دود لبنان من عوده!/ سعيد علم الدين

من قتل شهداء لبنان: رفيق، باسل، جبران بيار، فرنسوا، وسام ...؟
الذي اغتال أحرار الوطن كان عبدا خانعا ذليلا لغيرهم!
ولو كان حرا شهما سيدا لما اغتال السادة الأحرار!
من اغتال عمالقة السياسة والفكر الوطنيين الكبار كان قصير النظر في السياسة وقزما صغيرا في الوطنية!
ومن المستفيد الوحيد من اغتيالهم؟
ومن له مصلحة مؤكدة في الاغتيال بهذه الطرق الاجرامية البربرية الدنيئة الهمجية الحاقدة الخسيسة الإرهابية البشعة هو واحد؟
من اغتال الشهيد الشاب الواعد الوزير النائب بيار امين الجميل وبهذا الاسلوب الدموي الوحشي المافيوزي الميليشياوي، اراد اشعال الفتنة واغتيال مستقبل شباب لبنان وطموحاته !
من اغتال الشهيد رفيق الحريري وبهذه الطريقة التي ادت الى تفجير موكبه بكامله، وسقوط عشرات الضحايا وزلزلة مدينة بأهلها، وحفر حفرة قاتلة في قلبها، وارعاب شعب آمن يعشق ثقافة الحياة والحرية والبسمة والأمل، وارهاب وطن يريد ان ينهض من كبوته المريرة بعد طول مآس وحروب وفتن وتهجير واذلال وشقاء هو واحد.
جاء رفيق الحريري الوطني العاشق لوطنه المنكوب لبنان، ليخلصه من نكبته، وينهضه من كبوته، ويبلسم له جروحه، ويعيده اجمل واحلى وافضل مما كان:
وطنا تعدديا عربيا حضاريا مميزا بتراث عيشه المسيحي الاسلامي التاريخي التقليدي المشترك، وطنا للخير والبناء والعمار والعمل والنشاط والعلم والجامعات والابداع والمؤسسات والحداثة والتطور والتألق والتقدم في رقي بني الإنسان.
هذا هو مشروع رفيق الحريري في قيام الدولة اللبنانية الديمقراطية السيدة الحرة المستقلة وهو عكس مشروع الاخر الشمولي الحاقد على الديمقراطية وعلى السيادة وعلى الحرية وعلى الاستقلال.
ولقد نجح مشروع الحريري الوطني السلمي الشعبي الزاحف عبر كل الطوائف، والجماهيري المعزز بنتائج انتخابية ديمقراطية باهرة الى حد كبير داقا اجراس الخطر عند اصحاب المشروع الاخر.
هذا النجاح تعزز رغم وجود الاحتلال البعثي الشمولي السوري بمخابراته المهيمنة، ورغم تسلط شياطين المشروع الآخر بشعاراتها البراقة المزيفة في المتاجرة بتحرير القدس وفلسطين، وميليشياتها المسلحة كدويلات قوية في قلب الدولة الهجينة المنبطحة.
من قتل رفيق اراد قتل مشروعه الوطني في خلاص لبنان من محنته، لان له مشروع آخر في ابقاء لبنان مصلوبا ومستباحا الى ان يسقط ثمرة صفراء في يد محوره الشرير.
لقد تصادم مشروع الطيب رفيق الحريري مع مشروع القاتل المخادع وجها لوجه.
الحريري اراد السلام والبناء والاستقرار والازدهار والعلم وبناء لبنان،
والقاتل يريد الحروب والدمار والبؤس والشقاء وربط لبنان بازمات المنطقة وابقائه ساحة مستباحة للموت والهيمنة عليه وعلى قراره الحر، كما استطاع الهيمنة على الرئيس الهجين اميل لحود وعلى رئيس الحكومة المنبطح عمر كرامي. وهكذا تحول قبل وبعد الاغتيال اميل لحود وعمر كرامي ومعظم اقزام الطبقة السياسة والاعلامية اللبنانية الى ابواق للقاتل تمهيدا لارتكاب جريمته النكراء بحق الشرفاء وتبريرا له في زعمهم مواجهة مشروع صهيوني امريكي يريد الحريري جر لبنان اليه. عودة الى ارشيف الصحافة اللبنانية وتصريحات اقزام اهل الوصاية السورية وربعها، وغلمان ولاية الفقيه الإيرانية وشعوبيتها الفارسية يؤكد ذلك.
صاحب المشروع الاخر كان يحرك ادواته المذكورة ويعمل من خلف الستار. انها التقية المشرعة دينيا من المرشد الاعلى خليفة الله على الارض!
القاتل مدجج بالسلاح والطاقات والعقل الشيطاني الفاقد للقيم والاخلاق والحريري مدعوم بالأخلاق والقيم والعلاقات ورجال العلم والسياسة الاوفياء. ومنهم من استشهد الى جانبه كالوزير باسل فليحان.
وهكذا تم حذف رفيق الحريري لاعتقاد القاتل انه بذلك قد قتل مشروع رفيق الحريري. معبرا عن قصر نظره ولم يكن اينشتاين كما ذكر جميل السيد وانما حمار. كيف لا وردة الفعل الغير متوقعة جماهيريا لبنانيا وعربيا ودوليا اربكته واعادته الى جحوره او مربعاته مذعورا مرتبكا.
وانطلقت انتفاضة الاستقلال بزخم شعبي لبناني مليوني وبدعم دولي وعربي وتفجرت ثورة الارز من جذور شعبها الأصيل كأنهار لبنان الصافية المتدفقة من جباله العالية بجباه أحرارها الشجعان كالشهيد جورج حاوي واقلام ابطالها الفرسان كالشهديين سمير قصير وجبران تويني والاعلامية البارزة بقول كلمة الحق الشهيدة الحية الاستاذة مي شدياق.
وخرج القاتل من جحره ليغتال الشهداء المذكورين الثلاثة بسبب انتصارهم على ثقافة الرعب والخوف ونجاحهم في تثوير الجماهير الوطنية في ساحة الحرية ومطالبتهم بالحقيقة والعدالة والمحكمة الدولية.
هنا سقط في يد القاتل وزاده رعبا مطلب المحكمة الدولية التي عرقلت مشروعه بل اوقفته، ولم يستطع هو وقفها بسبب الزخم والدعم الدولي والعربي واللبناني لها ونجاح قوى 14 اذار في انتخابات عام 2005 وباكثرية مريحة جدا.
القاتل وفي سباق محموم مع حكومة السنيورة يريد وقف المحكمة وباي ثمن، وبما انه يملك عقل مجرم شيطاني شرير بدأ يضرب من جديد مغتالا بحقد اعمى كل من كان من اشد مؤيدي المحكمة الدولية وله تاثيره في اتخاذ القرار:
كالشهداء الوزير الشاب بيار الجميل، والنائب وليد عيدو، والنائب انطوان غانم ومحاولة اغتيال الشهيد الحي الوزير الياس المر.
القاتل المتآمر يريد وما زال يريد معاقبة كل مسؤول لبناني ساهم في دعم المحكمة وكشف بصيرتها ومؤازرتها فما كان منه الا ان حاول اغتيال الشهيد الحي العقيد سمير شحادة واغتال الرائد الشاب الشهيد وسام عيد.
القاتل المتآمر اراد ان تنجح مؤامرة "فتح الاسلام" في زعزعة اسس لبنان بالسيطرة على الشمال اللبناني واعلان امارة طرابلس الاسلامية انطلاقا من مخيم نهر البارد للاجئين او لضيوفنا الاخوة الفلسطينيين.
ذعر القاتل المتآمر عندما وجد تصميم الحكومة بقيادة الاستاذ فؤاد السنيورة والجيش بقيادة فخامة الرئيس الحالي ميشال سليمان على التصدي للمؤامرة ومواجهة فتح الاسلام.
هرع القاتل المتآمر على التلفزيون ليعلن بتحذير مبطن للدولة بان المخيم خط احمر. مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن الشهيد فرنسوا الحاج قطع الخط الاحمر دفاعا عن كرامة الجيش وحماية لاستقلال لبنان غير مبال بتحذيراته، فلم يكن من القاتل المتآمر الا ان اغتاله جبنا في 12 كانون الاول/ديسمبر 2007.
سنتين كاملتين بالتمام والكمال على اغتيال فارس الكلمة الصحافي الحر جبران تويني في 12 كانون اول/ديسمبر 2005
هناك مثل شعبي لبناني يقول: دودو من عودو!
ودود لبنان الناخر في كيانه الديمقراطي الحر ونسيجه الوطني الفذ وقتل احراره هو من عوده!
ولا عجب ان يهيج دود لبنان مجددا على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة متهما اياه بالخيانة. السبب ان حكومة السنيورة هي حكومة المحكمة الدولية بامتياز. ولولا صلابة السنيورة بالحق وتمسكه بالدستور وعناده لمعرفة الحقيقة تلبية لصرخات الشعب اللبناني، لما حصل لبنان على محكمة دولية.
ولا عجب ان يذعر دود لبنان من المحكمة الدولية ويعلنوا الحرب عليها وعلى كل من يتعامل معها. ولكن فشروا!
المحكمة ستطال المجرمين ولو كانوا في ابراج من صواريخ!
فالقاتل المتمرس في مواجهة العدالة الدولية اوهن من بيت العنكبوت ولن تنفعه لا شتائم وئام وهاب، ولا ثرثرات ميشال عون ولا عنتريات وتهديدات وتخوينات الجوقة المعروفة، ولا فبركة ملفات شهود الزور.
واي عمل ميليشياوي يقوم به ضد اللبنانيين سيكون موجها للمجتمع الدولي ومجلس الامن بالذات.
هذا ونقلت صحيفة "الوطن" السورية قدس الله سرها، وحفظ لنا اسرارها عن مصادر مخابراتية مطلعة أنَّ:
""القرار الظني في حال صدوره سيكون هزيلاً جداً ولا اعتبار له".
اذا كان هذا الكلام صحيحا فلماذا اعلن نصرالله الحرب الضروس وقطع الأيدي وجز الرؤوس على هذا القرار السقيم والضعيف والمريض والهزيل الميئوس وكل من يتعامل معه؟
نصر الله، وخلال حديثه الديني ـــــ الأخلاقي أمام كوادر حزبية الاربعاء 17 تشرين الثاني 2010، قال:" ان ثمة مروحة من الخيارات أمام "حزب الله" وحلفائه تمتد على 180درجة: خياراتنا هي بين ألا نحرك ساكناً، وأن نقوم بتحرك واسع لإحداث تغيير سياسي كبير على مستوى السلطة وما بينهما"
الأخلاق هي ممارسة وليست احاديث ومواعظ يا سيد حسن!
ومن يريد مواجهة العدالة لا يستعمل هذه الخيارات البائدة التي تذكر بشريعة الغاب، وانما يوكل مجموعة من المحامين المهرة للدفاع عنه من خلال القانون.
وما عدا ذلك هو عرقلة للعدالة ومحاولة لقتل الحقيقة وانتصار للظالم على المظلوم!
اين الاخلاق عندما ينتصر الظالم على المظلوم، والقاتل على الضحية ، والمجرم على البريء، والشرير على الطيب؟
واعتبر نصرالله انه" ومنذ أن اتخذ "حزب الله" قراراً بخوض معركة ضد المحكمة الدولية، فإنه تمكن من تهشيم القرار الاتهامي المنوي إصداره".
لقد ادت اطلالات نصرالله المتكررة بسبب المحكمة والقرار الظني الى اتهام نفسه وتهشيم صورته وصورة حزبه الإلهي امام الرأي العام اللبناني والعربي والدولي.
المعارك ضد المحكمة لا تخاض بالتهديدات وافتعال الازمات وفبركة الملفات، وانما في المداولات القانونية في قاعة المحكمة.

CONVERSATION

0 comments: