الجنرال شاؤول موفاز هزم زعيمة حزبه (كاديما) تسيفي ليفني وأصبح زعيم المعارضة في إسرائيل. مرة أخرى يتضح ان الرجال قوامون على النساء في إسرائيل أيضا. ولكن طبعا الأمر لا يتحقق بدون أصوات العرب، بل بحسم عربي.
واليكم الحكاية.
استطلاعات الرأي أعطت نصرا لزعيمة الحزب السابقة ليفني، ونتائج التصويت كانت معكوسة.
هل تعرفون السبب حتى يبطل العجب؟!
السبب: أصوات العرب!!
العرب يُنصبون زعماء للأحزاب الصهيونية ويسقطون زعماء؟!
وربما بفضل أصواتهم يصل رئيس حزب صهيوني لتشكيل حكومة تخوزق الجماهير العربية أكثر مما هم مخوزقين. وكله بأصوات عربية.
من كان يصدق لو قلنا له أن العرب يحسمون في المنافسة بين السياسيين اليهود من أحزاب اليمين؟
100 ألف عضو في حزب كاديما بينهم بضعة آلاف من الأعضاء العرب - "عرب كاديما" لتمييزهم عن عرب الليكود وعرب يسرائيل بيتينو، وما زلنا نستهجن حصول احزاب اليمين على %50 من أصوات العرب. وهناك مناطق اعطت أكثرية مطلقة لآحزاب اليمين .
الاستطلاعات قبل تصويت اعضاء الحزب، حسبت أصوات اليهود.ولم تحسب أصوات "أعضاء" الحزب العرب. من يكيل بصاعهم؟!
ونتيجة الاستطلاع توقعت انتصار كبير لزعيمة كاديما تسيفي ليفني. الفرز قلب التوقعات . العرب اعطوا النصر ل "حبيب الجماهير العربية" شاؤول موفاز.
الآن تبين ان قيمتهم الانتخابية داخل الحزب لها قيمة حاسمة. العرب يصوتون بنسبة تكاد تتجاوز أل 100%( أحيانا بزيادة بياع 10%) . أليس التصويت ظاهرة ديمقراطية والعرب من أجل المساواة في حصتهم من الديمقراطية أيضا؟ اليهود حصتهم من الديمقراطية مضمونة 100%، لذلك لا يشغلون أنفسهم بالمنافسة بين موفاز وموفازة. نسبة تصويتهم كانت قليلة لا تتجاوز 40%. المقربون صوتوا. والعرب صوتوا وتبين حسب الصحف ان الأصوات العربية كانت الحاسمة لمصلحة تنصيب موفاز رئيسا لحزب يعتبر اليوم القوة الثانية في الدولة، بل الأولى من حيث عدد أعضاء الكنيست ، وشبه نقي من العرب في الكنيست. ولكنه حزب يُتنبأ له بالتلاشي والاضمحلال. وهذا سيجعل الأعضاء العرب يبحثون عن حزب أقرب للوصول إلى السلطة حتى لو كان حزبا فاشيا لا يمر يوم دون ان يقدم اقتراحا لقانون عنصري جديد.
المهم ان زعيم الحزب يضمن لهم بشكل شخصي ما يطمحون إليه... او يوهمهم بضمانات تؤجل من جولة انتخابات الى جولة أخرى، ويقال ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. وعرب الأحزاب الصهيونية يلدغون الف مرة و"الخير لقدام".
هم بخير وهذا المراد!!
قضايا قومية؟ عدالة اجتماعية؟ مناطق صناعية؟ افتقار لمشاريع بناء للأزواج الشابة؟ ميزانيات تعليم شحيحة؟ خدمات بلدية متدنية بسبب التمييز؟ والقائمة طويلة ولا يطرحها الا العرب السلبيون الجاحدون بالخيرات ، امثال نبيل عودة.
لم أشأ استعمال كلمة مرتزقة سياسيين. لعل بقية من ضمير تغير الأحوال.
كاديما هو حزب الجنرال شارون. انشق عن الليكود. لم نرصد أي تغيير عميق في سياساته بما يخص الجماهير العربية.بعض مواقفه المعلنة أكثر ليونة، وليس كل النوايا تقود إلى الجنة.
الآن يتبين ان وجودهم لم يكن للزينة فقط. ربما يمنحون كاديما في الانتخابات القادمة مقعدين في الكنيست. هم مقاولو أصوات بارعون.
لهم أجندة سياسية؟ رجاء ما هذا الكلام الغيبي؟ حقوق مواطنة؟ الدولة تسمح للعرب بتنفس الأكسجين دون تمييز. من يجرؤ على إنكار هذه الحقيقة؟
لا اعرف كيف يعشقون جنرالا متشددا في مواجهة الفلسطينيين أبناء جلدتهم. موفاز ليس جديدا علينا لندعي انه وجه جديد لم نجرب كرابيجه على أقفيتنا بعد.. كان من أكثر وزراء الدفاع في إسرائيل تشددا وعدوانية ضد أبناء شعبنا.. في فترته، حسب الصحف العبرية، قُتل ليس أقل من 1750 فلسطينيا، منهم 372 أطفال وفتيان صغار. وجرى تصفية 191 فلسطينيا بدم بارد، ويعتبر حسب الصحافة العبرية أيضا انه من آباء فكر التصفيات العسكري.وكشف الصحفي غدعون ليفي من صحيفة "هآرتس" انه جرى تسجيل لموفاز "يوشوش" عبر الميكروفون،انه :"يجب طرد ياسر عرفات من رام الله". وقال للجنة فينوغراد التي حققت في أحداث حرب لبنان الثانية (2006) :"كان يجب ان نضرب بقوة أكبر". أي لخص مبادئ فكره العسكري ، الذي لم ينفذه بعد. والخير لاحق!
فهل لهذا السبب يصطف عرب كاديما وراءه ويخدمون حزبه انتخابيا؟ بالطبع لا ادعي ان ليفني تقع بعيدا عن نفس النهج!!
ترى ما الفرق بين الجنرال موفاز أو ضباط أقل مقاما عسكريا مثل بيبي نتنياهو وأفيغدور ليبرمان أو طويلي السوالف من شاس واشباهها، ولكنهم لا يقلون عدوانية حين يتعلق الأمر بالعرب؟!
السؤال من الجانب الآخر لا يقل أهمية: هل سيكون موفاز رئيس حزب أو رئيس حكومة مستقبلا كاشير (أي غير نجس؟) من ناحية دينية يهودية؟
ألن ينتبه المصوت اليهودي انه زعيم بفضل أصوات العرب؟
مبروك لعرب كاديما هذا الانتصار. انه فخر للديمقراطية الإسرائيلية يسجل على اسمهم، اثبتوا أن أصوات العرب كاشير 100% مثل أصوات اليهود ، بل تنفع في الحسم، ولكن ليس في قضايا مجتمعهم وشعبهم.
موفاز ذهب الى حائط المبكى لشكر الرب على انتصاره العربي.
هل سيقبل الرب هذا الشكر؟!
من المهم الآن الاحتفال بانتصار موفاز في بيت عضو عربي هام من كاديما ولا بد من ذبح الخراف على شرف موفاز.. ليأكل المحتفلون من لحومها المشوية الشهية.
على الأقل هذا ما يكسبونه من النصر الذي حققوه لموفاز!!
nabiloudeh@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق