حفل حمساوي في بيت فتحاوي/ محمد داود

في حفل حمساوي مهيب سجل على أنه اختراقاً حزبياً كبيراً لعائلة فتحاوية عريقة "أباً عن جد"، أمضته أفرادها خلف الزنازين الإسرائيلية وفي حي يعرف بانتمائه الفتحاوي النقي.

هي ديمقراطية حركة فتح التي تتسم بها الحركة منذ الرعيل الأول فورثه أجيال وكوادر الحركة حتى باتت صفة يتمتعون بها. وفي هذا المقام النبيل ارتضت العائلة الفتحاوية التي تعتبر مرجعية حركية أن لا تخيب رجاء ابنها الميمون في يوم زفافه. فعملت على سعادته بغض النظر عن انتمائه الحزبي أو الفكري أو الأيدلوجي، تاركة خلفها أي صورة أو تعبير أو معنى تنظيمي يثر الجدل أو النفور لتفوز بسعادة ابنها.

ففتح قدمت الصورة الديمقراطية النبيلة التي تليق بتاريخها الحافل بالنضال من خلال احترام وجهة نظر الابن وهي حرية شخصية وحق يجب أن لا يلام عليه، رغم ذلك طغت الحساسية من بعض المعكرين لصفو الفرح ونشروا غسيل تحزبهم الأعمى، فصحيح أن سطح البيت وجدرانه والشارع زين برآيات حركة حماس وشعارتها التي لا تنتهي وصور شهداءها لا غير، لكن كان ينقصه معاني الوحدة، فقد تمنى الكثيرون أن تجاور تلك الرآيات والأعلام أعلامً أخرى لحركة فتح ولفلسطين ولشهداء الثورة أو دون تميز على الأقل ... الذين هم أكبر منا جميعاً.

وصحيح أن العرس لعنصر منتمي لحماس، ولكنه يبقى في بيت فتحاوي أصيل يعج بنشاط فتح، لكن الفرصة لم تستثمر جيداً، فرغم تلك المراسيم التي علت المكان؛ بقدوم الأحباب من كلا الطرفين إلى حفل الزفاف لتأدية الواجب، الذي أشرح صدر الجميع باللقاء عندما جمع شمل الحركتين (فتح وحماس) برزت خلاله معاني الرضا والفرح التي بدت على وجوههم؛ بعد أن صافح وعانق بعض أفراد وكوادر الحركتين بعضهما البعض، على أمل أن تكون بادرة طيبة نحو المصالحة الوطنية وإعادة الثقة بينهما.

ولعل الصورة الشهيرة التي استلها أحد أفراد العائلة والتي يقدم الرئيس الشهيد ياسر عرفات الطعام والماء بيده للشهيد الشيخ أحمد ياسين، جسدت مفهوم الوحدة الوطنية السياسية والاجتماعية والحزبية وطغت على الجراح ليفوز الجميع بسعادة العريس. حقاً إنها ديمقراطية حركة فتح.

كاتب وباحث

CONVERSATION

0 comments: