التطبيع مع المستوطنين/ راسم عبيدات


لو كانت هناك حركة وطنية غير مخصية لما سمحت بإقامة مثل هذا النشاط التطبيعي،حيث أن عراب التطبيع منيب المصري،والذي بأمواله اشترى مواقف سياسية للعديد من الفصائل،لكي تسكت عما يقوم به من أنشطة تطبيعية مع المستوطنين،تحت يافطة وذريعة خلق لوبي ضاغط للسلام،ومع من؟؟ مع غلاة المستوطنين الذين لا يعترفون بحقوق شعبنا الفلسطيني،والذين يقيمون مؤسساتهم الاقتصادية ومتاجرهم على أراضي شعبنا في قلب الضفة الغربية،ورامي ليفي بصفته أحد الرموز لحزب الليكود الآن،والذي تقام متاجره في مستوطنات "غوش عتصيون" في الخليل ومخماس في رام الله وغيرها،وهو صاحب الفكر الليكودي الصهيوني المتطرف،والقائم على رفض حقوق شعبنا المشروعة،لا أعتقد انه حمامة سلام؟ او يتبنى وجهة نظر خارجة عن إطار حزب الليكود الذي انضم اليه مؤخراً،ضمن التحالف العنصري المتطرف،تحالف ليبرمان- نتنياهو، ناهيك عن ان مشاريعه الاقتصادية المقامة في المستوطنات من اجل ضرب الاقتصاد الفلسطيني،وإفقار التجار الفلسطينيين،الا اذا كان المصري يعتبر منتوجات رامي ليفي منتوجات وطنية عندما يتحدث عن دعم المنتوج  الوطني الفلسطيني،والذي يضع علامات استفهام كبيرة،حول إمكانية ان تكون هناك شراكة تجارية في هذه المشاريع.

واللقاء التطبيعي الموسع الذي عقد في قصر منيب في نابلس بحضور عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية السابق،والذي كان يوزع ابتسامات في مؤتمر دافوس الاقتصادي وبيرس يبرر قتل إسرائيل للأطفال الفلسطينيين في عدوانها على قطاع غزة،وبحضور وزير اردني سابق وممثل عن السلطة الفلسطينية،تحت ما يسمى بمجموعة كسر الصمت،يثبت بالملموس أن هذه السلطة هي بلدوزر التطبيع،ومعها جماعة الرأسمال المعولم وجهابذة الفكر والثقافة والسياسة والإعلام.
وما يجري وما تقوم به هذه الجماعات من انشطة وفعاليات مشتركة تطبيعية يصب في خانة ما طرحه نتنياهو عن السلام الاقتصادي،مع تأبيد وشرعنة للاحتلال،وخدمة اجنداتها ومشاريعها واهدافها الخاصة،والتي تستهدف اختراق جدار الوعي الفلسطيني وإحتلاله،ولذلك واجب الحراك الشبابي والقوى الحية والوطنية في الساحة الفلسطينية ولجان مقاومة ومناهضة التطبيع إدانة مثل هذا السلوك وتلك الأنشطة والتصدي لها ومحاربتها،والتي من شانها الإضرار بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني،وكذلك فإن هذه المجموعة بهذه الممارسات والأنشطة التطبيعية،من غير الممكن أن تقود مفاوضات او انشطة من اجل انهاء الانقسام الفلسطيني،او أن تكون قائدة لشعب فلسطيني دفع ويدفع الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن حقوقه وثوابته الوطنية.فحقوق شعبنا وثوابته ليست للتجريب والمقامرة،ف 18 عاماً من المفاوضات العبثية والعقيمة،لم تنتج سوى المزيد من القضم للحقوق الفلسطينية وتعميق الشرخ والانقسام في الساحة الفلسطينية.

CONVERSATION

0 comments: