من يربي هذه الأمة ؛ لكي تدين الآخرين، مرتين:
مرة: على ما لا تراه فيهم؛ لأنه لا يُرى!
ومرة: على ما تراه خلاف ما يُرى!
فتغتصب في الأولى سلطة الله.
وفي الثانية ترتكب خطيئة الكذب والتجني على الحقيقة، بوصم اناس بصفات رديئة ليست فيهم:
فهم يحكمون على الآخر بانهم يتميزون بقذارة الروح، ومصيرهم إلى الجحيم!
كما يتهمونهم، بأنهم يتميزون بقذارة الجسد، مع أن هذا الآخر، يعيش بينهم: في مجتمعهم، في شارعهم، في سكنهم، في عملهم!
من يربي العرب؛ لكي يتجهوا أكثر نحو أفصى التطرف، وحتى تصبح محبة الآخر قدرة سامقة، يفتقدونها؟!..
من يربي هؤلاء؛ لكي يقتلوا، بكل أنواع القتل، من كان على دين آخر؟!..
لقد حدثتنا الأخبار عن العرب منذ جاهليتهم.. فمنهم الذين تعودوا الحرب والقتال، فإذا لم يجدوا عدواً يحاربونه، حارب بعضهم بعضاً.. حتى قال القائل منهم:
وأحياناً على بكر أخينا إذا مالم نجد إلا أخانا!
سيول من الألم، تنهال على قلوبنا، فتنبت مرارة، وتنبت أيضاً أسئلة كفيفة، نقضي بسببها الكثير من الوقت؛ لننبش داخل ذاكرة التاريخ؛ والعثور على الإجابة المُرّة.
لابأس.. لنستمر، ونحاول...
هنا حادثة، ربما تكشف عن سر النفوس المطبوعة بالأنانية، والبغض، والعنف:
في الوليمة التي اقيمت بمناسبة فطام اسحق، سخر اسماعيل – أبو العرب - ، من أخيه الصغير!
يبدو أنه كان يرضع كبيراً، كما كان يرضع صغيراً- فقد كان في ذلك الوقت قد بلغ السادسة عشر من العمر - كان يرضع من أمه هاجر، التي كانت تسيئ إلى سارة، كيف تكون إساءة الإنسان لاخيه الانسان، حتى تكون كرامته مهملة، وقابلة للجرح!
وهكذا سارت ذريته على هذا الدرب المرير، جيلاً بعد جيل. وجراحاتها، تُذكّرنا، بأن كل حوادث العنف، والموت، تحدث أثناء احتفاليات الآخر!
السؤال الأكثر أهمية: هل نيأس من ردع هؤلاء، بعنف المحبة الأخوية، التي تسمح لكل شخص بأن ينتصر على الانانية، وأن يقضي على الاختلافات والخلافات بين أولاد ابراهيم؟!..
الشيء الوحيد الذي يستطيع قهر كل هذا الشر الموجود في القلوب، هو حب الله، حبه المتطرف، والثوري، والمعدي!...
0 comments:
إرسال تعليق