الواقع العربي کما نراه/ السيد محمد علي الحسيني

مازالت القضية الفلسطينية من حيث إهتمام الاقطار العربية، في المرکز الاول وهي القضية المركزية من دون أي نقاش، وما زالت کافة الحکومات العربية تعتبر حل قضية الشعب الفلسطيني حلا سلميا عادلا يضمن کافة حقوقه المشروعة، أفضل سبيل لمعالجة وحل أزمة الشرق الاوسط ووضع حد نهائي للصراع العربي ـ الصهيوني.
ولئن تفاوتت درجات الاهتمام من جانب الاقطار العربية بالقضية الفلسطينية، فإن ذلك التفاوت لايعود للتقاعس او التجاهل المتعمد او أي شئ آخر يصب بهذا الاتجاه، وانما هو يتعلق اساسا بدور ومکانة کل قطر عربي على الصعيدين الاقليمي والدولي والمدى والحيز المکفل له للتحرك وفق ذلك، لکن الامر الاهم والاکثر إلفاتا للنظر، هو ان العرب اساسا يخوضون صراعا غير متکافئا مع الصهاينة الغاصبين للقدس والارض العربية الفلسطينية، إذ ان هٶلاء يسيطرون ويوجهون بصورة او أخرى مراکز القرار الدولي مثلما يسممون الرأي العام العالمي بأفکارهم المنحرفة الضالة ويقلبون الحق باطلا والباطل حقا کما فعلوا ويفعلون، لکن ولله تعالى الحمد، فإن العقلية السياسية العربية قد تمکنت رويدا رويدا من زحزحة السيطرة الصهيونية تلك ومنافستها بمختلف الطرق والاساليب المتباينة بل وان الامر قد وصل الى حد نشوء حالات إختلاف وتضارب وجهات النظر والمواقف بين الکيان الصهيوني ذاته والولايات المتحدة الامريکية(حاميتها وراعيتها الاولى في العالم)، ناهيك عن حالات الاختلاف الشديدة الاخرى بين هذا الکيان اللقيط ودول اوروبية مهمة أخرى کانت للأمس منحازة تماما للنظرة الصهيونية، هذا إذا وضعنا جانبا زعزعة الدور الصهيوني في العالم الاسلامي من خلال نمو وتصاعد وتيرة الوعي الفکري والسياسي بخطورة الدور الصهيوني على الامة الاسلامية برمتها وهو مانشهده حاليا في العلاقات الترکية ـ الاسرائيلية والتي تصب في نهايتها والحمد لله في صالح العرب والمسلمين. وهنا، يجب علينا الاشارة والاشادة بالموقف الحصيف والرشيد للملکة العربية السعودية من خلال الادوار التي لعبتها خلال العقود الاخيرة سيما مايتعلق منها بالصراع العربي ـ الصهيوني وتمکنها بحذاقتها ونباهتها من نقل الصراع الى مرحلة متقدمة لصالح العرب وان مرور کل عام يشهد تراجعا صهيونيا وتقدما عربيا ملموسا وان السياسة الرشيدة التي أعتمدتها المملکة بهذا الخصوص قد اتت وتؤتي أکلها والحمدلله.
اننا کمرجعية شيعية تتشرف بحمل الهم العربي وتمثيله والتصدي للأذرع الدخيلة والمشبوهة وعلى رأسها اخطبوط ولاية الفقيه الذي يسعى عبر مختلف الاساليب والطرق لحرف الحقائق وتزييفها من أجل أجندته ومصالحه الضيقة الخاصة ومشروعه الخطير ، نرى بأن الواقع العربي يشهد حالة من النهوض السياسي والحضاري وانه بات يسعى لکي يکون مماشيا ومجاريا لروح العصر واننا نعتقد بأن العقد الحالي سوف يشهد تغييرات دراماتيکية مثيرة لصالح الحق العربي الفلسطيني ولأجل ذلك ندعو ونحث کافة الفصائل والقوى الوطنية وحركات المقاومة العربية و کذلك المثقفين والکتاب العرب الى الانتباه لهذه المسألة الحيوية وإيلائها الاهتمام الذي تستحقه واننا واثقون من أن الغد والمستقبل للحق والعدالة فقط وان ماخلاه يعمه في غي وضلال وليس للغي والضلال من غد او مستقبل.

المرجع الإسلامي للشيعة العرب.


CONVERSATION

0 comments: