دكتورة إنعام الهاشمي : فيتو/ د. عدنان الظاهر

  
ما كنتُ أحسبُ أني سأقف يوماً مُعارضاً ومُحتجّاً على بعض ما تنشر السيدة الدكتورة إنعام الهاشمي .. فقد نشرت ـ حتى اليوم ! ـ حلقتي حوار أجرته مع السيد عبد الرزاق عبد الواحد لم تقل في أي بلد أو في أية مدينة حصل اللقاء وذاك الحوار. لقد لمّعت السيدة وجهاً ما أشدَّ سواده وساهمت في إخراجه من عزلته ومن الطوق المضروب حوله نتيجة ارتباطه حدّ الذيلية والهبوط الأخلاقي والإنساني المروّعين زمان صدام وحكم البعث في العراق. ربط مصيره بصدام وعَديَ والعالم يعرف والعراقيون يعرفون من كان صدام حسين ومن وما كان ولده عدي ! لقد صرّح السيد عبد الرزاق ذات مرة أنه شاعر العراق وليس شاعر صدام حسين ! الآن .. اليوم ... رفعت السيدة إنعام هذا الرجل درجة أعلى وبوّأته مكانة أرفع مشكوكاً فيها أصلاً لأسباب عدّة سأذكر لاحقاً بعضَها . أسمته [ شاعر العرب الأكبر ] !! أضع أمام السيدة بعض الأسئلة :
أولاً ـ هل أجمع العرب وشعراؤهم أنّ هذا الشاعر هو شاعرهم الكبير فكيف بالأكبر؟
ثانياً ـ هل اجتمع شعراء العرب وقرروا أو اختاروا بالتصويت السرّي أو العَلني هذا الرجل شاعراً أكبرَ لهم ؟
ثالثاً ـ الدكتورة تعرف ، وهي كذلك شاعرة ، أنَّ الشعر والشعراء أصناف هي :
1 ـ شعر وشعراء بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي
2 ـ شعر وشعراء التفعيلة
3 ـ شعر وشعراء البين بين .. أي شعراء البحور والعمود الشعري العربي وشعر التفعيلة معاً
4 ـ شعر وشعراء قصيدة النثر
فعلى رأس أيٍّ من هؤلاء الشعراء يقف عبد الرزاق عبد الواحد كبيراً بل وأكبرهم؟
تؤلمني المجاملات المُبتسرة والسطحية فكيف أتقبّل المداهنة والتدجيل وهل أعزو ذلك إلى الجهل أو إلى التسرّع حدَّ الإنزلاق أم أعزوه للغَفَلة وحُسن النوايا ؟
تأريخ السيد عبد الرزاق عبد الواحد معروف يعرفه عراقيو الداخل والكثير من عراقيي الخارج لذا سوف لن أطيل وقوفي عند هذا الموضوع سوى أنْ أقولَ : كيف ربط هذا الرجل مصيره بمصير طاغية كبير وجلاّد دموي قلَّ نظيره في عالمنا المعاصر .. قتل العراقيين وشرّدهم وحارب بالباطل وغزا حتى أوصل العراق إلى ما هو عليه اليوم ؟ والأنكى أنه ما زال يدافع عن سيّده وولي نعمته صدام حسين حتى اليوم !
أعود لمقامة الشعر والشعراء لأسأل الدكتورة إنعام الهاشمي : على أية أسس قررتِ الحكم أنَّ عبد الرزاق هو شاعر العرب الأكبر ؟ هل أجريت على شعره دراسات نقدية أصولية مُعمّقة وقارنتيها بشعر فحول شعراء العربية بفئاتهم الأربعة سالفة الذِكْر ؟ هل أجرى غيرُك مثل هذه الدراسات ؟ لا أراه إلاّ مجرد ناظم شعر لا يختلف عن نظرائه من شعراء البحور سوى مُكنته من اللغة العربية بحكم الإحتراف لها كمدرس سابق للأدب واللغة في مدارس العراق ثم ارتباطه بدنيا الشعر احترافاً وارتزاقاً . لذا على السيدة إنعام أنْ تعتذر عمّا قالت عنه وما أسبغت عليه أمام الشعراء العراقيين ثم العرب .
لَعَمري ! لم يقل أحدٌ لا قبلُ ولا بعدُ أنَّ المتنبي هو شاعر العرب الأكبر بل قال العراقيون ذلك عن محمد مهدي الجواهري وكان ذلك كذلك خطأ جسيماً لا يُغتفر لا لأنَّ الجواهري ليس بشاعر كبير ولكنْ لأني أراها شطحة غير مُستحبّة ولم تحظَ بإجماع الشعراء العرب . مضى زمنٌ كنّا نسمع فيه أنَّ أحمد شوقي هو أمير الشعراء ! لم أسمع مثل ذاك ولا مثل هذا في تأريخ الشعر لدى الأمم الأخرى سوى ما قال الشاعر الإيطالي دانتي في الكوميديا الإلهية " إنَّ هوميروس هو ملك الشعراء " وما قال الشاعر الألماني غوتيه عن الشاعر الفارسي حافظ " إنه أُستاذي " . وعلى ذِكر المتنبي .. روى السيد عبد الرزاق في حواره مع الدكتورة إنعام الهاشمي أنَّ الجواهري قال له [[ أنا البحتري وأنتَ المتنبي ]] !!. هل يقول الجواهري مثل هذا الكلام ؟؟ سأفترض أنه قاله .. أليس وارداً أنه قاله من باب السخرية والتهكم لأنه العارف بنرجسية وطاووسيّة الشعراء ؟ هَبْه قال ما قال .. فما الذي دعا عبد الرزاق أنْ يحمل هذا القولَ محمل الجد حدَّ روايته للسيدة الهاشمي بحضور الشاعر فائز الحدّاد ؟
سأل أحدهم عبد الرزاق عبد الواحد في زمن صدام حسين : من هو الأعلم باللغة العربية [ شيء قريب من هذا ] فكان جوابه : صدام حسين والمتنبي ! في هذه المحاورة قال عن نفسه : مصدران في اللغة لا يفارقناه هما القرآن والمتنبي ! فمن يا ترى يُصدّق شخصاً كهذا ؟ طبيعي ... كان في ذاك الزمان يرفل بالنعيم والإمتيازات متنقلاً من مديرية عامة إلى أخرى ويسكنُ قصراً مُنيفاً مُطلاّ على دجلة وتحته سيارة مرسيدس .. وكان غيره من مثقفي الشعراء وشعرائهم وأدبائهم يضربون في أرض الله مشرّدين يبحثون عن بلد يقبلهم لاجئين وتحمّلوا وعوائلهم  ما تحمّلوا ولم يخدموا المجرم الدموي الأكبر ولم يقدموا له ولاء الخدم والمرتزقة ولم يخرقوا له البخور ولم بسجدوا له أو يعبدوه كما كان شأن السيد عبد الرزاق عبد الواحد .
يُعجبني في عبد الرزاق عبد الواحد أنه كسابقه الراحل عبد الوهاب البياتي .. لم يشتما الشيوعيين ولا الحزب الشيوعي العراقي إنما فعل ذلك المرحوم بدر شاكر السياب في مقالاته سيئة الصيت " كنتُ شيوعياً " التي  نشرها في جريدة بغدادية يومية زمان عبد الكريم قاسم . إعترف السياب أنه كان شيوعياً لكنَّ الشاعرين الآخرين أنكرا أنهما بالفعل كانا . لا أعرف هل كان البياتي عضواً في الحزب أو كان مُرشّحاً لعضويته لكني أعرف أنَّ السيد عبد الرزاق عبد الواحد كان عضواً في الحزب الشيوعي العراقي وقد جاء الحلة عام 1961 منقولاً من بغداد للتدريس في ثانوية الحلة للبنين وجاء بعده بقليل الترحيل التنظيمي الأصولي فتم ضمّه إلى تنظيمات مدينة الحلة .
الأخوة المندائيون يعرفون جيداً ما ومَن هو عبد الرزاق عبد الواحد ودوره التخريبي في محاولات تحويل كتابهم المقدس ( كنزا ربّا ) إلى نسخة من القرآن الكريم . وما دام قد ذكر في محاوراته اسم طارق عزيز وقال عنه إنه شاعر ولديه شعر جيّد ..  فلا بأس من المقارنة بين هذين الرجلين فطارق أساء لدينه وللمسيحيين عامة بإغرائهم أو إجبارهم على الإنخراط في حزب البعث .. وحذا عبد الرزاق عبد الواحد حذوه في توريط أبناء دينه وحثّهم على الدخول في حزب البعث فما كانت النتائج يا عبد الرزاق أيها " الصابئي الشيعي " كما يحلو لك أنْ تنعت نفسك ؟ أنت فررتَ وسلمتَ بجلدك لكنْ بقيت جاليتك في العراق تعاني من القتل وسرقة الممتلكات والتهجير القسري وقد أفلح آخرون منهم في مغادرة وطنهم العراق وقبول التشرّد في أقطار هذا العالم .
محطات مع الأستاذ عبد الرزاق عبد الواحد :
1 ـ جاء الحلة في العام الدراسي 1953 / 1954 مدرّساً في متوسطة الحلة للبنين وكان معروفاً عنه أنه رجلٌ صابئي شيوعي . كنتُ وقتذاك ما زلتُ طالباً في الخامس الثانوي أدرس في ثانوية الحلة للبنين وما كانت بيننا معرفة
2 ـ تم فصله من وظيفته عام 1954 لأسباب سياسية
3 ـ أكملت دراستي الثانوية وانتقلتُ إلى بغداد فكنتُ أراه في محل للصياغة في شارع النهر يمتلكه رجلٌ مندائي لحيته بيضاء طويلة .. كنت أراه مشغولاً بمصوغة فضية تلميعاً أو جرخاً أو حكّاً فكان واضحاً أنه كان يعمل صائغاً أو مساعداً في محل صياغة
4 ـ وفي نفس تلك الفترة كنت أحياناً أراه جالساً في حديقة كلية الطب وما كنتُ أعرف أنَّ فتاة كانت تدرس في هذه الكلية هي خطيبته وابنة خالته السيدة سلوى عبد الله وكان يلتقي بها هناك
5 ـ كرَّ الزمنُ كما هو شأنه يكرُّ ولا يفرُّ ... فحدث ذات أمسية من أمسيات إتحاد الأدباء العراقيين ـ كنتُ حاضرها ـ عام 1961 أنْ قرأ عبد الرزاق عبد الواحد قصيدة عنوانها ( يا خالَ عوفٍ عجيباتٌ ليالينا .. يقصد الجواهري ) جارى فيها قصيدة الجواهري ( يا أمَّ عَوفٍ عجيباتٌ ليالينا .. ) وكانت تحمل الكثير والمرير من الشكايات حول ما آلت إليه الأوضاع السياسية في تلك الحُقبة حيث الإغتيالات والتصفيات والتنكيل والإقصاء من الوظائف والإبعاد عن مدائن الموظفين إلى مدن بعيدة عن مساقط رؤوسهم فقد أتى الحلة موظفون ومدرّسون من أهالي الشطرة وهيت وعنه وراوة والموصل وكردستان . لم تصبر حكومة عبد الكريم قاسم طويلاً إذْ سرعانَ ما صدر أمرٌ بنقل عبد الرزاق من معاون مدير معهد الفنون الجميلة في بغداد إلى مدرّس في ثانوية الحلة للبنين.
كان الأخ والصديق الدكتور محمد إبراهيم الربيعي حينذاك مُديراً لهذه المدرسة وهو يعرف الكثير عن عبد الرزاق ! عرفت عبد الرزاق معرفة جيدة وكان قد باشر في وظيفته وأنا كنتُ أدرّس في متوسطة الحلة للبنين ( نفس المدرسة التي سبق ودرّس عبد الرزاق فيها عاماً واحداً ثم فُصل من وظيفته حين كان ما زال محسوباً عليها ) وتوطدت العلاقات فيما بيننا لأسباب يعرفها هو ولا بدَّ أنه يتذكرها بكافة تفاصيلها فذاكرة الرجل قوية . وحين آنَ أوان مغادرتي العراق لألتحق بزمالة للدراسة في جامعة موسكو طلب مني أنْ أحمل ديوانه الشعري معي إلى موسكو وأنْ أنقل للشاعر عبد الوهاب البياتي ( كان وقتذاك ما زال معاونَ ملحق ثقافي ) رجاءه في أنْ يحاولَ إعادة طبع الديوان بسبب ما فيه من أخطاء مطبعية كثيرة . إعتذرتُ ! قلتُ له أنت تعرف ظروفي السياسية وأخشى أنْ تكتشفَ الكتابَ شرطةُ المطار فيحدث لي ما قد يحدث وأنا مغادر العراق . إقتنع الرجل بحجّتي وكنتُ صادقاً فيها . حصلت مناسبة في جامعة موسكو كنتُ حاضرها وكان البياتي هناك . عرّفته بنفس ونقلت له رجاء عبد الرزاق فأجاب على الفور : أنا نفسي أواجه صعوبات في طبع كتبي فكيف أساعد غيري ؟ المهم أني نقلت للبياتي رجاء عبد الرزاق .
6 ـ ثم كرَّ الزمنُ الكرّارُ .. أكملتُ دراستي وعدتُ للعراق ـ وما كان يجب أنْ أعودَ ـ فوجدتُ عبد الرزاق عبد الواحد مُدرّساً في إحدى مدارس مدينة الدور . بعد فترة نُقل مُحرراً في مجلة المعلم أو أقلام وكانت إدارتها في وزارة الثقافة والإعلام في الباب الشرقي .. وكان عبد الجبار البصري رئيساً أو مديراً لتحريرها . زرته عام 1972 مرّات قليلة وكان يزوره كذلك صديقه يوسف الصائغ .. كما كنتُ أرى هناك المرحوم عبد الجبار عبّاس [ عبّوسي ] الناقد المعروف الذي رحل مُبكّراً للأسف .
7 ـ كان عبد الرزاق أحد ثلاثة من الأدباء المعروفين درسوا في كلية الآداب [ أو التربية ] أواسط سبعينيات القرن الماضي للماجستير تحت إشراف الراحل الدكتور علي جواد الطاهر ونالها ثلاثتهم بجدارة وكانت تلك مناسبة فريدة في بابها تندّر بها المثقفون والشعراء طويلاً لأنهم جميعاً كانوا قد كبروا وجاوزوا سنَّ الدراسة المألوف وكانوا جميعاً موظفين . الآخران هما المرحوم هاشم الطعّان ثم يوسف الصائع .
8 ـ تركتُ العراق فجر التاسع من شهر تموز عام 1978 ولم أتابع موضوع عبد الرزاق عبد الواحد لأني كنتُ أتوقع أنه سينجرف فيسقط في فخاخ البعث وهذا ما حصل .

CONVERSATION

10 comments:

أسعد البصري يقول...

دكتور عدنان الظاهر المحترم لا أتدخل بينك و بين دكتورة إنعام فأنتما صديقان حميمان كما يبدو . لكن عندي سؤال : هل هذا اللقب العجيب (( شاعر العرب الأكبر )) أطلق لأول مرة من قبل الدكتورة ؟؟ أم أن هناك من يطبل و يزمر به و ويخلعه خلعة رخيصة على شاعر آخر بمرأى و مسمع منك فلماذا لم تحتج حينها على ذلك التهريج ؟؟ لماذا حين خلعته الدكتورة على شاعر من ناحية أدبية أهم مليون مرة من ذلك المرتزق ثارت ثائرتك ؟؟ ما هو السبب ؟؟ لا أؤيد دكتورة إنعام فيما ذهبت إليه و كتبت مقالين في هذا الموضوع ربما حضرتك اطلعت عليهما لكن الإنتقائية تجعل حجتك واهية . فلماذا لا يستحق اللقب ( المبالغة ) شاعر حفظ الناس أبياته و مقولاته و معروف لأنه مدح طاغية حسناً مفهوم و أنا معك . لكن لماذا تصمت عن ذات اللقب يتم إطلاقه على مداح أمراء سعوديين صغار و هو أصلا شاعر جنادرية صغير لم يحفظ له أحد بيتا واحدا ولولا نقوده لم يسمع به أحد ؟؟؟؟

مؤتمن البدري يقول...

السلام عليكم
الشاعر الاكبر عبد الرزاق عبد الواحد
الاخت انعام الهاشمي
طيب ربي يومكم بالخير
بداية ارجو من الاستاذ مدير الموقع ان يسمح لتعليقي بالظهور وان لا يحذفه حسب رغبة الاخت انعام لاني سوف لا اتجاوز فيه وانما اوضح حقائق تحتاج الى الوقوف عليها ...
لا يخفَ على احد ان الاستاذ الشاعر العظيم عبد الرزق هو اعظم من الجواهري عينه ، حيث ان الجواهري مع اهميته لم يبقِ في نفس احد من السلاطين ما كتب عليه ،اما الاستاذ عبد الرزاق فلم يمدح سوى صدام ،انا بتعلقي اقف عند الشعر والشاعرية وليس الموقف ،ومقدمتي هذه استهلالا للدخول في الموضوع

للاسف الشديد ومع احترامي لاهمية الاخت انعام ،ان حوارها مع الاستاذ عبد الرزاق حوارا مثمرا جدا ومهم ايضا ،لكن وضوح غايتها في ابراز الاخ فائز الحداد كشاعر نثر متفرد في تجربته امر غير محبب وعجيب في انه ،وذلك لان هناك ما هو اهم من فائز ،فمثلا كلنا نعلم ان شاعرنا الكبير عبد الرزاق هو من مخضرمين العمود ،فلماذا لم تساليه عن قصيدة الشعر واهمية الدور الذي تعلبه اليوم ،خاصة وان الشعر العمودي اليوم قارب ان يلفظ انفاسه الاخيرة ،فهل الدكتور الشاعر عارف الساعدي والشاعر محمد البغدادي والشاعر نجاح العرسان والشاعر عمر عناز والشاعر وعمر السراي وغيرهم من قافلة مشروع قصيدة شعر في العراق وخارجه ،اهم ام تجربة الاخ فائز الحداد ؟ولو تجاوبنا معك هل ان سعدي يوسف رغم نزفه التفعيلة المدورة او التفعيلة الخالية من التقفية وشكلها المنحوت كنثر ومصور بثوب النثر اهم ام الاخ فائز ؟ولو تجاوزنا الامر ايضا وعبرنا الى مردان اليس اهم من الاخ الحداد ؟والقائمة تطول وتطول ان اردنا الحديث ،اعتراضي على ادخال الاخ فائز في اعلاء قيمته الشعرية مع كل احترامي له ولشعره ،لكني اتساءل وارجو الاجابة بكل وضوح وحقيقة وبعيدا عن المجاملات والمخالطات التي ترابي لاجل ارضاء زيد او عمر ،كل من يقرا شعر فائز الحداد هل يفهم ما يعنيه فائز ؟؟؟!
وهل ان طلاسمه المنتشرة على جسر قصيده تقول حقيقة سوى انها سفسطاة ممغنطة ،فلمذا هذا الترهل يا اخت انعام في هذا الحوار ؟وانت السيدة الكبيرة التي تجاوزت السبعين من عمرها وتقف على خبرة مكثفة في مدن الادب وتجارب عديدة في مضمار الادب ،ان تصطف مع شاعر يوجد العديد من الشعراء اهم منه ،وتحرجين الشاعر عبد الرزاق في حديث مبطن عنه ،فكيف تتوقعين ان يُجب الواحد عبد الرزاق عن كلام مبطن صوب الحداد ؟وكيف لك ان تقارين اهمية الحداد بادونيس ؟هذا يا سيدتي امر كبير ومغلوط ارجوك غيري اندفاعك فيه ،اعلم اني ربما افهم بعدائيتي لفائز ،لكن اقسم بالله لا اقول سوى الحق ،واعلم جيدا من يكون فائز وماهي نفسيته ،وكيف يتحسس من ابسط الامور ،لكن الحق فوق كل شيء ،هذا تاريخ ولا يرحم احدا ،فجعلي بصماتك كلها مثبتة في صلب الحقيقة ،هل سمعتي بالشاعر مروان عادل ؟اتمنى ان تقلبي صفحاته ، سترين انه اهم من فائز بملايين المرات وله بصمة واضحة جدا في القصيدة ،ولكن عجبي انك وقفتي عن فائز دون غيره ، وهذا امر مشروع لك ان كنت معجبة فيه او في شعره ،لكنه ليس الادب والثقافة التي تنادين بها ، فهو مخالف لما تقوليه اختي الطيبة ،كما اني اعتب على الاخ الشاعر (اسعد البصري) الذي واجه كبار الشعراء الدكتاتورية وهو يحيى السماوي ووقوفه بوجهه وقاومه بكل ثقة ،انه يهادن الحق معك ،لانك ذات مرة وقفتي بجانبه ،رغم انه يعلم جيدا ان هناك من هو اهم من فائز يحتاج ان يوقف عنده ،فلماذا هذا السكوت في زمن كثرت فيه المجاملات والمواريات لاجل اعلاء شخص على اخر ،اقسم بامي ان سامي العامري اهم من فائز بمليار مرة ،ولكنه لم يقف عنده احدكم لانه غير مجامل ولانه لا يظلم ولا يشاكس المشاعر بحثا عن مطالبه ،اعلم ان التعليق سيحذف ربما ،او انه لا ينشر اصلا ،لكني ساصر عليه وان حذف فالانترنت لا يخفِ حقيقة ،شكرا لسعة صدوركم وشكرا لانكم فستحوا لي المجال ،لكن اتمنى ان يكون الانصاف عنوان قضيتنا وليس العلاقة اساس كلامنا المنمق ،
دمتم بخير وعيشوا بسلام .






هذه رسالة وصلتني ولا اعرف طريقها ولكن يقلون انها رفضت النشر من قبل جهات عديدة ولا اعرف هل سر

د. عدنان الظاهر يقول...

صباح النور أستاذ أسعد البصري / أشكرك كثيراً على مداخلتك التي أثرتني بمعلومات أجهلها جملةً وتفصيلاً . لا أعرف شاعر الجندارية المُرتزق هذا ولا أعرف مدّاحي أمراء آل سعود أو مشايخ الخليج أو غيرهم من فرق الطبّالة والمزمرين .. صدّقني .. ثم أنت علام صمتك عن هؤلاء ما دمتُ تعرفهم وتعرف معادنهم الخسيسة ؟ أحتججتُ على ما قالت السيدة إنعام الهاشمي لأني أعرفها معرفة إنترنت .. ثم لأني أعرف عبد الرزاق عبد الواحد معرفة شخصية قديمة فصّلت بعض جوانبها في آخر مقالي الإحتجاجي الذي تفضلّتَ بقراءته وعلّقت عليه . أنا في عزلة كبيرة عن العالم لأسباب شتّى لذا أجهل الكثير عمّا يدور في ساحات الأدب والشعر سوى ما تقع عيناي عليه من باب الصدفة .
متفقان ـ أنت وأنا ـ إذاً ليس من شاعر اليوم يستحق لقب [[ شاعر العرب الأكبر ]] .. هذا كذب صراح وافتراء على تأريخ وواقع الشعر العراقي ثم العربي فكيف يسكت الشعراء ؟ وكيف يصمت النقّاد وأنت منهم ؟ وعليه لا تجدني وسوف لن تجدني إنتقائياً في نقدي وتحليلي ولا أحسب أنًّ حجّتي واهية وإلاّ لما كتبتُ فأثرتُ جانباً فيك أجهلُ أصله ودواعيه . قرأت لك [ أظن في الحوار المتمدن ] تعليقين على حلقتين من حواريات السيدة الهاشمي مع عبد الرزاق فوجدتك معها في القلب والقالب سوى ملاحظة صغيرة جداً لمزتَ فيها عبد الرزاق فانتبهتُ ! أعرف أسلوبك الجميل والذكي في النقد وقد سبق وأنْ علّقتَ على بعض أشعاري ورددتُ عليك في موقع المثقف ..
عدنان

أسعد البصري يقول...

إن ما يغيظ حقاً هو هذا النفاق الوطني الشامل الذي لا يمكن السكوت عليه مع التقدير للدكتورة العزيزة إذ لا يمكن ترك بعض الأمور دون ملاحظات تحتفظين بها ولا أحب الخفاء والأسرار بل أكتب علنا . دكتور عدنان الظاهر المحترم يقول : إن الدكتورة تقوم بدور تلميع وجه أسود وتعيد تأهيله وتدخله إلى الثقافة العراقية و يقصد الشاعر المعروف عبد الرزاق عبد الواحد . حسنا حسنا : هل عندنا ثقافة وطنية نزيهة تقوم الدكتورة العالية سيدة بنات طارق بتشويهها ؟؟ . أرجو أن يكون معلوما أن كل من السيدين طارق عزيز و عبد الرزاق عبد الواحد يحظيان باحترام عالمي وتاريخي لأنهما رغم (( الوقوف مع الدكتاتور )) لكنهما احتفظا بنوع من الوفاء واحترام الذات والسمو الروحي والثقافي . أحيطكم علما إن أول من أعاد تأهيل الوجوه السود هو عملاء إيران و أمريكا في المنطقة الخضراء والإستعانة بذات المحققين والمخبرين وخبراء التعذيب في السجون والضباط والحرس . أما التشدق بالحزب الشيوعي فهذا قضية أخرى إذ وافق أكبر وأعرق حزب وطني عراقي بشخص أمينه العام حميد مجيد موسى بدخول الإنتخابات مع قائمة الشيعة والمساهمة في حكومة محاصصة و حصل مقابل ذلك على مقعدين و منصب وزير ثقافة . وحين رشح منفردا فيما بعد لم يفز بمقعد واحد بسبب فقدان القاعدة الشعبية والثقة جراء الموافقة على الإحتلال والمحاصصة والمساهمة فيهما . المهم الحزب الشيوعي و حزب الدعوة ساهما معاً بإعادة تأهيل مهرج مثل فالح حسون الدراجي صاحب ألف أغنية غنائية في مديح صدام حسين . الآن يستخدمه كل من حزب الدعوة والحزب الشيوعي في كتابة قصائد طائفية لحزب الدعوة و وطنية للحزب الشيوعي بلا خجل لأن خطابه غوغائي يحرك المشاعر البدائية وهي موهبة مع انعدام الضمير تشكل ثروة للأحزاب العميلة . بل يلتقي المالكي شخصيا ب فالح حسون الدراجي و يظهر على الفضائيات الحكومية و يكتب في الصحافة وكأنه مفكر . هذا النفخ في أشخاص مريبين في كل شيء مثل فالح حسون الدراجي أو يحيى السماوي و ... الخ يكون على أساس صفقة (( فلوسسسسسس) مع السلطة والحكومة العراقية . المشكلة مع عبد الرزاق عبد الواحد ليس مديح الدكتاتور بل لأنه محترم يحترم نفسه ( رغم اختلافي معه كمعارض سابق ) لكن يعجبني وفاؤه وإخلاصه و احترامه لذاته . هذا الإعتداد يغيظهم . عبد الرواق لم بحذف قصائد مديحه ل صدام حسبن من طبعات دواوينه الجديدة كما حذف يحيى السماوي قصائده صاحبة الفضل في ثروته و نجاحه في أمراء المناطق السعودية . كنت أريد الإبتعاد عن هذا الجدل كما فعلت الدكتورة لكن هناك نقاط ينبغي الكتابة عنها وفتح الجدل إذا شاءوا فسكوت بعض الأطراف ليس ضعفاً بمقدار ما هو عدم الرغبة بخلط ما هو سياسي بما هو ثقافي . مع التقدير أردت فقط الإشارة إلى المشاركة والمتابعة التي أقوم بها لبعض الظواهر الغريبة .
بروفيسور كبير و عالم كيمياء و مثقف عراقي وطني مهم مثل عدنان الظاهر يطالب البروفيسورة الطيبة إنعام الهاشمي بالإعتذار و كأنها مؤسسة فرق الموت أو تبشر بالقاعدة أو رمز من رموز الطائفية الحالية ؟؟؟ في أي عصر يعيش البروفيسور العزيز عدنان الظاهر مع اهتزازي الكبير به لكنه يبالغ هنا ولا بأس من الإعتراف بذلك .
ملاحظة : لم أتفق مع الدكتورة و عندي مقالات ضد ما ذهبت إليه دون تجريمها وهذا أحد الروابط .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=323794
أما لماذا لم أجادها في موقع النور لأنني رأيت أن ليس من الذوق إحراج سيدة لطيفة و عالمة و مهذبة ، فكتبت رأيي بشكل منفصل
وهنا لا أحاول إحراج عالم عراقي و مناضل مثل عدنان الظاهر بقدر ما هي نقاط يجب توضيحها . مع خالص التقدير

علوان حسين يقول...


الأستاذ عدنان الظاهر ..
خطر ببالي للوهلة الإولى قصدت الدكتورة انعام الهاشمي بتسمية الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد بشاعر العرب الأكبر سنا ًلولا إنها منحته من الصفات والتكريم بما لا يستحقه وكأنها تنفخ في رماد . عبد الرزاق عبد الواحد جثة شعرية متفسخة وقد إكتسب هالته من إقتران أسمه بشخص الدكتاتور وحين سقط الأخير سقطت معه حواشيه وزمرته وجلاديه وجوقة شعرائه الذين قبعوا في العتمة مخزيين بتفاهات شعرهم وخزي مواقفهم وعار كلماتهم المباعة بدراهم ملوثة بدم الأبرياء , أمريكيا هناك مثال الشاعر ( إزرا باوند ) الذي مجد دكتاتور ايطاليا موسوليني وقد إحتمى بالجنون ليتنصل من إدانته بالخيانة العظمى , لا أدري هل كان عبد الرزاق عبد الواحد مصابا ً بلوثة عقلية حين كان يدبج أشعاره التافهة لتأليه دكتاتور تافه كصدام حسين ؟ الآن وقد سقطت الدكتاتورية أتساءل ماجدوى تلميع ومحاولة إعادة الإعتبار لشاعر يخجل من ذكرأسمه حتى أقرب الناس إليه حتى لو تشيع وأعلن ولائه لآل البيت فمواقفه محسوبة بدقة الشطار ومسألة أن يقول له الجواهري بأنني البحتري وأنت المتنبي مسألة فيها نظر لما هو معروف عن نرجسية الجواهري كذلك توزيع الألقاب حسب الأمزجة والمجاملات الفارغة مسألة تستحق وقفة ومراجعة وضمير وأذا كان ثمة من لقب يستحقه عبد الرزاق عبد الواحد فهو الشاعر الأسوء عربيا وعراقيا لكن المفاجأة بالنسبة لي هي محاولة الشاعر فائز حداد للبروز في خلفية المشهد وفي حركة استعراضية ولأسباب غامضة وجدت الهاشمي حيزا ً ولو صغيرا ً لشاعرها الأثير الحداد الذي بدا هو الآخر من الجوقة نفسها , هو الذي كنت أظنه حداثويا ربما تمنى في نفسه لو كان عبد الرزاق عبد الواحد متماهيا مع الصورة ذاتها , تحية للمبدع عدنان الظاهر ولمواقفه النبيلة مع خالص الود .

الأستاذ يحيى السماوي يقول...

أستاذي القدير البروفيسور عدنان الظاهر : محبتي وتبجيلي ..
تطاول الصغار على الكبار ليس بالأمر الجديد ... الصغير الذي وصفني بشاعر الديكتاتورية لايعرف أن الديكتاتورية هي التي حكمتني غيابيا بالإعدام ... إن لي عشرين ديوان شعر في مقاومة الديكتاتورية وفضح جرائم صدام حسين ونظامه ... والجنادرية ليست عيبا فقد حضرها الجواهري وبلند الحيدري والبياتي وعبد الرزاق عبد الواحد ( من المصادفات أن عبد الرزاق عبد الواحد كان ضمن حضور أمسيتي التي قرأت فيها قصائد ضد الديكتاتورية وضد الطائفية كما حضرت أمسيته التي قرأفيها قصائده الأخيرة ) كما حضرها محمود درويش والطيب صالح وشفيق الحوت والعشرات من حملة جائزة نوبل ... بمقدور أي شخص قراءة إصدارات الجنادرية المتضمنة جميع المواد الملقاة في ندواتها من شعر ونقد وبحوث ..
كل رؤساء وملوك وأمراء ومشايخ العرب لن يعدلوا عندي شهيدا عراقيا واحدا .
دمت كبيرا في عطائك ونضالك وعلمك .

مصطفى ـ دبي يقول...

مقال رائع لا غبار عليه

نيفين ضياء الدين يقول...

أستاذي الغالي د عدنان الظاهر وشاعر الأدب الراقي
تحيات الورود والزهور البرّية والدرّية و البنفسجية
أتفق معك تماماً فى أن مسألة الألقاب من أجل الإطراء فقط لا تتفق مع الموضوعية والأمانة الأدبية ولكن السيدة إنعام كانت تقصد المُجاملة والتقرب من الشاعر عبد الرازق فنحن الشعوب العربية تجري فى دمائنا ثقافة الألقاب مثل شوقي أمير الشعراء وأم كلثوم كوكب الشرق و عبد الحليم حافظ العندليب والألقاب لا تعني الحقيقة دائماً ولكنها هامة لكسب القلوب فى عالمنا العربي فنحن بعس الغرب هو شعوب عملية ولا يحبون الألقاب والمبالغات .ما عدا ذلك أتفق معك فى الرأي وطبعاً كون السيد عبدالرازق من أتباع صدام هذة نقطة سوداء ولكني لم أقرأ شعر عبدالرازق لذلك لا أستطيع الحُكم على أعمالة الأدبية وإبداء الرأي فيها
ذكرت تاريخ عبدالرازق وكانت هذة لمسة من لمساتك التأريخية التي تهدف للتعريف بالشاعر ولها دور هام فى إشراك القارئ فى معرفة تأريخ الشاعر
دائماً لك إشراق الشمس والنور معاً

د. عدنان الظاهر يقول...

العزيزة جداً جداً السيدة نيفين ضياء الدين صباح الخير /
لكِ في القلب موقع خاص ولكلماتك وقع خاص ولما تقولين قيمة متميّزة لأنك لا تقولين إلاّ الصدق واضحة كحزم أشعة النور والنور يأتي من عينيك . أجدك في تعليقاتك دوماً الذكية الكثيرة الموضوعية والمحللة البارعة فيا لسعة وعمق صبرك ويا لجمال روحك .
مع الشكر عزيزتي دكتورة نيفين .
عدنان

عدنان الظاهر يقول...

حضرة الأستاذ مصطفى من دبي / تحية
شكراً أنكم قرأتم مقالي وتفضّلتم بتقويمه ... أملي أنْ تستمروا في متابعة ما أنشر في موقع الصديق الجليل الأستاذ شربل بعيني .
عدنان الظاهر