بزجاجة مولوتوف وبيد شباب تراوحت أعمار أغلبهم بين الثانية عشر والسادسة عشر عاما احترق المجمع العلمي , هذا المجمع الذي يعود تاريخ انشائه إلي العام 1798 والذي يحوي كتبا ومخطوطات نادرة لا تقدر قيمتها بثمن .
فهل كان هذا الشباب يعرف حجم الجرم الذي يرتكبه ؟
هل كان يعرف انه يحرق تاريخ وطن أم كما قال بعضهم _ القينا زجاج المولوتوف وبدأت الكتب والكراسات الي في المجمع تحترق -؟!!
شباب لا يدرك سيق من قبل اخرين يدركون جيدا ماذا يفعلون ,فهم ينفذون مخططهم ببراعة في القضاء علي وطن, ولم يكتفوا بتدمير حاضرة ولكنهم يصرون ايضا علي محو تاريخه .
فالي متي السكوت علي هذا المخطط ؟ وما الذي سوف يحرق في المرة القادمة ؟وما هو الفتيل الذي يسعون لاشعالة لتأجيج نيران الفتنه بين أبناء الوطن الواحد ؟
الغريب ان الكاميرات رصدت بعضا ممن يسمون أنفسهم شباب الثورة وهم يحرضون علي الحرق والتدمير وبعد ذلك نجد من يقول اشم رائحة سجن طرة في الحادث كيف وانت رأيت بأم عينك من تعبت منهم الشاشات وهم ينصبون أنفسهم المتحدث الرسمي باسم الشعب وسط الاحداث يحرضون علي الحرق ويدعون الناس الي الهجوم والقتال , الي متي سنظل نبحث عن الحقيقة التي باتت واضحة حتي في الظلام؟! متي نواجه أنفسنا ونعترف بأن ليس كل من شارك في 25 يناير شريف وأن منهم من ينفذ مخطط قذر لاسقاط الوطن ,ومنهم من يريد الا تنسحب الاضواء عنه وان كان الثمن هو احراق مصر حتي اخر شبر فيها ,إلي متي نري الفاعل بأعيننا ثم نحول النظر عنه في خداعٍ واضحٍ للنفس .
وماذا عن الرد الرادع للاعلام الذي يثير الفتن ,الاعلام الذي يكسب اصحابة المليارات كلما اشتعلت الاحداث لذلك فليس لديهم ما يمنع ان يدفعوا بعضا من هذه المليارات لاشعال الاحداث أكثر فهم علي ثقة بان العائد سيكون اضعاف اضعاف ما دفع .
إلي متي ستظل الفتنه بين الجيش والشعب ,الفتنة التي جعلت المجند المصري خصم ودمه مباح ,إلي متي نترك من يزرعون هذه الفتة ويشعلونها يوما بعد يوم
ما الحل وكيف نخرج من هذه المحنة ؟ان الخروج من هذه المحنة يتطلب الاتي :
1- الاعتراف بان مصر لم يتول رئاستها-من ابنائها- يوما خائن أو عميل كما يُردد الان ضمن مخطط تدمير التاريخ هذا المخطط الذي جعل المصريون يصفون بطل اكتوبر بانه عميل وخائن و جعلهم يصفون 30عاما من عمر الوطن بالفساد والديكتاتورية بل الان اصبحوا يعودن لابعد من ذلك ويقولون 60 عاما ولا ندري الي اين يصل المزاد ام انهم سيشوهون كل الماضي ويمحون التاريخ هذا الامر الذي بدأ باحراق المجمع العلمي ذاكرة الوطن .
2- انه وخلال حكم الرئيس مبارك كان هناك العديد من الانجازات وبعض السلبيات خرج الشعب يوم 25 يناير ينادي بالتغلب عليها وازالتها وبالفعل بدأ يتحقق ذلك وقبل ان يترك الرئيس الحكم واذا كان هناك أشياء اخري تحتاج للاصلاح فلا يكون بالتخريب ولا التدمير ولكن بالحوار والنقاش .
3- ليس كل من تجمهر في الشارع واعتصم هو انسان صاحب حق او متظاهر شريف فمن يقوم منهم بالتخريب والتدمير لابد ان يواجه وبشده ويطبق عليه القانون
4-المكاشفة من جانب المجلس العسكري للشعب بالمخطط الذي يتعرض له الوطن هذا المخطط خارجي الصنع داخلي التنفيذ .وفتح ابواب السجون للزج بهؤلاء الذين يزرعون الفتنة وعلي الملأ بين أبناء الوطن الواحد لان ما يفعلونه تجاوز بكثير مرحلة التعبير عن الرأي والحرية .
5- اعلاء مصلحة الوطن علي المصالح الشخصية والتصدي للاعلام المدمر الذي ينشر الفتن وللمثقفين الذين لا يملكون من الثقاقة الا طرق تدمير اوطانهم .
علي الجميع أن يدرك أن الوقت ليس وقت مجاملات ولا تزييف حقائق لابد ان يعرف الجميع أن ما يحدث في مصر ليس وليد الصدفة واذا فرضنا أنه كان هكذا في البداية فانه لم يستمر بتلك الصورة بل تحول لمخطط مدمر وقوده أبناء الوطن .
علي الشباب ألايجعل البعض يأخذه تحت مظلة ثورة الشباب ليحرق وطنه ان الشباب الحقيقي هو من يبني الاوطان لا الذي يهدمها, هو الشباب الذي يبذل الروح فداء لوطنه ,ولدينا امثلة لهذا الشباب تتمثل في جنود وضباط الشرطة والقوات المسلحة الذين يسقطون كل يوم وهم يدافعون عن تراب الوطن .
اذا اراد الشباب ان يسجل انجازا باسمه للتاريخ فلا يجب ان يكون ما يحدث في مصر الان ؛لان ما يحدث الان لن يذكر التاريخ اصحابه علي انهم ابطال ولن يذكر ما فعلوه علي انه انجاز بل سيذكره علي انه الكارثة التي جرت الوطن إلي نفق مظلم تعذر الخروج منه سيذكره علي انه الحدث الذي الذي يشوه ويمحو تاريخ الوطن .
شباب اليوم امل الوطن ورجاله - لا جدال- في ذلك حافظوا علي وطنكم وتعلموا من ابائكم ما معني كلمة وطن وكيف تهون في سبيله الارواح . وحفظ الله مصر شعبا وأرضا وسماء وابقاها عزيزة كريمة مرفوعة الهامة علي مر الزمان .
0 comments:
إرسال تعليق