فى وسط الأجواء الحزينة والمقلقة خرج علينا خبر ترشيح اللواء عمر سليمان كنور فى أخر النفق المظلم الذى وضعنا فيه أنفسنا بأيدينا حيث أضعنا عاما ونصف من المهاترات سلمنا أنفسنا فيه بكامل إرادتنا للتيار الدينى وذبحنا ما تبقى من الدولة المدنية لنعود إلى أيام ما قبل محمد على فقدنا الأمن تطاولنا على الجميع وأصبح الأطول لسانا هو الأكثر إحتراما وأصبح البلطجى هو المثل الأعلى والكلام عن مدنية الدولة كفرا وإلحادا وأصبح نزيف البورصة فرصة للإستمتاع بكوارث الأخرين وصارت السياحة فى خبر كان وأصبح البحث عن أنبوبة ولتر بنزين هدفا ساميا وجائزة للمجتهدين.
وسارت الأمور للأسوء حيث حرقنا تراثنا وأصبح التصويت للتيار الدينى فرض عين لا يمكن أن يتخلف عنه المتخلفين ثقافيا وما أكثرهم فى بلدنا الذى ينعم بنعمة الأمية قراءة وكتابة وبالطبع سياسيا فإنتخب العامة الإخوان والسلفيين لبرلمان الندامة وأخذنا نتفرج على مهزلة إعداد الدستور والذى سيصاحبه صخب و ضوضاء سرعان ما تهدئ وسيعاود الكتاتنى وإصحابه إخراج الدستور من درج المرشد ليفرضوه علينا وكل ما علينا هو أن نخبط دماغنا فى أقرب حيط.
إن طوق النجاة الذى ألقاه عمر سليمان والذى سيصير أقوى بإنضمام أحمد شفيق لفريقه كنائب له والذى من الممكن أن يزداد شعبية إذا ما تواضع عمرو موسى ليكون نائبا ثانيا ليكون هذا الفريق الرئاسى قادرا على مواجهة غول الإخوان وإخوانهم السلفيين لنعيد بناء الدولة التى حطمتها مظاهرات التحرير دون أن تقدم لنا البديل بل قدمت لنا فاصل من العويل والدماء التى أهدرها الجهل و فقدان الحكمة والقائد.
إن عمر سليمان قادرا على إستعادة سيناء من أيدى البدو وحماس وغلق أنفاقهم التى تنشر الإرهاب على أرض الفيروز فتهرب منها السياحة والسواح وتكون تلك نقطة الإنطلاق لإحكام القبضة على باقى إرهابى مصر ثم عودة الأمن بتقوية الشرطة لكى ما تستعيد الزمام دون الوقوع فى الأخطاء السيئة التى عانينا منها وبعودة الأمن سيتراجع البلطجية ليدخلوا جحورهم من جديد وعندها سيكون المستثمر الوطنى والأجنبى فى أمان ليعود ليستثمر أمواله من جديد فى مصر ويكون ذلك قبلة الحياة للإقتصاد النهار.
ووجود رجل قوى كسليمان ستعود الثقة بالحكومة المصرية مما يفتح باب المساعدات بعيدا عن المال القطرى لإعادة بناء مصر ونكون فى مأمن من إنفراد التيار الدينى من إمتداد نفوذه لتدهور التعليم بل يكون قادرا على فرض نفوذه لإستحداث نظام تعليمى عالمى بعيدا عن روح الكتاتيب والتخريف العلمى الذى يدعوا إليه غالبية برلمان الندامة.
فلو عاد لنا الأمان وإنتعش الإقتصاد وعادت السياحة للحياة وتطور التعليم عندها سيكون لدينا الوقت الكافى لمحو أمية الأغلبية لنعلمهم بعد ذلك أن الديموقراطية ليست فقط ديموقراطية الصندوق بل هى فن قبول الأخر وعندها سوف نستطيع ممارستها دون الوقوع تحت تأثير مجموعة من الشيوخ الذين يقودون الناس كما يرغبون كما رأينا فى غزوة الصناديق وغزوة البرلمان وغزوة أبو إسماعيل وإذا إستطاع عمر سليمان أن يفوز بالرئاسة وعمل تلك النقاط الأربعة عندها نكون على عتبة الحضارة والتقدم أما إذا سلمنا أنفسنا للأخرين فنكون قد وضعنا مصر على منزلق أفغانستان والصومال وسكة اللاعودة ولذلك نحن نتمنى أن يتجاوز الشعب المصرى مرحلة غسيل الدماغ التى تعرض لها منذ العام الماضى وليضع فى حسابه فقط حساب العقل والمنطق لكى نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه
0 comments:
إرسال تعليق