لتدمير سوريا خزائن بيت مال "المشركين" تفتح على مصرعيها؟/ راسم عبيدات

...... من الواضح جداً أن الصراع في سوريا يتجه نحو طور أعلى من التصعيد،حيث أن المحاولات التي قام بها تحالف تركيا- عربان الخليج – أمريكا والغرب من أجل إسقاط النظام السوري عبر زج كل عصابات الإجرام والإرهاب التي أتوا بها من أفغانستان والصومال وليبيا وتركيا واليمن والشيشان والأردن وغيرها،لكي تمارس القتل والإجرام وتعيث الخراب والنهب والتدمير داخل الأراضي السورية قد وصلت الى نهاياتها،حيث أن القيادة والمؤسسة العسكرية السورية قد نجحت في تدمير وطحن 90% من قوة تلك العصابات المجرمة ،والتي تخوض حرباً بالوكالة عن حلف الأطلسي وعربان الخليج، فالأطلسي وأمريكا توفر المظلة السياسية والاعلامية والمعلومات الاستخبارية والأمنية،وتركيا تدعم عسكرياً واستخبارياً ولوجستياً وتوفير الملاذ والقواعد والمعسكرات التدريبية لتلك العصابات،وعربان الخليج تفتح حنفيات وصنابير بيت مال"المشركين"على مصرعيه لدعم وتمويل تلك العصابات المجرمة،حيث تحدثت الأنباء عن أن قطر حولت لتلك العصابات المجرمة عن طريق شركات مال وهمية فتحت في لبنان ما يزيد عن 650 مليون،وكذلك دفعت مئات الملايين من الدولارات لشراء أسلحة لتلك العصابات،ناهيك عن الرشاوي والرواتب الكبيرة المقدرة بالملايين والتي دفع وتدفع لقيادة تلك العصابات وتصرف على لقاءاتها واجتماعاتها ومؤتمراتها.
كل هذا لم يمكن تلك العصابات المجرمة وقوى ما يسمى بالمعارضة المتصارعة والمتناحرة على الغنائم من أن تحقق أية انتصارات جدية على الأرض،ولذلك فإن إعلان القيادة السورية تحقيق انتصارها والقضاء على تلك العصابات المجرمة من شأنه خلق معادلات إقليمية ودولية جديدة،وهزيمة قاصية لذلك التحالف الذي زج بكل ثقله وقوته في تلك الحرب الأطلسية التي تشنها تركيا وعربان الخليج على سوريا بالوكالة عن حلف الأطلسي،قد تطيح بقيادات ورموز الكثير من أعضاء هذا التحالف وحتى حكوماته،ولكي يتم منع خلق وقيام معادلات جديدة في المنطقة يترتب عليها استحقاقات ومتغيرات إقليمية ودولية،فإنه من المحظور على أي فريق من فرفاء تلك التحالف الانسحاب والتسليم بالهزيمة،ومن هنا كانت حادثة سقوط قذيفة سورية داخل الأراضي التركية للرد على ومطاردة فلول العصابات المجرمة وما نتج عنها من قتل لخمسة مواطنين أتراك،الذريعة والمبرر ليس لتركيا فقط،بل لأمريكا والغرب وعربان الخليج من أجل دفع الأمور نحو حلقة جديدة من التصعيد،من خلال التصعيد والذهاب بالأمور نحو مواجهة إقليمية محدودة،وليس حرب دولية شاملة،حيث أن الحرب الإقليمية والتي قد تتدحرج إلى حرب شاملة،بحاجة إلى أوضاع وظروف جيدة بالنسبة لأمريكا والغرب،فأمريكا لديها ورطاتها في أفغانستان والعراق،والغرب الذي تقف العديد من دوله على حافة الإفلاس الاقتصادي،واردوغان وضعه الداخلي يترنح،ولعل المظاهرات الضخمة التي خرجت أول أمس في تركيا للمطالبة بوقف التصعيد والمواجهة مع سوريا،مؤشر جدي على أن هذا النظام قد وصل الى نهاياته.
وفي قضية القذيفة السورية التي سقطت داخل الأراضي التركية وقتلت خمسة أتراك،يتضح مدى "عهر" الأطراف المشاركة في الحرب على سوريا،فلعل الجميع يتذكر عندما اعترضت إسرائيل السفينة التركية مرمرة  في المياه الدولية والتي جاءت على حد زعم الأتراك لفك الحصار عن قطاع غزة،والتي يتضح الآن أن هناك أهداف تركية خبيثة من خلفها غير قضية فك الحصار عن القطاع،حيث قتل عدد من المواطنين الأتراك وأصيب عدد آخر،لم نسمع بيانات الشجب والإدانة والدعوة إلى الرد العسكري واجتماعات حلف الأطلسي ومجلس الأمن،لا من  الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" ولا من أمريكا ولا الغرب الاستعماري،ولا حتى من تركيا نفسها،والتي فقط في قضية القذيفة السورية  أصبحت سبحان الله عضواً في الحلف الأطلسي،ولكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل تصبح منبوذة ومطلوب منها السكوت وابتلاع الاهانة الإسرائيلية.
على كل سوريا لم تكن بحاجة للعربان من أجل الوقوف معها،فهي خبرتهم وعرفتهم جيدا،فحلفاءها الإقليمين والدوليين،ايران وروسيا والصين،أعلنوا وحذروا تركيا والغرب من أن شنهم لأي حرب على سوريا،يعني وقوفهم وتدخلهم المباشر في هذه الحرب لصالح سوريا،وروسيا أفشلت قراراً تركياً – أمريكيا – أوروبياً غربيا يدين سوريا ويحملها المسؤولية عن عدم احترام سيادة الدولة التركية،تلك الدولة المتورطة مباشرة في العدوان على سوريا،فهي رأس الحربة في الحرب الأطلسية على سوريا،حيث توفر الأسلحة والمساعدة اللوجستية والاستخبارية،لكل العصابات التي تحارب في سوريا.
من الواضح جداً أنه المطلوب إسرائيليا وأطلسيا وتركيا إبقاء الجرح السوري نازفاُ،والعمل على إضعاف الدولة السورية الى اقصى مدى ممكن،ولكن يبدو ان العمل بالطريقة السابقة لم يعد مجديا،فالمؤسسة العسكرية السورية قوية جداً،وتمكنت من سحق كل العصابات المجرمة التي زج بها التحالف في معركة القتل والتدمير على الأراضي السورية،ولذلك لا بد من مواجهة إقليمية،تمنع سوريا وحلفاءها من تحقيق انتصار ساحق،وما يترتب على ذلك من معادلات جديدة في المنطقة،وبالقدر الذي يحتاج التحالف التركي- الأطلسي- الخليجي الى هذه الحرب،لمنع نشوء مثل تلك المعادلات،فسوريا بحاجة إلى تلك الحرب بشكلها الإقليمي،لكي تتمكن من إلحاق هزيمة ساحقة  بتلك القوى،ومن أجل ان تخلق وقائع جديدة في المنطقة،وكل المؤشرات والدلائل تقول بأن اندلاع حرب إقليمية بين سوريا وتركيا،من المرجح ان تحقق فيه سوريا انتصارا كبيراً،يغلق ملف العدوان عليها إلى الأبد،انتصار سيترتب عليه،سقوط وكنس الكثير من رموز هذا التحالف،ومتغيرات تطال أنظمة الحكم  في الخليج التي دعمت العدوان على سوريا.
والأيام حبلى بالتطورات،ولا نعرف إن كانت تركيا ستلجأ إلى الخيار العسكري المدفوعة له دفعاً،أم أن ذلك يدخل في إطار عنتريات ونهفات وشطحات واستعراضات اردوغان التي تعودنا عليها،وخدعنا وضللنا بها نحن العرب،وبالذات الفلسطينيين،وان كنت أسف واعتذر فلا أسف ولا اعتذار إلا عن مقالة كتبتها تمجيدا لهذا الأفاق والدجال الكبير،الذي ستبان وتنكشف عورته بشكل جلي وواضح في القريب العاجل.

CONVERSATION

0 comments: