** إذا قمنا بقياس هذا الزمن وتلك الفترة التى نعيشها الأن .. بالأزمنة السابقة ، ومنذ عهد المماليك حتى يومنا هذا .. لتأكدنا أن مصر تمر بالعصر الذهبى للبلطجة والفتونة والإنفلات الأمنى .. والإرهاب والإنحطاط والسفالة .. وتصفية الحسابات .. وذلك منذ ما أطلق بعض البلهاء والمغيبين والجهلاء "ثورة 25 يناير" !! ..
** غدا .. ستنطلق مليونية ، أطلق عليها الثوريين الإشتراكيين وبعض الحركات الثورية "مصر ليست عزبة" .. وقد سبق أن كتبت مقال بعنوان "مصر وكالة بدون بواب" بتاريخ 21 مايو 2012 .. وهذه هى رؤيتى لأحداث الجمعة وأسبابها ..** تنظم هذه المليونية كل القوى التى دعمت جماعة الإخوان المسلمين .. ووقفوا فى التحرير مع الإخوان فى خندق واحد .. يساندهم المجلس العسكرى ، وتدعمهم أمريكا .. وهذا ما صرحت به كلينتون .. وأكدته "آن باترسون" .. ورحب به "أوباما" لدعم الفوضى والبلطجة فى مصر لإسقاطها ..
** ويبدو أن هناك عدم فهم لطبيعة اللصوص والإرهابيين لسلوك بعضهم .. فالإخوان يستغلون كل حادث أو موقف لتوظيفه لصالحهم .. حتى لو تحالفوا مع الشيطان ضد الإسلام نفسه .. وليس ضد الدولة ..
** ويبدو أن الجماعة الفوضويين الذين خرجوا من ظلمات الكهوف والجحور .. لا يعلمون شئ عن طبيعة الإخوان وأهدافهم .. فبعد وصول الجماعة لكل مفاصل الدولة .. كان من الطبيعى التخلص من ذيول وأذناب هذه الحركات التى أطلقت على نفسها الحركات الثورية .. وكانت أول هذه التنظيمات حركة "6 إبريل" .. فبدأت هذه السيناريوهات بدق الأسافين بين أعضاء تنظيم 6 إبريل من داخل الحركة نفسها .. فظهرت الإنشقاقات والإنفصالات بين القياديين بالحركة .. وجمدت الحركة نشاط بعض أعضائها ..
** وتأتى المرحلة الثانية بالدعوى لمليونيات من بعض القوى وحركات تنظيمية معارضة للإخوان .. وتعلن حركة "6 إبريل" .. إنها لم تحدد موقفها بعد .. وذلك فى إنتظار إشارة من الإخوان بالتفاوض والدفع بالمقابل لعدم المشاركة .. ولكن الإخوان لم يعدوا بحاجة لشباب 6 إبريل .. فلا هم قوى يعمل لها حساب فى عرف الإخوان .. ولا هم قوى مقبولة فى الشارع المصرى منذ أحداث المحلة عام 2008 ..
** نأتى للحركة الوطنية للتغيير ... وهو نفس السيناريو لحركة 6 إبريل .. ويأتى دور حزب الوفد .. هذا الحزب الذى أسقطه ودمره رئيس الحزب "السيد البدوى" لإنسياقه وراء الإخوان فى محاولة لوجود دور له على الساحة .. ولكن الإخوان إستغلوه وإستغلوا إسمه كرئيس لحزب الوفد .. لتشكيل مجموعة من القوى التى تعارض نظام مبارك حتى أسقطته .. وأكرر للمرة المليون بمباركة المجلس العسكرى "طنطاوى وعنان" .. بحمايتهم لكل هذه الفوضى التى إندلعت منذ 25 يناير .. ويصر بعض البلهاء والمغيبين والكيديين بإطلاق مسمى "ثورة" عليها .. وللأسف أغلبهم من الأقباط الأغبياء الذين هتفوا فى التحرير .. وهم يطالبون بسقوط النظام .. بينما الأخرون كانوا يطالبون بسقوط مصر وليس مبارك ؟!! .. ثم يتساءل الإخوان .. ما هى الحركة الوطنية للتغيير ؟ وما ثقلها وما عدد أفرادها .. هذه الحركة ليس لها دور فى الإعتصام بالتحرير .. فهى حركة دورها مثل دور خيال المآتة .. الذى يوضع فى الحقل لمطاردة العصافير والغربان ..
** ونأتى لحزب الغد .. ليتكرر نفس سيناريو حزب الوفد .. فقد تقلص دور هذا الحزب فى الإسم فقط .. ثم إستئصال حركة الحزب .. فى فرد أو فردين يسعون للمصلحة مع جماعة الإخوان المسلمين .. وعلى رأسهم د. "أيمن نور" .. فقد الحزب دوره ولم يعد له وجود إلا لافتة ترفع على مقر الحزب بشارع "قصر النيل" .. وقد تحول إلى أطلال !! ..
** ثم يأتى دور د. "محمد البرادعى" وجماعته .. فقد هذا الدور نهائيا بعد أن إستغلوه الإخوان فى بداية الأحداث .. بل أنه عاد من الخارج محمولا فوق الأعناق .. وأعلن الإخوان ترشيحهم للبرادعى رئيسا لمصر فى بداية الأحداث بعد تزكية أمريكا له وخشية إغضاب الشارع المصرى كما كانوا يتوهمون ... ثم بدأت البلية تلعب لصالحهم .. فتم إقصاء البرادعى .. ولكنه حاول فرض نفسه مرة أخرى .. ودفع بالسيدة والدته تستعطف الشعب لترشيح إبنها .. وعندما تأكد أنه لن يحصل على هذا المنصب بسبب الرفض الشعبى لإسمه .. سعى أن يكون رئيس الحكومة .. وهذا أيضا لم يتحقق .. وظل يتدحرج خارج الدائرة واللعبة حتى وجد نفسه على شاطئ الترعة جالسا بمفرده .. وهو يردد أغنية "راح .. راح .. وقالوا راح" ...
** ثم يأتى دور جماعة الإشتراكيين .. وهم نسخة مكررة تجمع بين شراسة الإخوان .. والأهداف التخريبية لحركة 6 إبريل .. وهم يطالبون بهدم كل مؤسسات الدولة "جيش وشعب وشرطة وقضاء" وإعادة بنائها من جديد .. ولا تلقى أى قبول فى الشارع المصرى ..
** أما فى مقابل هذه الحركات ... فهناك أبناء مبارك الذين بدأوا فى التقوقع والإنسحاب من المشهد بعد هذا الموقف المخزى .. والمتواطئ للمجلس العسكرى .. فبعد دورهم .. أولا فى قبول إهانة الرئيس السابق لمصر "محمد حسنى مبارك" .. وجعله كعب داير فى جلسات يومية والتى أطلقوا عليها "محاكمة القرن" .. وتناسوا أنه قائد الطيران فى حرب رد الكرامة فى أكتوبر 1973 .. كما تناسوا أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة ... وثانيا إدعاءاتهم الكاذبة بعدم تسليم مصر للإخوان .. وتسليمها لحكومة مدنية منتخبة بإرادة شعبية حرة .. ومع ذلك ، سلمت مصر للإخوان بدون إرادة شعبية .. ولكنها إرادة إخوانية .. أمريكية .. حمساوية !! ..
** هذه الجماعة يشاركهم جماعة "عكاشة" .. وهى مجموعات تقلص عددها وفقدوا المشاعر والحماس .. بعد أن فقدوا الثقة فى قادتهم العسكريين ..
** ثم يأتى دور جماعة الأقباط .. وهم جماعة مشرذمة يتملك بعضهم كاريزما الزعامة والأنانية .. ويعادون بعضهم البعض أكثر من كراهية المتطرفين لهم .. ولكنهم يشتركون جميعا فى فكر واحد ولغة واحدة .. وهى التأييد المطلق للإدارة الأمريكية .. وعدم إدانتها رغم أن أمريكا أعلنت ودعمت جماعة الإخوان المسلمين فى العلن ، وليس فى السر .. ومع ذلك ، أؤكد أن كل المنظمات القبطية بما فيهم الإعلام المقروء والمرئى .. فلم نجد منبر واحد أو فرد واحد مسيحى ، يدين العاهرة أمريكا .. رغم دورها القذر فى العراق وليبيا وسوريا ومصر واليمن وتونس .. لدعم كل الحركات الإرهابية والتى أدت أحداثها الأخيرة فى مصر .. إلى طردهم من أوطانهم علانية .. وقتلهم وسحلهم .. ومع ذلك الأقباط فى مصر يبحثون عن البردعة ، ويتركون الحمار .. فهل هو إستمرار للغباء ، أم إستهبال وصل لحد الغباء .. أم غباء وصل لقمة الغباء .. أم غباء حتى الموت .. الله أعلم .. ولكنى أؤكد أنه غباء بكل المقاييس .. وأتساءل لماذا تثورون عندما يطردون الأقباط من ديارهم وأوطانهم .. ويقتلون وتحرق منازلهم .. وتهدم الكنائس .. إذا كنتم بهذا الغباء .. ولماذا أيضا تثورون .. عندما مزق إحد الإرهابيين الإنجيل وحرق أمام السفارة الأمريكية وأمام الجميع .. ألم تكن أمريكا هى المحرضة على كل ذلك والمؤيدة له ..
** فى النهاية .. نحن أمام مسرحيات هزلية وهابطة من البلطجية والإرهابيين والصراع الدائر بين كل هذه القوى الظلامية وجماعات الإرهاب المتأسلم .. لنؤكد أن مصر بلا صاحب .. ولا حماية ولا قانون .. فالمحاكم تحاصر من البلطجية لإرهاب القضاة .. وتقف الأجهزة الأمنية فى دور المتفرج .. لا تحمى سيادة القضاء ولا الدستور ولا القانون .. والحدود إستباحت من السفلة والإرهابيين .. وعندما تطاول الكثيرين بموافقة جماعة الإخوان المسلمين والحزب الحاكم فى مصر على إقالة القادة العسكريين .. وعندما كشر الجيش عن أنيابه .. صرح السيد وزير العدل المستشار "أحمد مكى" ، وهو أحد كوادر الإخوان .. إنه لا صحة إطلاقا لما روجته أجهزة الإعلام من إحالة المشير طنطاوى أو الفريق عنان إلى التحقيق .. علما بأن ما يتم هو بموافقة الإخوان أنفسهم فى وسائل الإعلام جميعها ..
** فى النهاية .. أريد أن أقول أن تظاهرات اليوم لن تسفر عن أى شئ سوى مزيد من إنهيار الإقتصاد المصرى .. بينما الشعب المصرى يكتفى بمتابعة المسلسلات التركية والمصارعة الحرة وطبق اليوم .. والعوض على الله فيكى يامصر .. ولا تعليق !!!!!!!........
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق