...والدماء الفلسطينية ساخنة، وما زالت تتدفق بغزارة بفعل غارات الطيران الاسرائيلية المستمرة بلا هوادة لأمكنة مختلفة في قطاع غزة.. في هذه اللحظات التي تقوم فيها فصائل المقاومة هناك بالرد على العدوان بإطلاق رشقات صواريخ متواضعة بإتجاه المستوطنات الصهيونية، يقوم السؤال الساخن والمرير: ماذا تفعل حركة حماس؟
لليوم الرابع لا تحمل وكالات الانباء أي خبر عن مشاركة حركة حماس بالاشتباك مع العدو, أو انها تنخرط مع بقية الفصائل بالدفاع عن قطاع غزة.. القطاع الذي يعنيها مباشرة لأن فيه حكومتها وسلطتها وهيبتها.
كل ما صدر من حركة حماس للآن هي بيانات فقط تستنكر العدوان وتطالب فصائل المقاومة بالتهدئة، وانها أوفدت القيادي في الحركة محمود الزهار الى مصر لبحث التهدئة مع المصريين.
ما هذا الدور المريع لحركة ما وصلت للحكومة لولا برنامجها الذي يقوم على المقاومة، أو هو البرنامج النقيض للبرنامج الفلسطيني الآخر الذي انخرط في التسوية السلمية مع الاحتلال الاسرائيلي ولم يوفّر للفلسطينين حقوقا ولا أمن ولا سلام، حيث يستباح الدم الفلسطيني بمعدلات أكبر في ظل السلام المزعوم.
خمسة وعشرون شهيدا وأكثر من سبعين جريحا وحركة حماس لا تتحرك للذود عن شعبها وأرضها وهي تلهث لوقف الاشتباك والتهدئة.
من ناحية نظرية يستطيع المرء أن يتفهم بأن التهدئة قد توفر دماء فلسطينية عزيزة وتجنب الشعب ما تقوم به الهمجية الصهيونية المنفلتة في بعث القتل والدمار.ولكن من ناحية تطبيقية متى كان هذا العدو يحترم اتفاقات ومعاهدات تلجمه عن اقامة حفلات المحرقة بحق الكينونة الفلسطينية؟.
حماس بموقفها هذا مثلها مثل أي نظام عربي قضى عمره متخاذلا أمام التحديات الصهيونية ولا يملك في جعبته سوى الشجب والاستنكار. وهذا الموقف إهانة لتاريخ الحركة ولمؤسسيها ولقوافل الشهداء الذين ارتقوا الى ربهم عن طريق المقاومة من أجل حرية فلسطين وكرامتها.
جاء العدوان الاسرائيلي الجديد ليكشف بكل وضوح كم انقلبت حماس على نفسها؟، وكم ابتعدت عن ثقافة المقاومة؟، وكم اقتربت من اتفاقيات اوسلو(لم توقع عليها) واستحقاقاتها الامنية المذلة، وكم صارت تشبه النظام العربي السلطوي الذي يقايض الوطن وكرامته بمقابل هبات وبعض أحتياجات معيشية هي حقوق انسانية في الاساس قبل تكون جزرة للترغيب.
كانت حماس الحكومة ترغب في وضع الكهرباء كشرط يقابل التهدئة وذكر احد نوابها ان هذا الشرط هو عرض مصري مما استدعى السفير المصري لدى السلطة الاسراع الى نفي ذلك قائلا: ان مصر لا تفعل هذا.
الاسئلة كثيرة وتبعث الى المرارة لدى قطاع واسع من أبناء الشعب الفلسطيني،عن الدور الحمساوي الذي اكتفى بالتفرج على العدوان الاسرائلي دون الانخراط بالتصدي له مع بقية الفصائل واكتفى بالشجب والاستنكار.
هل تخلت حركة حماس عن دورها الوطني التحرري، لصالح المد الاسلامي الذي ينظر الى التعاون مع الولايات المتحدة الاميركية بانتظار تحقيق المزيد من الامتيازات السلطوية؟.
0 comments:
إرسال تعليق