شو يعني تجوع؟/ ميساء ابو غنام

استفقت اليوم وفتحت المذياع لاسمع اخر ماسي البلد،واذا بصوت يسرد حكاية الحكومة وتخفيض 10%من رواتب اصحاب الفئات العليا......ولكنه استوقفني عن قيادة السيارة عندما اكد ان الخصومات طالت اصحاب الاعمار العليا من معلمين وغيرهم.....
ابتسمت سئمت غضبت .....استهتار لا حدود له"شو يعني انخصم وشو يعني تجوع وشو يعني ما في رواتب وشو يعني اضراب وشو يعني عاطل عن العمل وشو يعني الشعب قرف حاله وشو وشو وشو......."
حالة مزرية تقودنا يوما بعد يوم نحو الهلاك....دائما كنت اسمع مقولة تتردد حول لا كرامة لعالم في وطنه،استأذنكم لا كرامة لشعب عند حكومته، ننتظر منكم تصريحا وقد سئمنا تصريحات التبريرات وعلى الاغلب اعطيكم اياها نيابة عن وزير المالية،خطأ في النظام وسيتم تداركه وتعديله،قبل ايام وايضا كان هناك خطأ في الصراف الالي وبعض البنوك في دفع الجزء الاول من الراتب ......
هههههههه شيئ مضحك،لم اقرأ على مر التاريخ وربما هناك نموذجا لم تقع يداي عليه،او سقط سهوا بين كتب مكتبتي او كراسات دراستي الجامعية منذ نشوء الدول ان هناك شعوبا كانت تقبض انصاف راتب "وكلو حسب التساهيل والله المعين"....
القضية تراوح مكانها،احتجاجات رفضنا مسيرتها غير السلمية،خرجت الحكومة بقرارات خجولة،تخفيض رواتب الفئات العليا وتخفيض ضئيل للوقود ما عدا البنزين"علما ان اكثر سيارات المواطنين بنزين"وربما كان لابد على الحكومة ان تستعجل في تزويج الديك للدجاجة حتى ننتظر المولود البيضة وبالتالي انخفاض سعر البيض ونغني الاغنية المصرية الفلكورية"حلقاتك برجلاتك"....
بعد كل ما حدث....ترى اليوم انصاف الحلول تشمل اصحاب الرواتب المتدنية،وبالتالي لابد من شماعة جديدة لتعليق الخطأ وحتما الاحتلال هو السبب كيف لا؟؟؟؟؟
اخرجتونا من لب القضية،دعوا الاستيطان مكانه ودعوا الحواجز مكانها ودعوا الجدار مكانه وارحموا كرامة الانسان الفلسطيني،حولتمونا من شعب الجبارين لشعب الخبر والسولار،اخرجتمونا من شعب يريد تقرير مصيره "حرية ووطن وعودة"الى شعب يحرق نفسه بنار مأساته.
سابقا كانت الشكوى ممنوعة لاننا شعب الصمود ويجب علينا التحمل،كنا نتباهى اننا نتوجه الى عملنا او مدارسنا او جامعاتنا بعد خمس وست ساعات وربما يوم كامل ونحن نتسلق الجبال ونسير في الاماكن الوعرة وربما نتعرض للموت في اي لحظة،كانت هذه مأساة الاحتلال والحواجز والقرارات العشوائية في خلق انتفاضات لتحقيق مكاسب سياسية ....
ضاعت المكاسب ولا حاجة حتى للرجوع اليها،ضاع الوطن ولا حاجة للحديث فيه،ضاع الامل في دولة ولسنا بحاجة اليها.....اما ان تضيع كرامة الانسان فلا والف لا.....
ارحمونا وارحموا حالنا.......يكفي استهتار

CONVERSATION

0 comments: