أرموا بالطائفية في وجه الغرب و إسرائيل و اصنعوا غداً أمناً لأطفالنا/ صائب شعث

 لا توجد أمة أو شعب سهل تقسيمه وتأليبه على بعضه ليدخل في حروب مع ذاته كالعرب. يخوض حربا" ضد إخوانه وأهله يعينه عليها الطامعون بأرضه و ثرواته، وأعدائه يمدونه بالمال والسلاح والرجال ليدمر ذاته. يحارب تارة باسم الطائفة, و تارة باسم القبيلة, و تارة باسم المذهب الديني, و تارة باسم الحارة و تارة باسم الحريم و تارة ... و تارة. فعلوها في فجر الإسلام وقتلوا الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، فعلوها في أوج إمبراطورية العرب و سلموا عبيدهم و مماليكهم أمر الأمة و الإمبراطورية وشعوبها و حكمت العبيد أسيادها.
صفحات التاريخ العربي تعج بالخيانات، و ليس بجديد أو بدخيل علينا من خان فلسطين في عام ١٩٤٨ و وقع الأحلاف مع الإنجليز و استقدم أنذل و أقذر خلق الله في الأرض و مكنهم من فلسطين و أطلق عليها اسم إسرائيل ، من خان مصر عبد الناصر مثلا" في حرب ١٩٦٧ و من خان العراق و زج به في حرب مع ايران ، من خان العراق و أتى بأمريكا والغرب وإسرائيل ، من رمى الجزائر بعصابات إرهاب قتلت أكثر من ربع مليون طفل وامرأة ورجل جزائري . ومن خان السودان و سرق نصفه وأنشئ في جنوبه دولة يديرها الصهاينة وينهبوا بترولها . من نهب الصومال و ترك أطفالها لتفترسهم الطيور الجارحة . هو ذاته من يدمر اليوم في حلب باقي بلاد الشام.
هو نفسه من خان و أدخل الصليبين من الكرك إلى القدس، لقد حرر أنداك صلاح الدين القدس و بعد مماته أعادوها للصليبيين و قتلوا بعضهم بعضا" ملوكا" و طوائف. في الأندلس، خارج قرطبة فوق الهضبة والتي سماها الأوروبيون فيما بعد ب- هضبة حسرات العربي الأخيرة - قالت 'عائشة الحرة' لولدها الأمير أبي عبد الله الصغير ،عندما سمعت البكاء و شاهدت الدمع في عيني ولدها .. الأمير المهزوم أبو عبد الله حينها .. قالت له : "نعم .. ابكي .. ابكي كالنساء ملكا مضاعا .. لم تحافظ عليه كالرجال "... كانت هذه البكائية وهذه الكلمات هي آخر أيام أبي عبد الله و العرب و المسلمين بالأندلس .
و الله هذا ما يحصل اليوم، نذبح بعضنا و نطرد من أوطاننا من جديد و الناجي سيبقى عبدا" عند الفائزين بقطع من هذا الجسد والوطن العربي. هل سيأتي مملوك جديد ليحكم من تبقى منا في بغداد ومصر والشام ؟. وهل باسم الدين سيستعبدنا الغرب والصهاينة مع أتراك وسط آسيا أربع مائه سنة جديدة ترمي بنا في جوف الظلام ؟؟.
هذا الشعب الذي لا زال يخسر خيرة أبنائه أوطانا" وثروات، و أصبح جسداً تتصارع عليه و تتناهشه الوحوش الكواسر و الشياطين الآدمية، إنه فعل أيديكم, فمن شدة مرارة و قذارة طائفية شيوخكم وقادتكم ,تسمم الوطن و شلت الأمة و شعبها، لن تنجوا إلا إذا اجتثثتم أمراء و شيوخ الطائفية من على المنابر و ترموا بهم و بمرتزقتهم إلى المراحيض, هم من يحطمكم و يقودوكم بفتوى كذب و افتراء ,و كيف لا توقفوا تمادي من يستبيح أعراضكم و يفتك بأبنائكم وينهب ثرواتكم و يسرق أوطانكم بالجملة وتتطاير أجسادكم أشلاءً بانفجار قذائفهم و سيارتهم المفخمة ... ارحموا أطفالنا من هذه الجهل ارموا بالطائفية في وجه الغرب و إسرائيل واتباعهم و اصنعوا غداً أمناً لأطفالنا .
صائب شعث
مفكر عربي

CONVERSATION

0 comments: