رسالة مواطن في نار الدنيا الى الياسر في جنة الاخرة/ ماجد هديب

على أطلالِ شعبي المجروحِ ِ والمذبوح ِ, ومن معذب ٍ بأيدي قتلة ٍ لا يجرؤُ أن يبوح َ, وعلى وقع ِ صرخات ِ الثكالى وأصواتِ الزهرات ِ وهي تنوح ُ:
..... أ ُخاطبكَ يا سيدَ الشهداءِ يا ياسرُ يا ذا الوجهِ السموح, أ ُخاطبكَ بعد أن مل َّ الصمت ُ من صمتي وكدتُ أنسى الكلامَ, بعد أن تاهَ الشعبُ ما بين أدعياءِ مقاومةٍ وطلابِ سلام, بعد أن خيرونا ما بينَ بتر ِ ساق ٍ أو إعدام, أو قطع راتبٍ وتهميش ٍ لنا إن لم يكن منا في سياستهم التزامُ.
أخاطبكَ بعد أن حولونا من ثوار ٍ إلى حفنةٍ من المتسولين, وبتنا نخجلُ من مواقفنا الوطنية ِ وأصبحنا حفنة من المتخاذلين والخائبين, نتودد للخونة, ونعتذر للساقطين , بعد أن أضاعوا هيبتنا وأصبحنا من المستعبدين, ورمونا على أعتاب ِ الأمريكان وضباطِ المخابرات ِ والرجعيين.
أخاطبك َ بعد أن باعونا بثمن ٍ بخس ٍ للشيعة ِ للروافض للصفويين, وداسوا على قبورنا مرضاة ً للعلويين, أخاطبك َ يا سيدي فوجهكَ لي سلام وأمان, وابتسامتك َ رغم غيابك َ هي عزٌ لنا ,وفيها عنفوان, فقد تجهمت ْ الوجوه ُ وسئمت الروح ُ حياة َ الذُل ِ والهوان.
أخاطبك َ يا ملكَ الإنسانية يا بطلَ الحرب يا بطل السلام, أخاطبك بعد أن غبتَ وغابتْ من بعدك الشمسُ عن فلسطين, بعد أن تاهَ من بعدكَ كل المخلصين, والوحدةُ رحلت معك والقتلُ من بعدكَ أصبح في الميادين, ولم نعدْ كما كنا في عهدكَ أيها الياسرَ آمنين, فقد تجرأتْ الفئرانُ وخرجتْ من جحورِها كما أن الكلابَ والأفاعي بالشوارع منتشرون, وتطاولت القردةُ على أسيادِها وظنت أنها أصبحت من سادةِ فلسطين, وبني صهيون لما يحدثُ من بعدكَ أيها ألياسر فرحون ومبتهجون, فغيابُكَ أوقفَ الثورةَ وما عادَ بيننا استشهاديون, وزادَ القتلُ في صفوفنا وتكاثر علينا أعداءُ الثورة لابسين ثوب الدين, وتاهت القضية ُوضاعت بفعل ِ هؤلاء الملاعين, وما عادت القدس في عيوننا لما نشهده من تفجير ٍ وما نسمعهُ من تخوين.
يا قمرَ الشهداء... يا نبي فلسطين
ابلغَ من هم حولك بأننا أصبحنا من بعدك يائسين, ولم نعد كما كنا بعهدكَ قوما جبارين, بل حفنة من المستضعفين والخائبين, وتسابقَ القادة بشقيهم لنيل ِ رضا الأمريكان واليهود ِ وأنظمةِ العرب الرجعيين.
يا قمَر الشهداء .. يا نبي فلسطين
ابلغ الياسينَ بغضبنا وقلْ له ماذا حلَّ بنا,فعلى شربِ كأسِ ِ الذلِّ أبنائهُ قد أجبرونا,
وبسياطهم بعد أن شبحونا ضربونا, وبعد أن بتروا أطرافنا في الشوارع رمونا, وكفروا بالثورة وبالتضحياتِ وقهرونا, ومن لم يرضَ بطهران ِقبلةً ذبحوهُ, ومن لم يسعَ للطوافِ حول قصر بشارِ صلبوهُ, ومن لم يرضَ بهم رموزاً ذلوهُ, ومن لم يهتفْ باسمهم اختطفوه. .
آه يا سيدَ الشهداء... آه يا رمز الثورة والكبرياء
ماذا نفعل أغثنا هل نبقى صامتين ؟هل نذهبُ إلى مقاصلهم ونحن راكعين؟هل نخضع لمحققيهم ونحن ساجدين؟ فما بهذا نحفظ وحدتنا وما بالذل نبقى آمنين.
• كاتب فلسطيني مقيم في عمان

CONVERSATION

0 comments: