بعد تحليلاتٍ عميقة وقراءاتٍ مستفيضة للواقع المزري الَّذي يمرُّ به الكون من دمارٍ واضحٍ للعيان لأبسط أبجدياتِ السَّلام بينَ البشر في الكثير من أرجاء العالم، قرَّر الأديب والفنّان التَّشكيلي السُّوري صبري يوسف إصدار مجلَّة سنويّة بعنوان: السَّلام. السَّلام بكلِّ ما تعني هذه الكلمة من معنى إنساني عميق، بعيداً عن لغةِ السِّياسات الممجوجة الَّتي طرحها بعض مُخلخلي أجنحة السَّلام على وجه الدُّنيا. تُعنى المجلَّة بالنُّصوص الأدبيّة والفكريّة والنَّقد والمسرح والسِّينما واللَّوحات التَّشكيليّة المتمحورة حول السَّلام والوئام بين البشر في جميع أنحاء العالم، على أن تكون النُّصوص واللَّوحات المساهمة غير منشورة سابقاً في أيَّة صحيفة أو مجلّة ورقيّة، ولا في أيِّ موقع الكتروني عبر الشَّبكة. حيث ترحِّب المجلّة بالنُّصوص الشِّعريّة والقصصيّة والنّص الأدبي، والنّص الفكري الَّذي يصبُّ في جوهر السَّلام، والدِّراسات التّحليليّة والنَّقديّة المتعلِّقة بكتابات أدبيّة وفكريّة، وحوارات ولوحات فنّية حول السَّلام.
تعتذر المجلّة عن نشر أيّةِ مادّة تثير الحساسيات والصِّراعات بين الأديان والمذاهب والقوميات والاثنيات، لأنّها تعتبر هذه الصِّراعات الدَّمويّة المذهبيّة والدِّينيّة والقوميّة والسِّياسيّة هي ضربُ من جنون توجُّهات بعض سياسات هذا الزّمان، وخروج تام عن حيثيات أبجديات السّلام والوئام بين البشر، كما لا تستقبل أيّة مادّة تسيء إلى شخصٍ ما أو جهةٍ ما، لأنَّ المجلّة منبر فسيح للسلام الإنساني الخلاق وليست منبراً للقدح والذَّم بالبشر، بل ترحِّب بالمواد الَّتي تدعو للحوار والسَّلام الخلاق بعيداً عن لغة العنف والعنف المضاد، لأنَّ لغة العنف والعنف المضاد أوصلَتْ بنا إلى بوّابات الجَّحيم! ونحن بصدد تسليط الضَّوء على لغة السَّلام والوئام بين البشر إبداعيّاً، لعّلنا نستطيع أن نروِّج ثقافة السَّلام والحوار والمسامحة بين البشر، وفي هذا السِّياق ترحِّبُ المجلّة بدراسة وتحليل أسباب العنف ومعالجته ومعالجة العنف المضاد عبر الحوار بعيداً عن لغة البغض والكراهيّة والانتقام والحرب وهدرِ الدِّماء!
المجلَّة مستقلة وغير مرتبطة فكريَّاً أو سياسيَّاً أو ثقافيّاً بأيَّة جهةٍ رسميّة أو غير رسميَّة في الشَّرق أو في الغرب، ولا تقبل الهبات والتَّبرُّعات المشروطة من أيَّةِ جهةٍ شرقيّة أو غربيّة، وترحِّب بأيِّ دعمٍ مادّي أو معنوي موائم لتوجُّهات برنامج المجلّة المرتكز على السَّلام والوئام بين البشر كلَّ البشر، دون الانحياز إلى طرفٍ ضدَّ الآخر، بل الانحياز إلى الحقِّ والعدالة والمساواة بين البشر لعلَّنا نستطيع عبر هذا المنبر أن نحقِّقَ قليلاً أو كثيراً إنسانيّةَ الإنسانِ على وجهِ الأرضِ! المجلّة سنويّة، وتصدرُ في كانون الأوَّل (ديسمبر) من كلِّ عام، كحصادٍ لغلالِ عامٍ من كتابات مبدعي ومبدعاتِ نصوصٍ ولوحاتٍ عن حيثيَّاتِ السَّلام من كافّةِ أنحاءِ العالم، واستقبالاً لعامٍ جديدٍ ينحو أكثر فأكثر نحوَ السَّلامِ والوئامِ بين البشر!
ستوكهولم: 1. 1. 2013
صبري يوسف
أديب وفنّان تشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
0 comments:
إرسال تعليق