الى اتحاد الكتاب والصحفيين الأردنيين/ ماجد هديب


أتفهم بأن الخيانة في ظل هذا الواقع المتردي والهزل قد أصبحت وجهة نظر,وأعلم أيضا بأن العشيرة لا العلم والقلم في ظل سياسة توتير الشعب بكافة منابته وأصوله في الأردن قد أصبحت لها الكلمة الفصل,ولكن ما لا أتفهمه ولست اعلم بدوافعه هو أن تصبح رابطة الكتاب والصحفيين الاردنين مظلة يستظل بها كل عابث بمقدرات الأردن, ومتربص بشعبه ومتودد لأعدائه , وخاصة ونحن في ظل موجات المد القومي والثوري المتنامية والتي تضرب على رقاب المستعبدين لشعوبهم والمتآمرين على مقدراتهم وقضاياهم.

لتسمح لي رابطة الكتاب والصحفيين الاردنين بان أخاطب من خلالها شخصا طالما أنها ارتضت على نفسها أن تمنحه العضوية رغم كتاباته العنصرية وألفاظه التي تشمئز منها الأبدان لحظة قراءتها , وطالما انه قد تشدق كثيرا وما زال بعضويته لتلك الرابطة وذلك في نهاية كل مقال يساهم في زلزلة عرش الأردن واهتزازه دون موقف منها أو حتى ململة.

انه ذلك الذي يفخر بالأم اليهودية ويتغنى بها, ويتمنى لو أن أمه _التي كانت تصنع الشاي كما قال للمقاتلين وهم يقصفون مواقع الفلسطينيين بحرب أيلول_ كانت كتلك الأم.

على هذا العضو أن يعلم من خلالكم إذا ما استمر يتم في تبنيكم له, والسماح له بتذييل مقالاته بمسمى رابطتكم الموقرة ,بأننا جاهزون بإعطائه دروسا في الجغرافية والتاريخ إذا ما قصرتم معه حتى لا يستمر في تطاوله على من صنع هذا التاريخ وسطره بدمائه الزكية, فعمان التي يعتقد بأحقيته فيها لم تكن قبل إنشاء الإمارة فيها وإجلاس عبدا لله الأول على عرشها ,إلا عبارة عن قرية صغيرة تتناثر بيوتها على مجموعة من التلال غالبية سكانها من الشركس والشيشان والفلسطينيين والسورين, وقبائل بدوية على أطرفها فقبيلة هنا وأخرى هناك , فإذا ما كان لجوء الشركس والشيشان إليها من قفقاسيا الغربية والشرقية كان هربا من بطش القياصرة هناك, فان الفلسطينيين والسورين قد لجئوا إليها أيضا ليعيشوا فيها هربا من الاحتلال الفرنسي والانجليزي الذي استقدمه من خان الدولة العثمانية باسم العروبة والدين بحثا عن منصب وجاه بالتزامن مع الحركة الصهيونية التي كانت تبحث هي الأخرى عن دولة وعنوان, كما أن القبائل البدوية لم تكن قبل ذلك الحين تعرف أي نوع من الاستقرار لولا مقتضيات المصلحة التي كان يشرف عليها الجنرال كلوب باشا وهي نفسها تلك المصلحة التي اقتضت أن يأمر بضرب قبائل بني عدوان بالطائرات الانجليزية.

اسمحوا لي بان أقول من خلالكم أيضا لمن يهاجم فلسطينيي الأردن بكتاباته ويتمنى أن يصحوا ولا يجدهم فيه, بان لهؤلاء جميعا شركس وشيشان وفلسطينيين وقبائل بدوية الحق بالأردن وربما أكثر مما له, ولكن عليه أن يعلم أيضا بان الأردن التي شيدوها هؤلاء وارتوت صحرائها بعرقهم هي نفس الأردن التي يدافعون عنها الآن من الغربان التي تنعق إلى أن نصل لوحدة عربية جامعة,ولكنها حتما ليست في عصر يوجد به أمثال القرعان وإنما في عصر تلد فيه أمهاتنا في الأردن أمثال عبدا لله التل وبسام حدادين وليث شبيلات والقائمة تطول ...


CONVERSATION

0 comments: