لم يخب ظني بهذا الرجل فقد قرأت في قسمات وجهه منذ اللحظة الأولى التي خرج فيها إلى العلن كمرشح للرئاسة المصرية آيات البشر والخير والتفاؤل والرجولة والصدق والوفاء، وهذا ما وجدته والحمد لله في موقفه الشجاع في عقر دار الشر طهران، التي كم كتب الكثيرون في هذه الزيارة وتمنوا عليه أن لا يذهب بل وحذره الكثيرون عدم ركوب هذا المركب الخطر، وجاءت الزيارة بعكس ما توقعه هؤلاء ناجحة بكل المقاييس، فقد جاءت الزيارة بعكس ما تمنى معسكر الشر منها.. جاءت ليسمع هؤلاء الأشرار كلمة الحق يصدح بها هذا الرجل مدوية كالصاعقة تنزل على رؤوسهم دون مقدمات، وقد ظنوا أن الوقوف خلف الكلمات المنمقة والابتعاد عن الحديث عن القضية السورية سيدفع الآخرين إلى عدم الخوض فيها في هذا المؤتمر العالمي لدول عدم الانحياز، وقد دست طهران في هذا الجمع العالمي وفداً يمثل عصابة القتل والإجرام في دمشق كممثل عن سورية الثائرة، بهدف الالتفاف على قرارات الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي بتوقيف عضوية هذا النظام غير الشرعي في هذه المنظمات الإقليمية والدولية، فقد تجاهل خامنئي في كلمة الافتتاح ما يحدث في سورية من مجازر وحشية يرتكبها النظام بحق المواطنين السوريين الآمنين في بيوتهم، بينما ألمح إلى أنه ليس من حق أي دولة التدخل في شؤون دولة أخرى بحجة الديمقراطية، وأيضاً لم يشر أحمدي نجاد في خطابه لا من قريب ولا من بعيد إلى ما يحدث في سورية، رغم كل ما سمعناه قبل عقد هذا المؤتمر من أحاديث عن خطة طريق متكاملة ترضي جميع الأطراف المتنازعة ستطرحها طهران في هذا المؤتمر لوضع نهاية للمأساة التي يعيشها الشعب السوري منذ ما يزيد على 17 شهراً.
وجاءت كلمة الرئيس المصري محمد مرسي لتفجر أجواء المؤتمر وتضع المؤتمرين أمام مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه الشعب السوري الذي يذبح من الوريد إلى الوريد على يد حكامه، وبمشاركة فاعلة وغاشمة من طهران أحد أضلاع مثلث الشر (موسكو، طهران، والضاحية الجنوبية) بما تقدمه من مساعدات عسكرية ولوجستية ومخابراتية وتدريب ومشاركة فاعلة عبر آلاف العناصر من جيش القدس والحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب اللات والخبراء الروس.
افتتح مرسي كلمته بالصلاة والسلام على إمام المرسلين مترضياً عن الصحابة الأربعة أبو بكر وعثمان وعلي في سابقة لم يقدم عليها أحد في عاصمة تجاهر بالعداء لهؤلاء الخلفاء الراشدين وتنعتهم بالكفر والضلال والبهتان بأحاديث ملفقة مكذوبة وروايات عارية عن الصحة، ليس هنا مجال التصحيح والتفنيد.
قال مرسي في خطابه أمام قمة دول عدم الانحياز في عاصمة الشر الإيرانية إن "الثورة المصرية مثلت حجر الزاوية في حركة الربيع العربي، ونجحت في تحقيق أهدافها السياسية لنقل السلطة إلى الحكم المدني"، وأضاف قائلاً: "إن ما يجري في سوريا ثورة ضد النظام الظالم"، مضيفا أن "الشعبين الفلسطيني والسوري يريدان الحرية والكرامة والعدالة"، واصفاً النظام السوري بالنظام " القمعي الفاقد للشرعية، وأن مناهضته واجب أخلاقي، وهي أيضًا ضرورة سياسية واستراتيجية"، وأكد: "علينا أن نعلن دعمنا الكامل لكفاح طلاب الحرية والعدالة في سوريا، وذلك لانتقال نظام الحكم إلى نظام ديمقراطي، وفي الوقت نفسه يحمي سوريا من السقوط في دائرة الحرب الأهلية والصدامات الطائفية"، مشددًا على "ضرورة توحيد صفوف المعارضة"، ومبديًا استعداد مصر "للتعاون مع كل الأطراف التي ستقوم عليها سوريا "الحرة الجديدة"، وذلك "تدشينًا لمرحلة جديدة يتوق إليها كل سوري مخلص". مؤكداً على "أن مصر على أتم الاستعداد للتعاون مع كل الأطراف لحقن الدماء في سوريا، وتدعو الأطراف الفاعلة إلى اتخاذ مبادرتها من أجل وقف نزيف الدم وإيجاد حل للأزمة في سوريا".
أصابت كلمة مرسي الصريحة والشجاعة المدوية المستضيفين الإيرانيين للمؤتمر بالوجوم والإرباك، وقد عملوا بحذر شديد على تجنب الحديث عن المشكلة السورية دفعاً لأي إحراج قد يقعون فيه، حتى أسقط مرسي الأمر ووضعهم في حيص بيص لا يدرون كيف يلملموا خيبتهم أمام هذا الحشد الدولي الكبير، الذي يشكل أكثر من 70% من دوله الالتزام بصداقة الشعب السوري المنتهكة حقوقه الإنسانية على يد حكامه المستبدين، وصدمت كلمة مرسي وفد النظام السوري ودفعت أعضاءه إلى مغادرة القاعة ووجوههم مكفهرة غاضبة، وسط سخط من باقي الوفود على وجود مثل هذا الوفد الملوثة يداه بدم السوريين في مؤتمرهم العالمي لدول عدم الانحياز، وكان رد وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري عبر تصريح له أذاعته قناة الدنيا السورية الناطقة باسم النظام: "إن الوفد السوري انسحب من القاعة احتجاجاً على مضمون كلمة مرسي الذي يمثل خروجاً عن تقاليد رئاسة القمة، ويعتبر تدخلا بشؤون سوريا الداخلية، ورفضا لما تضمنته الكلمة من تحريض على استمرار سفك الدم السوري".
أما المضحك والمثير للقرف والاشمئزاز فهو ما قامت به قناة التلفزيون الإيراني الرسمية من تشويه وتدليس وحذف لبعض ما جاء في خطاب الدكتور محمد مرسي، حيث تلاعبت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني الرسمي في الترجمة الفارسية الفورية لخطابه الذي ألقاه، وذلك خلال بث ترجمة تتطابق مع مفردات خطاب النظام الإيراني، حيث أدخلت الترجمة الفارسية إلى النص اسم البحرين ضمن حديثه عن ثورات الربيع العربي، وحذفت الخلفاء الراشدين من الخطاب الأصلي الذي تضمن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وقد عبر الناشط الإعلامي الإيراني (أميد مقدم) في مقابلة له مع "العربية نت" عن استغرابه من هذا الأسلوب الذي وصفه بالتزوير المتعمد والفج والساذج، مضيفاً أنه "لا يمكن أن يفعل المترجم ذلك إلا إذا كانت هناك أوامر من جهات عليا طلبت منه ذلك"، ونسب ناطق رسمي إيراني أن ما حدث من تزوير لخطاب مرسي كان مجرد خطأ وعدم فهم من قبل المترجم.
ختاماً لابد من أن نتوجه للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي بخالص الشكر على موقفه الشجاع والنبيل تجاه الثورة السورية التوأم للثورة المصرية، متمنين عليه أن يذهب بعيداً في تأييدها ودعمها على كل الصعد وبكل الوسائل التي تكفل وتعجل بانتصارها وتوقف نزيف الدم الذي فجر شلالاته وأجرى انهاره العصابة المتسلطة على رأس الحكم في دمشق، وهذا ليس مستغرباً من ابن مصر البار الذي اختارته الجماهير المصرية قائداً لمسيرتها بعد الثورة العظيمة التي حققتها على النظام المستبد الفاسد الذي أجبرته على الرحيل، وليس مستغرباً من أرض الكنانة التي كانت عبر التاريخ نصيراً لإخوانها في بلاد الشام، فمن القاهرة انطلق صلاح الدين ليحرر القدس وبلاد الشام من الصليبيين، ومن القاهرة انطلق المظفر قطز ليحرر بلاد الشام من التتار، ومن حلب انطلق سليمان الحلبي ليغرس خنجره في صدر كليبر الحاكم الفرنسي لمصر، ومن اللاذقية انطلق البطل جول جمال بقاربه الحربي ليدمر السفينة الفرنسية العملاقة جاندرك التي كانت تقوم بقصف الموانئ المصرية في العدوان الثلاثي المعروف عام 1956.
ختاماً نطالب إخواننا الثوار في مصر أن لا يعودوا إلى بيوتهم فثورتهم لم ولن تكتمل إلا بانتصار الثورة السورية، فعليهم أن يروا العالم ملاينهم في ميدان التحرير والساحات العامة في كل المدن المصرية تحتشد لدعم الثورة السورية، تشجيعاً للشعوب العربية والحرة في العالم لممارسة أقوى الضغوط على حكوماتها لتقف موقفاً منصفاً وعادلاً من الثورة السورية ودعمها، حتى تتحقق للشعب السوري كل أمانيه في انتزاع الحرية ونيل الكرامة وتحقيق الديمقراطية وبناء الدولة المدنية.
وجاءت كلمة الرئيس المصري محمد مرسي لتفجر أجواء المؤتمر وتضع المؤتمرين أمام مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه الشعب السوري الذي يذبح من الوريد إلى الوريد على يد حكامه، وبمشاركة فاعلة وغاشمة من طهران أحد أضلاع مثلث الشر (موسكو، طهران، والضاحية الجنوبية) بما تقدمه من مساعدات عسكرية ولوجستية ومخابراتية وتدريب ومشاركة فاعلة عبر آلاف العناصر من جيش القدس والحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب اللات والخبراء الروس.
افتتح مرسي كلمته بالصلاة والسلام على إمام المرسلين مترضياً عن الصحابة الأربعة أبو بكر وعثمان وعلي في سابقة لم يقدم عليها أحد في عاصمة تجاهر بالعداء لهؤلاء الخلفاء الراشدين وتنعتهم بالكفر والضلال والبهتان بأحاديث ملفقة مكذوبة وروايات عارية عن الصحة، ليس هنا مجال التصحيح والتفنيد.
قال مرسي في خطابه أمام قمة دول عدم الانحياز في عاصمة الشر الإيرانية إن "الثورة المصرية مثلت حجر الزاوية في حركة الربيع العربي، ونجحت في تحقيق أهدافها السياسية لنقل السلطة إلى الحكم المدني"، وأضاف قائلاً: "إن ما يجري في سوريا ثورة ضد النظام الظالم"، مضيفا أن "الشعبين الفلسطيني والسوري يريدان الحرية والكرامة والعدالة"، واصفاً النظام السوري بالنظام " القمعي الفاقد للشرعية، وأن مناهضته واجب أخلاقي، وهي أيضًا ضرورة سياسية واستراتيجية"، وأكد: "علينا أن نعلن دعمنا الكامل لكفاح طلاب الحرية والعدالة في سوريا، وذلك لانتقال نظام الحكم إلى نظام ديمقراطي، وفي الوقت نفسه يحمي سوريا من السقوط في دائرة الحرب الأهلية والصدامات الطائفية"، مشددًا على "ضرورة توحيد صفوف المعارضة"، ومبديًا استعداد مصر "للتعاون مع كل الأطراف التي ستقوم عليها سوريا "الحرة الجديدة"، وذلك "تدشينًا لمرحلة جديدة يتوق إليها كل سوري مخلص". مؤكداً على "أن مصر على أتم الاستعداد للتعاون مع كل الأطراف لحقن الدماء في سوريا، وتدعو الأطراف الفاعلة إلى اتخاذ مبادرتها من أجل وقف نزيف الدم وإيجاد حل للأزمة في سوريا".
أصابت كلمة مرسي الصريحة والشجاعة المدوية المستضيفين الإيرانيين للمؤتمر بالوجوم والإرباك، وقد عملوا بحذر شديد على تجنب الحديث عن المشكلة السورية دفعاً لأي إحراج قد يقعون فيه، حتى أسقط مرسي الأمر ووضعهم في حيص بيص لا يدرون كيف يلملموا خيبتهم أمام هذا الحشد الدولي الكبير، الذي يشكل أكثر من 70% من دوله الالتزام بصداقة الشعب السوري المنتهكة حقوقه الإنسانية على يد حكامه المستبدين، وصدمت كلمة مرسي وفد النظام السوري ودفعت أعضاءه إلى مغادرة القاعة ووجوههم مكفهرة غاضبة، وسط سخط من باقي الوفود على وجود مثل هذا الوفد الملوثة يداه بدم السوريين في مؤتمرهم العالمي لدول عدم الانحياز، وكان رد وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري عبر تصريح له أذاعته قناة الدنيا السورية الناطقة باسم النظام: "إن الوفد السوري انسحب من القاعة احتجاجاً على مضمون كلمة مرسي الذي يمثل خروجاً عن تقاليد رئاسة القمة، ويعتبر تدخلا بشؤون سوريا الداخلية، ورفضا لما تضمنته الكلمة من تحريض على استمرار سفك الدم السوري".
أما المضحك والمثير للقرف والاشمئزاز فهو ما قامت به قناة التلفزيون الإيراني الرسمية من تشويه وتدليس وحذف لبعض ما جاء في خطاب الدكتور محمد مرسي، حيث تلاعبت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني الرسمي في الترجمة الفارسية الفورية لخطابه الذي ألقاه، وذلك خلال بث ترجمة تتطابق مع مفردات خطاب النظام الإيراني، حيث أدخلت الترجمة الفارسية إلى النص اسم البحرين ضمن حديثه عن ثورات الربيع العربي، وحذفت الخلفاء الراشدين من الخطاب الأصلي الذي تضمن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وقد عبر الناشط الإعلامي الإيراني (أميد مقدم) في مقابلة له مع "العربية نت" عن استغرابه من هذا الأسلوب الذي وصفه بالتزوير المتعمد والفج والساذج، مضيفاً أنه "لا يمكن أن يفعل المترجم ذلك إلا إذا كانت هناك أوامر من جهات عليا طلبت منه ذلك"، ونسب ناطق رسمي إيراني أن ما حدث من تزوير لخطاب مرسي كان مجرد خطأ وعدم فهم من قبل المترجم.
ختاماً لابد من أن نتوجه للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي بخالص الشكر على موقفه الشجاع والنبيل تجاه الثورة السورية التوأم للثورة المصرية، متمنين عليه أن يذهب بعيداً في تأييدها ودعمها على كل الصعد وبكل الوسائل التي تكفل وتعجل بانتصارها وتوقف نزيف الدم الذي فجر شلالاته وأجرى انهاره العصابة المتسلطة على رأس الحكم في دمشق، وهذا ليس مستغرباً من ابن مصر البار الذي اختارته الجماهير المصرية قائداً لمسيرتها بعد الثورة العظيمة التي حققتها على النظام المستبد الفاسد الذي أجبرته على الرحيل، وليس مستغرباً من أرض الكنانة التي كانت عبر التاريخ نصيراً لإخوانها في بلاد الشام، فمن القاهرة انطلق صلاح الدين ليحرر القدس وبلاد الشام من الصليبيين، ومن القاهرة انطلق المظفر قطز ليحرر بلاد الشام من التتار، ومن حلب انطلق سليمان الحلبي ليغرس خنجره في صدر كليبر الحاكم الفرنسي لمصر، ومن اللاذقية انطلق البطل جول جمال بقاربه الحربي ليدمر السفينة الفرنسية العملاقة جاندرك التي كانت تقوم بقصف الموانئ المصرية في العدوان الثلاثي المعروف عام 1956.
ختاماً نطالب إخواننا الثوار في مصر أن لا يعودوا إلى بيوتهم فثورتهم لم ولن تكتمل إلا بانتصار الثورة السورية، فعليهم أن يروا العالم ملاينهم في ميدان التحرير والساحات العامة في كل المدن المصرية تحتشد لدعم الثورة السورية، تشجيعاً للشعوب العربية والحرة في العالم لممارسة أقوى الضغوط على حكوماتها لتقف موقفاً منصفاً وعادلاً من الثورة السورية ودعمها، حتى تتحقق للشعب السوري كل أمانيه في انتزاع الحرية ونيل الكرامة وتحقيق الديمقراطية وبناء الدولة المدنية.
0 comments:
إرسال تعليق