** شاهدنا كلنا الفيلم الرومانسى "تيتانك" . ويحضرنا مشهد فى نهاية هذا الفيلم الدرامى .. بينما تغوص السفينة "تيتانك" فى أعماق المياه .. إلا أن الفرقة الموسيقية ظلت تعزف ألحانها ، وكأن شئ لا يحدث .. ولم نعد نعرف هل العزف بقصد ملاقاة الموت غرقا والضحايا يتعانقون .. أم يبتسمون ..أم يؤكدون أن هذا هو قدرهم المكتوب عليهم ..
** السفينة "تيتانك" .. هى "مصر" .. التى تغرق ، ومع ذلك يصر المجلس العسكرى على تضليلنا ، وإغراقنا بتسليم مصر لمجموعات إرهابية .. هو أول من يعلم حقيقتهم .. والخديعة الكبرى التى تعرض لها الشعب المصرى كله .. هى التزوير والتضليل الفج فى عملية الإستفتاء على الدستور .. والعملية الإنتخابية التى ترأسها المستشار "عبد المعز إبراهيم" .. والمتهم من قبل بعض المستشارين بعرض رشوة عليهم فى مقابل إلغاء قرار حظر السفر على المتهمين الأمريكان فى قضايا التمويل الأجنبى .. وهو نفس المستشار الذى أعرب عن سعادته بنزاهة الإنتخابات البرلمانية التى كان يرأسها وشهدتها مصر .. ومع ذلك أعلن الجميع ، ونشر ذلك بجميع الصحف والإعلام ، أنها أسوأ إنتخابات كاذبة ومخادعة ومزورة شهدتها مصر ، ومطعون على هذا المجلس أمام القضاء الإدارى .. والكارثة أن يؤكد المجلس العسكرى أنها إنتخابات برلمانية نزيهة قد أدارها بكل شفافية ونزاهة .. وكلما تحدثت مع أحد من برلمان هذا المجلس من جماعة الإخوان المسلمين .. فى غرابة شديدة يقولون ، بل يصرون على ترديد أن "الشعب هو الذى إختارنا" ، وكما صرح بعضهم فى مؤتمر بشبرا بالأمس .. "أننا سنحكم مصر سواء رغب المجلس العسكرى أم لم يرغب" .. وهذا يعنى أن مصر أصبحت يحكمها مجموعة من الإخوان بالإكراه ، يؤيدهم المجلس العسكرى ، وعلى الشعب أن يرضخ لذلك أو يستعد للمواجهة معهم ، وهو ما ينذر بإسالة الدماء فى جميع أنحاء مصر .. كما على الشعب أن يستعد أن يقف ضد رغبات المجلس العسكرى لو أراد أن يسعى للحرية ..
** أما كيف ضحكوا على كل هذا الشعب .. وحصدوا نسبة الأصوات التى جعلتهم الفصيل الوحيد داخل البرلمان .. وهذا ما حذرت منه منذ 25 يناير .. ولكن للأسف هلّ علينا بعض الأغبياء فى الإعلام ، وربما المتورطين فى هذه المؤامرة ، ليحثوا الشعب على الذهاب إلى صناديق الإقتراع للمنافسة .. هذا على مستوى الوطن ، أما على مستوى الإعلام المسيحى ، فلم يكن بأحسن حال ، بل كان أسوأ حالا من الإعلام المصرى .. وكان إعلام منبطح وجاهل ، حرض الأقباط أكثر على الذهاب إلى لجان الإنتخابات دون محاولة للبحث عن المفكرين الحقيقيين ، بل كانوا يستضيفون أشباه المفكرين ، وأشباه الإعلاميين للتحاور معهم ، لشعورهم بالعجز ، أو النقص الفكرى ..
** كانت المؤامرة واضحة .. وكانت الحلول هزلية لا ترتقى لهذا المستوى من المؤامرة ، وكما يقف المجلس العسكرى الأن بين هذه الجماعات المحظورة التى إستولت على البرلمان .. وبين بعض القوى السياسية فى مصر لمحاولة التوافق بينهما كما يزعمون ، إلا أنه فى النهاية سيكون الحل هو الرضوخ إلى مطالب الإخوان بتأسيس اللجان التى تضع دستور مصر بالإكراه .. فهو لا يستمعون إلى أى مفكر ، ولكنهم يطبطبون على جماعة الإخوان ، ويروجون بعض الأسماء لبعض القوى السياسية المهمشة والضعيفة .. حتى ينخدع الجميع ..
** وفى النهاية ، فالسيناريو القادم لكتابة دستور مصر ، وإنتخاب رئيس توافقى مع جماعة الإخوان .. سيتم كما حدث فى الإستفتاء على الدستور ، وفى الإنتخابات البرلمانية المزيفة الأخيرة ..
** لقد كان التزوير والتضليل واضح وكاشف منذ البداية.. فقد طبعت أوراق الإستفتاء بعلامتين .. الخضراء تعنى "نعم" للبرلمان قبل الدستور ، والعلامة السوداء "لا" .. وقد إستطاعت الجماعات الإسلامية الترويج وسط شعب أغلبهم من الجهلاء والأميين أن يوجهوا الأفراد إلى التصويت بعلامة "نعم" ، وهى تعنى الجنة .. وعلامة "لا" ، تعنى جهنم .. وقد نشروا بالأكاذيب والتضليل أن هناك مؤامرة من الكنيسة ضد الإسلام ، لإلغاء المادة الثانية من الدستور .. وكان من الطبيعى والمنطقى فى شعب به أكثر من 80% ، مغيبون وجهلاء ، أن ينخدعوا ويصوتون بعلامة "نعم" ، فى الدائرة الخضراء ، وهى رمز الجنة .. أما السوداء فهى رمز جهنم .. ونجح الكذابون والمخادعين فى كسب الإستفتاء ، ولكننا لم نفكر فى الأبالسة الذين صمموا هذه المهزلة ، والذين طبعوا هذه الأوراق ، والأبالسة الذين سهلوا لهم الإستفتاء بإختيار علامة خضراء ، يعنى الجنة .. وعلامة سوداء يعنى جهنم ..
** أما الإنتخابات البرلمانية .. فقد كانت أسوأ إنتخابات برلمانية تتم فى مصر .. فالأبالسة الذين طبعوا رموز الناخبين هم يعلمون جيدا أمية هذا الشعب .. فكان هناك رمز "الكنكة" ، و"البراد" ، و"الشمسية" ، و"الكاب" ، و"العين" ، و"الملعقة" ، و"الشوكة" ، و"الكرسى" ، و"الكنبة" .. وهذه الرموز كان القصد منها تشتيت فكر الناخب ، فهو إذا لم يجد الكرسى ، يعلم على الكنبة .. وإن لم يجد البراد ، يعلم على الكنكة .. وإن لم يجد الشوكة ، يعلم على الملعقة .. وفى النهاية فقد ضل الجميع وتاه من كثرة عدد المرشحين ، وعدد الناخبين ، والتهديد بغرامة 500 جنيه ، وهى الأكذوبة الخبيثة التى نسبت للحاكم العسكرى ، ونشرتها كل وسائل الإعلام .. وأكدها بعض المسئولين ، فى الوقت الذى لم يكذبها أحد ، بل روج لها الإعلام بكل حقارة ليؤكدوها .. مما إضطر الذين لم يذهبوا لأى صناديق إنتخابات منذ عشرات السنين ، أن يخرجوا ويهرولوا حتى لا يدفعوا الغرامة .. ثم بعد ذلك تنصل الجميع من هذه الأكذوبة ، وقالوا "لا نعلم عنها شيئا" ..
** هذه كلها الأكاذيب والخدع التى تم ممارستها ضد هذا الشعب ، فقد إدعى جماعة الإخوان المسلمين ، أنها أنزه وأشرف إنتخابات شهدتها مصر ، الذى إختار فيها هذا الشعب عن طواعية هذه الجماعة ، لكى تدير شئون هذا الوطن ... ومازالت تمارس الجماعة الكذب والخداع لوضع الدستور المصرى .. بل وإصرار الإخوان على تفصيل دستور يناسب مبادئهم ، وأفكارهم التى حاربوا من أجلها للوصول إلى الإستيلاء على مصر بأى ثمن ، وتحويلها إلى مجتمعات إسلامية تتبع تنظيمات دول إسلامية مثل "الصومال" ، وحكومات ، ومحاكم إسلامية مثل "إيران ، وأفغانستان ، وحماس فى غزة ، وحزب الله فى الجنوب اللبنانى ، وحكومات قطر" .. بل أن هناك شبه إصرار من المجلس العسكرى .. وهذا شئ فى منتهى الغرابة .. لعدم الإلتفات إلى مجموعة كبيرة من العلماء ومفكرين الدساتير ، وفقهائهم ، بل وتجاهل الدكتور "على السلمى" ، والفقيه الدستورى "ثروت بدوى" ، وغيرهم الكثيرين .. ومازال المجلس العسكرى لا يرى إلا الجماعات التخريبية فى مصر .. لإستكمال سيناريو إغراق السفينة .. وهم يعزفون لحن السعادة ، والسفينة تغوص ، والشعب يلاقى حتفه .. بل أن الشعب نفسه أصابته حالة من البلادة والغيبوبة والغباء ، وأصبح من الواضح أن الغالبية العظمى لا تهتم ، ولا تهتز لما يحدث ، بل أن الجميع يمارسون أعمالهم وجنى أموالهم .. لكى تتضاعف أرصدتهم ، وليذهب أبنائهم .. وليذهب هذا الوطن إلى الجحيم .. وإكتفت بعض المنظمات لعمل مؤتمر هنا ، أو ندوة هناك ، ليحضرها عشرات .. ثم يصفقون ، وبعد ذلك يتوهون فى زحمة الأحداث .. فلا تصل أصواتهم لرجل الشارع ، ولا لأى جهات مسئولة .. لأن الإعلام وظيفته الجهنمية هى التمهيد وتهيئة المناخ ، لوصول الإخوان للحكم .. سواء كانت بالرشاوى العينية ، أو بالصفقات .. ففى النهاية كان للإعلام دور بارز وشيطانى فى تدمير وتخريب مصر لصالح هذا التيار ..
** أما ما يثير الغثيان ، فهو الخبر المنشور فى جريدة "المصرى اليوم" ، عدد الجمعة 30 مارس 2012 .. عنوان الخبر "منعطف خطر بين "العسكرى" و"الإخوان" .. أما التفاصيل فتقول .. "إتهم أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ، الجماعة ، بالوقوف وراء عدد من الصفحات ، التى تدعو للجهاد المسلح ضد المجلس ، وتساءل "لا ندرى هل هناك جناح عسكرى للجماعة" .. وكان رد محامى الجماعة أن خطاب "أدمن" يعيدنا إلى ما قبل 25 يناير ، وأكد أن تساؤل "أدمن" حول وجود جناح عسكرى للجماعة مرفوض ، مشيرا إلى أن الجماعة تتبنى مشروع سلمى" ...
** وهنا سؤالنا إلى السيد "أدمن" الصفحة الرسمية للقوات المسلحة .. إذا كنت تتجاهل ولا تعرف تاريخ الجماعة ، فإسأل ونحن نجيبك .. عن بداية إدخالها مشروع العنف ، والإغتيالات فى الحياة السياسية المصرية ، منذ بداية إغتيال "أحمد باشا ماهر" رئيس الوزراء عام 1945 .. وعندما إغتالت "محمود فهمى النقراشى باشا" ، والمستشار "أحمد بك الخازندار" ، واللواء "سليم باشا زكى" قبل الثورة ، وحاولت إغتيال الزعيم جمال عبد الناصر بعد الثورة .. ثم إغتالت السادات فى يوم تكريم الجيش المصرى ، والإحتفال بنصر أكتوبر المجيد .. فهل يجهل السيد "أدمن" المجلس هذه المعلومات ، أم هناك مناورات تتم كما تمت فى البرلمان السابق .. ولا يسعنا إلا أن نقول " لا عزاء فى وطن بلا شعب .. وشعب بلا وطن" ...
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق