المنــــــــــــــاليك/ رضوان عبد الله

قبل ان ابدأ مقالتي هذه إسمحوا لي من خلال هذه السطور المتواضعة و البسيطة و من هذا المنبر الاعلامي الحر ان ادخل الى كل معاجم اللغة العربية كلمة عربية جديدة لتضاف الى لغة الضاد نلغة العرب الا و هي كلمة (مناليك ) ،مفردها منلوك . وكيف جاءت و ماذا نعني بكلمة منلوك ؟
طبعا سأوضح المعنى كي يضاف الى معاجم و مراجع اللغة العربية . إذ تعود كلمة مناليك الى مختصر كلمتي : مماليك و مناكيد ، و قد آثرت ان اشتق من كلمتي مماليك و مناكيد (اخذت الجزء الاول من الكلمة الثانية و الجزء الاخر من الكلمة الاولى اي منا- ليك ) لتصبح كلمة مناليك تجمع بجديده كل صفات المملوكية النجسة المنكودة طبقا لقول الشاعر العربي العريق المتنبي (ان العبيد لآنجاس مناكيدُ) فاقتضى التوضيح و التنويه .
و يستحضرني هنا ما فعله سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله حين اصدر فتواه بضرورة ان يحرر المماليك (العبيد) انفسهم قبل ان يتسلموا زمام الحكم على عرش مصر والا فان امامتهم او حكمهم لا يمكن ان يجوز على امة العرب و المسلمين . وهكذا فعل العشرات منهم وعلى رأسهم قطز رحمه الله و غيره الكثير من امراء الدولة العربية الاسلامية آنذاك.
اما بعد ...
ان تكون مثقفا فذلك امر فيه عيب ، وان تكون مبدعا فذلك امر فيه ريب ، وان تكون نبراسا فذلك امر لا يطيب ، وان تكون للصدى متراسا فذلك امر في علم الغيب .اما ان توضع في موقعك فالامر يتطلب رضى الحبيب ، وان تزج في غياهب الفساد فذلك امر يردوه الى النصيب ، وان وان وان تكون قائدا فرناسا فذلك هو الحب العجيب ....
زمن لا طيب لطبيب ان يكون طبيب ولا مهندس ان يكون للشك مريب ولا للمعلم ان يقرأ ما لذ من شعر للحبيب ولا للفنان ان يسمع شذى العندليب ولا للفلاح ان يحوّل من العنب زبيب ، ولا للمنابر ان يرتقي عليها خير خطيب ، ولا للعناتر ان يقولوا للمخطئ هذا امر معيب ،ولا للجهابز ان يستعيد حقا من سليب.
زمن يرتقي الغبي على الاخيار و يدنو برقبته الجمل لذنب الحمار، زمن لا تميز به الخبيث من الاخيار ، ولا يوقر فيه الصغار كرامة الكبار،ولا يقطع العادلون دابر الاشرار،زمن بات فيه المخصي رجلا و اصبحت فيه الأَمَةُ الحمقاء نورا و جدالا ، و زال من طبع الاكارم العطاء و النوالا .
زمن تحول فيه العبد الى حاكم و العهد الى ظالم و الغبي الى قائد و الرذيل الى سائد و البليد الى ناجد و البغل الى والد والنعل الى باسق و الفجل الى شاهق ، و النخل الى الحضيض و الزبد الى الحديد ، زمن لم يبقَ فيه حر لا من قريب ولا من بعيد ،فأن تكون حرا ذلك هو الامر الغريب العجيب !!! و الى اللقاء عند باب منلوك كئيب ....... لا سمح الله تعالى و تمجد العلي المجيب ...

رئيس هيئة تحرير نشرة عِلِم الصادرة عن جمعية الخريجين الفلسطينيين من جامعات و معاهد لبنان

CONVERSATION

0 comments: