دير مار شربل، هذا الصرح الروحي والوطني/ سركيس كرم

اذا أردنا التحدث عن دير مار شربل في سيدني لا بد من ان ننطلق من أسم الدير قبل كل شيء لندرك ان ما قد تم تأسيسه وتطويره في عاصمة الأنتشار اللبناني الحديث تحت لواء شربل الراهب القديس ليس بأمر جديد العهد على متابعين سيرة شربل وسيرة الرهبانية التي أنتمى أليها وتوّجها بطوباويته وقداسته ومحبته للرب يسوع. وقد تتغير مسيرة مؤسسات الرهبنة بالشكل بتبدل أسماء القيمين عليها، لكنها تظل تحافظ على النهج المحبب ذاته والأسلوب العفوي بطيبته والقريب من الناس بأرتكازه على التواصل المباشر مع المؤمنين وعلى الجد والعطاء والتواضع.
واليوم يستمر التوهج الأيماني بأشعاعه البارز تحت رعاية "ابونا الرئيس" الدكتور انطوان طربية الذي عزز وما زال قدرات دير مار شربل وكليته ومدرسته بأنجازاته الكنسية والفكرية والوطنية في مهمة حضارية سامية تمكنت من ان تتجاوز في ابعادها اية عوائق وصعوبات قد تعترض المسيرة عبر اعتماد الرؤية الواضحة التي تتجدد وتتعزز برغبة قوية وارادة راسخة  في مواكبة متطلبات العصر كنسياً وتربوياً واجتماعياً.
لقد عمل الأب الرئيس طربيه وما زال يعمل من خلال رسالة القديس شربل ومن ضمن اطار الألتزام الواضح ببث الأشعاع الماروني في كافة أرجاء العالم، فحقق الأنجازات التربوية والعمرانية والثقافية الرائدة التي تعجزأمامها في كثير من الحالات أضخم المؤسسات والتجمعات، مساهماً بميزات شخصيته الشامخة بتواضعها والكبيرة بفكرها المنفتح بجعل دير مار شربل قدوة يحتذى بها نجاحاً وتقدماً واستمرارية.
وقد أثبت أبونا الرئيس مراراً انه صديق الجميع بيده الممدودة الى الكل برحابة صدره التي تتسع لكافة ابناء الجالية وكذلك لضيوف الجالية اياً كانت توجهاتهم وسياساتهم. فنراه يغمر زوار الجالية بمحبته وبسخاء ينبع من اصالة وطنية متجذرة. وما من ضيف حل على هذا الصرح الوطني ألا وشعر بأنه في بيته وبين أهله ومحبيه.
ونجد الدير بمؤسساته التربوية والفكرية يستضيف بأستمرار الندوات والمحاضرات التي تسلط الضوء على شؤون هامة ومواضيع متنوعة تتناول قضايا تتعلق بالشبيبة والمجتمع والكنيسة من بينها الندوة القيمة التي أقيمت  مؤخراً حول الأرشاد الرسولي للشرق الأوسط.
أدام الرب هذا الدير والقيمين عليه، وأدامه قديسنا مار شربل رسالة روحية وانسانية ووطنية بها تعتز جاليتنا وتكبر. وأدامك الله يا ابونا الرئيس الدكتور طربيه  أرزة لبنانية تسمو في رحاب اوستراليا ولبنان وعالم الأنتشار.    

CONVERSATION

0 comments: