ملاحظة على ما قال الأستاذ يوحنّا بيداويد بشأن الصُدفة إذْ قال إنَّ الفلسفة تنكرها أو لا تعترف بها هذا الكلام غير صحيح لأنَّ الفلسفة قالت ولم تزلْ تقول إنَّ الصُدفة هي طريق تجلّي الحقيقة . إذاً فالصدفة أمر حتمي سواء بالنسبة للفلسفة أو العلم فهل الطفرات البايولوجية صدفة ؟ كلا ... إنها علم التراكمات الكمية التي تُفضي أخيراً إلى تغيّرات نوعية
ثم لي سؤال لأخينا الأستاذ بيداويد : لمناسبة ذكره لنادي بابل ففي بغداد نادٍ يحمل إسم نادي بابل كان لي فيه صديق رئيسه أو أحد أبرز أعضائه المؤسسين هو الأستاذ شمعون عبد شكوانا أبو بُراء ... هل يعرفه وإلى أين إنتهى مصير أبو بُراء هل ترك العراق مهاجراً أم لا زال في بغداد ؟
***
رد الاستاذ يوحنا بيداويد
رد الاستاذ يوحنا بيداويد
السؤال الاهم الذي يجب يسأله الفلاسفة اليوم هو ، هل يمكن ان يُولد المعقول ويستمر في تطوره و عقلانيته من اللامعقول نتيجة حادث الصدفة.
المدارس الفلسفية كثيرة وعديدة و بعضها في تعارض مع البعض.
صحيح ان الفلسفة المادية السائدة اليوم (كما قلنا) لا تؤمن بوجود اي شيء خارج الكون المادي من امثلة ديفيد هيوم وهوبز وفيورباخ وماركس والوجوديون الملحدون من امثال سارتر وغيرهم
ولكن معظم الفلاسفة في القرن العشرين اي اغلبهم في حيرة من امرهم، لا يستطيعون ان ينكروا مبدا الدفع الحيوي الايجابي الذي تحدث عنه الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون وتيار دي شاردان.
اخر عباقرة الفيزياء ونظرياته ( ستيفن هوكينز) العالم البريطاني المعوق الذي لا زال يعيش له نظريات في الفيزياء الحديثة يقول ان العالم ليس بحاجة الى يد الله لخلقه بسبب احتمالية وجود اكوان متداخلة في نفس الكون اعني نظرية الثقوب السوداء والكتلة المركزة (اي بعدم وجود فراغ داخل الذرة)
في كل الاحوال العلوم جميعها والفلسفة بجميع مدارسها حتى الاديان الوثنية عاجزة عن ايجاد الهدف الطبيعي المادي الغير العقلاني من وجود عملية التكاثر في الكائنات الحية من الزهرة والشجرة الى الحشرة الى الانسان، والهدف من ايجاد الاخلاق والمشاعر الانسانية وحتى لدى الحيوانات الراقية، ولا السؤال المنطقي الملح كيف يولد المعقول والمنطقي من اللا معقول واللامنطقي ( الصدفة) ولا تدمر هذه الصدفة نفسها .
اليست هذه الصدفة متحيزة لجانب معين!!!!!؟؟؟؟
انا لا ادافع عن الفكر الديني ولست متحيزا للمدارس اللاهوتية والاديان، وانما دائما انا يقض ومستمر في البحث عن الحقيقة. فعندما ترفض الكنيسة نظرية التطور وتصر على خلقة الانسان كما هي في الكتاب المقدس في الفصل الثالث منه فانني غير متفق معاهم ابدا .
لهذا نحن لا زالنا في البحث عن الحقيقة ولا نستطيع حسم الامر لصالح اي طرف او مدرسة ولكن في نفس الوقت هناك ظواهر لا نستيطع تفسيرها الا بتعليلها على الاقل بوجود قوى خلاقة تساعد على حماية الروح والفكر (الصعود الايجابي على مر اربعة مليارات سنة) في هذا الكون في ظاهرة الانسان نفسه.
ارجو ان اكون وضحت شيئا مهما للاخ المعلق د. عدنان الظاهر ان الايمان بالصدفة هو الايمان باللامعقول.
0 comments:
إرسال تعليق