كيفية إنقاذ العالم من الجّحيم الّذي يتفشّى فوق أجنحة الكون؟/ صبري يوسف

إن مليون مبدع من طراز فيروز، أدونيس، سليم بركات، نزار صابور، فاطمة ناعوت، قاسم حدّاد، أمجد ناصر، صدر الدين أمين، الطاهر بن جلّون، الطيب تيزيني، صادق جلال العظم، كبرئيل صوما، فاضل العزاوي، صلاح فائق، نوال السعداوي، الفة يوسف، الياس فركوح، جمال الغيطاني، عدنان الصائغ، كمال العيادي، وجيهة الحويدر، لطيفة التيجاني، و ...... إنّنا لو أدرجنا مليون مبدع من العالم العربي والكردي والكلدو آشور السرياني والأرمني والمندائي والشبكي والإيزيدي والأمازيغي .. وكنت آخر هذا المليون! ثمّ لو خطّطنا وبحثنا في كلّ قارة عن مليون أو مليونين آخرين يتم أختيارهم من قبل القارة ذاتها، وهكذا إلى أن ندوِّن قرابة عشرين مليون من المبدعين من كل قارات العالم، ثم دعونا هذه الملايين العشرين من كل بقاع الدنيا لمؤتمر دولي عام، لصياغة قوانين جديدة لقيادة الكون إلى برّ الأمان، على أن تكون هذه القوانين سارية النفاذ والمفعول على كل بقاع الدنيا، بحيث أن تكون القوانين خلاصة أرفع توجُّهات وأنجح القوانين الرَّائدة والفريدة في الدُّول المتطورة .                                                         

ألا تستطيع هذ الملايين العشرين من المبدعين والمبدعات من جميع بلاد العالم، أن تنقذ هذا العالم من الكابوس الَّذي يعاني منه العالم وبالتالي تنقذه من جحيم الحروب والصِّراعات وتقوده إلى شواطئ الأمان خلال خطّة خمسيّة على مدى خمس سنوات ثمَّ خمس سنوات أخرى ثمَّ خمس سنوات أخرى حتَّى غاية عشرين عاماً، بعدد الملايين العشرين، في الوقت الَّذي أرى وأقرأ وأحلِّل أنّه منذ آلاف السِّنين كلّ هذه الحكومات المتعاقبة تتطوَّر من هنا بعض دولها وتنحدر دولٌ من هناك في منزلقات الحروب، ممَّا أدّى إلى أن يُصاب الكون بقحطٍ أخلاقي وسياسي وفكري وتربوي وتنويري واقتصادي وديني ومذهبي وطائفي وقارِّي، .... وكأنَّ العالم في سباق مع تحقيق أكبر قدر ممكن من القحط الكوني، حتّى أنّني أرى أنَّ لغة القحط ستهيمن على العالم بعد بضع سنوات ما لم نعالج هذا الإنفلات في سلّم الَّلاحضارة لأنّني لا أرى أمامي أي سلوك حضاري يحضن هذا الكون الفسيح!                                                
                                               
أشتغل على هذه الفكرة للعام القادم، والَّتي راودتني منذ زمنٍ بعيد، لكنّها كانت مثل حلم مسربل بالغمام، الآن أشعر أنَّ ملامح الحلم أصبحت واضحة وهذا ما أركّز عليه خلال المرحلة القادمة من خطّتي الخمسيّة القادمة في مجلّة السَّلام لزرع بذور الفكر الإنساني الخلاق الَّذي يقودنا إلى السّلام العالمي، لأنّه لا يمكن إيجاد حل لإنقاذ هذا العالم من الشَّراهات الإنزلاقيّة المتفاقمة لدى الكثير من دول العالم نحو الهاوية السَّحيقة، إلا بمساعي مبدعي هذا العالم، فهم وحدهم القادرون أن يبتكروا ويسنّوا قوانين ويجدوا حلولاً من خلال تضافر جهودهم الإنسانيّة الخلاقة، كي يقودوا هذا الكون البديع إلى برِّ الأمان.       

ستوكهولم: 26. 10. 2014

أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
محرّر مجلّة السَّلام

CONVERSATION

0 comments: