الوقفة الأولى... مع الثّغاء
ما أن أطل شهر ت. ثاني 2012 حتى أعلن الرئيس الفلسطيني يوم ال29 منه موعدا لتقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة دولة عضوا مراقبا في الأمم المتحدة. واضح أن هذا الاختيار ليس وليد صدفة ففي ال29 من هذا الشهر في العام 1947 صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين أو على الأصح أطلقت الأمم المتحدة الرصاصة الأولى في نكبة الشعب الفلسطيني، ولاحقا تكرّمت الجامعة العربيّة كذلك بثلاث أخماس الجزء الذي كان خصص حسب القرار للدولة الفلسطينيّة لضحايا الهولوكست طبقا لوداعتها "النعاجيّة" المتأصلة، فنائب "سمو الأمير" لم يكشف لنا جديدا كلّ ما هنالك ثغا تأكيدا.
طبعا الرئيس الفلسطيني لم يكن يتوقع أن تفتح إسرائيل هذا العدوان الواسع على غزة ولا يستبعد أحد ارتباطه بالنيّة الفلسطينيّة، ورغم ذلك صرح ناطق فلسطينيّ وردّا على ما تردد عن تهديد عربيّ مبطن لثني الرئيس الفلسطيني عن نيته: أن هنالك تهديدا إسرائيليا، كنّا سمعناه على لسان وزير الخارجيّة الإسرائيلي بإسقاط أبو مازن، وضغطا غربيّا كبيرا وبالذات أميركيّا، وهناك على حدّ قوله، "نصائح" من بعض "الأشقاء" العرب والمسلمين بتأجيل الطرح.
كثيرون ما زالوا يأخذون على الرئيس الفلسطينيّ مواقفه البراغماتيّة منذ أن تسنّم مهامه رئيسا للسلطة الفلسطينيّة وآخرها موقفه للقناة الثانية الإسرائيليّة أيام قليلة قبل العدوان الأخير على غزّة إلى درجة تنازله عن حقّ العودة. التقيت الرجل في الماضي ثلاث مرّات وإحداها كانت لقاء خاصّا سمعت منه الكثير خلال هذه اللقاءات، ورغم مواقفي الواضحة من الصراع وانحيازي الكلّي لطريق الممانعة والمقاومة إلا أني لم أجد في مواقف الرجل أية بيعة للثوابت الفلسطينيّة وأنه يعمل ضمن المستطاع في الظرف الموضوعيّ العينيّ.
أستطيع اليوم الجزم أنّ الرئيس أبو مازن ما ذهب هذا المذهب إلا بعد أن صُمّت آذانه من كثرة ثُغاء النعاج حوله، ولم يستطع البوح إلى أن "أتانا بالأخبار من لم نزوّد" بثغاء يصمّ الآذان من سيّدة قطيع حائل أنفةً من الفحول، وكثيرا قبل أن توليها الCIA .
الوقفة الثانية... مع خالد مشعل والعيب
ما من شكّ أن المقاومة الفلسطينيّة في غزة بكافة فصائلها الحماسيّة والجهاديّة والجبهويّة غيّرت في مواجهة هذا العدوان الكثير من قواعد اللعبة رغم الدماء المدرارة التي سالت من أطفال غزة هاشم، وبغض النظر إن كانت القبّة الحديديّة حمت تل أبيب من وصول الصواريخ لكنها لم تحم سكانها من الهلع من أصوات صفارات الإنذار.
تابعت خطاب السيّد خالد مشعل (بالمناسبة تتهمني المؤسسة الإسرائيليّة وتحاكمني على تهمة لقائه في سوريّة أيلول 2007)، وتمعنت في معلّقته التمجيديّة بأبطال المقاومة وإنجازاتهم في وجه العدوان الإسرائيلي وفي أبياتها المدحيّة لفخامة الرئيس المصريّ ودولة رئيس الوزراء التركيّ وسمو الأمير القطريّ، وبقدرة قادر غاب عن معلّقته أن المقاومين ما كانوا ليجترحوا هذا الصمود رغم شجاعتهم لولا الصواريخ التي بحوزتهم، فلم يخبرنا إن كان المقاومون تلقوا تدريباتهم في قواعد قطر وصنّعوا الصواريخ بخبرات مصريّة أو زُوّدوا بها من مخازن الناتو في تركيّا؟!
فلماذا عرّج السيّد خالد مشعل بعيدا عن سوريّة وحزب الله وإيران، أم أنه تلقى وعدا بملء مخازن المقاومة بالصواريخ من الفخامة والدولة والسمو للجولة القادمة؟!
والله عيب يا خالد مشعل!
تابعت خطاب السيّد خالد مشعل (بالمناسبة تتهمني المؤسسة الإسرائيليّة وتحاكمني على تهمة لقائه في سوريّة أيلول 2007)، وتمعنت في معلّقته التمجيديّة بأبطال المقاومة وإنجازاتهم في وجه العدوان الإسرائيلي وفي أبياتها المدحيّة لفخامة الرئيس المصريّ ودولة رئيس الوزراء التركيّ وسمو الأمير القطريّ، وبقدرة قادر غاب عن معلّقته أن المقاومين ما كانوا ليجترحوا هذا الصمود رغم شجاعتهم لولا الصواريخ التي بحوزتهم، فلم يخبرنا إن كان المقاومون تلقوا تدريباتهم في قواعد قطر وصنّعوا الصواريخ بخبرات مصريّة أو زُوّدوا بها من مخازن الناتو في تركيّا؟!
فلماذا عرّج السيّد خالد مشعل بعيدا عن سوريّة وحزب الله وإيران، أم أنه تلقى وعدا بملء مخازن المقاومة بالصواريخ من الفخامة والدولة والسمو للجولة القادمة؟!
والله عيب يا خالد مشعل!
الوقفة الثالثة... مع التدخل الغربيّ وما وراء الأكمة
أكتب هذا الكلام تحديدا في اليوم السابع للعدوان ولا أعرف إن كانت سترى النور وقد سادت التهدئة جنوب البلاد إلى أجل مسمّى أو غير مسمّى، ما أعرفه أن الغرب والعُرب سيجهضون بكلّ الوسائل إنجاز المقاومة مادّين حبل نجاة لإسرائيل تثبت به الحواجز في طريق الدولة الفلسطينيّة.
عندما كان الرصاص ينسكب وينصب على غزة في نهاية العام 2008 أوائل العام 2009 كانت قوافل الحجيج إلى "اورشليم القدس" لا تقف من الزعماء الأوروبيين دعما لأولمرت لا يغيب قفا واحد حتّى يظهر رأس الآخر متلذذين بأضواء قنابل الفوسفور التي كانت تضيء أجواء غزة وتحرق أرضها. فما الذي حصل هذه المرّة وقد انقطعت أرجلهم عن الزيارات مستعيضين عنها بمحادثات تلفونيّة مراتونيّة لنتانياهو دعما وتهدئة وطلبا بالتمهلّ إعطاء للفخامة والدولة والسمو الفرصة الكافية، فهل هذا قلق مفاجيء على أطفال غزّة ورفقة بنسائها وشيوخها ؟!
أم أن هذا إنقاذا لإسرائيل من ورطة دخلتها ولا تعرف كيف ستخرج منها؟!
أو لعلّ هذا رفقة من الغرب بحناجر النعاج وقد بُحّت من شدّة الثغاء نواحا على أطفال عائلة الدلو، أو ربّما على ثوّار سوريّة؟!
أو أنّ وراء الأكمة ما وراءها ؟ أستطيع أن أخمّن ما هو، ولكن وانطلاقا من أن بعض الظن أثم سأترك ذلك للأيام !
sa.naffa@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق