وكأن مصر كلها كانت تنتظر إصدار ( الإعلان الدستورى) الاّخير حتى تنقسم فكأن هذا الإعلان كان القشة التى قسمت مصر إلى فريقين( مع ،وضد ) بتلك الصورة الواضحة التى لاتقبل التشكيك .
والحقيقة أن الانقسام كان موجودأ، ولكن تحت السطح ،ولكنه كان ينتظر أى قرار ،أو حادث ،أو موقف حتى يظهر على السطح بصورته القبيحة.
ويكون بتلك الصورة الزاعقة، فينقسم المجتمع المصرى إلى فريقين فى الشارع ،والعمل حتى داخل الأسرة الواحدة .الحقيقة أنه انقسام حاد لم تمر به مصر من قبل انقسام ،وإن كان يعطى دلالة على تغير طبيعة الشعب المصرى الذى لم يعد يقبل كل ما يصدر إليه، وأصبح يخرج إلى الشوارع ليعارض ويقول (لا ).
ولكن الأمر مخيف ،ومفزع ،ومقلق، فوجود تلك الأعداد الغفيرة من (مؤيدين)، و(معارضين) فى الشارع تحت مسمى المليونيات لا يسلم من التراشق (اللفظى) أحياناً،والتراشق (بالحجارة) أحيانا كثيرة مما ينذر بإمكانية تطور الأمر ،فيتحول إلى حرب أهلية تأتى على الأخضر ،واليابس .
لذلك الأمر يحتاج من الجميع (مؤيد )،و(معارض) إلى العقل ،والهدوء، والالتزام بالسلمية حتى لا تنجر البلاد إلى أتون حرب أهلية قد تشتعل بسهولة ،ولكن إخمادها سيكون بصعوبة شديدة قد تحتاج إلى عشرات السنوات
إذاً ما الحل ؟
الحل من وجهة نظرى المتواضعة هو ( تجميد ) الإعلان الدستورى ،ثم يجلس الجميع على مائدة واحدة جلسة عقل ،ومسئولية ،ويضعون حلولاً لتلك الأزمات المتلاحقة ،والتى تكاد تكون مزمنة مثل (حل التأسيسية )،وما اختلف عليه فى الإعلان الدستورى.
نعم أرى أن التجميد هو أفضل الحلول ،وأسهلها ،وأعقلها فهو الحل الذى يرضى جميع الأطراف خاصة أنه سيحفظ لمؤسسة الرئاسة ماء وجهها ،والتى لانقبل لها أن تهان ،أو أن يقلل من شأنها بأى شكل من الأشكال، فهى رمز للدولة ،وكرامتها ، وقد أصبح على رأسها رجل جاء إلى كرسى الرئاسة عن طريق الانتخاب الحر المباشر، فهو الرئيس الشرعى للبلاد ،وله الحق فى أن يبقى فى منصبه لمدة أربع سنوات كاملة ،فمن جاء عبر الصندوق لا يرحل إلا عن طريق الصندوق تلك هى الديمقراطية التى ننشدها
كل شئ من الممكن أن يحل ،ولكن بالعقل ،وأن يكون الجميع على قد ر المسئولية
من فضلكم كله ..............بالعقل
ولله الأمر من قبل ،ومن بعد
0 comments:
إرسال تعليق