حياتنا رحلة بحث دائم من أجل إيجاد الذات. نعم الذات تسكن داخل الإنسان، أنها بداخلهِ، ولكن ليس الكل يعرف أين تختبئ، لا يعرف كيف يجدها ويُخرجها كي تُبهر خارجهِ وتعكس على الآخرين؟! لكونهِ أحيانا كثيرة يُضيعها أو يجعلها مُستترة بتصرفات كثيرة لا إرادية منهُ، ويُبقيها خامدةٌ، راكدةٌ، منسيةٌ! وهو مع الأسف لا يعرف ذلك ولا يُدركهُ ألا في لحظة حرجة من لحظات الحياة، فيتذكرها ويتذكر إنسانهُ ويتذكر الآخر، ويبدأ بالبحث عنها لإيجادها وإرجاعها إلى مسكنها، ولكن بعد ماذا، فربما يكون قد فات الأوان؟!
ولكن هنا نسأل، هذا الآخر من هو؟!
كونكَ تحيا هذه الحياة، فالطبيعي أن يُصادفك أثنان فيها وهما: (الآخر والآخرة)، الأول والمُتمثل بالمُكمل الثاني للحياة (شريك الحياة)، والثاني هو فعلك الجيد في حياتك من أجل آخرتك (الموت)! والأثنان مُترابطان وصلتهما واحدة وعلى علاقة عكسية تبادلية، كون الأعمال تدل على النيات والنوايا، وسواء كانت الأعمال حسنةٍ أم سيئةٍ، فالطبيعي أن تعكس على الآخر أيًا كان في حياتك، وهذا ما سنوضحهُ بشرح مُبسط.
الله حينما أراد الحياة للإنسان، أراد لهُ في نفس الوقت (آخر) مُكمل لهُ، يعيشان الحياة معًا مُتلازمان، مُتكاملان، مُتفاهمان، مُتعاونان، أحدهما يجد نفسهُ في الآخر ومن خلالهِ، يُضحيان معًا بكل شيء واحدًا من أجل الآخر بعيدًا عن الأنانية والذاتية المُنغلقة، وأيضا يقطعان سنوات العمر معًا، فالآخر من هو؟! الآخر هو كل إنسان غير ذاتك أو غيرك (أنتَ)، هو شخصًا آخر غير شخصكَ أنتَ، قد يختلف عنك أو يُخالفك، وأما قد يتوافق معك ويوافقك، وأما قد يكون النقيض أو الشبيه، وهذا واقع موجود، لكن في جميع الحالات، مع هذا الآخر وبهِ تكون أنتَ ذاتك .... كيف؟!
الجميع يبحث عن شيء ما في حياتهِ مثل: الطموح، المستقبل، المال، الشهرة، الأمل، الأمان، المتعة، الرقيّ، التعليم، العمل، الآخر ....الخ، لأنهُ يعرف أنهُ بحاجة لهذا البحث من أجل حياتهِ، ولكن أهم هذه جميعها هي البحث عن الذات من أجل الآخر. بحثًا مُتوافقًا ومُتقبلاً لهُ وبالنتيجة سيجدّ الأمور الأخرى تتحقق في حياتهِ بنسبةٍ طبعًا، كون الإنسان عندما يجد ذاتهُ، يكون قد حقق كل شيء جميل في حياتهِ ويكون قد وجدَ الآخر! وهذا الآخر جزء لا يتجزأ ولا يمكن الانفصال عنهُ، بلْ لابدّ من الاتحاد والتوافق والتواصل معهُ وتقبلهِ من خلال تقبل النفس والذات أولاً. فإذا كنت قد تقبلتْ نفسك وذاتك عندها تكون قد تقبلتْ الآخر، بالاحترام والتقدير والتفاهم وبالمعرفة المُتبادلة، وعندها أيضًا تكون أنت هو، وهو أنت (علاقة تكافئية).
فالإنسان وجدَ في هذه الحياة ليعيش مع الآخر (الإنسان) مثيلهُ، ومن أجل الآخر (الموت)، وعلى حسب نوعية تعاملك مع الآخر يكون مقياس إيجادك لذاتك. فلا يوجد أحدٌ يعيش لذاتهِ ومع نفسهِ، هنا هي الأنانية الانفرادية، كون تفكيرهُ مُتمركز حول نفسهُ ويعيش لها فقط لإرضائها، مُندمجًا معها دون الآخر! وهذا بالتأكيد سيؤثر على ما حولهُ ويجعل العلاقات الإنسانية تتقلص وتتمركز حول نقطة واحدة وهي الذات المُنفردة!
نعم، الذات المُنفردة التي تكون مُجردة من المحبة، والتي هي أساس العلاقات، وكذلك هي أصل التوحد مع الآخر، لذا من يحبَّ ذاتهُ، يحبُّ الآخر ويتقبلهُ ويعينهُ في مسيرتهِ لأنهُ ينظر إليهِ من خلال محبتهِ لنفسهِ.
يكون لهُ عكازًا يستندُّ عليه، لا يتفاخر ولا يتعالى عليه، ولا يقول لهُ، أنت أنتَ، وأنا أنا! لا يجعلهما مُنفردين ولا يضع حاجزًا بينهما، بلْ يقول لهُ:" أنتَ أنا، وأنا أنتَ"، ولنْا طريق واحدة هي (الآخرة) و معًا نحن إليها سائرين. ولاحظوا أنهُ مهما أكثرنا من قول كلمة (أنا) في حياتنا، فإن الآخر يختفي رويدًا رويدًا، لأن هنا الأنانية تسيطر وتأخذ مكانتها في النفس! وأيضًا فعلنْا الجيد سوف لا نجد لهُ وجود أو حضور أو أثر! وعلى مقدار أعمالنْا يكون تواجد الآخر في حياتنا، ومن خلالهِ تُقيم حياتنا ويكون لها معنى وصدى دائم.
فعندما أحقق إنسانيتي كإنسان من خلال أعمالي وأفعالي التي ترضي الربّ والآخر والبشرية، حينها أكون قد حققتْ ذاتي من خلال الآخر ومن خلال كل ما أقدمهُ لهُ، أيًا كان في حياتنا. وحينها كذلك أكون قد أرضيتْ آخرتي عندما يحين موعد الرحيل، وأعمالنا وأفعالنا التي هي جواز مرورنْا للآخر، وبه نجد ذاتنا التي قد نفقدها في يوم من الأيام إذا فقدنا هذا الآخر ولمْ نعطهِ الاستحقاق الذي يستحقهُ أو الاستحقاق الذي يليق به ويحقق وجودهُ وكيانهِ كإنسان خُلق ليكون إنسان.
والآخر مثلما ذكرنا ليس شرط أن يكون هو (الشريك المُكمل) للحياة فقط، بلْ الآخر اتسعتْ أفاقهِ ليشمل العالم كلهُ. وعندما تبني ذاتك، تُشكلها، تُحددها، تُكونها من العدم، حتى وإن كانت عصيةٍ، وعندما تفعل كل ما يُرضيها ويُرضي الآخر، فأنك تجدها لتحيا من أجل هذا الآخر، الذي قلنْا عنهُ أنهُ قد يكون المُكمل للحياة أو الآخرة.
ولكن هنا نسأل، هذا الآخر من هو؟!
كونكَ تحيا هذه الحياة، فالطبيعي أن يُصادفك أثنان فيها وهما: (الآخر والآخرة)، الأول والمُتمثل بالمُكمل الثاني للحياة (شريك الحياة)، والثاني هو فعلك الجيد في حياتك من أجل آخرتك (الموت)! والأثنان مُترابطان وصلتهما واحدة وعلى علاقة عكسية تبادلية، كون الأعمال تدل على النيات والنوايا، وسواء كانت الأعمال حسنةٍ أم سيئةٍ، فالطبيعي أن تعكس على الآخر أيًا كان في حياتك، وهذا ما سنوضحهُ بشرح مُبسط.
الله حينما أراد الحياة للإنسان، أراد لهُ في نفس الوقت (آخر) مُكمل لهُ، يعيشان الحياة معًا مُتلازمان، مُتكاملان، مُتفاهمان، مُتعاونان، أحدهما يجد نفسهُ في الآخر ومن خلالهِ، يُضحيان معًا بكل شيء واحدًا من أجل الآخر بعيدًا عن الأنانية والذاتية المُنغلقة، وأيضا يقطعان سنوات العمر معًا، فالآخر من هو؟! الآخر هو كل إنسان غير ذاتك أو غيرك (أنتَ)، هو شخصًا آخر غير شخصكَ أنتَ، قد يختلف عنك أو يُخالفك، وأما قد يتوافق معك ويوافقك، وأما قد يكون النقيض أو الشبيه، وهذا واقع موجود، لكن في جميع الحالات، مع هذا الآخر وبهِ تكون أنتَ ذاتك .... كيف؟!
الجميع يبحث عن شيء ما في حياتهِ مثل: الطموح، المستقبل، المال، الشهرة، الأمل، الأمان، المتعة، الرقيّ، التعليم، العمل، الآخر ....الخ، لأنهُ يعرف أنهُ بحاجة لهذا البحث من أجل حياتهِ، ولكن أهم هذه جميعها هي البحث عن الذات من أجل الآخر. بحثًا مُتوافقًا ومُتقبلاً لهُ وبالنتيجة سيجدّ الأمور الأخرى تتحقق في حياتهِ بنسبةٍ طبعًا، كون الإنسان عندما يجد ذاتهُ، يكون قد حقق كل شيء جميل في حياتهِ ويكون قد وجدَ الآخر! وهذا الآخر جزء لا يتجزأ ولا يمكن الانفصال عنهُ، بلْ لابدّ من الاتحاد والتوافق والتواصل معهُ وتقبلهِ من خلال تقبل النفس والذات أولاً. فإذا كنت قد تقبلتْ نفسك وذاتك عندها تكون قد تقبلتْ الآخر، بالاحترام والتقدير والتفاهم وبالمعرفة المُتبادلة، وعندها أيضًا تكون أنت هو، وهو أنت (علاقة تكافئية).
فالإنسان وجدَ في هذه الحياة ليعيش مع الآخر (الإنسان) مثيلهُ، ومن أجل الآخر (الموت)، وعلى حسب نوعية تعاملك مع الآخر يكون مقياس إيجادك لذاتك. فلا يوجد أحدٌ يعيش لذاتهِ ومع نفسهِ، هنا هي الأنانية الانفرادية، كون تفكيرهُ مُتمركز حول نفسهُ ويعيش لها فقط لإرضائها، مُندمجًا معها دون الآخر! وهذا بالتأكيد سيؤثر على ما حولهُ ويجعل العلاقات الإنسانية تتقلص وتتمركز حول نقطة واحدة وهي الذات المُنفردة!
نعم، الذات المُنفردة التي تكون مُجردة من المحبة، والتي هي أساس العلاقات، وكذلك هي أصل التوحد مع الآخر، لذا من يحبَّ ذاتهُ، يحبُّ الآخر ويتقبلهُ ويعينهُ في مسيرتهِ لأنهُ ينظر إليهِ من خلال محبتهِ لنفسهِ.
يكون لهُ عكازًا يستندُّ عليه، لا يتفاخر ولا يتعالى عليه، ولا يقول لهُ، أنت أنتَ، وأنا أنا! لا يجعلهما مُنفردين ولا يضع حاجزًا بينهما، بلْ يقول لهُ:" أنتَ أنا، وأنا أنتَ"، ولنْا طريق واحدة هي (الآخرة) و معًا نحن إليها سائرين. ولاحظوا أنهُ مهما أكثرنا من قول كلمة (أنا) في حياتنا، فإن الآخر يختفي رويدًا رويدًا، لأن هنا الأنانية تسيطر وتأخذ مكانتها في النفس! وأيضًا فعلنْا الجيد سوف لا نجد لهُ وجود أو حضور أو أثر! وعلى مقدار أعمالنْا يكون تواجد الآخر في حياتنا، ومن خلالهِ تُقيم حياتنا ويكون لها معنى وصدى دائم.
فعندما أحقق إنسانيتي كإنسان من خلال أعمالي وأفعالي التي ترضي الربّ والآخر والبشرية، حينها أكون قد حققتْ ذاتي من خلال الآخر ومن خلال كل ما أقدمهُ لهُ، أيًا كان في حياتنا. وحينها كذلك أكون قد أرضيتْ آخرتي عندما يحين موعد الرحيل، وأعمالنا وأفعالنا التي هي جواز مرورنْا للآخر، وبه نجد ذاتنا التي قد نفقدها في يوم من الأيام إذا فقدنا هذا الآخر ولمْ نعطهِ الاستحقاق الذي يستحقهُ أو الاستحقاق الذي يليق به ويحقق وجودهُ وكيانهِ كإنسان خُلق ليكون إنسان.
والآخر مثلما ذكرنا ليس شرط أن يكون هو (الشريك المُكمل) للحياة فقط، بلْ الآخر اتسعتْ أفاقهِ ليشمل العالم كلهُ. وعندما تبني ذاتك، تُشكلها، تُحددها، تُكونها من العدم، حتى وإن كانت عصيةٍ، وعندما تفعل كل ما يُرضيها ويُرضي الآخر، فأنك تجدها لتحيا من أجل هذا الآخر، الذي قلنْا عنهُ أنهُ قد يكون المُكمل للحياة أو الآخرة.
0 comments:
إرسال تعليق