على الشط و يتهجم على العائلة المستورة، يتعارك مع ميشيل ليرديه فاقد لوعيه وسط صراخ سارة، فيمسك بها و هو فاقد لرشده و يسحبها و هي تصرخ الى مركبه الصغير و يأخذها بغية الإختلاء بها في عرض البحر، تقاومه سارة و لكن بدون فائدة فيأخذها الى عرض البحر حيث يكون الشط على مسافة منهم و وسط الامواج النشطة و يحاول تمزيق ثيابها ليغتصبها و لكن لينقلب المركب بهم، بعد ساعة يكتشفوا بعض الأصدقاء ميشيل و هو فاقد لوعيه و يخبروا المختار ليتصل بالدرك المقيم بالقرية، و يبدء اهالي القرية البحث عن سارة ليجدوا جثة صابر على مقربة من القرية و هو متوفي، و مع مرور الوقت وبزوغ الفجر يفقدوا الأمل بالعثورة على سارة، و مع الرعايا الطبية يصحوا ميشيل في الصباح التالي و يصدم بخبر فقدان ابنته و يبكي المسكين بكاءا مريرا، 
تسر سوسن و والدتها بهذه الأنباء و تعتقد سوسن بذاتها انها ازالت هم عن قلبها و يمتلئ بيتهم الفاخر بالفرح و تنتظر عودة ادوارد بفارغ الصبر، و تحقق شرطة الدرك المحلية مع بيت حلمي و راجح على اثر عراكهم بالعُرس كمشتبه بهم بالضلوع مع المتوفي لأذية سارة و ابيها و لكن بسبب عدم وجود ادلة و مع شهادة ميشيل تغلق القضية و يكون المتوفي صابر هو الجاني الوحيد، يعود ادوارد و هو يحلم بزفافه من سارة و يدخل البيت و هو مسرور ليتفاجئ بالحزن مرسوم على وجه والديه، فيتوتر و يسألهم عن ماذا يحدث، فيخبروه بما جرى ليصعق و يشعر بالحزن يفطر قلبه، يبكي ادوارد بكاءا مريرا على فقدانه لحبيبته، و في الليل يسير و الدموع بعينيه على الشط بجانب القهوة المغلقة التي كانت تملئها حبيبته بالحياة و السعادة و التي كانت تملئها موسيقى العود بالطرب ليراها مغلقة و الشط بغير حياة، يجلس على الشط و هو ينظر الى البحر الذي ابتلع حبيبته و الدمع بعينيه، و مع موسيقى يا ماريا يا امسوسحة القبطان يتذكر كيف كانا يتمشيا سويتا على الشط و الامال تملئ قلبيهما و كيف غازلها و وعدها بالزواج قبل سفره الى ايطاليا على باخرته، و يتذكر كيف كان جمالها يحرك قلبه بالحب و الغرام، 
تحاول سوسن زيارته من وقت لآخر بالبيت لكن لتجده مكتأب بغرفته حزين مغلقا الباب على ذاته في غرفته لا يكلم احدا، تحاول الأقتراب منه و لكن لترى الرفض منه من شدة الحزن، و رغم محاولة والديه التقرب منه إلا انه يأبى ان يكلم أحد، و يدخل بحالة صدمة شديدة فيصبح الشط صديقه فيذهب اليه ظنا ان سارة ستعود، فعندما يحاول اهله منعه من الذهاب يقول لهم ان سارة ستعود و يصر على رأيه فيذهب بكل ليلة على الشاطئ بجانب القهوة المغلقة التي كانت تديرها و ينتظر عودتها،
يرحل بيت راجح من القرية الى قرية مجاورة بسبب كثرة الشائعات ان سوسن وراء قتل سارة، و يرحل بيت يوسف من القرية حيث تسنح ليوسف فرصة عزف بمطعم كبير ببيروت، و يبقى ادوراد على الشاطئ ينتظر عودة سارة مرة ثانية، و بعد سنة كاملة حيث يستقيل ادوارد من وظيفته بسبب حزنه الشديد و في ليلة من اليالي حين يكون ادوارد جالس على الشط يأتي اليه ميشيل و يترجاه ان يستيقظ من بحر الحزن الذي يغرق به، و يقول له بلهجة هادئة ان الحزن لن يعيد سارة اليه، بل سيزيده كأبه و ان بتمسكه بالماضي لن يستفيد شيئ، يتحدث ميشيل مع ادوارد و يقنعه بوجهة نظره،   
بعد الحادثة مباشرة تقذف امواج البحر جسد سارة الى ان توصله الى شاطئ من شواطئ بيروت، و تتكتشفها عائلة غنية مؤلفة من ام ارملة اسمها سعاد و ابنها الشاب إيلي امام الشاليه (المصيف البحري) على شاطئهم الخاص، و يأخذوها الى المشفى حين يكتشفوا ان ما زال بها نبض حياة، و بعد تحقيقات الشرطة يتركوها بالمشفى على نفقتهم الخاصة حيث تستيقظ بعدها بيومين ليكتشف الأطباء انها مصابة بحالة فقدان ذاكرة كلي، فلا تستطيع سارة تذكر اسمها ولا عنوانها، فيعطفوا عليها العائلة  ويأخذوها الى بيتهم خصوصا بعد ان يكتشفوا الأطباء انها حامل، تعيش سارة بمنزل هؤلاء الأعنياء ضيفة عزيزة عليهم و يوم بعد يوم تنولد بقلبها مشاعر و احاسيس تجاه الشاب الغني و هي تتعافا من محنتها، و بالرغم من ان ايلي يعاني من العقم إلا انها و بعد بضعة اشهر تتزوج سارة هذا الشاب الغني و يسميها جاكلين و يقوم باستخراج هوية و جواز سفر جديد لها بهذا الإسم، و يمتلك شركة استيراد كبرى للسيارات و يعاملها معاملة ممتازة و لا يبخل عليها بشيئ، و تعيش معه إلا ان تنجب ابنتها منه و تسميها عبير، و تمر ستت عشر سنة طويلة و تكبر عبير و تصبح في صف الثانوي و تكون حياتهم سعيدة جدا، 
و في هذه الاثناء يكون ادوارد قد ترك سناء القمر و فتح لنفسه شركة خط بواخر في بيروت، و يعيش مع اهله ببيروت عيشة سعيدة فبفضل تغير الأجواء من القرية الى بيروت يتعافى من صدمته و يحسن ادارة شركة البواخر و يصبح من اثرى اثرياء بيروت و لكن يختار عيشة العزوبية خوفا من ان يعيد التجربة و يتألم مرة ثانية، و بالرغم من ندم اهله على عدم قبولهم بسارة كزوجة لأبنهم لأنهم رأوا ماذا فعلت به الصدمة إلا انهم يحاولوا تشجيعه للبحث عن عروس جديدة له، و لكنه بإستمرار يأبى ان يقبل فكرتهم، 
تموت حماة سارة و يعلم ادوارد عن خبر الوفاة من الصحف، و لأن ايلي من اكبر عملاء شركته يذهب ليؤدي واجب العزاء، و يدخل الى فيلا ايلي موقع بيت العزاء و يسلم على اهل الفقيد، و بعد ربع ساعة من الجلوس يقفوا ضيوف على العزاء يريدوا الرحيل، و يطلبوا من ايلي ان يسلموا على زوجته قبل الرحيل فينادي ايلي على زوجته بإسمها الجديد، فتكون جالسة في موقع بعيد بصالة الفيلا مع بعض النسوة فحين تسمعه تسير نحوه ، و فجأة يصاب ادوارد بصدمة شديدة حين يراها، تسير سارة ببطئ من التعب من اجواء العزاء و عيون ادوارد تلازمها غير مصدق من الذي يراه، يقف من الصدمة و هي تقبل الضيوف لمواساتها بوفاة حماتها، تنظر الى ادوارد و كأنها تنظر الى اي شخص عادي لأنها تنتبه انه ينظر اليها ثم تعود الى مكانها بصورة طبيعية، يقترب ايلي من ادوارد و يسأله ما الخطب فيسأله عن الإمرأة ذات الشعر الذهبي التي سلمت للتو على الضيوف المغادرين وسط زحام الناس فيقول انها زوجته، فيعتذر قائلا انه شبه عليها، 
يعود ادوارد الى المنزل و يفكر بالتي رأها طوال الطريق و هو يقود السيارة، هل تكون سارة؟ و يفكر بكم تشبهها ، و يسأل ذاته مرارا و تكرارا ان كانت واحدة تشبهها ام لا، و يصل الى الفيلا حيث يسكن و يروي لوالديه ما جرى فتنفر به والدته بغير عادتها و توبخه و تقول له ان سارة قد ذهبت الى حال سبيلها و انها ربما واحدة تشبهها، و تقول له ان يجب ان يتزوج و ينساها، يؤيد حلمي زوجته مفسرا غضب ليلى بأنه خوف عليه لكي لا يعود الى نفس الضغوطات التي تخلص منها بإعجوبة بالماضي، يمضي ادوارد الى غرفته لينام و لكن يبقى تفكيره معلقا بالإمرأة التي رأها، 
تمر الأيام و يتابع ادوارد حياته بصورة طبيعية و لكن من وقت لآخر تطفو صورة سارة بأفكاره، فيقرر قطع الشك باليقين و يدعو ايلي و زوجته الى مطعم بالنادي الذي يمارس به الرياضة، و يلتقي بالعائلة و يسلم عليها، فيمعن النظر بسارة ليتأكد انها هي و انها ليست صدفة، و تكون عبير موجودة فيسلم عليها و يقبل وجنتيها من فيض معزته لأسرة ايلي فيشعر بشعور عاطفي قوي تجاهها، و لكن لا يشعر من سارة انها تتذكر اي شيئ عنه، و يمضي الغذاء بصورة  طبيعية و يسأل سارة بعض الأسئلة فيكتشف قصتها من ايلي، بأنها وجدت على الشط و هي مصابة من حادث مجهول المعالم و ان الأطباء اخبروه بأنها تعاني من فقدان ذاكرة دائم ، و انه تبنًا عبير حين تزوج سارة، تدمع عيون ادوارد من شدة الحزن من هذه الأخبار فيعتذر ايلي إذ يشعر انه تسبب له بهذا الحزن، فيقول بالعكس و انه من النوع العاطفي و قد تأثر بهذه الإخبار و يبدي تعاطفا شديدا تجاه محنة سارة، 
يعود الى المكتب و هو بحالة ذهول مطلقة، قد تأكد انها حبيبته و ان عبير ابنته، و لكن سارة سعيدة جدا مع ايلي و قد احسن معاملتها و ها ابنته كبرت و اصبحت قريبة من التخرج و هي لا تعرفه، هل يدعهما يكملوا حياتهم من دون ان يزعجهم؟ ام هل يخبر سارة الحقيقة و يحاول مساعدتها بإستعادة ذاكرتها؟ و لكن ألا يكون دخيل على حياتها؟ و ايلي ما ذنبه ليفقد حب انسانة ارتبط بها طوال هذه السنين؟ من المستحيل ان يخبر ايلي ما قد جرى فحينها سيبدو و كانه يطلب منه ان يتنازل عن حياته مع اسرة استقر معها طوال عقد و نصف من الزمن و هو الذي ربا عبير، اما هو فيكون بموقع الدخيل عليهم، و لكن عبير ابنته الطبيعية و امام الشرع، إذ نزعت الحياة سعادتهم لا افترقا بإختيارهم، ما هذا الموقف الحساس و المعقد، ما الحل؟
تمضي الايام و هو بحيرة من امره و تتكرر الزيارات بينهم في النادي إلى ان يطلب ايلي ان يزوره بالبيت ليتعرف على والديه المسنين، فيعتذر منهم بحجة انه مسافر و يؤجل الزيارة الى بعد اسبوعين حين يعود من سفره، يروي ادوارد لأهله الواقعة وسط ذهولهم المطلق بكيف تعيد الحياة دروبهم لبعض بهذا السيناريو، و ينصحه ابوه بالإبتعاد عن سارة و زوجها خوفا من عواقب الأمور فالإستقرار الذي يعيشوه بظل ايلي ممتاز لهم، و تؤيده ليلى إلا انه لا يقتنع و يقول لهم مرارا و تكرار بأنه امسك الهاتف ليحاول البوح بالحقيقة لسارة و لكن يده لم تطاوعه بطلب الرقم بالرغم من قناعته الداخليه بأن هذا هو الصواب، يذهب ادوارد لزيارة كاهن رعية الكنسية الذي يصلي بها و يروي له ما قد حصل، فيقول له الكاهن الصواب ان تعرف عبير الحقيقة فقد لا تسامحك إذا اخفيت عنها حقيقة ابوتك لها و لكن حتى لو سارة علمت الحقيقة فليس هنالك ضمان طبي بأن ذاكرتها ستعود و إن علمت الحقيقة فهذا سيعذبها لأن ايلي كان ممتاز السلوك معها و ستشعر بالذنب تجاهك، كما ان الإختيار بينكما سيجلب لها حزن بحياتها، فيجب ان تعلم عبير ابوتك لها بمعزل عن سارة، 
تذهب سارة بعدها بفترة الى مطعم كبير مشهور حيث يحي في تلك الليلة الفنان يوسف حفل كبير، و يكون المطعم مليئ بالضيوف حيث يكون ذات شعبية كبيرة، و تدخل سارة و ايلي و يجلسان على طاولة قرب المسرح، و تبدأ الأمسية فتقدم المقدمة برنامج الحفل حيث سيحتوي على غناء طربي و سحوبات على جوائز نفيسة و قيمة جدا، و فجأة يظهر الفنان يوسف و يصعد المسرح وسط تصفيق حار، فتنظر اليه سارة و هو يصعد على المسرح و تشعر بشعور عدم راحة يتملكها، و لكن تخفي هذا الشعور عن زوجها خوفا من ان يقلق عليها، و فجأة يعلن يوسف ان برنامجه سيبدأ بقليل من التقاسيم على العود ثم سيغني مع الفرقة اغاني طربية ليحي اجواء الليلة، و يبدأ بعزف تقاسيم طربية قديمة كان يعزفها ايام قهوة سناء الليل لتبدء ذاكرة سارة بالمحاولة للوصول الى ماضي كان جزء منها و اردته الصدمة بطي النسيان العميق، تحس بأنها تريد ان تتذكر شيئ و لكن لا تستطيع ذكرتها بلوغه بصورة سهلة، فيبدء جسدها بالتعرق و تشعر بصداع كبير يتملك رأسها، و فجأة يبدء يوسف بغناء اغنية "يا ماريا يا امسوسحة القبطان" التي تعود ان يغنيها في القهوة القديمة على شط سناء القمر الهادئ لتشعر سارة بالصداع يقوى عليها و يزيد فتقف و تبدء بالصراخ له بالتوقف عن العزف، تقف سارة لبرهة من الزمن و تشعر ان المطعم يدور من حولها من شدة الدوار و هي تراقب يوسف و المسرح و المهور، يقف ايلي و يسألها عن ماذا يجري و يتوقف يوسف على العزف وسط مراقبة الجمع الحاضر للمجريات، ينهض يوسف من مكانه على المسرح و علامات الصدمة مرسومة على وجه و يصرخ اسم سارة و ينادي عليها، تنظر اليه بصدمة شديدة و تجيبه بأنها جاكلين و ليست سارة ثم تركض الى خارج المطعم و هي تبكي من الصداع و الصدمة، يستأذن يوسف من الجمهور و ينزل عن المسرح و يحاول اللحاق بسارة ليجد سياراتها تتحرك من مكانها و زوجها يقودها الى خارج الموقف، يعود يوسف الى الحفل و يعتذر من الجمهور و يكمل سهرته بنجاح و لكن ذهنه يبقى معلق بسارة الذي يكون متأكد انه رأها للتو بالحفل، 
     تتحدث سارة مع زوجها و تقول له ما قد جرى و كيف ان هذا الشخص كان محرك لذكريات حاولت ان تتذكرها و لكن بدون فائدة فأصيبت بصداع حاد، يهدء من روعها زوجها و يخلدان الى النوم بتلك الليلة، و في اليوم التالي يطلب مقابلة الفنان يوسف حيث يأخذ رقمه من ادارة المطعم الذي كان يسهر به في الأمس، و يقابل يوسف ليخبره بكل تفاصيل قضية سارة، يتفاجئ من تفاصيل قضيتها المحزنة و يشكر يوسف و يعود الى عمله و هو بدوامة عن ماذا سيتصرف و خصوصا حينما علم ان ادوارد صديقه كان عشيقها، و يسأل ذاته ان كانت عبير ابنة ادوارد ام صابر الذي اعتدا عليها بالمركب على الرغم بأنه يعلم في سره ان الجواب عند سارة و مرهون بقدرتها على استرجاع ذاكرتها، و لكن هل حث زوجته على استنباط الماضي الاليم سيجلب السعادة ام التعاسه لها؟
 و فجأة تبدأ احداث الحرب الأهلية بلبنان، و تكون سارة جالسة تشاهد التلفاز و فجأة يرن جرس الهاتف في منزلها ليخبرها متصل بخبر مؤلم، فقد توفي زوجها في حادثة اغتيال شخصية سياسية في لبنان حينما كانت تسير سيارته بقرب من موكب لهذه الشخصية لتنفجر عبوة ناسفة بقرب الموقع، و تسرع الى المشفى باكية لتجده كالثكنة العسكرية مليئ بضباط الدرك بسبب علاج الضحايا بالمشفى و تسأل عن زوجها فتجده بالعناية المركزة، و تسأل الأطباء عنه لتكتشف ان حالته سيئة جدا و نجاته طبيا غير ممكنة  إلا بإرادة من الله، تسهر بجانبه للصباح التالي فيصحو و هو بحالى سيئة و يطلب مقابلتها، و يخبرها و صوتها مرهق من الحادثة و بعبارت بسيطة انها من قرية سناء القمر و ان يوسف الذي شاهدته بالمطعم كان يعزف العود بالقهوة التي كانت تديرها و بأنها فريسة عشيق تعدا عليها لينتزعها من ادوارد الذي كانت تحبه فعليا، ثم يفارق الحياة وسط صراخ و بكاء سارة، بعد ايام العزاء و عبير بالمدرسة تقرر بيوم من الايام الذهاب الى سناء القمر فتستقل سيارتها و اصداء صوت ايلي و كلامه تملئ عقلها و كيانها بالخوف، و فجاة تبدء بإسترجاع ذكرياتها و تبدء علامات التعرق و التعب بالظهور عليها و صورة صابر و هو يعتدي عليها تزلزل كيانها بالخوف، توقف السيارة على جانب الطريق عند مشارف سناء القمر و الذكريات الأليمة تعود اليها رويدا رويدا، و تتذكر ادوارد و كلامه اللطيف لها و تتذكر كم كان يحبها و تعود اليها ذكريات الايام حينما كانا يسيران على الشط و اللحظات الرومنسية التي قضتها معاه، و فجأة تنزل من السيارة و تسأل ذاتها عن لمن تكون السيارة التي تستقلها، و تشعر بالتوهان لفترة فتعود الى داخلها و تحاول القيادة لتكتشف انها لا تستطيع فعل ذلك، تسير نحو سناء القمر بذهول تام و تسير في شوارع القرية التي اضحت شبه مهجورة بسبب هجرة اهاليها الى بيروت للعمل، و تتذكر كيف امضت طفولتها بها و شبابها و تصل الى الشاطئ، تركض الى الكوخ الذي كانت تسكن به و تصرخ اسم ابيها لتجده موصد و مقفول، تذهب الى القهوة بجانب الكوخ لتجدهه مهملة و الطاولات و الكراسي مكسرة و متروكة بزاوية من زواياها، و تلاحظ رجل يجلس على طاولة في داخلها، فتتعرف عليه انه ادوارد، تركض اليه صارخة اسمه فيحضنها و تبكي من الألم و تسأله عن ابيها و عن ماذا حل به، تقول له انها تشعر بأنها نامت لدهر كامل و استيقظت للتو لتجد عالمها قد غادرها و لم يبقى به الا هو و هي، يبتسم ادوارد و يقول لها بأنه سأل عنها آذنة بيتها و قالت له انها انتجهت الى سناء القمر لذا لحق بها، فتقول له انها لا تملك بيتا إلا بيت ابيها هنا بالقرية، فيدرك ادوارد انها عند استرجاع ذاكرتها القديمة قد نست سارة الحقبة التي امضتها مع المرحوم ايلي، يطمأنها و يقول لها انه سيخبرها بكل شيئ و بأنه يجدر بهما ان يقلا عبير من المدرسة ليروي لها ما قد حصل و بأنه لن يتركها ابدا بعد اليوم، ينتهي المسلسل هنا بهذه النهاية التي تجمع ادوارد و سارة من جديد. 
لنهـــــاية

CONVERSATION

0 comments: