يوم الأربعاء 3 أغسطس 2011 وبأكاديمية الشرطة " اكاديمية مبارك سابقا !" كانت مصر علي موعد مع مشهد تاريخي ، مشهد ترقبه الجميع في كل شبر علي أرض مصر ، إنه المشهد الذي سجله التاريخ بزمانه ومكانه وأحداثة ، أنه المشهد الذي مثل فيه ولأول مرة رئيس سابق خلف القضبان ، أنه المشهد الذي مثل فيه زعيم ظل يحكم مصر لقرابة الثلاثين عاما , وقبلها ما يقرب من الخمسة اعوام نائبا ، مستندا علي تاريخ يصل الي عشرين عاما قضاها كرجل عسكري خاض فيها الحروب التي توجت بحرب النصر اكتوبر 73 والتي سجل له التاريخ أنه كان من أبرز قادتها الذين حملوا فيها النصر لمصر , ، مثل هذا الزعيم خلف القضبان يحاكم كأي مواطن عادي علي أرض مصر .
في هذا اليوم وفي الساعة المحددة لبدء المحاكمة ساد الصمت حتي أنني اكاد اجزم انها اللحظة التي صمتت فيها مصر من كان يشاهد المشهد من منزله أمام شاشه التلفاز ومن كان جالسا علي احدي المقاهي ومن كان أمام ابوابالاكاديمية من كان في مصر ومن كان خارجها الجميع في ترقب ومع اقتراب الدقائق وقرب اللحظات ساد الصمت الذي فاق صمت القبور لتأتي اللحظة الحاسمة ويبدأ المشهد ، الذي فاجأ الجميع انه مبارك هذا الزعيم والقائد والاب والبطل في مشهد صدم كل من رأه فها هو باب القفص يفتح والجميع في ترقب واذا بالمفاجأه فمبارك لم يدخل علي قدميه أو حتي علي مقعد ولكن ها هو باب القفص يفتح وسريرا يدفع به الي داخل القفص لتكون الصدمة أنه الرئيس مبارك ممددا علي سرير طبي في أشد حالات التعب والاعياء , انها اللحظة التي لم تحتملها القلوب فراحت الصرخات تتعالي والدموع تنزل في حالة من الذهولو لا اكون مخطئة اذا قولت انها اصابت الجميع المؤيد والمعارض .
هذا المشهد الذي صدم الجميع افرح البعض وأحزن الاخر انه نفس المشهد الذي سيتكرر يوم 13 ابريل في اولي جلسات محاكمة الرئيس مبارك بعد قبول الطعن علي حكم المؤبد . والسؤال هنا كيف سيكون وقع هذا المشهد الذي يتكرر للمرة الثانية علي المصريين ؟ كيف سيكون وقع هذا المشهد بعد مرور ما يزيد عن عامين من ترك الرئيس مبارك للحكم ؟ هل لازال هناك من سيفرح لرؤيته ؟ ومن سيكون عدده أكثر من سيحزنه المشهد ام من سيسعده ؟فما بين المشهد في مرته الاولي ومرته الثانية مر ما يزيد عن عامين تغيرت فيهما اشياء كثيرة وتكشفت حقائق أكثر فالايام تتوالي لتثبت يوما بعد الاخر أن الرئيس مبارك برئ من كل ما نسب اليه من تهم وافتراءات تتوالي لتثبت كل ما قيل عنه شائعات مغرضه ، تتوالي لتثبت انه كان صادقا في كل كلمة قالها وفي كل شئ حذرنا منه ، تتوالي لتوضح كيف تغير حال المصريين من بعد مبارك من سيئ إلي أسوأ وأسوأ حتي بدأت الاصوات تتعالي مرددة ولا يوم من أيامك يا مبارك تتعالي مطالبه بعودة الهدوء الذي كان الامان الذي كان الاستقرار الذي كان الحياة التي كانت .
بعد كل هذا اتساءل هل سيلقي مشهد وجود الرئيس مبارك خلف القضبان استحسان أحد هل سيجد من يفرح له ويسعد به ؟ ام سيجد رفضا من الغالبية العظمي من شعب مصر الذي بدأ يعود إلي أصله الطيب بعد أن تخلص من غبار الحقد والتشفي الذي نثره البعض عليه فغطي عن وفائه واخلاصه ومعدنه الطيب الاصيل ؟ والسؤال الاهم أيضا هل سيتخلي هؤلاء ممن ادركوا قيمة هذا الزعيم الكبير عنه كما فعلوا من قبل أم انهم لن يتخلوا عنه مرة ثانيه بعد أن ادركوا ان ما يستحقه مبارك هو التكريم وليس الاهانه والسجن ؟ هل سيخرج هؤلاء لينصروا كلمة الحق ليساندوا رجلا ضحي من اجلهم واهبا 62 عاما من عمره في خدمتهم ؟ رجلا ضحي ومازال يضحي حتي اليوم من أجل مصر .
إن يوم 13 ابريل هو اليوم الذي سيجيب عن كل هذه التساؤلات اليوم الذي سيوضح هل افاق المصريون مما هم فيه ام انهم لم يفيقوا بعد ؟ انه اليوم الذي سيحدد فيه المصريون ما اذا كانوا قد قرروا رفع الظلم عن مظلوم وقول كلمة حق ام سيتركون المظلوم لظلم الظالم ويسكتون عن كلمة حق يعرفون أن صاحبها بحاجة اليها وهم اكثر منه احتياجا إليها ؟
الكاتبة \ سلوي أحمد
0 comments:
إرسال تعليق