لماذا نفلسف الأمور؟/ راسم عبيدات

الشعوب المتخلفة والعالمثالثية،والمحكومة من قبل أنظمة الأثوقراطيا ( رجال الدين) والديكتاتورية والأتوقراط،تميل دائماً شعوبها من شدة القمع والقهر إلى الكذب والنفاق والدجل والتطبيل والتزمير والتعهير،كما هو حال قياداتها وحكامها،فرغم كل السياط التي تدبغ جلودها وتنزل عليها من قبل شرطة وأجهزة امن ومخابرات النظام،لا تتوانى عن الخروج في مظاهرات ومسيرات تهتف بحياة جلاديها وناهبي خيراتها وثرواتها ومفقريها ومجوعيها،وكلما تجد في تلك البلدان لا من هم في السلطة او المعارضة من يعترف بأخطائه او قصوراته،فعلى سبيل المثال لا الحصر،عندما تقول بأن أوسلو دمر الشعب الفلسطيني،وهو بمثابة الانتصار الثاني لإسرائيل بعد النكبة،تخرج عليك شلل اوسلو بهجوم ناري كاسح،وهي طبعاً منتفعة وتعتاش من هذا المشروع التصفوي، لكي تشرح لك ما حققه هذا المشروع لشعبنا من "إنجازات وانتصارات" ..؟؟،وعندما تقول بأن قياداتنا تنمط وتكلس الكثير منها،وأصاب البعض الآخر خرف وزهايمر مبكر ولم تعد تدري أطرافها،وأنها قيادات تحاكي ولا تنتج،بل لا تمتلك لا رؤى ولا برامج  ولا استراتيجيات،وهي يجب ان تساءل وتحاكم عما اوصلت إليه هذا الشعب من إحباط ويئس وقنوط وكفر بالوطن والوطنية،فإنك لو شتمت الذات الإلهية ألف مرة أهون من هذا القول،فهذه القيادات المتكلسة والمتنمطة والخرفة لولاها لما حقق شعبنا الفلسطيني"كل هذه الانجازات والانتصارات" وأوسلو  وما أفرزه من سلطة خير دليل ومثال وشاهد،فهو قسم الأرض والشعب ودمر القيم والأخلاق،ورغم كل ذلك فالقيادات التي حملت وتبنت هذا المشروع وغيرها من القيادات الأخرى لفرادتها ودورها "التاريخي والثاقب"يجب ان نستنسخ عنها"فلولاها لما كانت فلسطين ولا قضية ولا مشروع وطني؟؟؟،وسؤال بسيط ثورة وقيادات تفشل في تحرير أسراها من السجون،وتبقي  العشرات منهم يقضون عشرات السنوات في سجون الاحتلال،حيث حوالي سبعين منهم مضى على وجودهم في سجون الاحتلال 20 عاماً فما فوق،هذه القيادات تستحق التخليد ام الرجم؟؟،المهم كل الماسي والهزائم والإنكسارات  والانقسامات وتجاوز الخطوط الحمراء،والإيغال في الدم الفلسطيني ...الخ،التي حصلت في ساحتنا الفلسطينية وأصابت قضيتنا ومشروعنا الوطني وثوابتنا في الصميم،لا تجد قائداً فلسطينياً واحداً يمتلك الجرأة ويقول لك أخطاءنا  في تقديراتنا او في حساباتنا او معاركنا او نهجنا او برنامجنا،بل يستمر في اللف والدوران  وفلسفة الأمور،ويعز عليه قول الحقيقة،لأنه في تربيتنا وثقافتنا هكذا تربينا،بأن لا نحتمل النقد أو نعترف بالأخطاء،حتى لا يشمت الآخرين فينا،ولكي يقول لك ربما لم يكن نصراً او انجازاً كاملاً،ولكن حققنا الكثير من "الإنجازات"،ويا سبحان الله كل برامج أحزابنا وفصائلنا  بكل ألوان طيفها السياسي يمينها،ويسارها،وطنيتها واسلاميتها،تأتي الأحداث والتطورات لتثبت صحتها والتفاف الجماهير حولها وقناعتها بها،ولكن كأن ما يجري على ارض الواقع ليس له علاقة بتصريحات قادة تلك الفصائل والأحزاب،فهناك تراجع كبير قي شعبيتها وانفضاض واسع للجماهير من حولها،وهناك من يصفق و"ينهق" ليس قناعة لا بفصيل ولا بوطن او وطنية،بل لأن مصلحته ومصدر رزقه في ذلك،وملعون الفقر والجوع والحاجة ولقمة العيش التي تذل العباد وتجبرهم على النفاق والتملق وعدم قول الحقيقة،وهناك احزاب لولا سطوة المال والوظائف والرواتب،لوجدت الجماهير ترمي"صرامي عتيقة" على قيادتها،والمصيبة انها تعرف ذلك جيداً،ولذلك ترى في مشروعها مشروع استثماري مؤقت يضمن لها البقاء والنفوذ والمصالح،تماماً كما هو الحال في تجارة الأنفاق والتي خلقت الكثير من المليارديرية والذين ليس لهم علاقة بوطن،او حتى ملياراتهم لا تساهم لا في تنمية ولا إنعاش اقتصاد ولا بناء وطن،ولكن أدعو الى إغلاق تلك الأنفاق،او ان ينتفع من دخلها كل أبناء الشعب المحاصرين،فعبارات التكفير والتخوين أقل ما سيقال بحقك،وربما أنت تعمل بأوامر إسرائيلية وأمريكية،فنحن يبدو أن المؤامرات والدسائس في دمنا،وجزء من ثقافتنا وتربيتنا،ونحلل أي ظاهرة أو موقف استناداً إليها،فهذا يعفينا من البحث والاستقصاء أو معرفة والوصول الى الحقيقة،أو الاعتراف بالقصور والخطأ،ولذلك نفسر أي رأي او وجهة نظر أو تصرف معارض/ة على أنها مؤامرة،وحاول مرة أن تقول لقادة فصائلنا وأحزابنا وقيادات العمل المجتمعي  و"الأنجزة" بان الأموال التي تنفقونها على احتفالاتكم وانطلاقاتكم لو تستثمروها في إقامة او بناء مشاريع استثمارية أو مؤسسات تخدم الوطن،أو الفلوس التي تدفع بمئات الألوف للفساد وشراء الذمم في الانتخابات،لماذا لا تستخدم في مكانها الصحيح ويستفيد منها المشروع الوطني؟؟،فأنت عديم الرؤيا ولا تحب الخير للبلد،وأنت لم تعش حياة "الثورة والثوار" ولم "تضحي" و"تقدم" للمشروع الوطني،او حاول ان تقول لبعض القوى الدينية بأن أطروحاتكم ووجهات نظركم حول الخلافة والخليفة تجاوزها الواقع الاجتماعي والاقتصادي،وأنتم غير قادرين على توحيد عائلتين تحت سقف وراية مختار واحد في قرية صغيرة،فكيف ستوحدون مليار و 300 مليون مسلم تحت راية خليفة واحد،وأنتم لا تملكون سوى الدعاوي والشعارات الفارغة والمستهلكة،وأطنان من الورق  توزعنها يذهب أغلبها الى سلة المهملات،لو استخدمتم أثمانها في قضايا تفيد المجتمع،لكان لكم في ذلك الأجر والثواب،أو السب والشتم واللطم،وجزاء قولك هذا فأنت كافر وملحد ولا تريد الخير للإسلام والمسلمين،ودولة الخلافة قائمة لا محالة،وأظن أن قيامها سيكون بعد أن يكون أبناء البشرية الأخرى قد انتقلوا للعيش على كوكب آخر،حينها صحيح ستعم الخلافة كل أرجاء المعمورة،فالخلافة أو غيرها بحاجة الى عمل جدي،ومن قبل أناس يمتلكون القناعة والإيمان،وبما يتماشى والتطورات الحاصلة في المجتمع والعالم...الخ....وعمار يا بلد عمار....واستمروا في فلسفة انتصاراتكم وانجازاتكم والتي هي هزائم بامتياز،وسنرى الى أين ستقود الشعب تلك العقليات المليشياتية والفئوية والعشائرية،وما دمنا غير جاهزين ومستعدين لتقبل النقد والرأي والرأي الآخر،ولا نمتلك الجرأة والقدرة على قول الحقيقة والاعتراف بأخطائنا فنحن حتماً سائرون الى الكارثة والضياع.

CONVERSATION

0 comments: