تصر السلطة الوطنية الفلسطينية اصرار عجيبا على تقديم نفسها وكأنها دولة مستقلة ذات سيادة، عبر تشكيلة حكومتها الجديدة ذات الخمسة وعشرون وزارة على رأسها يقف سليمان فياض المفروض بالكواليس فرضا كشرط لاستمرار الرضى والتمويل الاميركي والاوروبي.
لا ميزة تلفت النظر في هذه الحكومة، سوى الزج بتعدد العنصر النسائي على غير العادة وكأن التوصية الخارجية هي التي توجه لهذا الاخراج..والاخراج العام لهذه الحكومة لا يزيح قيد انملة عن نهج ونصوص اتفاق اوسلو وانتقاء الوزاء حسب المحاصصة الوظائفية المنتقاة من الفصائل والشخصيات التي وقّعت او أيّدت اتفاق اوسلو الكارثي.
الكارثة الماثلة تجيئ بالانتفاخ، انتفاخ الحكومة الفلسطينية الجديدة وهي مثلها مثل سابقاتها تقوم على اورام مرضيّة ابتلي بها الشعب الفلسطيني منذ نكبته الاولى جراء ممارسة قيادة تحسب امتيازاتها ومصالحها الفردية الضيقة قبل أي حساب، وها هي تفعل فعلها في الجسد العليل.
ما معنى وزارة للسياحة واخرى للبيئة وواحدة للزراعة وواحدة للعمل في مجتمع لا يزرع وكله يعاني من البطالة، وبالخصوص العمل الوطني الذي حل محله العمل الامني. هذا المرتبط والمنسق مع الاحتلال. وأي بيئة لدى الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال وجرائمه اليومية..هل وزارة البيئة ستستطيع منع الجرافات الاسرائيلية من ان تقتلع اشجار الزيتون المعمّرة منذ آلاف السنين.أم ان وزارة السياحة سيسمح لها ان تمنح تصاريح الزيارة للسواح الاجانب، ووزير السياحة نفسه لا يستطيع ان يسيّح نفسه في وطنه دون اذن من مؤسسات الاحتلال. وكيف تكون هذه السياحة اذا كان اهل البلاد مطرودين منها ولا يستطيعون العودة اليها أو مجرد زيارتها.
نصف الشعب الفلسطيني يعيش في الشتات القسري، وما زالت المخيمات ترسم بؤسها في معالم الحياة الفلسطينية.. فكيف لا يخطر على بال هؤلاء "المناضلين" تشكيل وزارة تعني بشؤون اللاجئين؟ كيف لهذه السلطة الوطنية أن تطالب الحكومات العربية بتحسين أوضاع اللاجئين لديها وهي نفسها لا تلتفت اليهم، وتبدو غير معنية بمشاكلهم. ولا يمكن لأية مبررات ان تعفي مسؤولية هذه السلطة تجاه من قدم تضحيات جليلة من أجل القضية الفلسطينية.
انها فعلا حكومة تحمل الكثير من الغرائب التراجيدية، ولكن الأغرب وكأن هذه الحكومة تهبط على الشعب الفلسطيني من كوكب آخر، كوكب قد أنجز جميع التحديات التي واجهته ووضع الحلول لكل قضاياه الوجودية، وما عليه الآن الا ان ينجز حكومة تعني بالرفاهية والترف والبطر.
لا شأن للشعب الفلسطيني بهذه الحكومة، فهي لا تحمل من فلسطين سوى الاسم وهي لم تقرب شأنا من شؤونها ولا شجنا من شجونها الكثيرة سوى بالديكور الشكلي كلزوم للمخادعة وعناوين للارتزاق، وهي بدل ان تذهب الى تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني فأنها تأتي لتعمّق التمزق والانقسام، ليصبح واقعا سياسيا وجغرافيا على الارض. وهو الواقع الذي كان يعمل عليه العدو منذ زمن، وها هو ينجز بأداة فلسطينية تصف نفسها بالوطنية.
ولكن لا عجب حين نحيل هذه السلطة الى واقع تأسيسها كمنتج أمريكي-اسرائيلي يحظى بالرعاية والتمويل كي يستطيع القيام بوظيفته الامنية للكيان الصهيوني. وعلى هذه الوظيفة يقيننا ان هذه السلطة ستذهب بعيدا وعميقا وأكثر وأكثر على عكس تطلعات وأحلام شعب النكبة مما تفرّخ هذه النكبة نكبات ونكبات.
------------------------
كاتب وشاعر فلسطيني
لا ميزة تلفت النظر في هذه الحكومة، سوى الزج بتعدد العنصر النسائي على غير العادة وكأن التوصية الخارجية هي التي توجه لهذا الاخراج..والاخراج العام لهذه الحكومة لا يزيح قيد انملة عن نهج ونصوص اتفاق اوسلو وانتقاء الوزاء حسب المحاصصة الوظائفية المنتقاة من الفصائل والشخصيات التي وقّعت او أيّدت اتفاق اوسلو الكارثي.
الكارثة الماثلة تجيئ بالانتفاخ، انتفاخ الحكومة الفلسطينية الجديدة وهي مثلها مثل سابقاتها تقوم على اورام مرضيّة ابتلي بها الشعب الفلسطيني منذ نكبته الاولى جراء ممارسة قيادة تحسب امتيازاتها ومصالحها الفردية الضيقة قبل أي حساب، وها هي تفعل فعلها في الجسد العليل.
ما معنى وزارة للسياحة واخرى للبيئة وواحدة للزراعة وواحدة للعمل في مجتمع لا يزرع وكله يعاني من البطالة، وبالخصوص العمل الوطني الذي حل محله العمل الامني. هذا المرتبط والمنسق مع الاحتلال. وأي بيئة لدى الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال وجرائمه اليومية..هل وزارة البيئة ستستطيع منع الجرافات الاسرائيلية من ان تقتلع اشجار الزيتون المعمّرة منذ آلاف السنين.أم ان وزارة السياحة سيسمح لها ان تمنح تصاريح الزيارة للسواح الاجانب، ووزير السياحة نفسه لا يستطيع ان يسيّح نفسه في وطنه دون اذن من مؤسسات الاحتلال. وكيف تكون هذه السياحة اذا كان اهل البلاد مطرودين منها ولا يستطيعون العودة اليها أو مجرد زيارتها.
نصف الشعب الفلسطيني يعيش في الشتات القسري، وما زالت المخيمات ترسم بؤسها في معالم الحياة الفلسطينية.. فكيف لا يخطر على بال هؤلاء "المناضلين" تشكيل وزارة تعني بشؤون اللاجئين؟ كيف لهذه السلطة الوطنية أن تطالب الحكومات العربية بتحسين أوضاع اللاجئين لديها وهي نفسها لا تلتفت اليهم، وتبدو غير معنية بمشاكلهم. ولا يمكن لأية مبررات ان تعفي مسؤولية هذه السلطة تجاه من قدم تضحيات جليلة من أجل القضية الفلسطينية.
انها فعلا حكومة تحمل الكثير من الغرائب التراجيدية، ولكن الأغرب وكأن هذه الحكومة تهبط على الشعب الفلسطيني من كوكب آخر، كوكب قد أنجز جميع التحديات التي واجهته ووضع الحلول لكل قضاياه الوجودية، وما عليه الآن الا ان ينجز حكومة تعني بالرفاهية والترف والبطر.
لا شأن للشعب الفلسطيني بهذه الحكومة، فهي لا تحمل من فلسطين سوى الاسم وهي لم تقرب شأنا من شؤونها ولا شجنا من شجونها الكثيرة سوى بالديكور الشكلي كلزوم للمخادعة وعناوين للارتزاق، وهي بدل ان تذهب الى تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني فأنها تأتي لتعمّق التمزق والانقسام، ليصبح واقعا سياسيا وجغرافيا على الارض. وهو الواقع الذي كان يعمل عليه العدو منذ زمن، وها هو ينجز بأداة فلسطينية تصف نفسها بالوطنية.
ولكن لا عجب حين نحيل هذه السلطة الى واقع تأسيسها كمنتج أمريكي-اسرائيلي يحظى بالرعاية والتمويل كي يستطيع القيام بوظيفته الامنية للكيان الصهيوني. وعلى هذه الوظيفة يقيننا ان هذه السلطة ستذهب بعيدا وعميقا وأكثر وأكثر على عكس تطلعات وأحلام شعب النكبة مما تفرّخ هذه النكبة نكبات ونكبات.
------------------------
كاتب وشاعر فلسطيني
0 comments:
إرسال تعليق