-1-
الشاعرُ فؤاد نعمان الخوري عادَ أمس إلى لبنان شاحناً معه باخرةً من الحنينِ ،وسلاماتٍ من هناك ... من اوستراليا.
ويحَ شعراء لبنان، يقتلهم الحنينُ في المهجر، فيكتبونَ لبنانَ شعراً. ويقرأونَ لبنانَ شعراً . ويصلّونهُ، يصلُّون لبنانَ شعراً!
وكان ديوانُ المهجريينَ على مدى ملحمة الإغترابِ اللبناني أرقَ ما قالتِ الشعراء!
"وكل مكان يُنبتُ العزَّ طيب" قالها المتنبي، وخانه الحنينُ على الكوفة فعاد إليها وكان الذي كان ... وإجملُ ما قاله المتنبي هذا المطلعُ:
"ما لنا كلُّنا جَوٍ، يا رسولُ" ...
• وثلج "نيويورك" هيَّجَ أشجانَ رشيد أيوب وردَّهُ إلى صنين!
•
• والريحاني باعَ "نيويوركليم" كلها بالفريكة!
ونعيمة بالشخروب ...
وجبران باعَ الدنيا بغابة مار سركيس!
و"وطن النجوم" عند ابو ماضي، بالف قصيدة ...
ويحَ شعراءِ لبنان، يقتلهم الحنينُ ... فيعيشون غرباءَ غرباءَ في دنيا الإغتراب ... تتلوى قلوبُهم، وشعرُهم .
وانت تتلوى!
يوجعنا الشاعر يوسف روحانا، يأتي في شيبة العمر، من آخر الدنيا، ليشم من "سبعل" رائحةَ الزعتر، والتنُّور، وطاحونة الضيعة .
ومن الأرز أي تاريخ ..
ذلك ليواجهَ ناطحاتِ سحابٍ يبيعُهنَّ جميعاً ببيتِ شعر .
أو ببيتٍ في الضيعة عتيق!!
-2-
الشاعر فؤاد ن. الخوري سفرته في الزمان ربع سفرة "اوليس" الإغريقي .. و"بحويتا" حبيبته مثل "بنلوبا" في الوفاء! وهي عنده مثل "جيكور" عند السيَّاب! منذ اسبوع. عيناه في عينيها.. في كرومها واحراجها – التلال المخيمة عليها .. وأوكار النسور!
طريقها التي ينتهي عندها ذكر الدولة .. مشى عليها عشرين مرة. طلعت على باله طريق العين .. والعين .. وهاتيك الجرار والحاملات الجرار!!
• صبايا "بحويتا" ليلة رجوع الشاعر لبسن متأنقات .. وقفن طويلاً أمام المرآة .. من يدري: فقد تولد الليلة في هذي الجرود قصيدة جديدة ... وهن .. و "بحويتا" وهذي الجبال كلهن معبودهن الشعر!!
• وفؤاد في الخمس التي أمضاها في سدني كان سفير شعراء لبنان إلى هناك! كان لبنان الشاعر هناك! فهو محطة غاية الأهمية في تحريك عواطف اللبنانيين في استراليا .. هو الجسر يربطهم بين هنا وهنالك ..
• أمس سلمنا عليه في "بحويتا": الشيخ ناصيف الشمر، محسن أ. يمين وأنا .. على شعره كومة ثلج وهو لما يبلغ الأربعين .. ابتسامة العينين تحت نظارتيه ..
وبعض من ذهول المصدق والمكذب العينين .. واليدين .. الضيعة كانت تزوره! وأم فؤاد، شالها الأبيض اللون يضحك كراية وطن .. وكقصيدة!!
• فؤاد الخوري طبع في استراليا أربعة دواوين كان آخرها "راحيل" .. وفي لبنان ثلاثة من قبل!
مدرسة ولديه "طوني ولميا" فرضت عليه شد الرحيل .. وقبل ان يترك سدني بيوم واحد قدم سايد مخائيل في أمسية شعرية .. وودع الناس هناك على بكاء.. هو الضائع "بين تذكرتين" كما سمى ديوانه الأول هناك !!
ويا فؤاد ردد معي:
غابت وما غابت عليَّ دروب
الأيبُ المضنى اليك يؤوب ...
الشاعرُ فؤاد نعمان الخوري عادَ أمس إلى لبنان شاحناً معه باخرةً من الحنينِ ،وسلاماتٍ من هناك ... من اوستراليا.
ويحَ شعراء لبنان، يقتلهم الحنينُ في المهجر، فيكتبونَ لبنانَ شعراً. ويقرأونَ لبنانَ شعراً . ويصلّونهُ، يصلُّون لبنانَ شعراً!
وكان ديوانُ المهجريينَ على مدى ملحمة الإغترابِ اللبناني أرقَ ما قالتِ الشعراء!
"وكل مكان يُنبتُ العزَّ طيب" قالها المتنبي، وخانه الحنينُ على الكوفة فعاد إليها وكان الذي كان ... وإجملُ ما قاله المتنبي هذا المطلعُ:
"ما لنا كلُّنا جَوٍ، يا رسولُ" ...
• وثلج "نيويورك" هيَّجَ أشجانَ رشيد أيوب وردَّهُ إلى صنين!
•
• والريحاني باعَ "نيويوركليم" كلها بالفريكة!
ونعيمة بالشخروب ...
وجبران باعَ الدنيا بغابة مار سركيس!
و"وطن النجوم" عند ابو ماضي، بالف قصيدة ...
ويحَ شعراءِ لبنان، يقتلهم الحنينُ ... فيعيشون غرباءَ غرباءَ في دنيا الإغتراب ... تتلوى قلوبُهم، وشعرُهم .
وانت تتلوى!
يوجعنا الشاعر يوسف روحانا، يأتي في شيبة العمر، من آخر الدنيا، ليشم من "سبعل" رائحةَ الزعتر، والتنُّور، وطاحونة الضيعة .
ومن الأرز أي تاريخ ..
ذلك ليواجهَ ناطحاتِ سحابٍ يبيعُهنَّ جميعاً ببيتِ شعر .
أو ببيتٍ في الضيعة عتيق!!
-2-
الشاعر فؤاد ن. الخوري سفرته في الزمان ربع سفرة "اوليس" الإغريقي .. و"بحويتا" حبيبته مثل "بنلوبا" في الوفاء! وهي عنده مثل "جيكور" عند السيَّاب! منذ اسبوع. عيناه في عينيها.. في كرومها واحراجها – التلال المخيمة عليها .. وأوكار النسور!
طريقها التي ينتهي عندها ذكر الدولة .. مشى عليها عشرين مرة. طلعت على باله طريق العين .. والعين .. وهاتيك الجرار والحاملات الجرار!!
• صبايا "بحويتا" ليلة رجوع الشاعر لبسن متأنقات .. وقفن طويلاً أمام المرآة .. من يدري: فقد تولد الليلة في هذي الجرود قصيدة جديدة ... وهن .. و "بحويتا" وهذي الجبال كلهن معبودهن الشعر!!
• وفؤاد في الخمس التي أمضاها في سدني كان سفير شعراء لبنان إلى هناك! كان لبنان الشاعر هناك! فهو محطة غاية الأهمية في تحريك عواطف اللبنانيين في استراليا .. هو الجسر يربطهم بين هنا وهنالك ..
• أمس سلمنا عليه في "بحويتا": الشيخ ناصيف الشمر، محسن أ. يمين وأنا .. على شعره كومة ثلج وهو لما يبلغ الأربعين .. ابتسامة العينين تحت نظارتيه ..
وبعض من ذهول المصدق والمكذب العينين .. واليدين .. الضيعة كانت تزوره! وأم فؤاد، شالها الأبيض اللون يضحك كراية وطن .. وكقصيدة!!
• فؤاد الخوري طبع في استراليا أربعة دواوين كان آخرها "راحيل" .. وفي لبنان ثلاثة من قبل!
مدرسة ولديه "طوني ولميا" فرضت عليه شد الرحيل .. وقبل ان يترك سدني بيوم واحد قدم سايد مخائيل في أمسية شعرية .. وودع الناس هناك على بكاء.. هو الضائع "بين تذكرتين" كما سمى ديوانه الأول هناك !!
ويا فؤاد ردد معي:
غابت وما غابت عليَّ دروب
الأيبُ المضنى اليك يؤوب ...
وتسألني آخر بيت لي:
كانوا بلا سببٍ .. راحوا بلا سبب
ما عدت اذكر من اسمائهم احدا
كانوا بلا سببٍ .. راحوا بلا سبب
ما عدت اذكر من اسمائهم احدا
الأنوار: الأربعاء 9 حزيران 1993
0 comments:
إرسال تعليق