لا يبدوا هناك بصيص أمل في حل الازمة الراهنة التي تمر بها الطبقة السياسية ، وما تشهده الساحة من حراك ينذر بتصعيد الازمة دون احتوائها ،رغم سعي بعض الاطراف الدينية والسياسية إلى حلحلة الامور والاخذ بها بإتجاه التهدئة ، لاسيما ان خصم المالكي هذه المرة طرفا قويا واضحا بمواقفه السياسية(سواء أتفقنا أو اختلفنا معه بالرؤى و وجهات النظر)ألا أنها حقيقة أثبتها الواقع السياسي ، كون ان التحالف الكردستاني يعد ركناً أساسياً في تركيب العملية السياسية .
جاء اجتماع وزراء اقليم كردستان في محافظة كركوك ومناقشتهم اوضاعها الادارية رداً على اجتماع المالكي بوزرائه في نفس المحافظة بوقتاً سابقا ،أضافة كونها تصعيدا للازمة ، فهي سياسة " المواجهة بالمثل " من قبل ساسة الكُرد . في لقاء تلفزيوني تحدث المالكي عن رغبته بذهاب لانتخابات مبكرة للخروج عن نطاق الازمة أو ذهابه لخيار تجميد الدستور اذا ما فشلت محاولات حل الازمة القائمة ! ، في نبرة لا تخلوا من تهكم وبإشارة صريحة قال ان "الاجتماعات تعقد في أربيل وكذلك تُصدر إلينا المشاكل من هناك " ،استمرار تصاعد وتيرة الحرب الكلامية في الاعلام بين أطراف الأزمة يعني مزيداً من توترات وصراعات سياسية قد تأخذ طابعا اخرا في قادم الأيام .
القارئ الحاذق للمشهد السياسي يعرف جيدا ان التحالف الكردستاني ليس القائمة العراقية التي أنبطح أغلب قادتها أمام المالكي دون خشيه أو حياء من ناخبيهم والجمهور العراقي ، وخلعهم ثوب الوطنية وشعاراتها التي صموا بها آذان العراقيين ولبسوا ثوب طائفي مقيت بمطالبتهم لإقليم سُني يجزأ العراق الى كانتونات مناطقية مذهبية ، حيازة التحالف الكردستاني وتحديدا السيد البرزاني على اوراق ضغط تزعج حكومة المالكي تطرح كثيرا من الاحتمالات وتُبقي باب مفتوحا لكثيرا من التكهنات بمسار الاحداث ونتائجها النهائية .
0 comments:
إرسال تعليق