ساويرس ... وأبواق الإخوان/ مجدى نجيب وهبة


** قيل أنه عندما يمتلك رجل الأعمال جريدة أو قناة فضائية عادة لا يجرؤ الناس على معاداته أو الهجوم عليه لأنه أصبح لديه منبر شخصى ...
** فى الندوة التى عقدت مساء الأربعاء عبر رجل الأعمال "نجيب ساويرس" عن إستيائه من الأحداث الجارية فى الشارع المصرى ، مد العمل بقانون الطوارئ .. محامين بيضربوا فى النيابة .. شرطة تضرب شاب حتى الموت بالأسكندرية .. شوية أولاد خرجوا للتظاهر بشكل سلمى محترم ، نجرى وراهم بالعصى والشرطة تعتقل بعضهم ، وعن الإخوان قال أن هناك فرقا بين أن أختلف معهم وبين أن أرفضهم ، وأضاف "عندما أسسنا جريدة "المصرى اليوم" إتهمنا الناس بالتحول إلى بوق للإخوان فقلنا نحن ليبراليون ولا نصادر على أحد ونترك الفرصة للجميع كى يعبر عن رأيه ... وتابع "مع ذلك مازلت أتلقى الشتائم والسباب بسبب بعض الأراء التى تنشر سواء فى "المصرى اليوم" أو قناة "ON TV" رغم الإنفصال التام بين الإدارة والتحرير فلم أتدخل فى السياسة التحريرية إطلاقا ولام ساويرس حماس لتحويلها قضية غزة وإختزالها من قضية تحرير إلى قضية مساعدات وأغذية ، وإنتقد عدم الإفصاح حتى الأن عن الإجراءات التى إتخذت بشأن شهداء مصر الذين قتلوا غدراً برصاص فلسطينى على الحدود" .
** نعم قد نتفق مع رجل الأعمال نجيب ساويرس فى بعض أرائه عن الأحداث الجارية على أرض المحروسة وقد نختلف ، أما عن الزعم بأنه عندما أسس جريدة المصرى اليوم إتهمه البعض بتحول الصحيفة إلى بوق للإخوان وهى التهمة التى ينكرها رجل الأعمال ولكننا نؤكد أنها حقيقة واضحة يراها الجميع وثوابت سوف نتوقف أمامها .. حيث دأبت المصرى اليوم منذ صدورها على الإهتمام بفكر وتنظيم الإخوان وتحولت صفحاتها إلى مظلة شرعية للتيارات المحجوبة عن الشرعية تحتمى تحت مظلتها وتروج لأفكارها من خلال صفحاتها ، وبالتالى أصبحت هذه الصحيفة هى بوق للإخوان وفى نظر الإخوان أفضل ألف مرة من الحزب السياسى ، فهل لا يقرأ رجل الأعمال أى نسخة صادرة من المصرى اليوم ، فإذا كان يقرأها ويتجاهل ما تهدف إليه فهذه كارثة وإذا كان لا يقرأها فهى كارثة أكبر !!! .. هذا بخلاف نشر مقالات ثابتة للدكتور عصام عريان والدكتور محمود حبيب والمستشارة نهى عثمان الزينى والمستشار السابق محمود الخضيرى وكلا من هشام البسطويسى والمستشار محمود مكى بعد إحالة الأخرين إلى مجلس تأديب مما جعل الجميع يتسائلون ، هل من سلطة القاضى العمل بالسياسة فهل يتجاهل رجل الأعمال تاريخ بعض هؤلاء وإرتباطهم بالإخوان ، ولأن هناك حدثت ضغوطا من هؤلاء القضاة على النظام للإساءة إليه جعلت بعض ملفات هؤلاء تخرج إلى النور بل وتنشر فى بعض الصحف القومية ، فشقيق المستشار محمود الخضيرى رئيس نادى القضاة فى الأسكندرية وإسمه مصطفى عبد العزيز الخضيرى إخوانى قديم سبق إتهامه فى القضية رقم "2" لسنة 1965 أمن دولة طوارئ عليا المعروفة بإسم التنظيم السرى لجماعة الإخوان وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ، ثم إنفصل عن الجماعة ثم أسس ما سمى بتنظيم القطبية الذى يعتنق أفكار سيد قطب وإتهم فى القضية رقم "191" لسنة 1980 والقضية رقم "23" لسنة 1987 حصر أمن دولة عليا ... أما عن المستشارة نهى عثمان الزينى التى فجرت أكثر من قضية على صفحات المصرى اليوم فوالدها عثمان الزينى كان من قيادات الإخوان ووالدتها نائلة محمد حسين العشماوى شقيقة حسن جمال الدين وهو عضو مكتب الإرشاد الأسبق للإخوان المسلمين وقد حكم عليه بالسجن 15 سنة فى القضية رقم "5630" فى أغسطس 1955 ، أما خالتها أمال حسنى العشماوى فزوجة منير أمين الدالة المستشار السابق بمجلس الدولة الذى فصل من عمله بعد إعتقاله مرتين لإرتباطه بالإخوان ، هذا بخلاف قاضى كان يقضى أجازته السنوية فى الدعوة متنقلاً من مسجد إلى أخر وقاضى أخر يرتدى الزى الباكستانى وكان يدخل القاعة بهذا الزى .
** فهل لا يعلم رجل الأعمال الملياردير كل هؤلاء هم ضيوف مستديمين على صفحات المصرى اليوم يكتبون ويروجون لأفكارهم وبعد كل ذلك يتساءل رجل الأعمال عن أى جريمة ترتكب لإتهام الجريدة بأنها تحولت إلى أبواق للإخوان .. هذا بجانب نشر أخبار الإخوان وحماس وربطهم ببعض وإتهام الحكومة الدائم بمحاربة عصافير الإخوان وحمائم حماس ... حتى صانع الأوهام وبائع الأكاذيب "حسنين هيكل" لم يجد متنفس لبث أكاذيبه السياسية إلا جريدة المصرى اليوم وخصصت له صفحات كاملة !!! .
** هذا المناخ جعل جريدة المصرى اليوم تفقد إحترامها ومصداقيتها لدى جميع المثقفين والأقباط بصفة خاصة رغم الأعداد الكبيرة فى نسبة التوزيع .. لقد فسدت مهنة الصحافة بسبب "أورجازم الخبر" الذى يصيب الصحفى فهو جاهل ولا يعرف أى خلفية عن الموضوعات التى يتناولها فهو لا يمتلك أكثر من معلومة يريد أن ينشرها .. لقد ترك رجل الأعمال الحبل على الغارب لرئيس التحرير بزعم عدم الرغبة فى التدخل فى المادة المنشورة وهو ما أساء لكل من ساهموا وأسسوا هذه الجريدة ، حتى أصبح هناك حالة لخبطة فالصحيفة تعمل لصالح أجندات غير واضحة فهل تحولت هذه الصحف إلى تجارة لمن يدفع رغم تقاضى رئيس التحرير ما يقارب بل ربما يزيد عن 50 ألف جنيه بالإضافة إلى نسبة الإعلانات ، مع أن قانون تنظيم الصحافة وميثاق الشرف الصحفى يحظران على الصحفى العمل فى طلب الإعلانات أو الحصول على مزايا مالية مقابل تحريرها ، كما يحظر عليه أن يوقع بإسمه على مادة إعلانية .. هذا علاوة على تعمد الجريدة فبركة بعض التقارير التى تخرج عن حالات إختطاف النشطاء من الشوارع وإقتيادهم إلى أقسام الشرطة وإنتزاع ملابسهم وهتك أعراضهم وسحلهم وضربهم وغيرها من الوقائع التى تنشرها المصرى اليوم بهدف تهييج الرأى العام ضد النظام والدولة وتهيئته لتقبل فكر الإخوان ومساندتهم حتى إنهم صوروا جميع ضباط الشرطة ساديون إلى هذا الحد ويتساءل البعض هل هم "دراكولا" إلى درجة الإستمتاع الغريب بدماء الضحايا أم هم قتلة وليس لديهم رحمة لدرجة أن يجهضوا سيدة فى شهرها الخامس .
** لقد جرى تصوير أى تظاهر للمطالبة بالحقوق المهدرة على أن الدولة كلها مجموعة من الأِشرار الفاسدين والمنحرفين وأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة فوجب تشديد الهجوم عليها والتعجيل بسقوطها وبالطبع البديل كما تراه الجريدة هو سيطرة الإخوان على الحكم ، إعلان الخلافة الإسلامية ، عودة العلاقات مع إيران ، إلغاء معبر رفح وفتحه للحمساويين وإقتحام جنوب سيناء والسيطرة عليه لتهجير قطاع غزة بالكامل وضمه تحت سلطة هنية وشركاه وعودة الجزية وظهور جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
** هذه هى مصر التى تتخيلها جريدة المصرى اليوم التى للأسف أسسها الملياردير نجيب ساويرس المصرى لتتحول إلى شوكة فى ظهر الوطن وفى ظهر الأقباط .
** خلاصة القول أن ما تقوم به الصحيفة هى رغبة جامحة لرئيس تحريرها فى إهدار مصداقية الأجهزة الرسمية للدولة والتمرد عليها وإتهامها دائما بأنها لا تؤدى واجبها أو تنحاز إلى جانب الدولة .. فهل توجد دولة فى العالم بحدث فيها ذلك غير مصر .
** فى قراءة سريعة لهذه الصحيفة اليومية سنجد أنها تحولت إلى قاطرة تقود البلاد وبسرعة كبيرة إلى الهاوية .. فلم تترك شيئا إلا ولطخته ، ولم تترك رمزا إلا وأهانته ولا سقف عندها ولا ميثاق شرف ولا مبادئ ولا ضمير .. إنطلقت دون ضوابط مهنية أو قانونية تهدم كل شئ وتنشر الفوضى وروح التمرد والعصيان وإعتنقت شعار "حسنة وأنا سيدك" ، وهو شعار رفعته مع الحكومة التى عليها أن تمولها بالمبالغ وهى هنا الإعلانات ، وعلى القائمين عليها أن يمدوا أيديهم لأخذ هذه الحسنة بل أصبحت الحكومة تدفع أكثر لمن يتطاول عليها وفى المقدمة وزارة المالية التى تفرض جباية على الشعب فقد بدأت المصرى اليوم فى نشر تقارير صحفية عن القانون وأزمة مأمورى الضرائب الذين لا يرضون عن إعلان بعضهم بأنهم مشتبه بهم فكان نصيبها حصة إعلانات بالملايين للقانون الجديد وما تقرر بشأن الضرائب العقارية ، وعن أزمة عمر أفندى فى العدد 631 أثناء بيع شركات عمر أفندى كتبت الجريدة عن بلاغ للنائب العام يتهم محمود محى الدين وهادى فهمى بالضغط لتسهيل الإستيلاء على المال العام فى صفقة عمر أفندى ، وفى نفس الصفحة الأولى إعلان عن وزارة التجارة والصناعة وعجبت لك يازمن !!!! .. بينما إحتلت الشركة المصرية للإتصالات مكانا يكاد يكون ثابتا فى أخر صفحة بالجريدة فى الوقت الذى قد لا تكون هذه الصحيفة فى حاجة لهذا الدعم بسبب ثراء مموليها الفاحش ، لكن عدم تدخل سياسة الإدارة فى سياسة التحرير كما قال رجل الأعمال قد أعطى الفرصة للسياسة التحريرية للتلاعب والهيمنة على المادة المنشورة حتى تحصل الجريدة على نصيبها من الحكومة التى توجه لها سيل من الشتائم بصفة مستمرة ...
** إنها قليل من الكثير لتذكرة رجل الأعمال بأنه دون علمه يدعم الفوضى والإرهاب ويلمع الإخوان من خلال منبر جريدته بل وصارت الحكومة تتعامل مع هذه الصحيفة بالمثل الشعبى " إطعم الفم تستحى العين" وطبقت هيئات حكومية هذا المثل " أنشر إعلانا تتق شر أقلاما" وهو ما طبقته وزارة الصحة التى تروج من خلال صفحات كاملة لإنجازاتها والذى تضاعف خلال أزمة الطيور والخنازير الفاشينكية ، ولم يختلف فكر الجريدة كثيرا عن القناة الفضائية ON TV فقد بدأت علمانية بعيدة عن فكر الإخوان أو ما شابه ولكنها إنزلقت فى حوارات سمجاء يقودها إعلامى مبتدئ أعتقد أنه لم يحصل حتى على الإعدادية وإعلامية بلهاء تبتسم دون مبرر خلال إذاعة حلقاتها وهى لا تصدق نفسها بأنها على الهواء مباشرة .
** أخيرا نحن نقدم النصيحة للملياردير المصرى نجيب ساويرس وهى أن رسالة الصحافة والإعلام هى منابر لكشف الفساد للمجتمع وأن واجب الصحافة هى الإلتزام بالمصداقية والوعى وأن تضع فى إعتبارها أولا وقبل كل شئ مصلحة الوطن والمواطن ... فهل يتدارك رجل الأعمال نجيب ساويرس ما ألت إليه جريدته ويصحح الأوضاع أم أنه يعجز عن إتخاذ القرار .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email : elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: