انني هنا لن أناقش أي عقيدة أو دين حول صلب وقيامة الرب يسوع المسيح . إنما اقدم حوارا شخصيا بيني وبين نفسي حول حقيقة قيام الرب يسوع متسائلا هل حقا قام ؟
انني كأنسان عادي أرفض الصلب ، بل أرفض أصلا الميلاد الألهي . وأرفض نظرية الأله المتجسد أو الأله الأنسان ، لأنني أؤمن وأعتقد بأن الخلق لا بد وان تتواجد له عوامل خاصة ماديةلاتمامه . وما من مخلوق على الأرض انسانا كان أو حيوانا أو طائراإلا وتمت عملية المادة الجسدية ، أي لابد وان يتواجد عنصرا الخلق الذكر والأنثى ومن العوامل الجسدية يتم التلقيح ثم الحمل وبعدها الولادة .
ميلاد الرب يسوع المسيح قد تم بوجود عنصر واحد جسدي مادي ملموس ومعروف الا وهو جسد القديسة الطاهرة المطوبة إلى الأبد الأبدين ودهر الداهرين العذراء مريم . اما العنصر الآخر الأساسي للأنجاب فلم يكن أبدا جسدا ملموسا يراه الناس ويتأكدون من أنه الآب واضع إخصاب المولود . ونعرف أن روح الله القدوس قد حل عليها وحبلت منه بالمولود المسمى بسوع تسألني نفسي . وهل هذا معقول أن تحبل إمرأة أي إمرأة دون توفر عنصري الحمل من ذكر وأنثى ؟ وأرد على نفسي بسؤال أطرحه عليها . من الذي أوجد الذكر والأنثى في بداية الخلق ؟ هل جاءا عفويا بمجرد تواجد بالصدفة بين ذكر وانثى ؟ وإن كان كذلك من الذي دلهما على الأخصاب والأنجاب ؟ ومن أنجبهما كل على حدة قبل أن يلتقيا .
ترد علي نفسي قائلة : الانسان جاء من مادة أو عنصر آخر من البحار كان له شكل آخر غير هذا الشكل ثم تطور . أو انه كان حيوانا ثم ارتقي الى ان وصل الى هذا الشكل المعروف والوضع الجسدي والنفسي الذي يعيش عليه الآن .
جميل جدا أرد على نفسي . ولماذا الإنسان دون مخلوقات البحر هو الذي تطور آخذا هذا الشكل الذي نحن عليه ؟ ولماذا الإنسان دون مخلوقات البر الذي تطور من حيوان الى هذا الشكل الذي نحن عليه ؟ لماذا لم يتطور الدرفيل والحوت او سمك القرش الى شكل آخر ولو قريب الى هيئة وشكل الانسان ؟ ولماذا لم يتطور الأسد اقوى الحيوانات او الفيل اذكاها او القرد الذي يقولون عنه انه جدنا الذي انحدرنا منه وبقي كل حيوان منهم على ما هوعليه منذ ان عرف الانسان ما يدور حوله وسماه اسماء تنم عنه ؟
وأجد انه لا اجابة . ببساطة لأن لكل مخلوق من هذه المخلوقات وجودا خاصا به يتفاعل مع الوجود الكوني الذي اوجدته قوة قادرة استطاعت ان تخلق وتوجد ماهو على الأرض وما هو في قاع البحار وما هو في السماء بسلطات عظيمة وسمى الناس هذه القوة تسميات عديدة عن طريق رسل او مفكرين وأنبياء وعرف الأنسان ان القوة هذه هو الله .
لم تجد نفسي ردا على هذا الحوار . لكنها سألتني ولماذا تحبل امرأة معينة من الروح القدس ؟ ولماذا يكون مولودها هو الله الظاهر في الجسد ولا يكون انسانا مميزا عن بقية البشر ويبقى بشرا مثلنا ؟
وأقول لها يا نفسي لم تكن المرأة هذه إمرأة عادية . كانت صاحبة إيمان قوي وخوف عظيم من الله . وكانت في عين الرب هي المختارة لحمل الخلاص . الخلاص الذي لا يستطيع مولود امرأة أن يقوم به . لأنه مولود الخطيئة ، مولود معرفة الخير والشر .. مولود اللعنة التي حلت على آدم وحواء يوم اكلا من تلك الشجرة المحرمة . لذا لكل مولود امرأة نقائصه حتى لو كان مرسلا نبيا أو رسولا من الله . ويستطيع من ضلل أول قديسين .. آدم وحواء .. أن يضلل نسلهما . لذا كان يجب على المخلص أن يكون أقوى من المضلل . وطريق الخلاص هو طريق الآلام الذي لا يستطيع تحمله مولود امرأة .
لذا حل روح الله القدوس في الطاهرة البتول وصارطريق الآلام مكرزا مبشرا ومعلما .
فسألتني نفسي أيضا .. لو وافقتك على التجسدالالهي أجد نفسي مترددة في الصلب والموت للأله !! الا توافقني في هذا ؟
أردعلى نفسي بما جاء في الكناب المقدس عندما تقدمت إليه إمرأة معها قارورة طيب باهظ الثمن فسكبته على رأسه وهو متكيء . لما رأي تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين لماذا هذا الاتلاف . وكان رده عليهم " ... فانها إذ سكبت هذا الطيب علي جسدي انما فعلت لأجل تكفيني " إنجيل متى 26 : 7 – 12 . وكانت هذه اشارة الى موته . وجاء في نفس الاصحاح من إنجيل متى 26 : 26 – 28 " وفيما هم يأكلون أخذ يسوع وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي . وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا " .
وهنا اشارة أخرى الى الجسد والدم . الى موت وسفك دماء . وهذا ما حدث له على الصليب .
وتسألني نفسي .. هل فعلا مات فوق الصليب ،أم انه عندما عطش بلل له مريدوه وتلاميذه قطعة قماش أو اسفنجة بمخدر . وعندما أدنوها من أنفه اغمى عليه وفقد الوعي فادعوا انه مات وأخذوا جسده وهربوه خارج البلاد وعاش وأمه الى ان ماتا كأي بشر؟
قلت لنفسي .. أيتها المسكينة .. الشك وعدم الإيمان هما آفة الإنسان وهما عنصرا موته . هل نسيتي الأحداث والمناسبات التي كانت وقت صلبه ؟ عيون اليهود ساهرة لأنه مكتوب في إنجيل متى الإصحاح 27 : 62 – 66 "وفي الغد الذي بعد الأستعداد للدفن اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس قائلين يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضلل قال وهو حي اني بعد ثلاثة أيام أقوم . فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب انه قام من الأموات . فتكون الضلالة الأخيرة أكثر شرا من الأولى .
فقال لهم بيلاطس : عندكم حراس . اذهبوا واضبطوه كما تعلمون . فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر .
فهل يا نفسي وجدت فيما هو مكتوب اجابة على شكك وعدم ايمانك !! . من كان أكثر حرصا على التأكد من موته بعد صلبه ودفنه والسهر على قبره طيلة الثلاثة أيام التي أشار اليها بنفسه عنها غير اليهود ؟ وقد قرأنا ذلك واضحا . أما موته المؤكد على عود الصليب وما تبعه من علامات نجده في إنجيل متى الصحاح 27 : 50 – 52 " فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح . وإذ حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى أسفل والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين " .
وفي إنجيل مرقس نجد تأكيدا لهذا الكلام في الإصحاح 15 : 27 – 29 " فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح . وانشق حجاب الهيكل الى اثنين من فوق الى اسفل . ولما رأى قائد المئةالواقف مقابلة انه صرخ هكذا وأسلم الروح قال حقا كان هذا الإنسان ابن الله " . ونقرأ أيضا في إنجيل يوحنا الأصحاح 19 : 30 – 33 " فلما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل . ونكس رأسه وسلم الروح . ثم إذ كان استعداد فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيما . سأل اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ويرفعوا . فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه . وأما يسوع فلما جاؤوا اليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات "
أما هل حقا قام فيا نفسي ارتاحي واهدأي وآمني . لأنه مكتوب في إنجيل لوقا الإصحاح 24 : 1 – 6 " ثم في أول الأسبوع أول الفجر آتين الى القبر حاملات الحنوط الذي اعددنه ومعهن أناس فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر . فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع . وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة . وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن الى الأرض قالا لهن . لماذا تطلبن الحي بين الأموات . ليس هو ههنا لكنه قام " .
لماذا تطلبن الحي بين الأموات !! .
المسيح قام .. بالحقيقة قام
بخريستوس أنيستي .. أليسوس أنيستي
0 comments:
إرسال تعليق