مطالب الأنبار قتالية أولاً/ أسعد البصري

النظام العراقي يساعد النظام السوري بينما في الحقيقة الثوار السوريون بحاجة للمساعدة . مشكلة السنة في سوريا أنهم لم يروا السلطة منذ عام ١٩٦٣ م . حيث سيطر العلويون بشكل كامل على الجهاز العسكري والأمني منذ ذلك الإنقلاب الذي أتاح لهم فيما بعد التخلص من أمين الحافظ سنة ١٩٦٦م . ثم عام ١٩٧٠م تخلص وزير الدفاع حافظ الأسد من رفيقه و شبيهه صلاح جديد فيما يسمى ( الحركة التصحيحية ) مناسبة يحتفل بها الشعب السوري / الغدر .لم ير صلاح جديد النور في سجن المزة إلا ميتا إلى المقبرة سنة ١٩٩٣م . لهذا هؤلاء السوريون الذين يقاتلون اليوم هم مجرد مدنيين و حرفيين وليسوا عسكر . هذا سبب خسائرهم الفادحة أمام قوات النظام السوري . كلاب الحراسة في سورية علويون وكلاب الحراسة في العراق سنة . بصراحة هذا سبب تسرع الأنبار لا يريدون الإنتظار أكثر من عشر سنوات لكي لا يتحولوا إلى كلاب زراعة وحرف و تجارة .

في الأنبار الآن من نصف مليون إلى ثلاثة أرباع المليون مقاتل ، تتراوح أعمارهم بين عشرين إلى أربعين عاما ، مع ضباط وخبراء عسكريين بمعداتهم . كيف يمكن للمالكي دخول صحراء الأنبار التي هي ثلث مساحة العراق تحكمها عشيرة واحدة
هي عشيرة الدليم ؟ . بما يعني أن كل قتيل هو ثأر . هل تتحمل عشيرة المالكي ثأرا كبيرا مع عشيرة الدليم ؟؟ . المفكر عبد الله النفيسي هو الذي نصح بتحريك الأنبار و دعمها . الشعب السني في العراق ليس فيه مرجع كالسيستاني لكن هناك عشيرة تعدادها أربع ملايين إنسان هي عشيرة الدليم تسكن مساحة هي ثلث مساحة العراق و السمة الغالبة عليهم البداوة والجندية لهذا يمكن التعامل مع شيوخها كبديل عن المرجعية لتنظيم سياسي عشائري وهذا ما حدث .
إنني أسمع صوتا وهذا ما يجعل كتاباتي غريبة أحيانا . لا أصدر عن معالجة عقلية منطقية ، وعلاقتي بالدنيا شبه منتهية . فلا أصدر عن مصالح و علاقات بل أصدر عن جسد أصم مفعم بالصمت يسمع صوتا . أرفع الستارة في الليل فأرى جلده الأبيض يملأ الطرقات . البرق والرعد والمطر واتحاد العناصر . هذا العالم ما زال في داخلي لم أنفصل عنه تماماً . ضع خدك على سكة الحديد وأخبرني متى يأتي القطار ؟؟ . الثقافة تقمص . هل تريدون أن تعرفوا كيف يفكر المتظاهر الذي يصرخ في الفلوجة بعنف ؟؟ . أنا أتقمصه وأسمع عذابه ، وأترجم طموحه إلى كلمات أما أن تغضب مني لأنني أفعل ذلك فهذه مشكلتك .
العراق ليس فيه حكومة تقطع الأيدي والرؤوس هذا صحيح . لكن هذا العراق فيه حكومة طائفية و عصابة لصوص سرقوا البلاد . الطائفة السنية غير مرتاحة و منفصلة عن ممثليها السياسيين . وجودهم في الشارع دليل عدم ثقة ورغبة بالتغيير . هل يريدون حكومة جديدة ؟؟ إقليما خاصا بهم ؟؟ . هل يريدون وظائف ؟؟ تمثيلا أكبر في الجيش ؟؟ . هل يريدون وقف المداهمات و قانون أربعة إرهاب والقلم السري واجتثاث البعث ؟؟ . هل يريدون وقف الإعلام الحكومي الطائفي ؟؟ هل يريدون التخفيف من ضجة الزيارات المليونية ؟؟ . هل يريدون إطلاق سراح المعتقلين و إلغاء السجون السرية ومنع التعذيب ؟؟ . هل يريدون التخفيف من الدور الإيراني والرموز الدينية و حوزة النجف ؟؟ . هل يريدون المزيد من الثقافة الوطنية والمشاريع الثقافية الموحدة للبلاد ؟؟ . ماذا يريدون ؟؟ .

كما أرى واضحا عندي الأنبار تريد القتال ، ولا شيء غير القتال . لأنهم عسكر أساسا ومنذ زمن طويل لم يدخلوا في عمليات قتالية لأن الحكومة طردتهم من مهنتهم الأساسية . بسبب التهميش ، القضية لا علاقة لها بالحقد الطائفي لأن هناك حقودين كثيرين لكنهم ليسوا محاربين لا فائدة من حقدهم ولا خوف . القتال لعامين إذا صمدت الحكومة و تم تفريغ هذه الرغبة ثم المطالبة بإقليم هذا ما سيحدث . النشاط السلمي للمظاهرات هو تمهيد للقتال ، حتى لا تتدخل القوات الأمريكية . هؤلاء الرجال المعصوبة عيونهم ، الذين اغتُصبوا وأهينوا و عذبوا في السجون السرية ما هي مطالبهم ؟؟ . لا توجد مطالب فقط ساحة كرامة تمهد للقتال يفتحون عيونهم ، يقفون ، يرفعون رأسهم عاليا للريح ثم يجربون القتال الجماعي الشامل العادل النقي بلا قوات أمريكية متفوقة ، وبلا مداهمات ، و بلا مخبر سري . هؤلاء الناس بحاجة إلى حرب يستعيدون بها كرامتهم و هيبتهم . عشر سنوات والحكومة الصفوية تعرضهم بثياب السجن كالدواب . حتى صار منظر السني المربوط بحبل أو المعصوب العينين أو المضروب على وجهه بحذاء من المشاهد اليومية العادية في التلفزيون العراقي كبرامج الأطفال و أفلام كارتون و الشعر الشعبي . ماذا عساها تكون مطالب السنة في العراق سوى القصاص من الحكومة التي نالت من كرامتهم و ثقافتهم و وجدانهم .

CONVERSATION

0 comments: