آل الحكيم ظلم الحاكم وقسوة المظلوم*/ علي السيد جعفر



في حادثة بدت الطرافة واضحة في وضعها وسردها ، مؤلمة في طريقة إنعاشها ذاكرة طرية أختزن فيها كل قبيح أفعال ما أطلق عليهم سابقا" (ولد الرئاسة) ، وابان حياة سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم وفي احدى جلسات نقاشنا الكثيرة منذ أن أيقن شعبنا بعد سنوات صمته الطويلة ان له حقا" في ممارسته ، أنبرت احدى (المتعلمات) متهمة أحد انجال سماحته (عمار) بالتجوال في الجامعة المستنصرية وما حولها بسيارته بحثا عن ما يسهل صيده من الجامعيات ، مما حدا بأخ لي بتوكيد خبر المتعلمة هذا وأنه رأى بأم عينيه ما ذكرته ، سحبت أخي راجيا" منه تعليلا" لما ذكر قال وبالحرف (وجد البعض في هذه الأسرة ضالتهم فألصقوا بها كل موبقات عدي وقصي وبقية فتية (البيجات) ، إيهاما" منهم وان كان غير أخلاقي وفيه رفض صارخ لما أقدم عليه الأخوان من أعمال ، ان جديد العراق تملأه كما ماضيه مفاسد السلطة)، لكنه تسآءل (عن قدرة أي مسؤول في التجوال اليومي على صورة ما اتحفتنا به السيدة ، والله لو أقسمت لها أغلظ الإيمان بنكران الفعل الذي ذكرته ماصدقت) فالعنف الطائفي يلف العاصمة ورائحة الموت المجاني وبقايا الجثث المجهولة تملأها ، والسيارات والأجساد البشرية المفخخة تجوب شطري المدينة يحدوها أمل بالفوز بجنات عدن موعودة بها.
****
لاأريد ان أتناول هنا مظلومية هذه الأسرة العلوية على ايدي أنظمة الاستبداد والدكتاتورية والتفرد الطائفي المقيت والتي كان لها حصة الأسد من بين جميع أسر وبيوتات الأمة العراقية بعد ان زفت في طريق الحرية الحمراء نخبة من خيرة أبنائها وصولا" الى التحرير وعودة ما تبقى منها في شتات الأرض ، فقد طرزت كتابات الكثيرين غيري قائمة بأسماء الـ (60) ممن أستشهدوا منها وما تعرضوا له في غياهب السجون من ظلم وسيل كيدي من الاتهامات وصلت حد إفراغ معدنهم الأصيل من كل معاني الوطنية وأتهامهم بالعمالة ، كيف لا والوطنية بمعناها الكبير قد أختزلت في حزب واحد وقائد أوحد.
****
من العمالة لإيران بعد سنوات التواجد القسري لقيادات المجلس في الجارة المتضادة مذهبيا"* مع منظومة عربية طائفية لا ترى في الحدث العراقي إلا عملية إنسلاخ لجزء مهم منها عن ما هي عليه من حكم الأسرة والطائفة المنصورة ، وصولا" الى مشروع التقسيم المتهمين به بفضل ما كان من مشروع المجلس الإسلامي الأعلى حول فيدرالية الوسط والجنوب والذي أقسمت ذات مرة للذين رفضوه من أهلينا بعد ان غلبهم الجهل الذي هم فيه مع تسويق اعلامي لحالمين بعودة حكم المركز وتسلطه على مقدرات الناس أينما وجدوا (ان اليوم الذي تأتون فيه زحفا" مطالبين بعراق اتحادي فدرالي آت لا محالة ، بعد ان تدركوا بفضل خروجكم وان كان متأخرا" من قمقم الشوفينية والإقصاء الى رحاب المعرفة الأوسع أهميته) ، وقتل الكفاءات العراقية على يد ذلك الأخطبوط الهلامي أو مايسمى بقوات (بدر).
المؤلم في هذه التهم وان ساقتها وعملت على تغذيتها عناصر بعثية وقومية عربية طائفية عمدت لعقول الناس المشبعة رغم ان المتهم شريك لهم رئيسي في المظلومية بأعلام مركزي ، بترسبات ما سبق من حرب الثمان سنوات زائدا" ذلك الكم الهائل من الأحاديث البائسة حول صراع صفوي عثماني يراد منه ان نكون أكثر عثمانية من آل عثمان بعد أربعة قرون خلت من (خلافتهم) المريضة لننصهر جميعا" في بوتقة تخلفهم المتقع.
تهم باتت تطلقها ومع الأسف دون وعي أو تمحيص منها حناجر صدحت ذات يوم (وين الحاربك وينه) وهي نفسها التي كانت تسترق الأسماع أيام التعتيم الاعلامي ، وعبر مذياع خافت عله يزف لها نبأ لنظالات الرجال أنفسهم ضد من سلبهم حسهم الوطني وجعلهم في مؤخرة سلم المواطنة ، فأخذت الماكنة الاعلامية الجبارة للذين استكثروا عليهم ماهم عليه الآن من حرية جهل لبابهم مع ضعف كبير في اعلام المجلس نفسه في ابراز مشروعهم العملاق في بناء دولة المؤسسات والمواطنة الحقة ، فبات الواحد منا والحال هذه يخشى الجهر بأحقية شخوص بعينها درجت ضمن قوائمهم الانتخابية على ما تحمله من مهنية وألمعية لئلا نتهم بأبعد من العمالة المتهمين هم بها أصلا".
لكني أقول لأهلينا الذين أنجروا وناصروا في حقب الظلم والاضطهاد التي مورست بحق شعبنا نظاما" شموليا" ويشيعون في الناس مفاهيم مغلوطة عن أسر عريقة بعينها ، ويراهنون على ما نحن فيه اليوم من ارهاصات وهي حالة طبيعية ترافق انهيار كل النظم غير المؤسساتية وخاصة البلدان التي لم تألف إلا الإنقلابات وبيان رقم واحد لثوار جلادين ، ان قادمنا جميل وهذا ما تخشوه ، اما أنتم ومهما طالت وعظمت خدمتكم لسيدكم ، (روافض) في نظره لاتستحقون إلا الموت.

* لست اسلاميا" وكتبت سطوري هذه إنصافا" لما أراه حقا" عليً كتابته ، بعد ان ادركت منذ الأيام الأولى لسقوط نظام صدام حسين ان المجلس الاسلامي العراقي والتحالف الكردستاني بحزبيه الاتحاد والديمقراطي يدركون حقيقة مايجب ان يكون عليه عراق الغد ولهم بعدهم الاستراتيجي في العمل السياسي وماعداهم فساسة أقدار رمت بهم الصدفة في طريقنا.
* لست مدافعا" باسلا" عن نظام الحكم الحالي في ايران وأتمنى لذلك الأرث الحضاري الذي يكتنزه شعبها عبر التأريخ نظاما" ليبراليا" يمثل جميع مكوناته فليس صحيحا" ان يختزل التمثيل السياسي لكلا الطائفتين بعمامة كل منهما ، ولكن ما يحسب لساستها نظرتهم القومية لا الطائفية كقريناتها العربيات وكلاهما ضالع في الشأن العراقي ، فهي وان اختلفنا مع نظرتها ، ترى في المشروع الأمريكي في المنطقة قريبا" منها وخطرا" عليها وإلا علينا الإقرار بشيعية حماس الاخوانية وطالبان السلفية والمتهمة ايران في مد يد العون لهما.
كاتب عراقي
ali_sadiq2@yahoo.com


CONVERSATION

0 comments: